ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الفقر
والبطالة والغلاء والفساد: معاً
على المواطن افتتاحية
النداء بقلم هيئة التحرير لم
تنتظر الأسعار رفع الدعم عن
المحروقات لتوالي ارتفاعها
الصاروخي في بلادنا، مما فاقم
الأزمة الاجتماعية والمعاشية
المستفحلة، وفتحها على نتائج
يصعب التنبؤ بحجمها وآثارها.
ولن يستطيع "قانون حماية
المستهلك" ولا أيّ
تغيير حكومي أن يوقفها، أو
يؤمّن النجاح لأيّ خطّة رسميّة
في مواجهتها. هنالك
عناصر موضوعية خارجية بالطبع في
هذا الغلاء المستشري، من ارتفاع
في أسعار النفط واليورو و
تحوّلات تجارة المواد الغذائية
عالمياً ، كما أن هنالك عناصر
داخلية سوف تتسّع مع الاضطرار
لاستيراد النفط ابتداءً من
العام القادم، ومع استمرار
الفساد الكبير في احتكار الثروة
الوطنية بين
أيدي فئة محدودة ومقربة من
السلطة ،ونهب فائض تلك الثروة
وتبييض أموالها بأشكال ومشاريع
متعددة داخليا وخارجيا. كل ذلك
سيلحق أشد الأضرار بالإقتصاد
الوطني، كما سينعكس ضغوطا شديدة
على كاهل المواطن و يحشره في
زاوية الجري اللامتناهي خلف
حاجاته المعيشية، فلا يفسح له
مجالا للتفكير بحاضر أبناء وطنه
ومستقبلهم ، كما يترك الوطن
عرضة لأخطار التقلبات العالمية.
لأزمتنا
إذن ملامح وطنية خاصة بنا،
أسّست لها سياسات النظام على
مرً السنين الطويلة الماضية.
فقد ساد – ومايزال- نظام أوامري
يكافئ حالة الطوارئ المفروضة
منذ دهر، وبيروقراطية ومحسوبية
قضت على قيمة العمل وأخلاقه. كما
غابت سيادة القانون واستقلالية
القضاء أمام هيمنة أجهزة لا دخل
لها في هذا الحقل، وضاقت السبل
على تطوّر المجتمع المدني
القادر على لعب دور مُوازن في
مثل هذه الحالات كما هي خبرة
الشعوب الأخرى . إن
أزمة من هذا النوع لا يمكن
مواجهتها إلاّ من خلال الوحدة
الوطنية وحرية
التعبير. وفقط حين تكون النوايا
خالصة والبحث جدياً يستطيع
الثقاة من أولاد البلد أن يجدوا
الحلول ويضعوها موضع التطبيق.
وهنا نتذكّر ونفتقد عالم
الاقتصاد الكبير عارف دليلة،
وما كان يقوله ويكرره قبل أن
يغيب خلف قضبان السجن الظالم،
ويتعرّض للمرض والأخطار
الكبيرة في زنزانته. فلا
يستطيع نظام يسجن عارف دليلة
وفداء الحوراني ورفاقهما من
خيرة المثقفين السوريين ،
ويستمرّ بالعمل بقانون
الطوارئ، ويمنع المجتمع المدني
من الازدهار، ويحجب حرية الرأي،
أن يعالج الأزمة المستفحلة أو
القادمة. وفي
هذه الأيام التي تطل فيها
تباشيرالربيع في بلادنا
الحبيبة، وتذكرنا أعياد المعلم
والأم والنوروز بقيم التربية
الفاضلة وجمال التنوع الوطني
وخصوبته، نثق نحن في ائتلاف
إعلان دمشق بأن شعبنا الذي
يحتاج إلى حريته ليدافع عن
لقمته، وإلى لقمته ليستردّ
حريّته، سيجد طريقته الخاصة
ليدمج بينهما مكللا بتضحيات
مواطنيه وقواه الحية، وذلك درس
التاريخ لقوم يعقلون. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |