ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما
الذي يخفيه العدو الصهيوني لأهل
غزة؟! أ.د. محمد اسحق الريفي الجرائم الدموية التي ارتكبها العدو
الصهيوني ضد أهل غزة الأسبوع
الماضي، وما تزامن مع هذه
الجرائم من تصريحات صهيونية،
سلطت الضوء على جوانب هامة من
خطة خطيرة أعدها العدو الصهيوني
لمواجهة التهديد الاستراتيجي
الذي تشكله حركة حماس وصمود أهل
غزة على النظام الصهيوني
ومخططاته. ترجع قدرة حركة حماس على الصمود في وجه
محاولات القضاء عليها وترويضها
واحتوائها، بعد نصر الله عز وجل
وتأييده، إلى ثلاثة أمور:
التأييد الشعبي الواسع
والمتعاظم الذي تحظى به، وقوة
جناحها العسكري "كتائب
الشهيد عز الدين القسام"،
واحتضانها للمقاومة. والتأييد الشعبي يمكن حماس من القيام
بفعاليات شعبية مؤثرة محلياً
وإقليمياً وعالمياً، وينعكس
إيجابياً على قوة حماس العسكرية
إلى حد كبير، حيث يحتضن الشعب
المقاومة ويؤيدها ويدعمها
ويوفر لها ملاذاً آمناً.
كما أثبتت الهبة الغزية
باتجاه معبر رفح قدرة حركة حماس
على تنظيم حركات شعبية مرعبة
للصهاينة وحلفائهم والمتواطئين
معهم. ولهذا فقد أبدى الاحتلال قلقه الشديد من
إقدام حركة حماس على تنظيم
مسيرات شعبية عارمة تنطلق من
غزة باتجاه ما يسمى "معبر
إيريز"، الذي يفصل شمال غزة
عن الأرضي الفلسطينية المحتلة
منذ عام 1948. كما اعترف الاحتلال بأن السلسلة البشرية
التي أقيمت ضمن الفعاليات
الشعبية لمقاومة الحصار الظالم
على غزة، والتي امتدت من رفح
جنوباً إلى بيت حانون شمالاً،
قد أربكت جيش الاحتلال الذي خشي
من إقدام المتظاهرين على تحطيم
الحدود التي حولت غزة إلى سجن
كبير. أما القوة العسكرية لحماس، فقد أثبتت
قدرتها على التصدي لجيش
الاحتلال ببسالة وإبطال قدرته
على الردع وإفقاده هيبته.
وأثبتت كتائب القسام أنها
تستطيع التأثير على الرأي العام
الصهيوني، الذي أظهرت أحداث
الأسبوع الماضي مدى ضعفه، فقد
تحول هذا الرأي العام تحت ضربات
صواريخ القسام والسرايا
والألوية إلى عامل ضغط على
الحكومة الصهيونية يهدد بحدوث
تحول سياسي صهيوني خطير على
المخطط الصهيوني. لذلك يبدو واضحاً أن قادة العدو الصهيوني
أدركوا أنه لا يمكنهم إنجاز
مخططاتهم، بتهويد القدس وضم
الأراضي الفلسطينية لكيانهم
الغاصب وإقامة المزيد من
المستوطنات اليهودية عليها،
إلا بضرب المدنيين في غزة
بطريقة تسهل للعدو الصهيوني
القضاء على المقاومة. فقد كشفت الجرائم الصهيونية الأسبوع
الماضي عن سياسة رسمية صهيونية
تطلق العنان لجيش الاحتلال
لاستهداف المدنيين وهدم
المنازل على رؤوس سكانها دون
تمييز، وهي سياسة قديمة اتبعها
الصهاينة على مر العقود
الماضية، ولكن الجديد في هذه
المرة أن هذه السياسية أصبحت
معلنة دون أي حساب للمجتمع
الدولي، مما أدى إلى تصاعد
وتيرة استهداف الصهاينة
للمدنيين وزيادة حجم هذا
الاستهداف وفقاً لهذه السياسة
الإجرامية. وقد جاء الإعلان عن هذه السياسة
الإجرامية في معرض تهديد نائب
وزير الحرب الصهيوني المجرم
ماتان فلنائي بارتكاب محرقة ضد
غزة، وبالتزامن مع دعوات
صهيونية لمسح أحياء سكنية
بأكملها في غزة انتقاماً من
المقاومة واعتبار غزة كياناً
معادياً. وهناك
دعوات صهيونية لتحديد مناطق في
غزة واعتبارها مناطق قتالية،
لإجبار السكان على تركها
تمهيداً لحرقها وسحقها. وتهدف هذه السياسة الإجرامية الخطيرة إلى
الضغط على سكان غزة واضطرارهم
إلى الانفجار باتجاه مصر،
تمهيداً لتهجير نسبة كبيرة منهم
إليها وإعادة وضع غزة تحت
الإدارة المصرية، التي يعتقد
الصهاينة أنها قادرة على كبح
جماح المقاومة وحماية أمن
الكيان الصهيوني. ومما يزيد المخاوف الصهيونية من بقاء
حركة حماس في الحكم والسلطة
ودعمها للمقاومة وتوظيف
شعبيتها في مقاومة الاحتلال،
اعتقادهم بقدرة حركة حماس على
إشعال انتفاضة شعبية ثالثة في
الضفة الغربية، لتطيح بسلطة رام
الله القمعية وتفشل عملية
أنابوليس وخريطة الطريق
الرامية إلى القضاء على
المقاومة في الضفة الغربية
المحتلة. وفي هذا الصدد، دعا المجرم بنيامين
نتنياهو إلى توجيه ضربة ساحقة
لحركة حماس في غزة كما جاء في
لقاء له مع القناة العبرية
الثانية، حيث قال: "يجب على (إسرائيل)
التخلي عن أوهامها وإسقاط حركة
حماس التي تشكل خطراً داهماً
على مستقبل الدولة العبرية"،
داعياً إلى البدء بحملة إعلامية
وسياسية كبيرة ومركزة قبل توجيه
ضربة ساحقة لحماس في قطاع غزة. وكل تلك التصريحات تؤكد أن التهدئة التي
يحاول العدو الصهيوني جر
المقاومة الفلسطينية إليها،
إنما تأتي في سياق محاولة كسب
الوقت لإيجاد حل لصواريخ
المقاومة وطمأنة الرأي العام
الصهيوني، الذي أصبح مؤيداً
للتفاوض مع حركة حماس، ولتعزيز
سلطة رام الله القمعية وتمكينها
من تنفيذ الشق الأمني لخريطة
الطريق. مما سبق تتضح لنا معالم الخطة الصهيونية
للقضاء على المقاومة
الفلسطينية وما يخفيه العدو
الصهيوني لأهل غزة من جرائم،
حيث سيرتكب هذا العدو محرقة ضد
غزة، وسيعمل على تهجير مناطق
كاملة من سكانها تحت التهديد
بقصف بيوتهم على رؤوسهم ومسح
أحياء كاملة، وذلك بهدف وضع تلك
المناطق تحت سيطرة الجيش
الصهيوني في محاولة للحد من
وصول صواريخ المقاومة إلى
البلدات والمدن الصهيونية. لذلك فإن المرحلة القادمة تحتاج إلى
استمرار المقاومة، للضغط على
الرأي العام الصهيوني، وإلى
تكثيف الفعاليات الشعبية،
للضغط على الاحتلال والمجتمع
الدولي وتقويض سلطة رام الله،
عبر تنظيم مسيرات عارمة نحو
معبر إيريز، وإلى حث العرب
والمسلمين على نصرة الشعب
الفلسطيني وعلى الضغط على
أنظمتهم المتواطئة كي تتخذ
مواقف داعمة للمقاومة
الفلسطينية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |