ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أحترم
حرّيته في الإلحاد ، ولا يحترم
حرّيتي في الإيمان .. فأيّ
مخلوق هذا !؟ ماجد
زاهد الشيباني
1)
لماذا أحترم حرّيته في
الإلحاد !؟ •
أحترم حرّيته في الإلحاد ،
لأنه اختار أن يكون ملحداً !
ومِن صميم حرّية الإنسان ، أن
يَحقّ له اختيار طريقه ، إلى
الإيمان ، أو إلى الكفر! ولو
أجبِر على أحدهما لَما عاد له
فضل في إيمانه ، إذا أجبِر عليه
.. ولاحتجّ بأنه أكرِه على
الكفر، لو أكره عليه.. لينجو من
الإثم وعقابه ! •
وأحترم حرّيته في الإلحاد ،
لأن الله الذي أومن به ، وبنبيّه
الذي أتّبعه .. أمَر نبيّه أن
يقتصر دوره على التذكير، فقال
له : (فذكّر إنّما أنتَ مذكِّر.
لستَ عليهمْ بمسَيطر) .. فإذا كان
النبيّ ، المرسل من الله ،
لايحقّ له أن يسيطر على الناس ،
فغيره من باب أولى ! •
وأحترم حرّيته في الإلحاد ،
لأن الله أنزل على نبيّه الذي
أتّبعه ، الآية الكريمة : (لاإكراهَ
في الدينِ قدْ تَبيّنَ الرشْد
مِن الغَيّ) . •
وأحترم حرّيته في الإلحاد ،
لأن الذي خلقه وخلقني ، ترك
الإيمان والكفر رهناً بمشيئة
الإنسان نفسه .. فقال : ( فمَن
شاءَ فليؤمنْ ومَن شاءَ فليكفر). •
وأحترم حرّيته في الإلحاد ،
لأن الله أمر نبيّه أن يقول
لمشركي قريش : (لكمْ دينُكمْ
وليَ دين) . •
وأحترم حرّيته في الإلحاد ،
لأن الله ، خالقَ الخلق ، قال
لنبيّه : (ولو شاءَ ربّكَ لجَعلَ
الناسَ أمّةً واحدة أفأنتَ
تُكره الناسَ حتّى يكونوا
مؤمنين ) . 2) لماذا
لايحترم حرّيتي في الإيمان !؟
أترك الإجابة على هذا
السؤال ، للنمط الذي يضمّ
مجموعة من النماذج ، لكلّ منها
أسبابه ، في العدوان على حرّيات
الآخرين المؤمنين ، وفي عدم
احترام هذه الحرّيات ! وذلك ،
ليجيب كل نموذج عن حالته
الخاصّة . فإن لم نجد إجابة من
أصحاب الشأن ، فلابدّ لنا ، من
أن نقدّر بأنفسنا ـ اضطراراً ـ
بعض الأسباب ، التي قد تنطبق على
أناس دون آخرين ، وقد تَغيظ
أناساً ، وتستفزّ آخرين ..! دون
أن نسمّي أحداً باسمه .. فما هذا
من شأننا ، ولا من وظيفة هذه
السطور المتواضعة ! وكل
امرئ حسيب نفسه ، والله حسيب
الجميع ! وهو القائل جلّ شأنه : (بلْ
الإنسانُ على نفسِه بَصيرةٌ .
ولوْ ألقَى مَعاذيرَه ) .
أذكر، هنا ، بعض الأسباب
التي عرفتها .. التي تجعله عدواً
للإيمان ، وعدواً ، بالتالي ،
للمؤمنين ! (وأقصد ، هنا ، عدواً
عدوانياً ، متجاوزاً ، شرساً ..لاعدواً
مهادناً ، يحمل حقداً .. يجترّه
دون أذى !) . وهو ، هنا ، ليس شخصاً
، بعينه .. بل هو رمز يجسّد
الملحدين على مدار التاريخ..
الذين ذكِر بعضُ أسباب إلحادهم،
في الكتب المقدّسة ، وعلى ألسنة
الأنبياء .. وذكِر بعض هذه
الأسباب ، في كتب التاريخ .. وذكر
بعضها في كتب علم الاجتماع ، وفي
الدراسات القديمة ، التي عالجت
أمراض النفوس وآفاتها .. وفي كتب
الأدب ، القديمة والحديثة ! وإذا
لم يَجد ـ أي الملحد العدوانيّ ـ
أياً من الأسباب التي أذكرها ،
بمفرده ، ينطبق عليه ، فبإمكانه
أن يصحّح لي ، ويبيّن أن أسباب
عدم احترامه لإيماني ، لاتقتصر
على سبب واحد ممّا ذكِر، بل هي
مجموعة من الأسباب! أو أن
الأسباب المذكورة ، كلها،
لاتفسّر عدم احترامه لإيماني ،
وإنّما ثمّة أسباب أخرى ، هي كذا
وكذا ! وسأحترم ، كذلك ، أسبابه ..
مادامت تشكّل لديه قناعة عقلية
، خاصّة بعقله هو ، الذي يرتفع
به ، أو يسقط ، أمام الناس ! أمّا
العدوان على إيماني ، بكلمة
مؤذية واحدة ، فسأعدّه عدواناً
بشعاً على شخصي ؛ لأنه عدوان
جائر، على عقلي ، وعلى اختياري ! ومن
الأسباب التي عرفتها ، وأحسب أن
بعضها يدعوه إلى عدم احترام
إيماني ، مايلي :
(وأذكّر، هنا ، بأن الذي
أتحدّث عنه ، إنّما هو نمط ،
يشمل نماذج شتّى من الناس ، ولكل
نموذج أسبابه ، التي قد لا تكون
هي أسباب النموذج الآخر.فمَن
وجَد أسباباً لاتنطبق عليه، فلا
يَعجلْ بنفيها ، لأنها لنموذج
آخر غيرِه !) . •
الإيمان الديني ، عامّة ،
يدعو الناس إلى أخلاق سامية ،
تَضبط أقوالهم وأفعالهم .. وهذا
لا يحبّ أن ينضبط بأيّ قيد ، من
أيّ نوع ! ولذا ، يَكره الإيمان
وقيودَه ، ويَكره المؤمنين
الذين يقيّدون أنفسهم بها ..!
وتدفعه نفسه الحاقدة ، إلى
توجيه الشتائم إلى المؤمنين ،
دون أن تكون لديه قدرة ، نفسية
أو عقلية .. على ضبط انفعالاته
الحاقدة ، وصبّها في إطار حضاري
مهذّب ! •
الجهل المركّب ، وهو الجهل
الذي يسيطر على عقل صاحبه
تماماً ، ويجعله يحسب ،
من شدّة جهله ، أنه أعلم
الخلق ، وأقواهم تفكيراً ! •
العقد النفسية المدمّرة ،
التي تدفع المرء إلى التظاهر،
بأيّ شيء يحسبه يَرفع من شأنه،
حتى لوكان مؤذياً له ، أو
مدمّراً لعقله ، ولمكانته بين
الناس .. بما في ذلك الاعتداء على
مقدّسات الناس ، والسخرية من
اختياراتهم الفكرية والعقَدية ! وكلّ
يَعمل على شاكِلتِه ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |