ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
برميل
النفط العربي بمئة دولار أمريكي
، والدم العربي مجاناً د
. علي حسين* خلال تصفحي لموقع
الراصد العربي استوقفني
كاريكاتير
منقول عن جريدة الإتحاد
الإماراتية تحت عنوان (برميل
النفط العربي بـ
100 دولار
أمريكي ، وبرميل الدم العربي بـ
"مجاناً")، عند تصفح القراء
للكاريكاتير
، يمرون عليه مر الكرام والبعض
منهم قد لايدقق في معناه ، في
حين تعبر
ريشة
الفنان في كل حركة عن شيء ما أو
عن فعل ما ، وهي في غالب الأحيان
تعبر عن وضع
سياسي
معين . وبسبب بعض الكاريكاتيرات
دفع العديد من أصحابها حياتهم
ثمن لرسوماتهم
أمثال
الفنان الكاريكاتيري المرحوم
ناجي العلي ، فهو لم يحمل
البندقية ليقاتل
الإحتلال
الغاشم لأرض فلسطين ، بل قاتلهم
حتى صرعوه في لندن بالقلم
وبالرسومات التي
كانت
تعبر عن حجم وهول ومصيبة الشعب
الفلسطيني وحتى يومنا هذا نتيجة
الإحتلال
والممارسات
الا إنسانية التي يمارسها
الإحتلال بحق أصحاب الأرض
الأصليين . ووصف
رسام
الكاريكاتير العربي ناجي العلي
ذات يوم ، مهمة الكاريكاتير
بأنها " تعرية
الحياة
بكل ما تعني الكلمة ونشرها
دائما على الحبال ، وفي الهواء
الطلق ، وفي
الشوارع
العامة "، و التبشير بالأمل
بالثورة ، وبولادة إنسان
جديد . بيد أن مهمة
ورثة ناجي العلي في عالمنا
العربي الان لا تبدو سهلة في ظل
سيادة محرمات يحرم عليهم
الاقتراب
منها وخطوط حمراء تحد من حريتهم
، وغياب منبر حر يتحمل سخريتهم
وانتقاداتهم
المرة ، كما واعتبرها وسيلة
مثلى للتعبير عن آراء ومواقف
سياسية بطريقة
ساخرة
، وهو من أكثر الوسائل التي تعبر
عن هموم الشعب ومشاكله وآلامه
في الصحف ،
وهي
وسيلة تستقر في ذهن المتلقي
بطريقة سهلة خالية من التعقيد. أما النفط فهو سلعة
شديدة الحساسية لارتباطها
بالسياسة
والاقتصاد اللذين يتغيران
ويتقلبان بسرعة تدير الرؤوس ،
ويعود تاريخ
اكتشاف
النفط في الدول العربية للفترة
من عام 1868 في مصر الى العام 1967 في
عمان
، وكانت تسيطر عليه
الشركات الأجنبية التي أشرفت
على عمليات البحث والتنقيب ،
لقد
كانت
هذه الشركات تتحرك في منطقة
الشرق الاوسط تحت اعلام بلادها
وحماية مدافعها
واساطيلها
وجيوشها التي تسيطر على مصائر
الناس وهي تواجه حكومات ضعيفة
تمزقها
الانقسامات
الداخلية ولا تملك اكثر من
البنادق القديمة والاسلحة
البسيطة وكانت هذه
الشركات
الاحتكارية اهم ثمار الثروة
الصناعية في الغرب في تقدمها
العلمي او تكوينها
الاداري
والاقتصادي وكانت هذه الشركات
الاجنبية تملك كل اسباب القوة
والتفوق ، ولقد
قطعت
الوعود للحكام العرب الذين
اكتشف النفط في بلدانهم بتحقيق
طموحاتهم وتطلعاتهم
للحرية
والاستقلال
. ان الطمع في النفط
العربي والرغبة في
الاستيلاء
عليه واستغلاله قد جعل بريطانيا
تتراجع عن وعودها التي اعطتها
للعرب
وخاصة
للشريف حسين في الحرب العالمية
الاولى بتأييد تطلعاتهم للوحدة
والاستقلال
والحرية
التي ثاروا في سبيلها ضد الحكم
التركي – وبعد انتهاء الحرب
وانهيار الدولة
العثمانية
غرزت بريطانيا انيابها في الجسم
العربي تجزئه وتقاسمه طمعاً في
نفط
العراق
– وكانت اتفاقية سايكس بيكو
1916 ثمرة هذه السياسة البريطانية
الخادعة
" فرق
تسد " وبالاتفاق مع فرنسا
قامت بترسيم الحدود بين سوريا
والعراق وفي رسم وتجزئة الجسم الواحد حتى
تريد الاستئثار بنفط العراق
منفردة ، وفي 2 تشرين الثاني
عام
1917 اكملت
بريطانيا الأستعمارية وعدها
بإعطاء فلسطين لليهود . وفي عام
1919 عقد
اجتماع
سري في لندن في الشقة الخاصة
برئيس الوزراء البريطاني لويد
جورج وحضره وزير
الخارجية
الفرنسية المسيو بيشون للتأكيد
على التمسك باتفاقية سايكس –
بيكو ولكن
الجانب
البريطاني استطاع في هذا
الاجتماع ان ينال الموافقة
الفرنسية على ان تقع
ولاية
الموصل ضمن منطقة النفوذ
البريطاني – ويومها قالت فرنسا
الاستعمارية
لبريطانيا
اطلقي يدي في سوريا ولبنان لكي
اطلق يدك في الموصل العراق
. سوريا بلدنا الحبيب ،
بلدنا الجريح ، بلدنا
المغتصب
المورث ، في سوريا وبهمة النظام
الدكتاتوري ، كرامة المواطن
السوري مستباحة
، ولقمة عيش المواطن
مرتهنه ، والحرية والديمقراطية
معدومة ، ومعتقلي الرأي في سجون
النظام
حدث ولا حرج ، والبعض منهم خرج
من السجن ليموت بعد أيام ،
السوريات الشريفات
في
سجون نظام آل الأسد دون خوف أو
حياء ، أمام كل هذه المصائب التي
يتعرض لها الشعب
السوري
فما زالت الدول تغض الطرف عن
سلوكيات وتصرفات هذا النظام
الشاذ وكأن قيمة
المواطن
السوري لا تساوي قطرة نفط
تستخدم في تطوير صناعة الوسيلة
التي يحارب بها
العرب
والسوريين ، دمكم أيها العرب ،
دمكم أيها السوريين لا قيمة ولا
وزن ولا ثمن
له
. *
كاتب سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |