ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
انتصرنا
بـغزة و القدس! أحمد
فايز القدوة* اجتهد "أيهود
أولمرت" كثيراً في تدمير
القوة العسكرية والفكر الذي
تتبناه حركة "حماس"
ومحاولاً إسقاطها وإضعافها،
فالهدف الذي تحدده مقاومة "غزة"
هو بمثابة وجعٌ فلسطيني ستشفيه
تحرير باحات المسجد الأقصى، وما
عملية " المعهد الديني
التلمودي" الشجاعة والمقدامة
إلا دليل على انتصار الإرادة و
الثوابت والمبادئ والعزيمة في
تحديد عوامل النجاح في استرداد
الحق المسلوب!... فالغاية بالنسبة
لحكومة "أولمرت" من عملية
القدس هي رسم الجيش الصهيوني
لمعالم العملية القادمة ونوعية
الأسلحة الجديدة التي ستستخدم
في قتل أطفال "غزة" أو
تكثيف الاعتقالات والاختطافات
في الضفة الفلسطينية. فهذه
العملية البطولية جاءت كرد أولي
من المقاومة المسلحة على مجازر
ومحرقة "غزة"، وبالتالي لا
يحتاج الصهاينة المبرر
لاستكمال جرائمهم فهم يستبيحون
الأرض بشكل دوري ويومي، فمساندو
الصهاينة يروا أن احتلال الأرض
بالقتل والسلب والعربدة والحرق
ليس مبرراً لإستخدام المقاومة
المسلحة. ومع هذا تبقى الوسيلة
الوحيدة لدى الفلسطينيين
للنجاة من "الوحش الجبان"
هي اللجوء والعودة إلى وحدتهم
وتكاتفهم وأن أصبحنا نصف
الكلمتان باللوحة الشعارية في
زمن "ثقافة الاقتتال" بين
العناصر المنتمية إلى الحركة
الوطنية. وإن التكاتف
الفلسطيني لكفيل بإحياء جهود
المقاومة الفلسطينية وحافز
للجبهة الداخلية على تجاوز
الجدار العازل الذي يصعب
اختراقه في ظل الهجوم الصهيوني
على غزة. إضافة إلى كسب رهان
إيقاف الاقتتال الداخلي
الفلسطيني أمام الشامتين من
المحيط الإقليمي والدولي وخاصة
ممن يريدون تحقيق مصالح مشتركة
مع الكيان الصهيوني بصفة عامة. فرسالتا عملية "القدس"
الأخيرة وعملية "بئر السبع"
تؤكدان على سهولة اختراق
التحصينات الصهيونية، لكن
الوجع الفلسطيني تربص بالداخل
ونسّي مؤقتاً واستثنائياً
مقاومته للمحتل وعمليات تهويد
الأصل العربي والإسلامي في أرض
فلسطين!. وردة فعل المقاومة
بعملية "القدس" جاءت
طبيعية لأن محارق غزة مستمرة
منذ عدة شهور بل سنوات، حينما
سقط صاروخ من طائرة الـ إف 16
الذي يزن طن ليهوي فوق منزل يقطن
فيه المجاهد "صلاح شحادة"
القائد الأول لكتائب عز الدين
القسام، وسقوط الشهداء وأغلبهم
من الأطفال، والحال لا يختلف عن
الأسبوع المجاني لإراقة الدم
الذي تديره عصابات جيش الاحتلال
في قطاع غزة، فلماذا لا تنوي
المقاومة تنفيذ عملية "انتقامية"
في الأراضي المحتلة عام الـ 48؟. فعندما ينتصر
الفدائي الفلسطيني فإن نصره
يبدأ بوحدة القرار والهدف،
ورسالة عملية "القدس" كانت
موجهة إلى حكومتي " رام الله
" و"غزة" لإستغلال
المحارق المنتشرة لإطفاء أهمها
وهي المشكلة الداخلية بالتصالح
والوحدة، حتى تعود هيبة
الفلسطيني في تصديه للاحتلال... ومع ذلك لن يستطيع
"اولمرت" كسر وحدة القرار
في ظل عمليات التهميش وقطع كافة
الاتصالات معه من الفلسطينيين
فقط لأن أوراق لعبته الداخلية
تكسب ثقتها من استمرار الشرخ
الفلسطيني، لأن أساس المشكلة
لديه هي جذور الأرض المحتلة منذ
ستين عاماً. فمرحلة "أولمرت"
الأولى لتدمير المقاومة
الفلسطينية جاءت بإختبار قوتها
العسكرية ومدى تحملها لأدوات
القمع والاقتلاع والتي خلفت
أكثر من 120 شهيداً خلال أربع
أيام، وقبلها وما تزال ممارسة
التجويع والحصار والذي يذكرنا
بحصار العراق الذي دام أكثر من
عشر سنوات أثناء حكم الرئيس
العراقي "صدام حسين" قبل
إسقاط حكمه. فمرحلة ما بعد عملية
"القدس" تتشكل في وضع خطط
للإبادة بحق مليون ونصف المليون
نسمة لأن حاكم "غزة"! صاحب
تحالفات في المنطقة... فالانتصار المحقق في
صمود "غزة" والوصول إلى قلب
الاحتلال ليس إلا بداية
لإستكمال درب التحرير ورداً على
محرقة "غزة" وهي تذكير
للحكام والسياسيين الفلسطينيين
بضرورة إنهاء الاقتتال الداخلي
والتركيز على عدونا الأوحد وهو
الكيان الصهيوني وأننا أبناء
شعب واحد وهدفنا يجب أن يكون
واحدا ألا وهو فلسطين الحبيبة فهل انتصرنا في "غزة"
أم القدس؟ ربما تكون غزة هي
الخطوة الأولى في سبيل نجدة
القدس ويمكن أن تكون عملية "القدس"
هي انتصار للمقاومة الفلسطينية
في اختراق الحواجز الصهيونية
والجدار العازل الأسمنتي. ولا شك في أن انتصار
الشعب الفلسطيني يكون في وحدة
قراره وألوانه وعناصره
الفاعلة، حينها يسعد
الفلسطينيون بتآزرهم ويشعلون
شعلة السير إلى القدس " على
القدس رايحين ...شهداء بالملايين"... إلى غزة السلام
والقدس الوئام.... *صحافي
فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |