ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 25/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الذين يدافعون عن النظام السوري بالباطل!

 .. ألا يخجلون؟

سالم أحمد*

لايُنكر على عربي أن يقف مدافعا عن نظام عربي بعينه في وجه الاستهداف الإسرائيلي أو الاستهداف الأمريكي مهما كانت خطيئات هذا النظام وخطاياه. بل نعتبر ذلك الوقوف واجبا على كل عربي. وهذا ماقام به غيورون عرب كُثُر عندما تبين لهم أن واشنطن تدبر أمراً بليل للعراق قبل احتلاله واجتياحها عاصمته بغداد في 9 نيسان 2003. هؤلاء الغيارى لم يمنعهم حبهم للعراق وغيرتهم عليه أن يدينوا، -بكل ما أوتوا من قوة- الاستبداد الذي كان يستشري في العراق تحت حكم النظام السابق.

من هنا، ينبغي أن نضع نصب أعيننا قضية هامة لا يجب أن تغيب عن بالنا، ولو للحظة واحدة، وهي: أن الانتصار للشعب في أي دولة عربية شيء والتنديد بالأنظمة المستبدة التي تقمع الشعب وتنتقص من كرامته وتُنْتَهك حريته من قبل تلك الأنظمة شيء آخر. فكيف إذا تأكد لدينا أن نظاما عربيا بعينه يرفع راية الصمود والتصدي والممانعة في وجه أمريكا، ثم يعمد إلى مغازلة واشنطن في قنوات سرية وعلنية. كما لا يخجل هذا النظام من إرسال الوسطاء إلى تل أبيب، لتكون بريده إلى واشنطن الذي يحمل رسالة مفادها أنه مستعد لأي اتفاق معها ولو كان على حساب القضايا الوطنية المصيرية، ولترضاه "عرابا" لها في المنطقة ، كما هو حال النظام السوري اليوم.

قد لا نستغرب مواقف النظام السوري وسلوكه، فذلك ديدنه منذ العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. واستمر على ذلك في "نسخته" الحالية في العقد الحالي. لكن ما نستغربه وندينه بشدة هو ارتفاع الأصوات التي تنعق في كل أرض خربة لتقول لنا: يجب دعم هذا النظام لأنه بقية الصمود والممانعة اللذين لم يعد من يرفع رايتهما إلا هو.

في الحقيقة فإن ما يدفع تلك الجهات –من خلال الزعم بأن هذا النظام يقف في وجه الاستهداف الأمريكي كي لا تحتكر واشنطن القرار في المنطقة من خلال عملائه في المنطقة- إنما هو دفاع عن تلك الجهات بعد أن اتضحت أهدافها الانعزالية بعيدا عن أهداف الشعب العربي في المنطقة، بحيث تحاول جر المنطقة إلى استقطابات مرفوضة.

إذا كنا نرفض الاستكبار الأمريكي، فإننا نرفض أيضا أي استكبار آخر يريد أن يستحوذ على هذا القطر العربي أو ذاك، ولو توسل برايات قد لا تكون مرفوضة. لأن الاستحواذ يصادر –أولا وأخيرا- حرية الشعب على أرضه. وقد رأينا ما حل بالعراق بعد ما صار ميدانا مفتوحا لقوى أجنبية، وإن ارتدى بعضُها عباءة الإسلام.

يستطيع المرء استحضار عشرات الأمثلة التي تؤكد أن اليافطة الوطنية التي يرفعها النظام السوري عنوانا لأعماله مشكوك في صدقها الوطني.

أولا: ما يزال أكثرنا يتذكر مطالبة النظام السوري المفاوضَ الإسرائيلي بأن يعترف بوديعة "رابين" نسبة إلى رئيس وزراء إسرائيل الأسبق "إسحق رابين"، التي يعترف فيها –ابتداء- بحق سورية باسترجاع هضبة الجولان كاملة –أو هكذا زعم النظام السوري- بما فيها ساحل بحيرة طبرية الشمالي الشرقي، مقابل ترتيبات أمنية دائمة يلتزم بها الطرف السوري  والإسرائيلي. ولكن ما هي هذه الترتيبات؟

ربما كان من المناسب أن نرجع إلى التعليمات التي حمّلَها "حافظ أسد" إلى وزير خارجيته "فاروق الشرق" أثناء مفاوضاته في "شيبرزد تاون" مع "ايهود باراك" رئيس وزراء إسرائيل في حينه ونشرتها "الحياة" اللندنية تحت اسم "الورقة السورية" بتاريخ الأحد 16كانون الثاني عام 2000. نقدم فيما يلي، من دون صياغة منا، بعضَ ما ورد في "الحياة" من هذه الورقة هديةً للذين ما يزالون يعتبرون نظام دمشق نظام ممانعة.

الخطوط الرئيسية للورقة السورية: (الحياة الأحد 16كانون الثاني):

 التي قدمتها سورية لأمريكا في مفاوضات شيبرزدتاون وهي تمثل أقصى رغباتها:

المادة الأولى-إقامة السلام وترسيم الحدود:

1-انتهاء حالة الحرب بين سورية وإسرائيل وقيام علاقة سلم عادية بينهما.

2-تذكر الورقة أن خط الرابع من حزيران هو خط الحدود الدائم ( تحيل الأمر إلى المادة الثانية التي لم تذكر خط الرابع من حزيران )

3- قيام ترتيبات أمنية متفق عليها بين الطرفين .

المادة الثانية-الحدود الدولية: هذه الحدود هي الحدود الدولية المعترف بها والآمنة والدائمة بين سورية وإسرائيل وهي:  تحل محل أي حدود أو خط سابق مرسم بينهما.

 المادة الثالثة –الترتيبات الأمنية:ذُكِر فيها عدة بنود تتعلق ب:(آ-الأهداف ب-المبادئ ج- المناطق المنزوعة السلاح  د- الإنذار المبكر) . ونظرا لأهمية ما ورد تحت بند الإنذار المبكر أورد ما احتوته الورقة السورية :

د-الإنذار المبكر:1- تتولى أطراف ثالثة (الولايات المتحدة، فرنسا،دول أخرى) تشغيل محطة إنذار مبكر أرضية لمدة خمس سنوات وذلك اعتبارا من دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ .    

2-يعهد بمهمة المراقبة الفضائية إلى الولايات المتحدة التي تقوم بتنفيذ المراقبة وإيصال المعلومات لكلا الطرفين في آن واحد إلى المراكز التي تعين من قبل كل من الطرفين (المناطق المشمولة بالمراقبة على جانبي الحدود ). 

( انتهى الاقتباس ويمكن العودة إلى عدد الحياة أعلاه لمعرفة المزيد).

ونسأل من يقرأ ويفهم من هؤلاء المدافعين عن النظام السوري فيما إذا كان هذا النظام أكثر وطنية من السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس –التي يعتبرها النظام مفرطة في الحق الفلسطيني- طالما أن واشنطن هي الضامن –حسب الورقة السورية- للحدود بين إسرائيل من جهة وسورية من جهة أخرى ؟

على أن أخطر ما في هذه الورقة هو إغفال تقييد الحدود الدولية بخط 4 يونيو لعام 1967. ما يعني أن النظام السوري سلّم –ابتداء- بالتنازل عن أراضٍ سورية أغفلتها "الورقة" قصدا ، لعل أهمها "قمة جبل الشيخ" التي كانت أرضا سورية قبل 4 حزيران 1967، وهي الآن مركز رصد إسرائيلي استراتيجي. (كاتب هذه السطور كان شاهدا على القصف الذي كان ينهمر من قمة جبل الشيخ على مركز قيادة الجيش السوري في "تل الشمس" في الجولان، أثناء حرب الاستنزاف عام 1972- 1973 قبل حرب تشرين "التحريكية").

ثانيا: سكوت النظام السوري على احتلال الجولان منذ أربعين عاما وهو لا يحرك ساكنا، والاختراقات الجوية الإسرائيلية المتكررة في سماء سورية من دون أي رد سوري، يقابله استقواء على الجار الشقيق "لبنان". في وقت افتقدنا مثل هذا الاستقواء ضد العدو المغتصب للجولان المحتل.

المعارضون اللبنانيون الذين يطبلون ويزمرون وينفخون أوداجهم تحية "للممانعة" السورية، لايقولون لنا لمَ لمْ يحشد نظام الممانعة قواته في جبهة الجولان لكي يخفيف ضغوط العدوان الإسرائيلي على المقاومة اللبنانية أثناء حرب تموز– أب عام 2006؟

أم لعل الخيانة لا تليق بحكام دمشق، وهم كما علمنا! بينما تلصق بحكومة "فؤاد السنيورة" الذي بذل جهودا جبارة لإيقاف الحرب الإسرائيلية الظالمة ضد لبنان. بينما نظام الممانعة هو من "آل فرفور" ذنبه مغفور. ألا يستحي هؤلاء من قلب الحقائق. ألا يخجلون؟ ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

ثالثا: أبواق الدعاية الفارغة من المستفيدين من النظام السوري، خصوصا "حسن نصر الله" الذي يلتحف بعباءة الإسلام ويعتمر العمامة السوداء، لم يقل لنا رأيه في القانون "49 لعام 1980" الذي أصدره حافظ أسد وقضى بإعدام كل منتمٍ إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقد ذبح بموجبه عشرات الآلاف من المسلمين في سورية –إخوانا وغير إخوان لأن المهم عنده  ذبح المسلمين- أم لعل "نصر الله" يعتبر هؤلاء من الدجاج المصاب بأنفلونزا الطيور، يجب

التخلص منهم ذبحا ودفنهم في صحراء تدمر حتى لا يصاب بقية الشعب السوري بالعدوى.

رابعا:كان ديدن النظام السوري منذ استولى على الحكم رفع راية التقدمية ووصف خصومه بأنهم رجعيون. وإذا كان هذا النظام لم يتقدم إلينا بتعريف واضح للرجعية والرجعيين، فإننا نظن بأن المثقفين يخرجون عن دائرة الرجعيين، على الأقل اليساريون منهم. وإذا كان ذلك كذلك! فلماذا نرى هذا النظام التقدمي دأب على سجن المثقفين (عارف دليلة، "البنيون" على اختلاف أسمائهم وآخرون). ونقتبس هنا ماجاء في مقال كتبه "روبرت فسك" في الاندبندنت ، في 15 آذار الجاري عن ربيع دمشق الذي تحول إلى شتاء :(وعوضا عن هذا الربيع فقد رجعنا الى دقات منتصف الليل و رنين أبواب الزنزانات.  لماذا يجب أن تسير الأمور على هذا النحو ؟ لماذا تقوم المخابرات السورية باعتقال الدكتور أحمد طعمة والدكتور ياسر العيتي و جبر الشوفي وفايز سارة وعلي العبد الله وراشد سطوف في ديسمبر، بعد أيام فقط من قيامهم هم و 163 سوريا شجاعا بحضور اجتماع لإعلان دمشق الذي يدعو إلى التغيير الديمقراطي؟ حيث قام المجتمعون في ذلك الاجتماع بانتخاب الدكتورة فداء الحوراني كرئيسة للمنظمة التي تعرضت هي الأخرى للاعتقال و تم ترحيل زوجها الدكتور غازي عليان -فلسطيني الأصل- الذي أقام في سوريا لمدة 18 سنة، الى الأردن).

نكتفي بما تقدم، ولكن بعد أن ننبه المنتفعين من بركات مناقب هذا النظام "الصامد المتصدي الممانع التقدمي"، ونقول كفى فإن أحدا لا يصدقكم. ولا يخاف الشعب اللبناني والسوري من صواريخكم العابرة للجليل الأعلى والأدنى والأوسط.

*كاتب سوري

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ