ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قمة
في دمشق ... بمن حضر...! د.نصر
حسن قمة من هذي التي
تجرجر أطرافها المبعثرة
وأشلائها المتناثر
في نهاية آذار ؟!. فدمشق التي
أغرقها نظامها بالقمع والعنف
والتطرف والعزلة والفقر والضعف
, يضج مضاجعها أن تسلم الراية
العربية الرسمية إلى نظامها
,إلى من مزقها ومسخها وعرضها
ويعرضها سلعة رخيصة في بازار
المساومات الإقليمية والدولية ,
قمة من هذي ؟! يسأل السوريون
ومعهم كل الشعوب العربية أيضاً ,
من سيغيب ومن سيحضر ,ومن سيختبئ
ومن يهرب ,ومن..ومن..؟! قمة ماذا
وما هو عنوانها , وما هو جدول
أعمالها وما هي جدواها ؟! وهل هي
بهذا القدر من الوهن
لتسلم إلى نظام فاقد
الشرعية والمسؤولية والقرار
والإرادة معاً؟!. نظام أضاع
سورية نفسها في حلف فارسي
مذهبي خطير ,وعلى مذبح
المساومات الإقليمية التي يحلم
أنها هي التي سوف تمدد له إقامته
ودوره على أشلاء دمشق في مزيداً
من التمزيق في الصف العربي ,
ومزيداً من فتح أبواب الأمة
العربية لكل أعدائها , أهو
الانحدار العربي الذي لم يعد له
قاع ؟!, أم هو العجز العربي الذي
أفقد العرب توازنهم وقدرتهم على
الرؤية الصحيحة في كثرة براكين
المنطقة وضبابها ؟! أم هي
الإرادة المسلوبة لدى الجميع ؟
أم هي قمة ضرورة ؟!,تستبطن نوايا
أخرى وجدت في تهالك النظام
السوري ضالتها لسنة عربية
مجهولة مخيفة قادمة ؟! أم هو كل
هذا ويزيد ؟!. ففي واقع النظام
العربي الحالي المقسوم أصلاً
على نفسه وعلى استحقاقات يعيشها
ولم يتمكن من حلحلة بعض عقدها,من
رئاسة الجمهورية اللبنانية إلى
فلسطين إلى العراق إلى كل
تناثرات البراكين العربية هنا
وهناك , وأمام تعنت غير مفهوم من
قبل النظام السوري على عدم ربط
القمة سوى بشعاره اللفظي "
الصمود والممانعة " وتضخيمه
واعتبار قمة دمشق هي قمة فلسطين
! وعلى العرب أن يقبلوا بهذا
الخيار الوحيد وأن يتنازلوا عن
كل شروطهم حول لبنان وفلسطين
والعراق ,وكلهم نسي أو تناسى ما
يمر به الشعب السوري من مآسي
درامية متسلسلة تحت حكم نظام
أمني مخابراتي يصر على القمع
والاعتقال وحتى القتل كما حدث
في القامشلي في احتفال
المواطنين الأكراد السوريين
بعيد نوروز
الذي راح ضحيته شهداء وجرحى
ودفع سورية نحو الفتنة الداخلية
في تكرار للماضي . معتدلون سيحضرون على
مضض هرباً من ترسيخ الانقسام ,
وهذا ليس مهماً في حسابات
النظام السوري الذي استبق الحدث
وقرر أن قمة
دمشق ستعقد بمن حضر! وعلى العرب
الحاضرين بأي مستوى تمثيل وعلى
الغائبين منهم أن يدركوا
العناوين جيداً , التي هي بيد
النظام السوري أو تحت تأثيره,
وكلها مؤجلة إلى أجل مسمى ,وهو
مجيء إدارة أمريكية جديدة تراهن
على النظام نفسه في كل عقد
المنطقة وتعقيداتها وليس على
العرب, والنظام الذي يرسل
رسائله لكل العرب بوضوح,
يرى أن في حضور المعتدلين
بتمثيل أدنى هو هزيمة لهم
وانتصاراً له وتغييباً لدورهم
وتكثيفاً لدوره في مرحلة عربية
خطيرة قادمة , وخطورتها تكمن في
وفاة التضامن العربي الذي يغزل
النظام السوري على كفنه , وينسج
محاور إقليمية جديدة بقيادة
إيران ولأول مرة في تاريخ العرب,
والمفارقة أن هذا إن حدث سيمثل
سابقة خطيرة ومهينة أن دمشق قلب
العروبة النابض شهدت انقسام
العرب وولادة محور إيراني مذهبي
راديكالي يقود المنطقة إلى
المجهول !. والخطورة هي في أن
النظام السوري على خشبة قمة
دمشق سينقل العرب والقضايا
العربية من فضاء إلى آخر, من
عنوان التضامن العربي إلى عنوان
الشرق الأوسط الجديد بقيادة
إيران , وعملياً هو يمثل بناء
محور جديد متطرف قوي أمام بقايا
نظام عربي متهالك ضعيف ومبعثر,
أهي محاولة فرز بين المعتدلين
الضعفاء والمتطرفين الأقوياء
ونقل المنطقة كلها باتجاه
"الفوضى الخلاقة "التي
تحتاج المتطرف القوي الذي يحل
ويربط و يفخخ , وليس المعتدل
الضعيف الذي لا حول له ولا قوة
؟!؟, والخطورة أيضاً أن مثل هذا
الاصطفاف والفرز سيكون الشرارة
التي ستشعل فتيل حرب أو حروب
إقليمية جديدة هدفها الوحيد
تفكيك العرب وتحطيمهم وإعادة
تركيبهم كقبائل وطوائف
"ميكرو" نظم في
"موزاييك"
شرق أوسط جديد بعد أن فارق
النظام العربي الرسمي الحياة !
والمفارقة هي في هذا العرض الحي
المغري للنظام السوري وإيران
معه بتسليم النظام العربي مفتاح
التضامن له وارتهانه الكامل إلى
إستراتيجية إيران التي تمددت في
عمق الشرق العربي كله وعبرت إلى
غربه الأفريقي ... ولا حياة لمن
تنادي!. أي "قمة مخاض"
يتحدث عنها إعلام النظام ؟! وأي
"مشروع عربي"
كبير وجديد ستبشر به قمة
الضعفاء المنقسمين ؟ وأي موعد ,
وأي شهود على نقلة نوعية في
منطقة أصابها الدوار والعمى ؟!
وأي حلف يوقف التدهور ....
والعورات يستر ؟! وأي قطار
ستخترعه القمة لإرجاع العرب إلى
التاريخ؟!. ما أشبه المخاضات
العربية وولاداتها الكاذبة ,
والمشاريع الفاشلة , والمواعيد
والوعود الزائفة ..وزور الشهود
؟!..ما أشبه قمة دمشق بسابقاتها
؟!. وما أشبه اليوم بالبارحة !. تعددت القمم وتوالت
تفريخ النكبات..و مزيداً من
تراكم الفشل والضعف والانقسام
والتفريط !. قمة دمشق والعرب
معها...الحاضرين منهم والغائبين
والمغيبين , في حالة "
تموضع" مفروضة
مجهولة الاتجاه ... فما بعد القمة
سيكشف ما تبقى من المستور ,
وسيبدي بعض الوضوح بين الجار
والمجرور , وسيؤشر إلى أين ستسير
الأمور!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |