ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حتى
لا تغرق غزة في البحر أ.د. محمد اسحق الريفي لا تزال أمنية بن غوريون بإغراق غزة في
البحر تراود قادة الاحتلال
الصهيوني، وقد ازدادت هذه
الأمنية إلحاحاً بعد فشل جيش
الاحتلال في الانتصار على
المقاومة أو حتى إخافتها، وبعد
فشله في وقف إطلاق صورايخ
المقاومة، التي يعدها الصهاينة
تهديداً استراتيجياً لكيانهم،
مما قد يعني تغيير قواعد
المواجهة مع الاحتلال. مؤسس الكيان الصهيوني الإرهابي بن غوريون
هو أول من حلم بإغراق غزة في
البحر، حيث قال في الخمسينات:
"لو استطعت لقصصت هذا الشريط وألقيته
في البحر"، وكان يقصد بذلك
الشريط قطاع غزة، ثم حمل أمنية
بن غوريون من جاء بعده من قادة
العدو الصهيوني، الذين يسعون
لتحقيق مضمون تلك الأمنية
بطريقة لا تلحق الضرر بمخططهم
وكيانهم. ولا يهم الاحتلال كيفية تحقيق هذه
الأمنية، وإنما يهمه فقط التخلص
من مشكلة غزة، سواء أكان ذلك
بإنشاء سلطة حكم ذاتي على شاكلة
سلطة أوسلو تكون قادرة على
حماية أمن الاحتلال وتحظى بدعم
المجتمع الدولي، أم بالقيام
باجتياح عسكري واسع لغزة، أم
بالاستمرار في استنزاف
المقاومة عسكرياً وحصار غزة
وتجويعها، أم بوضع غزة تحت
الإدارة المصرية وتهجير أهل غزة
إلى سيناء، أم بالتوصل إلى
تهدئة بشروط صهيونية مع الجانب
الفلسطيني. فما يسعى إليه الاحتلال في هذه المرحلة هو
تهدئة المقاومة في غزة ومنع
تطوير قدراتها العسكرية
والقتالية، واستيعاب نتائج
الفشل الصهيوأمريكي في ترويض
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
وإخضاعها لشروط المجتمع
الدولي، التي تملي على الجانب
الفلسطيني منح النظام الصهيوني
شرعية فلسطينية والتخلي عن
المقاومة والالتزام باتفاقيات
منظمة التحرير الفلسطينية مع
الاحتلال ضمن إطار عملية أوسلو. أما بالنسبة للضفة المحتلة، فالنظام
الصهيوني معني بتعزيز سلطة رام
الله، من خلال حشد الدعم
والتأييد الدوليين لها، وتنظيم
أجهزتها الأمنية وتدريبها
وتزويدها بالأسلحة والعتاد
العسكري، لتكون هذه الأجهزة
قادرة على قمع الفلسطينيين
والتصدي للمقاومة، ولتتمكن من
بسط هيمنتها على الضفة المحتلة
ومنع حركة حماس من المشاركة
السياسية الفاعلة. والاحتلال غير مستعد للربط بين الضفة
وغزة فيما يتعلق بأي تهدئة أو
هدنة مستقبلية، بل يسعى
الاحتلال لتكريس فصل الضفة عن
غزة، وقد أثبتت ممارساته
الإجرامية المتواصلة أنه لن
يتخلى عن بنود أجندته الخاصة
بالضفة، والتي تتضمن اجتثاث
المقاومة، والضم الزاحف
للأراضي، وتهويد مدينة القدس،
والاستمرار في بناء الوحدات
الاستيطانية. إذاً يريد الاحتلال إغراق غزة في البحر،
بمعنى التخلص من العبئ الثقيل
الذي تشكله المقاومة والسكان
على كيان الاحتلال، وذلك عبر
عزل غزة عن الضفة جغرافياً
وسياسياً واقتصادياً، وتحويل
غزة إلى سجن كبير ينفرد
الاحتلال بالسيطرة التامة
عليه، من خلال التحكم في معابر
غزة وحدودها، وإخضاع الحدود
المصرية الفلسطينية إلى مراقبة
دولية صارمة، لمنع تهريب
الأسلحة عبر الأنفاق، ولتضييق
الخناق على المقاومة. وإذا لم يتحقق للاحتلال التوصل إلى تهدئة
أو هدنة في غزة بشروط يمليها على
الجانب الفلسطيني، فإن هناك
أجندة صهيونية إرهابية للتخلص
من مشكلة غزة، حيث تتضمن هذه
الأجندة قواعد جديدة للمواجهة
والصراع، تقوم هذه القواعد على
أساس عدم خوف الاحتلال من الرأي
العام العالمي، وارتكاب محرقة
ضد الغزيين دون هوادة. وقد كشفت تصريحات قادة جيش الاحتلال عن
هذه القواعد الجديدة، التي
ينادي بها متطرفون يهود
وصهاينة، وعلى رأسهم أكاديميون
صهاينة، الذين دعوا حركة حماس
إلى القبول بالتهدئة حتى ولو
استمرت الاغتيالات والاجتياحات
الصهيونية، مهددين بسحق غزة
ومسحها عن وجه الأرض إن لم تتوقف
المقاومة. كما دعا المفكر الأمريكي "إدوارد
برنارد غليك" في مقالة له
نشرتها مجلة واشنطن تايمز
بعنوان "خوف (إسرائيل) من
الرأي العالمي"، إلى تجاهل
الاحتلال للرأي العام العالمي
وقتل أكبر عدد ممكن من فلسطينيي
غزة، مبرراً دعوته الشيطانية
بأن الكيان الصهيوني سيموت إن
لم يتخلص من مشكلة غزة ويقضي على
المقاومة. واعتبر المتطرف غليك أن كيان الاحتلال
يمر بمرحلة خطيرة يعاني فيها من
سقوط عسكري وأزمة علاقات عامة،
وطالب المتطرف غليك الاحتلال
تغيير المعايير التي يبني عليها
سياسته تجاه غزة، داعياً
الاحتلال إلى إعادة احتلال غزة
وتحمل الخسائر البشرية في صفوف
جيشه وفي صفوف المدنيين
الصهاينة من أجل القضاء على
المقاومة. وحتى لا تغرق غزة في البحر، فإن المقاومة
مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى
إلى اتخاذ التهديدات الصهيونية
بحرق غزة على محمل الجد، وتطوير
قدراتها العسكرية لمواجهة
قواعد الصراع الجديدة التي
يحاول الاحتلال فرضها على
شعبنا، وإسقاط الوهم الصهيوني
بالقضاء على المقاومة في الضفة. أما على الصعيد السياسي، فلا بد من رفض أي
تهدئة أو هدنة تؤدي إلى فصل
الضفة عن غزة وتحقق للصهاينة
أمنيتهم بالتخلص من غزة، ولا بد
كذلك من استمرار العمل على
تقويض سلطة رام الله التي يعول
عليها الاحتلال في السيطرة على
الضفة، ولا بد في ذات الوقت من
توحيد الصفوف وتعزيز الجبهة
الداخلية وعزل التيار المتصهين
والمتأمرك عن المشهد السياسي
الفلسطيني. وعلى صعيد الرأي العام العالمي، لا بد من
تكثيف الفعاليات الشعبية التي
تعمق أزمة العلاقات العامة التي
يتعرض لها الاحتلال، فخسارة
الاحتلال للرأي العام الغربي
تحديداً تبشر بقرب سقوط كيان
الاحتلال، فالرأي العام الغربي
الداعم للاحتلال هو الذي يأتي
بأمثال المستشارة الألمانية
أنجيلا ميركل إلى الحكم والسلطة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |