ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قضية
الرسوم المسيئة والتطاول على
المقدسات بقلم
: محمد خليفة في كتابه :"دفاع عن محمد صلى الله عليه
وسلم ضد منتقديه" والمنتقصين
من قدره للفيلسوف عبد الرحمن
بدوي ، يؤكد الكاتب أن مبدأ
الخير هو غاية الكمال الأخلاقي
والكلمة التي بها توجد كل
الأشياء وبدونها لم يكن شيء مما
كان . ويورد
في كتابه ، أن فكرة المثل الأعلى
للكمال الأخلاقي للإنسانية ،
تقوم أخلاقياً على عدم التعرّض
للمقدسات . ويقول
:"خلال تتبعي للمفاهيم التي
تبناها الأوروبيون حول نبي
الإسلام محمد ، انتابني الذهول
من جهلهم المطبق ، وعدوانيتهم
الواضحة ، وأحكامهم المسبقة
المتأصّلة ، وتحزبهم الطاغي ضد
خصومهم . وهذا
لا ينطبق فحسب على الشعب الجاهل
والساذج ، ولكنه ينطبق أيضاً
على أكبر علمائهم وفلاسفتهم
ورجال الدين والمفكرين
والمؤرخين ، حتى أنه خلال
القرون التي شهدت انطلاق الفكر
الأوروبي من القرن الثاني عشر
وحتى القرن السابع عشر ، لم يكن
لدى أي من هؤلاء المفكرين
الشجاعة في تحري المعرفة الحقة
والموضوعية عن الإسلام
ومؤسسه" .
وكذلك المعدل الرهيب من
الأكاذيب التي ساقها الكتّاب
البيزنطيون والأوروبيون في
موضوع النبي محمد (صلى الله عليه
وسلم) الذي أصبح أكبر أعداء
الأوروبيين .
كما كان الهجوم عليه هدفاً
للإمبراطورية البيزنطية
وأوروبا سواءً على الصعيد
الإيديولوجي أو على الصعيد
الدعائي من جانب المؤرخين
وآخرهم موقع "آفاق
الإخباري" ، ومقره واشنطن ،
الذي قال إن كاتباً إماراتياً
طالب في مقال له منشور في صحيفة
"الاتحاد" في 12/3/2008 بإعادة
نشر الرسوم الكاريكاتيرية
الدنماركية المسيئة إلى النبي
محمد في صحيفة "الاتحاد"
الظبيانية .
وأضاف "لا يمكن أن نطلق
عليها رسماً كاريكاتورياً ، فهي
خربشات ولا تستحق كل ذلك
الانفعال والغضب اللذين
شاهدناهما في الشارع العربي"
. وقال
:"من المهم أن نعترف أن
للدنمارك والغرب مواقف جيدة من
العرب وقضايا المسلمين بشكل
عام" . والواقع
أن ما يدعو إلى الدهشة هو تلك
الجرأة على الحق التي يتعمدها
كاتب المقال في صحيفة
"الاتحاد" ، فهو يدّعي أن
تلك الرسوم ، التي تصوّر نبي
الرحمة ونبي الإنسانية النبي
محمد /عليه الصلاة والسلام/
بأشكال مشينة ، لا تسيء إلى
الإسلام والمسلمين ، وأنها لا
تعدو أن تكون "خربشات" .
ومع إيماننا بأن هذا الكاتب
يعلم في قرارة أعماقه أن تلك
الرسوم مسيئة ، غير أنه يتجاهل
الحق وينطق بما ليس يعتقد ، مع
أن الكتابة أمانة ، والكاتب يجب
أن يمثل ضمير ووجدان أمته ، لا
أن يكون بوقاً للمتربصين بها .
ولا شك أن تلك الرسوم مسيئة
بشكل جارح ، فإحداها تصوّر
النبي الكريم يرتدي عمامة ،
وتلك العمامة فيها فتيل مشتعل ،
مما يعني أن رأسه الشريف ، قنبلة
، وفكره مليء بالعنف ، ودينه
يقوم على القتل والإرهاب ، وإنه
لا يوجد في أدمغة المسلمين
المؤمنين بدينه سوى الشرّ .
ولا يخفى على كل ذي عقل ، أن
راسم هذا الكاريكاتور ليس
هاوياً وما بدر منه ليس مجرّد
"خربشات" ، بل إنه متعمّد
الإساءة إلى النبي والإسلام
بسبب الحقد العنصري الذي ملأ
قلبه . وكان
يمكن أن يعتبر هذا الكاريكاتور
وسواه من قبيل الإثارة لو لم
تنشر في أربع صحف دنماركية في
البداية ، ومن ثم ، مؤخراً تم
نشرها في كل الصحف الدنماركية ،
وتمت المدافعة عنها بدعوى أن
ثمة حرية للتعبير في الدنمارك
وفي بلاد الغرب الأخرى وأن من حق
الدنماركيين وغيرهم من شعوب
الغرب أن يفعلوا ما يشاؤون
طالما أنهم أحرار .
لكن لو سألتهم ، لماذا لا
تتحدثون عن ما يسمى "محرقة
اليهود" في الحرب العالمية
الثانية ، ولماذا رفعتم تلك
المحرقة المزعومة إلى مرتبة
المقدس ، فإنهم سوف يتهرّبون من
الإجابة وسوف يتهمون السائل
بالعداء لما يسمى
"السامية" مع أن السائل قد
يكون سامياً أبّاً عن جدّ .
إلاّ أن ذلك لا ينفعه ، لأنه
ليس في عرف الغرب من ساميين سوى
اليهود . ومن
المؤسف أن نجد من أبناء جلدتنا
من يدافع عن تلك الحرية الكاذبة
الموجودة في الغرب ، ومن يرى أن
تلك الرسوم الكاريكاتورية التي
تخدش حياء كل مسلم وكل شريف على
وجه الأرض ، لا تستحق كل ذلك
الانفعال والغضب عند العرب
والمسلمين.
فإذا كانـت تلك الرسوم
المسيئة لا تستحق الغضب
والانفعال ، فما هو ـ يا ترى ـ
الشيء الذي يستحق ذلك ؟.
ثم إن كاتب المقال يخالف
الواقع عندما يقول إن للدنمارك
والغرب مواقف جيّدة من قضايا
المسلمين . ونحن
نسأله : أين هي تلك المواقف
الجيّدة ؟. إننا
نتمنى من كل قلوبنا أن يكون
الغرب الأوروبي والأمريكي
الشمالي ، حليفاً لنا ، لكن
هيهات منّا ذلك .
فهذا الغرب كان وما يزال
السبب في كل المصائب التي حلّت
بنا كعرب وكمسلمين .
فمن قسّم بلادنا العربية ،
ومن زرع إسرائيل في أرض فلسطين ،
ومن يدعم هذا الكيان العنصري
الغاصب بالمال والسلاح
والمواقف السياسية ، أليس الغرب
هو من يدعمه ؟.
ماذا قدّم الغرب لنا من خير
حتى نشكره ؟.
قد يقول أحدهم ، إنه قدّم
هذه الثورة الصناعية بما فيها
من آلات وأدوات وعقاقير طبية
ومنافع إنسانية .
ونحن ، إذ نعترف بفضله في
هذا المجال ، والفضل قبل كل شيء
لله ، فإننا نقول إنه ليس وحده
من صنع هذه الثورة ، لأن لروسيا
واليابان دوراً أساسياً في
الاكتشافات العلمية .
وأيضاً ، فإن الغرب لا
يعطينا شيئاً إلاّ بثمنه ، بل
وبأضعاف ثمنه . كما
أنه سرق ثروات وخيرات الشعوب
الفقيرة في آسيا وأفريقيا
وأمريكا . ولله
الحمد ، إنه لم يعد اليوم المصدر
الوحيد للصناعة ،
فقد دخلت دول مستضعفة
كالصين والهند ، وماليزيا ،
والبرازيل إلى هذا الميدان ،
وبالتالي ، فإن عصره الوبيء آيل
إلى الأفول لا محالة ، وهو إذا
سقط ، فإنه سيأخذ معه جوقة
المتاجرين بالكلمة من أبناء هذه
الأمة . *كاتب من الإمارات medkhalifa@maktoob.com ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |