ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المعلم
ينسف شعار الممانعة .. والشعارالثاني
على الطريق ! عبدالله
القحطاني شعارا
بشار الأسد ، اللذان عاش عليهما
، منذ بداية وراثة الحكم في
سورية ، هما : ـ
الاستمرار مع التطوير..على
مستوى الداخل . وهذا بديل عن
شعار (التصحيح) ، الذي رفعه أبوه
، حين اغتصب الحكم من رفاقه ! ـ
الممانعة .. على مستوى الخارج ،
وهو شعار بديل عن شعار (الصمود
والتصدّي) ، الذي رفعه أبوه في
السياسة الخارجية ، ضدّ إسرائيل
وأمريكا ! •
في المؤتمر الصحفي ، الذي
أجراه وليد المعلم ، وزير
خارجية سورية ، مع عمرو موسى ،
أمين الجامعة العربية ، بعد
انتهاء مؤتمر قمّة دمشق ، في (30
/3/2008) نسف المعلم شعار (الممانعة)
، بكل صراحة وجرأة وإصرار!
وبتأكيد الرفض مرّتين،
بعد أن سأله مندوب إعلامي
سوري ، عن إمكانية سعي سورية ،
رئيسة القمّة ، إلى جمع
المعسكرين : معسكر الاعتدال ،
ومعسكر الممانعة .. إذ أجاب
المعلم ، بوضوح عجيب ، وصراحة
غير مألوفة ، بأنه ضدّ شيء اسمه
(معسكر ممانعة !) وأكّد الرفض
مرّة ثانية ، موضحاً أن العرب ،
كلهم ، معسكر ممانعة ، حين
يتعلّق الأمر بالحقوق ، في
فلسطين والعراق .. ! وهذه
حالة نادرة وغريبة ، في السياسة
السورية ! لعلّ لها تفسيراً ، في
الأجواء التي سبقت
القمّة وواكبتها ! ومصدر
الندرة والغرابة ، ما يلي : (1)
الشعار الذي رفضه المعلم ،
هو أحد الشعارين الأساسيّين ،
اللذَين عاش عليهما بشار، طوال
فترة حكمه ، وعيّش عليهما جهاز
حكمه كله ، بسائر مؤسّساته ،
لاسيّما السياسية والإعلامية
منها ! فهل يجرؤ الوزير، على رفض
شعار سيّده ؛ الخبز اليومي
لإعلامه ، وإعلام أنصاره في
لبنان وغيره .. دون أمر، أو إذن ،
من السيّد نفسه !؟ (2)
الشعار(المنسوف !) هو أهمّ
عنصر يميّز به بشار الأسد نفسَه
، عن الحكّام العرب الآخرين ،
(المترامين على أعتاب أمريكا
وإسرائيل.. في نظره !) والذين
يـُسمَّون معسكر الاعتدال
العربي ! فهل يقدِم الوزير، على
نسف التميّز الأبرز لسيّده ،
ولنظام حكمه كله .. دون أمر من
السيّد ، أو إذن منه !؟ (3)
السؤال طرحه إعلامي سوري
بارز في التلفزيون السوري .. وقد
جاء آخرَ سؤال في المؤتمر
الصحفي كله ، وجاء مركّزاً ،
ومحدّداً ، وفي عمق المفصل الذي
يفصِل بين بشار الأسد والحكّام
العرب ! •
فما التفسير الأبرز لهذا
الطرح ، في هذه المرحلة : ثمّة
معطيات عدّة ، برزت في القمّة ،
من أهمّها : 1ـ
امتناع الملوك العرب ، جميعاً ،
عن الحضور؛ ممّا جعل أيّ متحدّث
في القمّة ، يوجّه الخطاب إلى
أصحاب السيادة والسموّ ، فقط ..
دون أصحاب الجلالة ! وهذه الحالة
لا نعلم لها سابقة ، في مؤتمرات
القمّة العربية ! 2ـ
تمثيل بعض الدول ، بمستويات دون
الحدّ الأدنى المتوقّع ! 3ـ
توجيه رسائل ، وملاحظات ،
وانتقادات ، شتّى .. حول مواقف
بشّار.. لا سيّما من المسألة
اللبنانية ، ومن الارتماء في
الحضن الإيراني، ضدّ مصالح
الأمّة العربية..
وذلك من أطراف عدّة ، مؤثّرة
في الساحة .. عربيّة وأجنبيّة ! 4ـ
الاخبار المتلاحقة ، حول
الأوضاع الداخلية المتأزّمة ،
سواء على المستوى الشعبي ، أم
على المستوى العائلي ؛ داخل
الأسرة الأسدية ، نفسها !
كل ذلك ، ولّد لدى بشار،
أنواعاً من الإحساسات القويّة ،
من أهمّها :
ـ إحساس
بشار الأسد وأسرته ، بالخطر
الهائل ، القادم إليهم ، من
التعاون العربي العالمي ، ضدّ
حكمهم الشاذّ ، وارتمائهم في
أحضان النظام الإيراني ! ـ خطر
المحكمة الدولية ، الزاحف بسرعة
، إلى كراسي آل أسد ، وإلى
رقابهم .. وحرصهم على تحسين
الأجواء ، مع الحكّام العرب ،
للتخفيف من وطأته ، أو.. لإبعاده
! ـ إحساس
بشار ، وحلفائه في طهران ، بأن
مشروعهم الممانع ، بات واضح
الأبعاد، مكشوف المرامي
والأهداف ! ولم تعد الشعارات ،
وحدها ، كافية لتغطيته
وتمويهه..! ممّا جعل أيّ مراقب
سياسي واع ، يتصوّر أنه ، لو كان
في موقع صنع القرار في إيران ،
لنصح حليفه بشاراً ، بنوع جديد
من المناورة .. لطمأنة الحكّام
العرب ، تجاهه ، وتجاه حليفه
الإيراني ، مؤقتاً .. مع استمرار
اللعبة الأصلية الاستراتيجية
للحليفين ، محافِظة على زخمها ،
متسلّحة بذكاء إضافي جديد ! * مِن ها
هنا ، سَمح بشار، لوزير خارجيته
، بنسف شعار الممانعة ، برغم ما
سيحدثه هذا النسف ، من إرباك ،
لدى إعلاميّي بشار، وحلفائه في
لبنان .. ريثما يعَدّ شعار جديد ،
يسوّغ بعض ممارسات بشار وحلفائه
، على الساحتين السورية
واللبنانية.. ويمِدّهم بما
يحتاجونه ، من ادّعاء التميّز،
ويقدم للناس مسوّغاً لوجودهم ،
في مواقعهم التي هم فيها ! * وإذا
كان الشعار الخارجي ، من شعارَي
بشار، قد نسِف .. فلمْ يبق لديه ،
إلاّ الشعار الداخلي ؛ شعار
(الاستمرار مع التطوير!) وهو
شعار خاصّ بمخادعة شعبه ،
داخليا ! وهنا .. يبدو أن بشار،
سيجد نفسه مضطراً ، للقبول بكشف
حقيقته ، عاريةً أمام الناس ؛
وهي : أنه يريد البقاء في كرسي
الحكم ، بصرف النظرعن أيّ شعار!
لأن الشقّ الثاني ، من هذا
الشعار الداخلي ـ ألا وهو:
التطوير ـ لدى التحليل ، بل لدى
النظر العادي البسيط .. مخجِل
لبشار؛ إذ لم يطوّر أيّ شيء في
البلاد ، في الاتّجاه الأحسن ..
بل جاء تطويره ، كله ، في
الاتّجاهات السيئة ؛ سواء على
المستوى السياسي ، أم على
المستوى الاقتصادي ، أم على
المستوى الخلقي ..! إضافة إلى
إدخال إيران ، الدولة الغريبة ،
على خطّ السياسة الداخلية ؛ بل
الهيمنة الداخلية ، على كثير من
المفاصل الحيوية في البلاد ..
ممّا يعَدّ تطويراً بشعاً ، على
المستوى الوطني الداخلي ، وعلى
المستوى القومي الخارجي .. ! ذلك
أن السياسة الخارجية ، إنما
تُصنع في المطبخ الداخلي ؛ مطبخ
المصلحة الوطنية العليا ! فإذا
كان طبّاخ المصلحة الوطنية
السورية ، هو المندوب السامي
الإيراني في دمشق .. فأيّة مصلحة
سورية ، داخلية أو خارجية ..
ستراعى ، متقدّمة على المصلحة
الإيرانية ، أو منفصلة عنها !؟ وهنا..
بدأت تبرز في الخطاب الإعلامي ،
لدى ساسة الحكم الأسدي ،
وإعلاميّيه ، وبشكل منهجي مكثّف
.. مظاهر التركيز على العروبة ،
واللحمة العربية ، والقيم
العربية ، والانتماء العربي ،
والأهداف العربية .. وذلك لإفهام
الناس ، أن حكاية المشروع
الإمبراطوري الفارسي ، الذي
يخيف أبناء المنطقة ، لم تعد
واردة في سياسة بشار ..
فالاندماج العربي ، أحبّ إليه
من التحالف الفارسي ضدّ أبناء
أمّته العرب ! لكن
المناورة تبدو مكشوفة الأبعاد !
لأن هذا التظاهر بالاندماج ،
جاء متأخراً ، بعد أن يئس
الحكّام العرب ، من بشار ونظامه
، من ناحية .. ولأن الالتحام
الأسدي ، مع المدّ الإيراني ،
بلغ مرحلة ، يصعب جداً التراجع
الفعلي عنها ، إلاّ بعملية
قيصرية ، قد تطيح بنظام بشار كله
، أو تحدث فيه تغييراً جوهرياً
كبيراً جداً ! وهذا ما ستكشفه
الأسابيع والشهور القادمة ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |