ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أوسلو...
وعسل الحنظل.!! بقلم:
عماد عفانه* مئات
المقالات والأبحاث والدراسات
كتبت في اتفاقات أوسلو نقدا
وذما، فهل أوسلو كانت كلها
مثالب أم كان له بعض المحاسن
التي لم يقصد أصحابها البتة أن
تكون..!! انطلاقا من مفهوم الآية
الكريمة" وعسى أن تكرهوا شيئا
وهو خير لكم" دعونا
نستعرض بعض المحاسن التي لولا
أوسلو لما وصلت حماس- كألد
منتقدي وأعداء اتفاقات أوسلو
وكأقوى حركات المقامة
الفلسطينية- إلى ما وصلت إليه: -
عملت سلطة الرئيس عرفات عقب
توقيع اتفاقات أوسلو على تطبيق
الشق الأمني وان كانت أوسلو
كلها قائمة على توفير الأمن
لدولة الاحتلال الأمر الذي كان
يعني إنهاء الانتفاضة وملاحقة
المقاومة وإنهائها، وما استتبع
ذلك من زج للمئات من قيادات
وكوادر ومقاتلي حماس في سجون
السلطة لسنوات طويلة. وكان من
ايجابيات هذا الأمر تأسيس هدم
تراكمي لصورة قيادات وكوادر
منظمة التحرير - بما تمتلكه من
تاريخ نضالي كبير- أمام الشعب
الفلسطيني الذي استقبل هذه
القيادات – كقيادات مناضلة-
بالورود والزيتون وفتح لهم
منازله وأغدق عليهم من الأموال
التي استخدمتها هذه القيادات
فيما بعد لقمع وإفساد هذا الشعب. في ذات
الوقت الذي تدهورت فيه صورة
قيادات فتح والمنظمة أدى القمع
الكبير الذي تعرضت له حماس
وقياداتها رغم تضحياتها
الكبيرة في مسيرة الجهاد
والمقاومة إلى إضافة مزيد من
الشعبية والقدسية إلى قيادات
وكوادر حماس ونهجها وبرنامجها. -
ارتكاز اتفاقات أوسلو على
الشق الأمني شبه البحت مع تقلص
الانجازات السياسية الحقيقية
نحو التحرير والدولة، وما رافق
ذلك من تنسيق امني تطور إلى
تعاون امني مفضوح استبدل
العمالة الفردية للعدو من بعض
أبناء الشعب الفلسطيني إلى
عمالة جماعية رسمية مرعية من
أعلى هرم السلطة وتسندها
اتفاقات دولية، وما نتج عن ذلك
من ملاحقة للمجاهدين وإفشال
عمليات المقاومة، وما رافق ذلك
من عمليات اغتيال واعتقال
وتسليم للمجاهدين للعدو
باستخدام مسرحيات مختلفة،
وتزامن ذلك مع فضائح السرقات
والإتاوات والاحتكارات
والإثراء غير المشروع التي
لازمت قيادات السلطة السياسية
والأمنية، كل ذلك أدى إلى تكريس
صورة السلطة في أذهان أبناء
شعبنا كسلطة ذات وظيفة أمنية
لصالح الاحتلال والاحتلال فقط.
في
المقابل كانت الصورة المطبوعة
في أذهان شعبنا عن حماس
وقياداتها تشي بالنزاهة
والتضحية بكل غالي ونفيس في
سبيل الله وخدمة الوطن والشعب
الأمر الذي وجد ترجمته في العمل
الخيري بكافة أشكاله الأمر الذي
لمسه أبناء شعبنا في كافة أماكن
تواجده. -
كانت حماس وكتائب الأقسام
قبيل قدوم السلطة تتمتع بأوج
قوتها العسكرية والشعبية، وقد
وجه لها لوم كبير لعدم مقاومتها
تغول السلطة عليها وعلى
قياداتها وأبنائها ومؤسساتها،
واعتمادها الآية الكريمة"
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا
بباسط يدي إليك لأقتلك أني أخاف
الله رب العالمين" شعارا
للمرحلة بناء على ما تسرب من
مخططات لضرب وإنهاء حماس مدنيا
وعسكريا بأيدي الاحتلال وسلطة
عرفات فيما لو أبدت أي مقاومة
عسكرية لمشروع السلطة، صحيح أن
السلطة حاولت إنهاء حركة حماس
تدريجيا، إلا إن هذا الإنهاء
كان ليكون قويا وحاسما لو قامت
حماس باستخدام القوة لمقاومة
مشروع السلطة خصوصا وأن كثير من
أبناء وقطاعات شعبنا كانوا
مخدوعون به. إذا
فحماس نجحت في استخدام عوامل
كالصبر و الزمن أولا لتعرية
السلطة وأهدافها وقياداتها
أبناء شعبنا، ثانيا لإثبات فشل
مشروع السلطة كحجر أساس لدولة
فلسطينية لم يكن الاحتلال في
وراد تحقيقها للفلسطينيين. إذا
لولا أوسلو ولولا قدوم السلطة
للأراضي المحتلة عام 67، لما
تبين فشل مشاريع المنظمة
ورهاناتها السياسية بعد نحو
اربعين عام حيث انحدرت من اعلى
سلم الهرم النضالي، ولما انكشفت
الصورة الحقيقية لقيادات
المنظمة وحركة فتح أمام شعبنا
ولاحتفظوا بصورتهم النضالية
الخادعة، ولاحتفظت حركة فتح
بقوتها كخصم سياسي ذات تاريخ
نضالي كبير في وجه حماس كقوة
مقاومة جديدة. -
صحيح أن اوسلو حققت انسحابا
ولو جزئيا من الارضي المحتلة
غزة والضفة الغربية، وصحيح ان
هذا الانسحاب لم يكن كافيا وكان
عبارة عن اعادة انتشار للقوات
لصالح قوات فلسطينية قامت
بالذات الدور الذي كان يقوم به
الاحتلال، الا ان هذا الانسحاب
هو الذي سمح لحماس فيما بعد
انتهاء شهر العسل الفلسطيني
الصهيوني بخروج قياداتها
وكوادرها من اقبية سجون السلطة
ومن اعادة بناء نفسها كتنظيم
وقدراتها كقوة مقاومة طليعية. -
صحيح ان اغتيال ياسر عرفات
كان يعني في العقلية الصهيونية
إنهاء حلم الدولة الفلسطينية
وذلك لان الوقائع التي خلقها
الاحتلال خلال طوال تلك الفترة
من المفاوضات العبثية وما زالت
تحول دون تحقيق هذا الحلم،
وصحيح ايضا ان اغتيال عرفات -
الذي كان له فضل اشعال فتيل
انتفاضة الاقصى -هو الذي ساهم في
دفع المقاومة للتوسع والانتشار
والتطور للدرجة التي اجبرت فيها
الصهاينة للفرار من غزة. وهي
التي دفعت امريكا والصهاينة
لوضع مخططات احتواء
المقاومة عبر سيناريوا
الانتخابات، وهنا ينقسم
المحللون الى فريقين: الاول
يقول ان الصهاينة وامريكا فوجئت
بالفوز الكاسح لحماس في
الانتخابات وانههم وضعوا فيما
بعد مخطط القضاء على حماس عبر
دعم مليشيات دحلان بالتدريب
والسلاح والاموال للقضاء على
حماس عبر مخطط دموي يغتال
قيادتها وكوادرها الامر الذي
وجد ترجمة له خلال الاشهر
الطويلة والدموية التي سبقت شهر
يونيو العام الماضي. الثاني:
يقول ان المخطط بدأ بادخال حماس
للانتخابات التشريعية وأن
فوزها كان متوقعا لتوريطها في
الصراع الداخلي مع فتح لتظهر
امام الشعب وكانها تتكالب على
السلطة بما يستنزف قوتها
وصورتها ونزاهتها وطهرها امام
شعبها اولا وامام محبيها في
العالم كله ثانيا، وأن لجوؤها
للقوة في حسم الامور في غزة كان
متوقعا ومخططا له لاستنزاف ما
تبقى للقضية الفلسطينية من
أوراق قوة ولإتاحة الفرصة
للكيان بالاستفراد بالمقاومة
في غزة من ناحية والاستفراد
بعباس عبر مشوار لا ينتهي من
المفاوضات العبثية من جهة اخرى. وبغض
النظر عن مدى صحة أي من
الاحتمالين السابقين، فان ما
آلت اليه الامور من تحريض وتآمر
سلطة الرئيس عباس على حصار
وتجويع غزة وما نتج عن ذلك من
مآسي ومجازر يسقط ما تبقى لهذه
الزمرة المتعاملة مع الاحتلال
من ماء وجه وطني. في
الوقت الذي ازدادت فيه المقاومة
لمعانا وتوهجا، وازدادت حظوظ
المقاومة على المستوى
الفلسطيني والعربي والإسلامي –
الشعبي- وتضاعف تأييدها، فيما
يزداد انصار التسويات والسلام
والتطبيع مع المحتل ذهولا
وذوبانا وضعفا. *صحفي
وباحث سياسي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |