ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

كلمة في خطاب بشار

في مؤتمر قمة دمشق ، آذار 2008

الدكتور عثمان قدري مكانسي

-  رحب بشار بالمؤتمرين باسمه وباسم الشعب السوري فقال : " .. باسمي وباسم الشعب العربي السوري" ..  ولعل المنصف يقول :

قد يرحب باسمه فقط . أما مجلس الشعب ( المهزلة ) الذي انتخبه رئيساً له مرة أخرى ، فقد فاز بالتزكية لأن الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات هذا المجلس ( الكراكوزي ) لم يتجاوزوا ستة بالمئة من الشعب الذي قاطع الانتخابات ( الهزلية ). فليس له الحق أن يتكلم باسم الشعب الذي رفضه حقيقة ، ونأى بنفسه عن هذه الشكليات المعروفِ مقصدُها . وادعاؤه الشرعية بالحديث باسم الشعب يكذبه العقل والمنطق ، ويفرضه القهر والتسلط .

-  يدعي بشار أنه يؤمن " بأهمية العمل العربي المشترك وحيويته لأمتنا العربية المتطلعة لأخذ مكانها اللائق في عالم اليوم." :

ونقول : تبدأ حيوية الأمة حين تختار من تشاء ليحكمها بعد أن يقدم – كغيره من المرشحين – برنامجه الانتخابي لا كما يفعل نظام الحكم الجبري في سورية إذ فرض مرشحه الوحيد الذي (خرطه الخراط ومات )  ، وتبدأ حيويتها حين تحكمها المؤسسات الديموقراطية ، فترفع الشريف وتخفض (الرقيع) الذي يحكم الشعب بالقوانين الاستثنائية ، ويعدم من يرفض النظام الديكتاتور ويغيبه في مجاهل المعتقلات والسجون القمعية .

-  يقول بشار " عملنا بكل إمكاناتنا على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح هذه القمة ".. ولنسأل أنفسنا ، - ونصرخ في وجه الظالمين  : ليست التهيئة لنجاح القمة بالوسائل الظاهرية من بسمة في استقبال الوفود والعناق التمثيلي  والإقامة الوثيرة في فنادق فخمة ... إنما التهيئة في التصالح مع الشعب - فهو صاحب الحق وهو سيد السادة - وخدمته بإخلاص .. أما أجهزة الأمن التي تتابع الشرفاء وتؤذيهم  وتقتل الأحرار وتعذبهم فدليل الإفلاس وعلامة الظلم ، وسبيل الظالمين .

-  ويقول بشار " لا بديل لنا عن التضامن المشترك لاستعادة حقوقنا " .. كلمة جميلة فعلاً ، إلا أننا نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة حين نصحه الشيطان أن يقرأ آية الكرسي فتبتعد عنه الشياطين " صدقك وهو كذوب " فما نراه على الواقع من صنع النظام في سورية ولبنان ومناكفة المجتمع العربي يخالف مقولته ويكشف زيف القائل .

-  كما أن بشاراً يريد أن " أن نجتمع ونتعاون ونحن نشكل تجمعاً قومياً طبيعياً يمتلك كل عوامل النجاح "  وقد رأى بشار تجمعه القومي الطبيعي في التحالف الاستراتيجي مع الفرس ، والجلوس في أحضانهم وخصام العرب ، ولا شك ( أن المجوس على أشكالها تقع )  الفرس في إيران وسورية ولبنان . ومعهم يحاول بشار أن يشكل ذلك التجمع المتجانس .

-  ويقول بشار "  إذا كان الوضع العربي غير مرض لنا فهذا لايرتبط بالقمم العربية بحد ذاتها بمقدار مايرتبط بسياق العلاقات العربية العربية "

ويقول العارفون : إذا لم يرتبط بالقمم العربية – المسؤولين أنفسهم – وهم الذي يخططون وينفذون ( بتاع كله ) ولا يسمحون لشعوبهم أن تختار الكفء المناسب ، بل يتوارثون الشعوب والدول كلها ، فبتوجيه منهم فقط تبنى المدن والشوارع ، وهم الذين بأمرون بفتح الشوارع والمدارس والحدائق ...والحمامات و (حتى دور المياه ) ولولاعنايتهم السامية ! لماتت الماشية التي يحكمونها بالنار والحديد  ، فهم وحدهم الذين يفكرون ويقدّرون وعلى شعوبهم فقط دون العدو يَقـْدِرون.  ثم يسلبون المال والخيرات فيعيش المواطن فقيراً معدماً يعمل ليل نهار فلا يكاد يكسب لقمته التي تسد جوعه ، وثيايه التي تستره .

فكيف لا ترتبط المسؤولية بالقمم العربية وحدها دون الشعوب المغلوبة على أمرها التي تُساق سوق الماشية ؟!

-  ويظن بشار أن " البعض منها – القمم- أتى في مراحل مفصلية..نجحنا في مواقع ومراحل ولم ننجح تماماً في أخرى." ..

    ولعل النجاح الذي أحرزته القمم كان في التنازلات المستمرة للغرب وإسرائيل ، فبعد اللاءات جاءت (الأنعام) – جمع كلمة (نعم )، وهي – كذلك - ضد (لا ) ولا شك أن حكامنا كذلك جعلوا شعوبهم ( أنعاماً ) وتفاخروا بذلك . كما أنهم أثبتوا أنهم (الأنعام ) أمام رغبات السيد المطاع .  أرأيت فضائل نعم أيها القارئ الكريم ؟!

 كما أنهم نجحوا في الانضواء تحت الراية الأمريكية في قتال بعضهم بعضاً ، ونجحوا في فتح قلوبهم للدولة العبرية ، وكذلك جيوبهم .

كما نجحوا في اتخاذ القرارات الإيجابية القليلة التي – مذ كانوا يخرجون من المؤتمرات – ينسونها ولا يلتزمون بها . وهذا يُعد نجاحاً باهراً للمؤتمرات العربية المتكررة !!.

-  ويقول بشار " أكدنا منذ عقود إيماننا بالسلام وكان الرد الاسرائيلي مزيداً من العدوان " وبدأ بشار يسرد  على مسامع المؤتمرين مخازي رغبة السلام مع الإسرائيليين إلا أنه ما يزال يرى أن السلام هو الخيار الاستراتيجي ، فليهنأ بخياره الذي صار " مخللاً " وأصابته الحموضة ثم العفن ، وما يزال يرسل الوفود تلو الوفود إلى الدولة الإسرائيلية يخطب ودّها ويتزلف إليها ويتودد!! وينادي بأمن المنطقة العربية ( الشرق الأوسط ) عن طريق السلام الذي يصر عليه ويستجديه ، ويبحث عن طريقة مشرفة! للسلام مع إسرائيل ، وينسى التاريخ  وهو الفاضح لأساليب يهود  .

وبشار في الوقت نفسه يقود ( نظام الممانعة ) ، فأبئِسْ به من ممانعة . وأبـْئـِسس بمن يسيرون في ركاب ( البطل الممانع بشار ) 

-  وبشار يريد أن يهرب للأمام ، وخشية أن تظن إسرائيل أنه سيهرب للأمام على طريقتها في الهروب ، وهي الحروب الاستباقية التي تفرض واقعاً  جديداً على المنهزمين ليتنازلوا أكثر فأكثر – فهو لا يفكر بالحروب ولا يقدر عليها – ينوّه إلى أنه قد يهرب إلى الأمام ولكن بطريقة مراجعة المواقف فقط ومضامين الخيارات الاستراتيجية !!، وبصيغة أخرى ( يتفذلك ) حين يريد أن يهرب من خيارالسلام الاستراتيجي الذي التزمه إلى خيار سلام استراتيجي آخر!! .. و( فسر الماء بعد الجهد بالماء ) .وهو بذلك يعلن على استحياء توفير الحد الأدنى من عناصر الصمود والمقاومة  ، ولن نسأله : لماذا الحد الأدنى الذي لا يفيد شيئاً في الثبات والمقاومة دون الحد الأقصى؟؟!!

-  وبعد أن يعلن بشار حزنه وألمه لما أصاب الفلسطيني من قتل وحصار ودمار ، ولما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية من انقسام وفرقة يهرب إلى تحميل الفلسطينيين سبب ذلك حين يعلن أن الأولوية يجب أن تكون للحوار الفلسطيني الفلسطيني .. ثم لكل حادث حديث . ويدعو لكسر الحصار المفروض على غزة دون إيجاد آلية لكسر هذا الحصار أو تحميل مسؤوليته لإسرائيل أو مصر أو العرب ... المهم أنه كرئيس للمؤتمر أظهر حزنه وألمه وكفى .

-  ويقول بشار " السلام لن يتحقق الا بعودة الجولان كاملا " 

     ولكنه حين يشجب مماطلة إسرائيل ، ويؤكد أن الزمن وتطاوله لا يضيّع الحقوق بالتقادم أو يجعلها في زاوية النسيان ،  وأن على إسرائيل أن تعي ذلك فلا تعتمد على هذه المقولة تراه يسير في الطريق نفسه الذي يسير في الإسرائيليون ، ، فاستعادة الوطن السليب لا يعيده الصبر على السنين دون التحرك على مسارين لا بد منهم : العمليات الحربية الفدائية والطريق الديبلوماسية معاً . والنظام يأبى إطلاق رصاصة واحدة من خلال الجولان منذ أكثر من أربعين سنة . ( عيش يا .. تيطلع الحشيش ) .

-  ويؤكد بشار أن النظام لا يتدخل في الشؤون اللبنانية ، بل " الضغوط مورست على سورية للتدخل في شؤون لبنان الداخلية !"  ولعل الغرب يمارس ذلك والإدارة الأمريكية تمارس الضغوط  لهذا الأمر ، وربما كانت جماعة الرابع عشر من آذار يقبلون الأيادي ويطلبون من النظام السوري أن لا يترك لبنان مستقلاً ، ويطالبونه بدعم حزب الله مادياً ومالياً وعسكرياً من أجل أن يبقى لبنان بيد النظام السوري ، وأن يرسل أزلامه لبث الفتنة والفرقة في صفوف اللبنانيين ، والنظام السوري يأبى ذلك ويتحاشاه ، فليس من عادته استغلال اللبنانيين واغتيال قادتهم ورموزهم والتدخل في شؤونهم !! .

-  كما أن بشاراً لم يرسل في السنوات الماضية مقاتلين إلى العراق ولم يخطط مع إيران لضرب السنة فيه ! وكأن الهالك أبا القعقاع – أحد ضباطه – لم يرسل المئات والآلاف منها ليفرغ سورية من شبابها ، فمن قتل في العراق تخلص النظام السوري منه ، ومن عاد اعتقل ورماه النظام بالإرهاب ثم سلم منهم الكثير إن الإدارة الأمريكية فضرب عصفورين بحجر ، تخلص من الشباب المسلم ، وتقرب إلى الإدارة الأمريكية بتسليم بعضهم ، كما أن النظام مارس تعذيب بعض الشباب العائد  لصالح الإدارة الأمريكية ، وأنشأ أكثر من خمس مئة وخمسين مخفراً على الحدود العراقية لحماية الجيش الأمريكي  وكان في كل مرة يطلب الثمن ..ثم ترى النظام بعد أن مالت الأمورفي العراق  لمصلحة إيران ومن شايعها يبدأ دوره في خدمة الفرس ومن والاهم .

-  وأخيراً يدّعي بشار أنه يجب " أن نمضى فى عملية الاصلاح الداخلى الذى يلبى متطلباتنا الوطنية والتنموية وينسجم مع معطياتنا الثقافية . " وحتى لا يتوه في فهم المتطلبات الوطنية  ويضيع في شرحها ، أو يفعل ذلك عامداً متعمداً نقول :

     إن الإصلاح لا يكون حقيقياً إلا بـ:

1- إلغاء القوانين الاستثنائية التي حكم بها أبوه واستمر هو يحكم بها زهاء خمسة وأربعين سنة .ومنها قانون العار 49 عام ثمانين وتسع مئة وألف الذي يحكم على الإخوان المسلمين ومن ساعدهم بالإعدام .

2- إخراج المعتقلين السوريين من كل الأطياف ، والإعلان عن المفقودين من عام سبعة وثمانين وتسع مئة وألف حتى هذه اللحظة ، وتسوية الأوضاع المترتبة على ذلك .

3- تسوية أوضاع المهجرين الذين ابتعدوا عن أوطانهم زهاء ثلاثين سنة .

4- إلغاء الامتيازات للحزب الحاكم الذي سلب السلطة بانقلاب عسكري في غفلة من الزمن .

5- إجراء انتخابات نزيهة  على كل المستويات يشارك فيها جميع السوريين على قدم المساواة .

الإصلاح الداخلي الصادق يدعم الوضع الخارجي حتماً ويقضي على السلبيات التي أوجدها الحكم الفردي المتسلط ، وينهض بالجميع إلى مستوى المسؤولية في خدمة الوطن المعطاء .

وسوى ذلك ليس إلا نفخاً في رماد ، وسباحة في الهواء ، ومجرد ادعاء .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ