ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أين مشروع الإمبراطورية العالمية

بقلم : محمد خليفة*

اعتذرت الحكومة اليمنية إلى الرئاسة اليابانية لمجموعة الدول السبع الأكثر تصنيعاً في العالم ، وللإدارة الأمريكية عن عدم استضافة الدورة الرابعة لمنتدى المستقبل المنبثق عن مبادرة الشرق الأوسط الكبير التي طرحتها الولايات المتحدة في فبراير عام 2004 ، وتبنتها المجموعة في قمتها التي انعقدت في ولاية جورجيا الأمريكية في يونيو 2004 من أجل تشجيع الديمقراطية في المنطقة .  وكان المغرب قد استضاف أول مؤتمر لهذا المنتدى في الرباط في 11 ديسمبر 2004 ، كما استضافت البحرين الدورة الثانية في نوفمبر 2005 ، واستضافت الأردن الدورة الثالثة في ديسمبر 2006 .  وكان من المقرر أن تستضيف اليمن الدورة الرابعة في ديسمبر 2007 ، لكنها اعتذرت من دون توضيح الأسباب .  لكن ، وبغضّ النظر عن السبب الكامن وراء الاعتذار ، فإن هذا الموقف اليمني فيه الكثير من الجرأة لأنه دفن ما يسمى "منتدى المستقبل" الذي لن تقوم له قائمة بعد اليوم .  وكانت مهمة هذا المنتدى قد حددت بالتشجيع على نشر ما يسمى الديمقراطية والحرية والحكم الرشيد في منطقة الشرق الأوسط الكبير .  وخلال المنتدى الذي انعقد في الرباط ، تم الاتفاق على إنشاء سكرتارية للمنتدى ، وحددت دورية شبه ثابتة لاجتماعاته من أجل متابعة ما يتم تنفيذه في دول الشرق الأوسط الكبير .  ومن ثم في المنتدى الذي انعقد في المنامة ، تم إنشاء هيئة لنشر الديمقراطية في العالم العربي على أن يخصص لهذه الهيئة صندوق مالي قوامه ستون مليون دولار أمريكي .  وقد تبرعت بعض الدول العربية لهذا الصندوق ، وكان من المقرر أن يتم دعم النزعات الليبرالية الغربية في المجتمعات العربية والإسلامية للوصول إلى مرحلة الانقلاب الديمقراطي الغربي الشامل في هذه المجتمعات .  لكن رحمة الله تعالى تدخلت لإنقاذ هذه الأمة مما يدبر لها من قِبل ذلك الإخطبوط المالي العالمي .  فقد تعرض مشروع الشرق الأوسط الكبير لانتكاسة كبيرة تمثلت في دخول الولايات المتحدة في وحول المستنقع العراقي بسبب المقاومة الشعبية العراقية الكبيرة لمشروع استعمار العراق ، حتى أصبحت الولايات المتحدة عاجزة عن الخروج من هناك من دون خسائر كبيرة .  وفي محاولة منها للالتفاف على الخسارة في العراق ، ومن أجل ضمان استمرار مشروع الشرق الأوسط الكبير ، دفعت الولايات المتحدة إسرائيل للعدوان على لبنان في صيف عام 2006 .  وقد فشل هذا العدوان فشلاً كاملاً ، وفقدت فيه إسرائيل هيبتها العسكرية .  وقد شكّل هذا النصر اللبناني فسحة أمل للشعوب العربية والإسلامية للخلاص من قوى الطغيان العالمي التي تزرع الدمار والخراب في أوطانها .  وقد استشعرت الولايات المتحدة الخطورة الكامنة على مصالحها من جراء ذلك النصر ، وأدركت أن استمرار الهجوم من قِبلها ومن قِبل حلفائها "إسرائيل ودول حلف شمال الأطلسي" في المنطقة العربية والإسلامية سيؤدي إلى مزيد من الخسائر لها ، وأنه من المصلحة الآن العودة إلى استراتيجيات الحرب الباردة القائمة على أساس وجود دول حليفة لضمان عدم فقدان السيطرة بالكامل .  ولذلك ، تمّ إيقاف مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وتمّ التخلي عن أفكار نشر الديمقراطية والحرية بالقوة في الدول العربية والإسلامية .  وتمت إعادة الاعتبار لبعض الحلفاء الذين كانوا يتعرضون ، حتى الأمس القريب ، لسيل من الانتقاد بسبب غياب ما يسمى الديمقراطية في دولهم .  لكن لا شك أن إيقاف مشروع الشرق الأوسط الكبير لا يعني التخلي عنه، لأنه جزء من المشروع الإمبراطوري العالمي للولايات المتحدة .  وهذا المشروع يهدف إلى إقامة إمبراطورية أمريكية عالمية تكون يدها مطلقة في كل مكان في العالم، وأن تتحوّل حكومات الدول المختلفة إلى موظفين في بلاط تلك الإمبراطورية .  ولهذا، ينبغي على الدول العربية والإسلامية الحذر من الولايات المتحدة ، وإذا كانت هناك فرصة قد توفرت لتقويض سلطان هذه الدولة في المنطقة العربية ، فيجب على العرب عدم تفويتها مطلقاً ، وإلاّ فإنهم سيندمون ندامة الكسعي .

*كاتب من الإمارات

medkhalifa@maktoob.com

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ