ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أين
مشروع الإمبراطورية العالمية بقلم
: محمد خليفة* اعتذرت الحكومة اليمنية إلى الرئاسة
اليابانية لمجموعة الدول السبع
الأكثر تصنيعاً في العالم ،
وللإدارة الأمريكية عن عدم
استضافة الدورة الرابعة لمنتدى
المستقبل المنبثق عن مبادرة
الشرق الأوسط الكبير التي
طرحتها الولايات المتحدة في
فبراير عام 2004 ، وتبنتها
المجموعة في قمتها التي انعقدت
في ولاية جورجيا الأمريكية في
يونيو 2004 من أجل تشجيع
الديمقراطية في المنطقة . وكان
المغرب قد استضاف أول مؤتمر
لهذا المنتدى في الرباط في 11
ديسمبر 2004 ، كما استضافت
البحرين الدورة الثانية في
نوفمبر 2005 ، واستضافت الأردن
الدورة الثالثة في ديسمبر 2006 .
وكان من المقرر أن تستضيف
اليمن الدورة الرابعة في ديسمبر
2007 ، لكنها اعتذرت من دون توضيح
الأسباب . لكن
، وبغضّ النظر عن السبب الكامن
وراء الاعتذار ، فإن هذا الموقف
اليمني فيه الكثير من الجرأة
لأنه دفن ما يسمى "منتدى
المستقبل" الذي لن تقوم له
قائمة بعد اليوم .
وكانت مهمة هذا المنتدى قد
حددت بالتشجيع على نشر ما يسمى
الديمقراطية والحرية والحكم
الرشيد في منطقة الشرق الأوسط
الكبير . وخلال
المنتدى الذي انعقد في الرباط ،
تم الاتفاق على إنشاء سكرتارية
للمنتدى ، وحددت دورية شبه
ثابتة لاجتماعاته من أجل متابعة
ما يتم تنفيذه في دول الشرق
الأوسط الكبير .
ومن ثم في المنتدى الذي
انعقد في المنامة ، تم إنشاء
هيئة لنشر الديمقراطية في
العالم العربي على أن يخصص لهذه
الهيئة صندوق مالي قوامه ستون
مليون دولار أمريكي .
وقد تبرعت بعض الدول
العربية لهذا الصندوق ، وكان من
المقرر أن يتم دعم النزعات
الليبرالية الغربية في
المجتمعات العربية والإسلامية
للوصول إلى مرحلة الانقلاب
الديمقراطي الغربي الشامل في
هذه المجتمعات .
لكن رحمة الله تعالى تدخلت
لإنقاذ هذه الأمة مما يدبر لها
من قِبل ذلك الإخطبوط المالي
العالمي . فقد
تعرض مشروع الشرق الأوسط الكبير
لانتكاسة كبيرة تمثلت في دخول
الولايات المتحدة في وحول
المستنقع العراقي بسبب
المقاومة الشعبية العراقية
الكبيرة لمشروع استعمار العراق
، حتى أصبحت الولايات المتحدة
عاجزة عن الخروج من هناك من دون
خسائر كبيرة .
وفي محاولة منها للالتفاف
على الخسارة في العراق ، ومن أجل
ضمان استمرار مشروع الشرق
الأوسط الكبير ، دفعت الولايات
المتحدة إسرائيل للعدوان على
لبنان في صيف عام 2006 .
وقد فشل هذا العدوان فشلاً
كاملاً ، وفقدت فيه إسرائيل
هيبتها العسكرية .
وقد شكّل هذا النصر
اللبناني فسحة أمل للشعوب
العربية والإسلامية للخلاص من
قوى الطغيان العالمي التي تزرع
الدمار والخراب في أوطانها .
وقد استشعرت الولايات
المتحدة الخطورة الكامنة على
مصالحها من جراء ذلك النصر ،
وأدركت أن استمرار الهجوم من
قِبلها ومن قِبل حلفائها "إسرائيل
ودول حلف شمال الأطلسي" في
المنطقة العربية والإسلامية
سيؤدي إلى مزيد من الخسائر لها ،
وأنه من المصلحة الآن العودة
إلى استراتيجيات الحرب الباردة
القائمة على أساس وجود دول
حليفة لضمان عدم فقدان السيطرة
بالكامل . ولذلك
، تمّ إيقاف مشروع الشرق الأوسط
الكبير ، وتمّ التخلي عن أفكار
نشر الديمقراطية والحرية
بالقوة في الدول العربية
والإسلامية .
وتمت إعادة الاعتبار لبعض
الحلفاء الذين كانوا يتعرضون ،
حتى الأمس القريب ، لسيل من
الانتقاد بسبب غياب ما يسمى
الديمقراطية في دولهم .
لكن لا شك أن إيقاف مشروع
الشرق الأوسط الكبير لا يعني
التخلي عنه، لأنه جزء من
المشروع الإمبراطوري العالمي
للولايات المتحدة .
وهذا المشروع يهدف إلى
إقامة إمبراطورية أمريكية
عالمية تكون يدها مطلقة في كل
مكان في العالم، وأن تتحوّل
حكومات الدول المختلفة إلى
موظفين في بلاط تلك
الإمبراطورية .
ولهذا، ينبغي على الدول
العربية والإسلامية الحذر من
الولايات المتحدة ، وإذا كانت
هناك فرصة قد توفرت لتقويض
سلطان هذه الدولة في المنطقة
العربية ، فيجب على العرب عدم
تفويتها مطلقاً ، وإلاّ فإنهم
سيندمون ندامة الكسعي . *كاتب من الإمارات ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |