ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النظام
السوري وإيران، في حلف ضد
العرب، قبل
أمريكا.. وهذه أسبابي: سالم
أحمد* في
برنامج الحوار المفتوح الذي
يقدمه الإعلامي الناجح "غسان
بن جدو" من قناة الجزيرة، وفي
حلقة يوم السبت 5 نيسان الجاري،
وبعد نقاش مستفيض ومداخلة من
أكثر من مشارك في الحلقة، أراد
"بن جدو" أن يخرج بخلاصة
للعلاقة المحتدمة على الساحة
العربية ، فزعم بأن المعركة هي
بين أمريكا من جهة وبين محور يضم
إيران وسورية وحزب الله وحماس
من جهة أخرى. هذا
الزعم تسطيح لقضية هامة أصبحت
واضحة كوضوح الشمس في رابعة
النهار،وهي أن المعركة هي بين
أمريكا من جهة وبين الشعوب
العربية والإسلامية، يدخل فيها
حزب الله وحماس من جهة أخرى.
وليست بين أمريكا وأي نظام عربي
أو إسلامي. لأن كل الأنظمة -وليس
معظمها- دخلت بحلف
ما، مع واشنطن بشكل أو بآخر، في
وقت من الأوقات، ما يُخرِج كل
تلك الأنظمة عن أن تصنف على أنها
عدو مطلق العداوة لأمريكا، كما
هو الحال مع الشعوب العربية
والإسلامية التي استهدفتها
واشنطن –على الدوام- بالعداوة. إذا كنت
قد قطعت في العنوان أعلاه بدون
أن أستثني فأنا أعني ما أقول.
وأؤكد مرة أخرى أن مقولة
"غسان بن جدو" خاطئة
بالنسبة لإيران والنظام السوري.
أما "حزب الله" فلا يمكن
فصله عن إيران كليا، وعن النظام
السوري جزئيا. وأما حماس، فقد
وجدت نفسها محشورة بين عدو لا
يرحم مدعوم من واشنطن، وبين
أنظمة عربية تجد أن ما تدعو إليه
حماس أملٌ ما تزال الشعوب
العربية تصبو إليه، ما جعلها
خطرا على كراسي الحكام فناصبوها
العداء. وقد قرأت إيران -التي
لها أجندة معروفة- هذه المعادلة
فناصرت حماس، ولو مرحليا. نعم إن
النظام السوري لم يكن عدوا
لواشنطن في أي يوم مضى وحتى
الآن. أما طهران فناصبت واشنطن
العداء حينا، واستفادت منها
ونسقت معها أحيانا أخرى، وهذه
أسبابي: أولا:الكل
يعرف الدعم الاستخباراتي الذي
قدمته طهران للحملة الظالمة
التي شنتها واشنطن لاحتلال
أفغانستان، من خلال الأحزاب
الشيعية التي تدين بالولاء
لطهران. بل إنها سمحت للطائرات
الأمريكية بعبور أجوائها وقصف
تجمعات الجيش الأفغاني. ثانيا:
والكل يعرف الدور اللئيم الذي
لعبته طهران في السماح
للميليشيات الشيعية التي تتخذ
من إيران مقرا لها، بالانقضاض
على تجمعات الجيش العراقي الذي
يتصدى لزحف الجيش الأمريكي على
بغداد. هذا الدعم الذي قدمته
الميليشيات الشيعية لواشنطن لم
تستطع إسرائيل أن
تقدمه لها. أما النظام السوري،
فحدث ولا حرج عن علاقاته
المشبوهة بواشنطن: أولا:
في عهد حافظ أسد دخل الجيش
السوري عام 1976 –بضوء أخضر من
واشنطن- إلى
لبنان لكسر شوكة المقاومة
الفلسطينية، ودعم الميليشيات
الانعزالية التي كانت تحارب المقاومة.
موافقة واشنطن هذه لا تحتاج إلى
تأكيد، فقد وردت على لسان حافظ
أسد نفسه. ثانيا:
رغم الصراخ الإعلامي وطبول
الحرب الجوفاء التي كانت تقرعها
دمشق ضد أمريكا ، فقد أرسل حافظ
أسد جيشا سوريا في عام 1991 ليقف
تحت العلم الأمريكي إلى جانب
الجيش الأمريكي في حربه ضد
العراق. وكان قائد تلك القوات هو
رئيس الأركان السوري الحالي
العماد "علي حبيب". ثالثا:
فتح النظام السوري قلعة حلب
أمام أربعين عنصرا من عناصر
المخابرات الأمريكية المركزية (
C I A)،
لتعقب آثار "محمد عطا"
القائد المزعوم للهجوم على مركز
التجاري العالمي في أحداث 11
سبتمبر. بالمقابل،
كانت واشنطن ترد الجميل – بل
القبيح- للنظام السوري.
والأمثلة على ذلك أكثر من أن
تعد. فقد سلمت واشنطن إلى دمشق
المواطن الكندي من أصل سوري
"ماهر عرار" الذي اعتقلته
في مطار أمريكي ورحلته إلى
سورية، بضوء أخضر من كندا. وقد
أمضى 11 شهرا في سجون المخابرات
السورية وعذب عذابا شديدا، ما
دعاه لأن يقيم دعوى على البوليس
الكندي، فحكم له القضاء الكندي
بمبلغ 11 مليون دولار تعويضا له
عما لاقاه في المعتقلات
السورية. هذه
الأمثلة كانت على سبيل المثال.
وإلا فالعلاقة بين واشنطن ودمشق
في عهد حافظ أسد وعهد بشار أسد
أكثر من أن تستقصى. أما العلاقة
بين واشنطن وطهران، فلم تكن
عداوة على الدوام ، كما أنها لم
تكن تنسيقا على الدوام، وإنما
كانت بين بين. يبقى أن
العلاقة بين واشنطن وحزب الله
أعقد من أن ننزلها على مقاس
العلاقة بين دمشق وطهران من جهة
وبين واشنطن من جهة أخرى. ولا
نريد أن نصنفه كما صنفنا طهران ودمشق،
فحربه مع إسرائيل جعلته يقف في
مواجهة مع واشنطن، فهي عنده عدو
محارب. كلمة
أخيرة نسوقها عن العلاقة بين
حماس وكل من دمشق وطهران. فإننا
نؤكد أن حماس كانت مكرهة على
هكذا علاقة، بعد أن تخلى عنها
الصديق ونابذها بالعداء الشقيق.
فماذا تفعل حماس إذن؟ إسرائيل
من شمال غزة ومن شرقها، والبحر
عن يمينها والمعابر أقفلتها
عليها مصر من جنوبها! *كاتب
سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |