ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ماذا تعرف عن دور حافظ أسد في سقوط القنيطرة؟ ... (1)
سالم
أحمد* يشير
"إدوارد شيهان" في كتابه
"كيسنجر والإسرائيليين
والعرب" إلى واقعة مهمة جداً
تلقي ضوءاً كاشفاً على وضع
النظام والأسد وارتباطاته.. يقول
"شيهان" في كتابه وهو مرافق
كيسنجر في مكوكياته.. إن
المخابرات الصهيونية كانت
تتعمد عند عودة "كيسنجر" من
دمشق إلى القدس أن تدهشه
بإطلاعه على ما دار بينه وبين
حافظ الأسد في دمشق كما تطلعه
على مضمون الرسائل المتبادلة
بين الأسد وبين الملوك والرؤساء
العرب الآخرين. فإذا
علمنا أن أغلب لقاءات "كيسنجر"
مع "أسد" كانت مغلقة.. عرفنا
جواب اللغز القائم في كلام "شيهان"
وهذه
شهادة أحد أركان نظام سورية
الذي كان للأسد فيه الكلمة
الأولى فهو وزير الدفاع وقائد
الطيران المتحكم الأول في
القرار آنذاك يقول "سامي
الجندي" في كتابه "كسرة خبز"،
وسامي الجندي هذا كان وزيراً
للإعلام وعضو القيادة القطرية
ومن مؤسسي حزب السلطة وهو الذي
اعترف أنه أرسل سفيراً إلى
باريس في مهمة سلمية.. (لم
أُخفِ أبداً أن النظام في سورية
يعد لهزيمة وليس لاسترداد
فلسطين نعم .. نعم.. لم تكن هناك
أية بادرة للنصر، ولا أعني أنه
كان يعد لهزيمة نفسه وإنما
لهزيمة العرب الآخرين، كي يبقى
الثوري الوحيد سيد المناخ
الثوري العربي)( من كتاب سامي
الجندي كسرة خبز). .ثم يتطرق
الجندي إلى سبب اختياره للمهمة
في باريس فيقول: (اختارني
"إبراهيم ماخوس"وزير
الخارجية السوري لهذه المهمة
وهولم يعدم الأشخاص ولا الوسيلة
للاتصال بإسرائيل.. ثارت أقاويل
في باريس نفسها عن أمين منظمة
الحزب التابعة لدمشق وأنا - وهنا
بيت القصيد - متأكد من اتصالات
جرت عن طريق أكثر من دولة ثالثة
وفي أكثر من عاصمة - اتصال مع
إسرائيل -... ولست بحاجة بعد ذلك
للقول إن إعلان سقوط القنيطرة ـ
قبل أن يحصل السقوطـ أمر يحار
فيه كل تعليل يبنى على حسن النية).
إن تداعي الأفكار البسيط يربط
بين عدم وقف إطلاق النار
والحدود سليمة والإلحاح بل
الاستغاثة لوقفه بعد أن توغل
الجيش الإسرائيلي في الجولان ،
إشارة هنا إلى أن اليهود عرضوا
وقف النار قبل توغلهم فرفض
العرض. ونتابع أقوال السيد سامي
الجندي بهذا الصدد فهي مهمة
كونها صادرة عن إنسان مسؤول
ومهم في النظام الذي سلم
الجولان. (عندما
نتتبع فصول معركة الجولان نجد
أن العسكريين الذين قاوموا
اليهود فعلوا ذلك دون أوامر أما
الذين صدرت إليهم الأوامر فقد
انسحبوا بناء على خطة). ترى ما
هي الخطة؟.. ونتابع.. (فوجئت لما
رأيت على شاشة التلفزيون في
باريس مندوب سورية جورج طعمة في
الأمم المتحدة يعلن سقوط
القنيطرة، "وذلك من خلال
البلاغ 66 الصادر عن وزير الدفاع
حافظ الأسد" الذي أعلن وصول
قوات إسرائيل إلى مشارف دمشق
بينما المندوب الإسرائيلي في
الأمم المتحدة يؤكد أن شيئاً من
كل ذلك لم يحصل . فلماذا
يصدر الأسد البلاغ المشؤوم قبل
وصول القوات الإسرائيلية إلى
القنيطرة بيومين؟ ولماذا
يطلب من الجيش الانسحاب الكيفي؟
ولماذا
يقول اللواء أحمد سويداني قائد
الجيش السوري عندما سئل عن هذا
البلاغ: (إنني كمسؤول عن الجيش
لم استشر في البلاغ الذي أعلن
سقوط القنيطرة، لقد سمعته من
الإذاعة كغيري.. ؟ !( إن في
طيات هذا الكلام كله الإجابة
الشافية عن كنه خطة الانسحاب من
دون قتال . وهذه
شهادة إبراهيم ماخوس وزير
الخارجية السورية آنذاك. ماخوس
وأمام عدد كبير من المسؤولين
العرب رداً على قول أحد هؤلاء
المسؤولين ( إنها لفاجعة كبيرة
ونحمد الله أن إحدى العواصم لم
تسقط) . قال: وهل في ذلك غرابة لو
حصل؟!.. إن الغريب في الأمر أن
العواصم لم تسقط ، وإننا من
جهتنا كنا عاملين حسابنا على أن
دمشق ستسقط . ويتساءل
المرء.. كيف يصدق هذا الكلام
والأسد يقول في أحد تصريحاته
قبل بدء المعركة ونقلته الثورة
السورية 20/5/67:( إننا أخذنا بعين
الاعتبار تدخل الأسطول
الأمريكي السادس.. إن معرفتي
لإمكانياتنا يجعلني أؤكد أن أية
عملية يقوم بها العدو هي مغامرة
فاشلة.) إن هذا
الكلام لا ينسجم إلا إذا رتبنا
كل ما قرأناه آنفاً جنباً إلى
جنب فنفهم منه نحن وغيرنا أن
صاحب القرار في سورية آنذاك (
والأسد على رأس ذلك القرار )
كانت له ارتباطاته المسبقة التي
جعلته يحرض على المعركة قبل
وقوعها ثم ليتلكأ في دخولها ، ثم
ليصدر البلاغ 66 بسقوط القنيطرة
والانسحاب الكيفي تنفيذاً
لارتباطاته المتفق عليها..
والمرتبة تماماً بحيث تبدأ بعد
ذلك عملية العد التنازلي في
العلاقة مع الكيان الصهيوني
لتصل الأمور في النهاية إلى ما
هي عليه الآن.. رواية
سعد جمعة رئيس وزراء الأردن
آنذاك في كتابه المؤامرة ومعركة
المصير صفحة 45 يقول : (اتصل سفير
دولة كبرى في دمشق في الخامس من
حزيران بمسئول حزبي كبير ودعاه
إلى منزله لأمر هام في الحال
ونقل له في اللقاء أنه تلقى
برقية عاجلة من حكومته تؤكد
قضاء الطيران الإسرائيلي على
سلاح الجو المصري. وأن المعركة
بين العرب وإسرائيل قد اتضحت
نتائجها وأن كل مقاومة ستورث
خسائر فادحة وأن إسرائيل لا
تنوي مهاجمة النظام السوري بعد
أن يستتب لها تأديب جمال عبد
الناصر، وبانتهاء الزعيم
المصري تفتح الآفاق العربية
أمام الثورية البعثية وأن
إسرائيل بلد اشتراكي يعطف على
التجربة الاشتراكية البعثية
وخاصة العلوية إذ يمكنها أن
تتعايش وتتفاعل معها لمصلحة
الكادحين في البلدين ، واتصل
الوسيط بقيادات البعث
والنصيريين وأعلم السفير
الوسيط بتجاوب كافة القيادات مع
هذا التطلع. رواية
دريد مفتي الوزير المفوض في
مدريد جاء إلى
"سعد جمعة" بمكتبه في لندن
وعرفه على نفسه قائلاً قرأت
كتابك المؤامرة ومعركة المصير
عن جريمة تسليم مرتفعات الجولان
المنيعة دون قتال والتي اقترفها
(جديد ـ أسد ـ ماخوس)، وأحب أن
أزيدك بياناً فقال : يوم كنت
وزيراً مفوضاً لسورية في مدريد
استدعاني وزير خارجية إسبانيا
لمقابلته صباح 28/7/1967م وأعلمني
ووجهه يطفح سروراً أن مساعيه
الطيبة أثمرت لدى أصدقائه
الأمريكان بناء على تكليف السيد
"ماخوس" البعثي النصيري ،
ثم سلمني مذكرة تتضمن ما يلي :
تهدي وزارة الخارجية الإسبانية
تحياتها إلى السفارة السورية
عبر وسيطها، وتعلمها أنها نقلت
رغبة الخارجية السورية إلى
الجهات الأمريكية المختصة
بأنها ترغب بالمحافظة على
الحالة الناجمة عن حرب حزيران
1967 –أي بقاء الجولان تحت
الاحتلال الإسرائيلي- وأنه ينقل
رأي الأمريكان بأن ذلك ممكن إذا
حافظت سورية على هدوء المنطقة
وسمحت لسكان الجولان بالهجرة من
موطنهم والاستيطان في بقية
أجزاء الوطن السوري وتعهدت بعدم
القيام بنشاطات تخريبية من
جهتها تعكر الوضع الراهن (عن
مجتمع الكراهية لسعد جمعة صفحة
130). ثم إن
مخابرات حافظ أسد تابعوا دريد
مفتي إلى لبنان وقتلوه لأنه
أذاع هذا السر ولم يرض الخيانة.
ودريد ضابط بعثي سني من أريحا
السورية. نعم لقد رضيت القيادة
النصيرية البعثية أن تسلم
الجولان الحصين المتحكم في
الأراضي المحتلة وتهجير أهله
لعدة أسباب : 1ـ لا
قيمة لجزء من الأرض لقاء حفاظهم
على كرسي الحكم.
2 ـ لأن
الجيش معظمه من الطائفة وهم
حريصون على أرواحهم أن تزهق في
الحرب. 3 ـ أن
معظم الضباط السنيين المؤهلين
فنياً قد سرحوا لأنهم ليسوا
نصيريين لذا كان لابد من
الاستجابة لطلب إسرائيل فسلمها
الجولان لقاء البقاء على الكرس. يتابع
سامي الجندي: قال لي إبراهيم
ماخوس وزير الخارجية النصيري
ليس مهماً أن يحتل العدو دمشق أو
حتى حمص وحلب فهذه أرض يمكن
تعويضها وإعادتها أما إذا قضي
على حزب البعث -الذي تتستر خلفه
الطائفة- فكيف يمكن تعويضه وهو
أمل الأمة العربية. وجعلوا من
الخيانة ذكاء ومن الخذلان نصراً.
ويستغرب سامي الجندي البعثي
القيادي: إن اختيار ماخوس له
لمفاوضة "أبا إيبان" وزير
خارجية إسرائيل في فرنسا قبل
حرب حزيران . ثم يقول: لعله يريد
توريطي ليضمن سكوتي. إعلان
سقوط الجولان قبل 48 ساعة من
إخلائها وفق الاتفاق النصيري
الإسرائيلي : في يوم
السبت العاشر من حزيران سنة 1967
أعلن وزير الدفاع السوري حافظ
أسد الساعة 9.30 البلاغ العسكري
رقم 66 وهذا نصه : إن
القوات الإسرائيلية استولت على
القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ
الصباح الباكر في منطقة
القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة
وكان طيران العدو يغطي سماء
المعركة بإمكانات لا تملكها غير
دولة كبرى. وقد قذف العدو في
المعركة بأعداد كبيرة من
الدبابات واستولى على مدينة
القنيطرة على الرغم من صمود
جنودنا البواسل ، إن الجيش لا
يزال يخوض معركة قاسية للدفاع
عن كل شبر من أرض الوطن ، كما أن
وحدات لم تشترك في القتال بعد
ستأخذ مراكزها في المعركة.
وفي
اليوم نفسه –أي السبت 10 حزيران-
الساعة 12.05 ظهراً أصدر وزير
الدفاع الأسد البلاغ التالي: (إن
قتالاً عنيفاً لايزال يدور داخل
مدينة القنيطرة وعلى مشارفها،
وأن القوات السورية مازالت حتى
الآن تقاتل داخل المدينة وعلى
مشارفها جنباً إلى جنب مع قوات
الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود
بحيث لم يتمكن العدو من السيطرة
الكاملة على مدينة القنيطرة .(وهذا
يناقض البلاغ السابق القائل
بالسقوط ) ذلك لكي يخدع الناس
بأن المقاومة لازالت مستمرة
وأنه لم يسلمها بموجب اتفاق.
علماً أن كل ما أذيع من قتال في
البلاغات لا أساس له من الصحة
لأنها سلمت دون إطلاق رصاصة
واحدة وأن كل من خالف قرار
الانسحاب وقاوم حوكم على
مخالفته الأوامر.
وفي يوم
الأحد 11 حزيران 1967 أصدر وزير
الدفاع السوري حافظ أسد بلاغاً
جاء فيه خلال المعارك القاسية
التي جرت بين قواتنا الباسلة
وقوات الاستعمار الثلاثي حاول
العدو اختراق خطوط دفاعنا اكثر
من مرة بكل ما يملك من أسلحة
وطيران متفوق وكانت قواتنا تصد
تلك الهجمات المتكررة وتقصف
مواقع العدو منزلة به الدمار
مما يؤكد بشكل قاطع أن دول
العدوان الثلاثي تساهم في
المعركة وليس إسرائيل فقط وهم
الآن يتمركزون في خط الدفاع
الثاني الذي يبعد عن القنيطرة 40-
55 كم يعني على أبواب دمشق ( عن
سقوط الجولان صفحة 170 ). يقول
الدكتور سامي الجندي أحد قادة
البعث في كتابه كسرة خبز صفحة 17
:(لست بحاجة إلى القول بأن سقوط
القنيطرة قبل أن يحصل أمر يحار
فيه كل تعليل مبني على حسن النية).
ويقول: (فوجئت لما رأيت على شاشة
التلفزيون مندوب سورية في الأمم
المتحدة يعلن سقوط القنيطرة وأن
قوات إسرائيل وصلت إلى مشارف
دمشق والمندوب الإسرائيلي يؤكد
أن شيئاً من ذلك لم يحصل واعترف
أمامي الدكتور ماخوس وزير
الخارجية النصيري أن قضية سقوط
القنيطرة كانت خطة مدبرة لكي
يكسب تأييد الأمم المتحدة) يقول
الدكتور "عبد الرحمن الأكتع"
وزير الصحة السوري آنذاك: (كنت
في جولة تفقدية في الجبهة وفي
مدينة القنيطرة بالذات عند
إذاعة بيان سقوط القنيطرة وظننت
أن خطأً قد حدث فاتصلت بوزير
الدفاع حافظ أسدوأخبرته أن
القنيطرة لم تسقط ولم يقترب
منها جندي واحد من العدو وأنا
أتحدث من القنيطرة ودهشت حقاً
حين راح "حافظ أسد" يشتمني
شتائم مقذعة ويهددني إن تحدثت
بمثلها وتدخلت فيما لا يعنيني.
فاعتذرت منه وعلمت أنها مؤامرة
وعدت إلى دمشق في اليوم الثاني
وقدمت استقالتي) ... (2) *كاتب
سوري (1)
المقال أعلاه موثق ومأخوذ من
عدة مصادر كما هو واضح أثناء
إسنادها إلى قائليها. ودورنا
فيه يقتصر على التجميع والتعليق.
.. تابعوني في الحلقة التالية. (2) قصة
"الأكتع" أعلاه معروفة
مشهورة. وهو وزير بعثي. وعندما
عاد إلى دمشق حضر اجتماع
للقيادة البعثية، واجه فيها
حافظ أسد بما قاله أعلاه،
فشتمه، وحمل كرسيا وقذفه به.
فاستقال الأكتع بعد الاجتماع
بسبب الإهانة التي لحقت به. (3) أحد
شهود ملابسات التخلي عن
القنيطرة، هو الآن في المعارضة
السورية. والمطلوب أن يدلي بما
عنده، قبل أن يفوت الأوان. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |