ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لا
أحد يستطيع إسقاط الحكم السوري
.. لحسابه وحدَه ! عبدالله
القحطاني 1) •
قد تستطيع أمريكا ، إسقاط
الحكم السوري الحالي . لكن .. هل
تستطيع إسقاطه لحسابها ، وحدها
، ولمصلحتها ، وحدها .. دون أن
يحقّق هذا السقوط ، أيّة مصلحة
للشعب السوري !؟ لايتصوّرعاقل ،
ملمّ بالشأن السياسي ، أن هذا
ممكن ! •
وقد تستطيع بعض القوى
الكبرى الأوربية ، أن تسهم في
إسقاط الحكم السوري ، بالتعاون
مع قوى أخرى ، إقليمية أو محلية !
لكن .. هل بإمكان هذه القوّة
الأوروبية ، أو أيّة قوّة أخرى ،
متعاونة معها في عملية الإسقاط
.. أن تستأثر، وحدَها ، لنفسها ،
دون سائر الأطراف الأخرى ،
المحلية والإقليمية والدولية ،
ذات المصالح في سورية.. بمكاسب
السقوط ، التي ستأتي بعد زوال
هذا النظام الفاسد !؟ لا نظنّ
عاقلاً يزعم
ذلك ، أو يصدّقه ! •
وقد تستطيع القوى السورية
الحيّة ، الفاعلة في الساحة ،
إذا أحسنت التعاون فيما بينها،
والتخطيط الدقيق .. أن تسقط
الحكم القائم في سورية ! لكن.. هل
تستطيع أيّ منها ، أن تنفرد
بالساحة ، وتستأثر لنفسها ، دون
الآخرين ، بمكاسب السقوط ،
وتهيمن على القرار السوري
كاملاً ، دون أن يكون لأيّ طرف
سوري آخر، نصيب في حكم بلاده ،
وفي صناعة قراراتها ، الداخلية
والخارجية !؟ لانحسب عاقلاً ،
داخل سورية ، أو خارجها .. يمكن
أن يتصوّر هذا الأمر! 2) الخلاف
، فيما نحسب ، هو حول حجم
المكاسب ، التي يمكن أن يحقّقها
كل طرف لنفسه ، بين الأطراف التي
ترى لها مصالح في سورية ! وكل طرف
يحسب الأمر من زاويته ،
وبطريقته ، ومن خلال علاقته
بسورية ، سواء أكان ذلك على
مستوى الأهداف الاستراتيجية ،
كبعض الدول العظمى، أم كان على
مستوى الجوار الإقليمي، كبعض
دول المنطقة ، العربية منها ،
وغير العربية .. أم كان على مستوى
المصالح الآنيّة ، المتحقّقة ،
اقتصادياً.. كبعض الدول التي لها
شركات عملاقة ، ترى لها مصالح
ضخمة ، في الاستثمار داخل سورية..
أم كان على مستوى المصير
والوجود، كالشعب السوري ، بسائر
فئاته ومكوّناته وشرائحه ،
الاجتماعية والسياسية ،
والثقافية والدينية والمذهبية
..! 3) بناء
على كل ماتقدّم ، فإن أيّة
محاولة جادّة ، لإضعاف هذا
النظام الاستبدادي الفاسد ،
إنّما هي لمصلحة سائر الأطراف ،
التي لها مصالح في سورية ! ولا
يستطيع أحد ـ مهما كانت قوّته ـ
إسقاط النظام ، أو حتى إضعافه ،
لحسابه ، وحدَه ! وعليه، فإن أيّ
جهد لإسقاط النظام ، أو إضعافه ..
هو جهد مشكور، مرحّب به ، من قبل
سائر المتضرّرين من وجود هذا
النظام ، المستفيدين من زواله !
أو.. ينبغي أن يكون الأمر كذلك !
دون هواجس ، أو شكوك ، تعيق
عملية الإسقاط .. مالم يكن هذا
الجهد تدميرياً ، أو تخريبياً ،
يحمل الشرّ والأذى ، للبلاد
وشعبها ، حاضراً أو مستقبلاً ..
كما حصل في دول أخرى من هذا
العالم ! 4) ويبقى
التأكيد على نقطة شديدة
الأهمّية والحساسية ، لدى حساب
المصالح ، وهي: أن الشعب السوري
، ينبغي أن يكون هو المستفيد
الأول ، من إزاحة الكابوس عن
صدره ! وأهمّ استفادة تتحقّق ،
هي أن يكون ، هو ، وحده ، صاحب
القرار في بلاده، عبر اختباره
الحرّ النزيه ، لصنّاع القرار،
الذين يتولّون الحكم في الدولة !
وتأتي مصالح الآخرين ، نابعة من
مصالح سورية ، الوطن والشعب ،
خاضعة لتقدير أصحاب القرار
الشرعيين ، المنتخَبين من قبل
الشعب السوري ! وأيّ خلل في هذا
التصوّر، إنما هو عبث بمصير
البلاد والعباد ، قد يساوي
الخراب القائم الآن ، في العهد
الأسدي ، أو يزيد عليه ! وهذا ما
ينبغي أن يكون مرفوضاً ، ابتداء
، من قبل شعب سورية ، كله ، عبر
شرائحه الحيّة ، الواعية ،
المثقّفة ، المخلصة ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |