ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لا أحد يستطيع إسقاط الحكم السوري .. لحسابه وحدَه !

عبدالله القحطاني

1)

  قد تستطيع أمريكا ، إسقاط الحكم السوري الحالي . لكن .. هل تستطيع إسقاطه لحسابها ، وحدها ، ولمصلحتها ، وحدها .. دون أن يحقّق هذا السقوط ، أيّة مصلحة للشعب السوري !؟ لايتصوّرعاقل ، ملمّ بالشأن السياسي ، أن هذا ممكن !

  وقد تستطيع بعض القوى الكبرى الأوربية ، أن تسهم في إسقاط الحكم السوري ، بالتعاون مع قوى أخرى ، إقليمية أو محلية ! لكن .. هل بإمكان هذه القوّة الأوروبية ، أو أيّة قوّة أخرى ، متعاونة معها في عملية الإسقاط .. أن تستأثر، وحدَها ، لنفسها ، دون سائر الأطراف الأخرى ، المحلية والإقليمية والدولية ، ذات المصالح في سورية.. بمكاسب السقوط ، التي ستأتي بعد زوال هذا النظام الفاسد !؟ لا نظنّ عاقلاً يزعم  ذلك ، أو يصدّقه !

  وقد تستطيع القوى السورية الحيّة ، الفاعلة في الساحة ، إذا أحسنت التعاون فيما بينها، والتخطيط الدقيق .. أن تسقط الحكم القائم في سورية ! لكن.. هل تستطيع أيّ منها ، أن تنفرد بالساحة ، وتستأثر لنفسها ، دون الآخرين ، بمكاسب السقوط ، وتهيمن على القرار السوري كاملاً ، دون أن يكون لأيّ طرف سوري آخر، نصيب في حكم بلاده ، وفي صناعة قراراتها ، الداخلية والخارجية !؟ لانحسب عاقلاً ، داخل سورية ، أو خارجها .. يمكن أن يتصوّر هذا الأمر!

2)

الخلاف ، فيما نحسب ، هو حول حجم المكاسب ، التي يمكن أن يحقّقها كل طرف لنفسه ، بين الأطراف التي ترى لها مصالح في سورية ! وكل طرف يحسب الأمر من زاويته ، وبطريقته ، ومن خلال علاقته بسورية ، سواء أكان ذلك على مستوى الأهداف الاستراتيجية ، كبعض الدول العظمى، أم كان على مستوى الجوار الإقليمي، كبعض دول المنطقة ، العربية منها ، وغير العربية .. أم كان على مستوى المصالح الآنيّة ، المتحقّقة ، اقتصادياً.. كبعض الدول التي لها شركات عملاقة ، ترى لها مصالح ضخمة ، في الاستثمار داخل سورية.. أم كان على مستوى المصير والوجود، كالشعب السوري ، بسائر فئاته ومكوّناته وشرائحه ، الاجتماعية والسياسية ، والثقافية والدينية والمذهبية ..!

3) بناء على كل ماتقدّم ، فإن أيّة محاولة جادّة ، لإضعاف هذا النظام الاستبدادي الفاسد ، إنّما هي لمصلحة سائر الأطراف ، التي لها مصالح في سورية ! ولا يستطيع أحد ـ مهما كانت قوّته ـ إسقاط النظام ، أو حتى إضعافه ، لحسابه ، وحدَه ! وعليه، فإن أيّ جهد لإسقاط النظام ، أو إضعافه .. هو جهد مشكور، مرحّب به ، من قبل سائر المتضرّرين من وجود هذا النظام ، المستفيدين من زواله ! أو.. ينبغي أن يكون الأمر كذلك ! دون هواجس ، أو شكوك ، تعيق عملية الإسقاط .. مالم يكن هذا الجهد تدميرياً ، أو تخريبياً ، يحمل الشرّ والأذى ، للبلاد وشعبها ، حاضراً أو مستقبلاً .. كما حصل في دول أخرى من هذا العالم !

4) ويبقى التأكيد على نقطة شديدة الأهمّية والحساسية ، لدى حساب المصالح ، وهي: أن الشعب السوري ، ينبغي أن يكون هو المستفيد الأول ، من إزاحة الكابوس عن صدره ! وأهمّ استفادة تتحقّق ، هي أن يكون ، هو ، وحده ، صاحب القرار في بلاده، عبر اختباره الحرّ النزيه ، لصنّاع القرار، الذين يتولّون الحكم في الدولة ! وتأتي مصالح الآخرين ، نابعة من مصالح سورية ، الوطن والشعب ، خاضعة لتقدير أصحاب القرار الشرعيين ، المنتخَبين من قبل الشعب السوري ! وأيّ خلل في هذا التصوّر، إنما هو عبث بمصير البلاد والعباد ، قد يساوي الخراب القائم الآن ، في العهد الأسدي ، أو يزيد عليه ! وهذا ما ينبغي أن يكون مرفوضاً ، ابتداء ، من قبل شعب سورية ، كله ، عبر شرائحه الحيّة ، الواعية ، المثقّفة ، المخلصة !

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ