ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 12/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 (*) دور حافظ أسد في ضياع الجولان ..

(شهادات شركاء الحرب)  ... ( 2)

سالم أحمد**

كانت حرب فلسطين عام 1948 قد خلفت شروخا في نفوس السوريين لأنها أشعرتهم بأنهم لم يستطيعوا القيام بواجب الدفاع عن فلسطين على الوجه الأكمل مع مابذله الجيش النظامي والقوات الشعبية أثناء الحرب، رغم نقص الأسلحة، وبعضها كان فاسدا، ثم دخول مجلس الأمن على خط الحرب بفرضه الهدنة بعد أن كادت كفة الحرب تميل لصالح العرب ، كل ذلك كان له دور في ما وصلت إليه الأمور.

أما في حرب حزيران 1967، فكان المفترض أن يكون الجيش السوري قد أخذ أهبته بعد 20 سنة من الإعداد. إلا أن الأمور قد انعكست بعد أن استلم حزب البعث السلطة في آذار 1963، حيث أصبح همُّ الحزب هو التمسك بالحكم ولا شيء غير الحكم. وإذا كانت هناك قيادات وطنية في الحزب، إلا أنه قد تم تطويقها وعزلت عن مراكز صنع القرار لصالح  جنرالات لم يكن لهم من هم إلا الحكم مهما كان الثمن.

في المقال التالي نكمل ما بدأناه في مقالنا السابق عن دور "حافظ أسد" في سقوط القنيطرة، مع التنويه أننا ننقل شهادات رجال عاصروا هزيمة حزيران. وسيكون دورنا هو استخراج تلك الشهادات من مظتنها في بطون الكتب، مع تعقيبات لا بد منها.

في الفقرة التالية نذكر شهادات من شاركوا في الحرب من الأردن ومصر.

رواية الملك "حسين":

قبل الحرب بأيام عقدت سورية مع مصر معاهدة دفاع مشترك. وقد حذت الأردن حذوها.  وبموجب هذه المعاهدة أصبح الفريق المصري "عبد المنعم رياض" قائداً للجبهة الأردنية السورية والفريق محمد فوزي رئيساً لأركان القيادة الموحدة. وانطلاقاً من هذه المهمة طلب عبد المنعم رياض من سوريا إمداد الأردن ببعض الألوية لأن سورية تستطيع حماية جبهتها بثلث قواتها. يقول الملك حسين: (في تلك الليلة في4 حزيران استخدمنا خطوط المواصلات العسكرية في طلب الإمدادات من السوريين، ولكنهم لزموا الصمت. ومنذ الساعة التاسعة  -صباح يوم 5 حزيران 1967، بعد تدمير الطائرات الإسرائيلية لمدرجات المطارات في مصر- اتصلت قيادة العمليات بالسوريين فكان جوابهم أنهم بوغتوا بالأحداث. قمنا بطلبات متكررة لالتحاق طائرات الجيش السوري بطائرات الأردن فطلبوا إمهالهم ساعة فساعة. في الساعة الحادية عشرة أقلعت الطائرات العراقية من قواعدها لتنضم إلى سلاحنا الجوي وتساهم بالمهمة المشتركة ويمكنني أن أوضح أن تأخر الطيران السوري في التدخل فوّت علينا فرصة ذهبية كان يمكن أن ننتهزها لقلب الموقف لصالح العرب ولاستطعنا اعتراض القاذفات المعادية وهي في طريق عودتها إلى قواعدها بعد قصف القواعد المصرية وقد فرغت خزاناتها من الوقود وفقدت ذخيرتها، وكان بإمكاننا مفاجأتها حتى وهي جاثمة في مطاراتها تملأ خزاناتها استعداداً لشن هجمات جديدة فلولا تأخر الطيران السوري لتبدلت نتائج المعركة وخط سيرها) .. (شهادة الملك حسين معتبرة. لأنه كان مشاركا أساسيا في الحرب، وهو أيضا طيار ماهر، كثيرا ما كان يقود طيارته بنفسه).

في الإنترنت يقول "صائب بارودي" وهو بعثي قومي عن حرب عام 1967:(دخلت سوريا المعركة ووصلت قواتها "صفد" و"الحولة"، وتمركزت قوات منها بقيادة الضابط "نورس طه" تحت المرتفعات المطلة على بحيرة "طبرية" حتى مساء اليوم السابع و"عبد الناصر" يتصل ب"عبد الكريم الجندي" ويقول له : أنا لا أثق بالآخرين يعني "الأسد" و"جديد" بوقف إطلاق النار اللعبة كبيرة وخطيرة ومصر غير قادرة على التحرك و"صلاح جديد" يرفض، واتصل الجنرال الروسي بوزير الدفاع "حافظ أسد" و"جديد" وقال : إذا كنتم مصرين على الحرب فلابد أن تضعوا خطة، وأنتم حتى الساعة لم تفعلوا شيئاً.. ووضعت خطة بمعرفة السوفييت وفي صباح اليوم التاسع موعد التحرك حسب خطة السوفييت أمر وزير الدفاع "حافظ أسد" ترك الأسلحة والتراجع الكيفي من الجبهة وترك ترسانة حربية كبيرة لليهود مع عشرات القرى في جبل الشيخ). وكما قرأنا في مقالنا السابق، أن وزير الدفاع "حافظ أسد" أصدر البلاغ 66 معلنا سقوط القنيطرة قبل يومين من وصول الإسرائيليين إليها.

 رواية صحيفة النهار اللبنانية:

(لم تبدأ سوريا الحرب إلا صباح يوم 6/6/1967 رغم أن سورية هي سبب الحرب وهي الداعية إليها، واقتصرت الهجمات السورية على مستعمرات (وان- تل دان ـ كرياشوف). ولم تخرج القوات الإسرائيلية للرد بسبب انشغالها بالقتال على باقي الجبهات وقالت الصحيفة: لم يدخل الإسرائيليين المعارك الفعلية ضد سورية إلا يوم الخميس 8/6 حيث تفرغوا لجبهتها وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليون شنوا هجوماً شاملاً على المواقع السورية وبدل أن تقصف المدافع السورية القوات الإسرائيلية المهاجمة تابعت ضرب المستعمرات المذكورة).

تعليق: من مجمل الشهادات السابقة، ومما تختزنه ذاكرتي لتلك الحرب، أن إسرائيل ركزت هجومها في الأيام الثلاثة الأولى على القوات المصرية. حتى إذا ما حطمت الطائرات المصرية وهي جاثمة فوق مدارجها، وحطمت العمود الفقري للجيش المصري في صحراء سيناء، التفتت إلى القوات السورية في صبيحة يوم 8 حزيران. ولو أن وزير دفاع سورية "حافظ أسد" أمر القوات السورية بالهجوم فور علمه بالهجوم صباح يوم 5 حزيران، لربما تغير شكل الحرب، أو على الأقل لم تكن الهزيمة بكل تلك الفاجعة.

الصورة الأخرى المشرقة لجريمة سقوط القنيطرة:

معظم الذين تأخروا في تنفيذ أمر الانسحاب، ولم يدمروا الأسلحة، أحيلوا إلى محاكم ميدانية بدل منحهم مكافآت وشهادات تقدير:منهم آمر تل عزيزيات الذي استغرب صدور هذا الأمر . فما كان منه إلا أن ثبت أمام الطيران الإسرائيلي، ثم بعد توقف الطيران صعدت إلى التل دبابات إسرائيلية فحاول تفجير الألغام كهربائياً فوجد الكهرباء مفصولة فضرب أول دبابة وآخر دبابة ثم دمر الباقي.

وحرك قواته دون أن يفجرها فوصل القنيطرة مركز قيادة الجيش في الصباح فلم يجد أحداً من القيادة، لقد هربوا جميعاً بأمر انسحاب رسمي ولم يجد يهودياً واحداً في القنيطرة. ولما وصل دمشق استدعي وحوكم ميدانياً فكسرت رتبته وسرح جزاء إخلاصه ومقاومته وعدم تدمير الأسلحة والدبابات التي لديه.

الملازم الاحتياط "محمود الحامد" بن عالم مدينة "حماة" الشيخ "محمد الحامد، وكان يؤدي الخدمة الإلزامية، وقف في ساحة المعركة مع حفنة من جنوده، وهو يرى ضباط النظام يفرون من المعركة، ونادى بأعلى صوته: أيها الناس .. إلي .. إلي، إلى أين تفرون ومن يدافع عن أرضكم وعرضكم إذا تركتم ساحة المعركة؟ ولكن لا حياة لمن تنادي.

كيف تصرف قادة الجبهة البعثيون العقائديون؟

1- فقائد الجيش.. (اللواء) "احمد سويداني".. انهـزم عن طريق (نوى) إلى دمشق تاركاً

وحدات الجبهة ووحدات احتياط الجيش -دون قيادة- واقعة في حيرة من أمرها، وقادتها لا يدرون ماذا يفعلون.

2- وقائد الجبهة.. العقيد (أ. ح) "احمد المير" .. غادر الجبهة فاراً على ظهر حمار لأنه لم يجرؤ على الفرار بواسطة آلية عسكرية، فالطيران المعادي كان يقضي على كل آلية يراها تتحرك مهما صغر شأنها.. ولكن الحمار عجز عن متابعة رحلة الهروب فتخلى عنه "احمد المير" وأكمل الرحلة الى دمشق على قدميه فلم يصلها إلا وقد تورمت قدماه وخارت قواه، وألقى بنفسه بين يدي أول صاحب مروءة لينقذه من حاله التي هو عليها.. وكان في حالة من الزراية يثير الضحك حقاً.

-------------

* ألفت الانتباه إلى قضية هامة غفل عنها الكثيرون، حتى من البعثيين أنفسهم. فعند انقلاب 8 آذار عام 1963 كان حافظ أسد مسرحا من الجيش برتبة رائد. وأعيد إلى الجيش بنفس الرتبة. وفي عام 1965، حصل اجتماع لقيادات عسكرية بعثية تم فيها ترقية حافظ أسد إلى رتبة المقدم فالعقيد فالعميد فاللواء دفعة واحدة في نفس الاجتماع، وأسند إليه قيادة القوات الجوية. هذا التخطي في الترقية يثير الانتباه في أمرين: فهو أولا يجعل المرؤوس رئيسا، وفي هذا ما فيه من كسر لتسلسل الرتب وما يخلفه ذلك من حقد وكراهية في نفوس من تخطاهم الترقية .وهو ثانيا يؤكد الإشاعة التي سرت سريان النار في الهشيم عن دور لواشنطن في هذه الترقية، وأن على "أسد" أن يدفع الثمن، وكان ضياع الجولان هو الثمن.

**كاتب سوري

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ