ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحق
فوق الجميع الدكتور
عثمان قدري مكانسي يذكر
ابن هشام في سيرته أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم عدّل الصفوف
يوم بدر وفي يده سهم فمر بسواد
بن غزية وكان متقدماً على الصف
فأشاربالسهم إلى بطن سواد وقال :
استوِ يا سواد . فقال : يا رسول
الله أوجعتني ، وقد بعثك الله
بالحق والعدل ، فأَقِدني ( اقتص
لي من نفسك ) فكشف رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال
استقد ( خذ حقك) فاعتنقه سواد
فقبل بطنه ، فقال : ماحملك على
هذا ياسواد ؟ فقال : يا رسول الله
؛ حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر
العهد بك أن يمس جلدي جلدَك ،
فدعا له رسول الله بالخير . وكان
عمر رضي الله عنه يقول في خطبته
حين استخلفه الصديق رضي الله
عنه : ما رأيتم فيّ اعوجاجاً
فقوّموه . فقال أحد الحاضرين ،
والله إن
وجدناه لنقومنّه بحد سيوفنا .
فحمد الفاروق مقالة الرجل ،
وقال : الحمد لله الذي جعل في أمة
نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من
يقوّم عمر بحد السيف ، ولا يهاب
في الحق أحداً . وتصور
معي لو أن الحق حكم في المجتمع
وامتنع عن أشخاص ورجال لأنهم في
مقام المسؤولية ماذا ينتج عن
ذلك ؟ تروي السيدة عائشة رضي
الله عنها " أن
قريشا أهمهم شأن المرأة
المخزومية التي سرقت ، فقالوا :
ومن يكلم فيها رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن
يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد ،
حب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فكلمه أسامة ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
أتشفع في حد من
حدود الله ) . ثم قام فاختطب ثم
قال : ( إنما أهلك الذين قبلكم ،
أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه
، وإذا سرق فيهم
الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن
فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. "
فهذا الحديث الشريف يقرر
أموراً كثيرة نختارمنها : 1-
ينبغي
أن يخضع المجتمع كله للحق ، فلا
يعلو أحد عليه مهما كان . 2-
عدم
سريان الحق على الشريف يدل على
أمور منها : أ-
أن الحاكم ضعيف يتملق الوجهاء
ليثبت حكمه
. ب-
أن العدل غائب ، والحقوق ضائعة . جـ
- أن منافذ الفساد مشرعة ،
وقانون الغاب هو الذي يحكم . د – أن الفساد يتفاقم
بظهور طبقات يعلو بعضها على بعض
. هـ-
أن الطبقة القوية تتجبر وتفعل
ما تشاء ، فلا شيء يردعها .
ومن هذا الباب الذي يلج منه
الشعور بالكبر تولّدت الألوهية
التي ادّعاها المتجبرون على مر
الدهور، وأذعن لها الضعفاء
المقهورون . فهم يحكمون كما تهوى
أنفسهم ، ، وليس للمحكوم أن
يطالب بحقه " لا
يُسأل عما يفعل ، وهم يُسألون
" . أما
ما ادعته الشبكة السورية لحقوق
الإنسان "
بأن المس بشخصية
الاسد، تصرف يشكل انتهاكاً
صارخاً لسيادة سوريا، وتعديا
واضحا على رمز البلد بشخصه
وصفته " فالجواب عليه واضح
وضوح الشمس : 1-
المسؤول
مهما علت رتبته فرد من المجتمع
يسري عليه ما يسري على الآخرين 2-
أن
الانتهاك الصارخ لسيادة سورية
أن يصدر الظلم من رأسها الذي
ينبغي ان يكون الأب الرؤوم
والأخ العطوف ، والراعي الأمين . 3- وأن عقاب المسؤول
مهما علت رتبته دليل على أن الحق
يأخذ مجراه وأن الجميع يخضعون
له . 4- وأنه لا حصانة لمسؤول
يجترح الجرم ويدوس العدل ويعتدي
على الحقوق . 5- وأن محاكمته
واستخلاص الحق منه يشكل سيادة
الأمة ، ويثبت مكانتها ، ويعلي
من شأنها – على العكس من ادعاء
هذا البيان الصادر عن شبكة
تدّعي أن عملها الحفاظ على حقوق
الإنسان السوري ، فإذا بها تعزز
ظلم الظالمين واعتداء المعتدين
، وتفضح نفسها وتكشف المستور ،
فإذا بها أداة بيد الظالم وعون
له . 6- يكون الرئيس " رمزاً
وطنياً " حين يخدم أمته
بالعدل ، لا بقانون الطوارئ
والقوانين الاستثنائية التي
تحكم بالإعدام على كل حر يطالب
بحقه ، وتزج بالسجون الاعتقالات
كل ذي رأي حر يرفض الاستعباد
والاستبداد ، ويفرض نفسه بالقوة
رئيساً أوحدَ على شعبه . إن
الانتهاك الصارخ لسيادة الشعب
السوري أن يُمنع مئات الآلاف من
حقوقهم المدنية في بلدهم وبلد
آبائهم وأجدادهم ، وتسحب منهم
الجنسية ليعيشوا على ترابهم
غرباء ، إن
الانتهاك الصارخ لسيادة الشعب
السوري أن يظل مئات الآلاف خارج
سورية عقوداً مع أبنائهم
وأحفادهم ، تتابعهم أجهزة
المخابرات وتلاحقهم بقانون
العار 49 منذ ثلاثين سنة وتزج
بالعائدين المغرر بهم في
المعتقلات والعذاب الشديد . إن
الحرية – أيتها الشبكة الأسدية
لحقوق الحاكم الظالم – هي التي
تحفظ للحاكم سيادته وللمحكوم
كرامته وللأمة
عزتها وكرامتها . فلماذ
يرغب البعض أن يظلوا عبيداً
يسبحون بحمد المتألهين الأقزام
، ويبيعون شرفهم وضمائرهم لمن
لا يستحق ، ويسارعون لطمس نور
الشمس في رابعة النهار المشرق
؟؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |