ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
جمهورية
تشيلي العربية..!! بدرالدين حسن قربي كان لعمليات القتل والخطف والإبادة التي
مورست وتمارس على الفلسطينيين
المهجّرين في العراق ابتداءً من
عام 2003 دوراً رئيساً إن لم يكن
وحيداً في هروب الآلاف منهم
قسرياً باتجاه الدول المجاورة
نجاةً بأرواحهم وأهلهم من
ممارسات إجرامية تقودها
ميليشيات مسلحة وترعاها أطراف
استئصالية مختلفة.
ومن ثم أصبح لدينا مخيمات
تشرد وتشريد جديدة تبحث عن حلٍ
على حدود تلك الدول، ولاسيما
منها مخيم الوليد شمالاً ومخيم
التنف جنوباً على بعد مئات
الأمتار من بوابة الحدود
السورية العراقية بجمع
لايتجاوز ثلاثة آلاف من
الفلسطينيين هاربين، ومن جحيم
القتل والخطف والإبادة
متجمعين، وعلى حدود أهل أمة
عربية واحدة عالقين، وبأصحاب
الرسالة الخالدة مستغيثين،
وعلى بلاد الصمود والممانعة
واردين، وللمروءات عربيها
وأعجميها مستجْدين. السلطة السورية - والمهاجرون عالقون على
حدودها - كانت ومازالت كغيرها من
السلطات العربية تمانع في
دخولهم وإقامتهم داخل أراضيها،
وهي كالعادة ترد بحرصها على
حقوق العودة للاجئين
الفلسطينيين وخوفها من أن تدفع
بهم إقامتهم الدائمة فيها إلى
الاستيطان ونسيان الأوطان،
وترفع على الدوام قرارات
الجامعة والقمم العربية في هذا
الشأن على الرغم من أن الأخطار
والأهوال التي واجهها ويواجهها
هؤلاء الناس من أهلنا وناسنا
تستوجب تجاوز الأعذار
والقرارات لاعتبارات كثيرة. أما
السلطة الفلسطينية فلاتملك
الحديث في هذا الشأن مع النظام
السوري لأمور ليست خافية، لعل
من أهمها أن سلطة صامدة ممانعة
لايمكن أن تتفاهم وتتعاون مع
سلطة خانعة ومستسلمة. ولئن كنا نتفهم الموقف الرسمي السوري منه
والفلسطيني بما أسلفنا، فإنه من
غير المفهوم موقف المنظمات
الفلسطينية وقياداتها المقيمة
في دمشق ولاسيما منها الجبهة
الشعبية- القيادة العامة وحماس
التي تعتبر نفسها السلطة
الشرعية الفلسطينية هذا من جهة،
وهم حلفاء النظام السوري فيما
يعرف بخط الصمود والممانعة من
جهة أخرى. وهكذا
فما بين حرص الحريصين من
الصامدين والممانعين عرب وعجم
على حقوق الفسلطينيين وقضيتهم
العادلة ومجابهة المؤامرة
الدولية عليهم، وعجز العاجزين
من حلفائهم في المنظمات
الفلسطينية تبقى قضية العالقين
على الحدود قضية إنسانية تستصرخ
الضمير العربي وتقول: وين
الملايين...!!؟ كتبتُ فيما كتبت إلى المؤتمر الوطني
الفلسطيني الذي انعقد بتاريخ 23
كانون الثاني/ يناير الماضي في
دمشق، رسالةً مناشداً، وكان مما
قلته فيها: مهما قيل عن مؤتمركم وأهله مدحاً أو
قدحاًً فإن موضوعاته لاشك
كبيرة، وماتحتاجه من جهود لاريب
أكبر، والناس مابين غدر الأعداء
وقهر الأشقاء تلهث وراء قضيتها
منذ أكثر من 60 عاماً.
ومع زعمنا أن الطريق مازالت
طويلة طويلة، وحالة الركض
ستستمر، ولكن هنالك قضية
لاتحتمل التأخير أو التأجيل
أمام هذا الحشد الكبير للمؤتمر
والقادر على حلها فيما نعتقد،
لأن حلها بأيدي الحضور إن
أرادوا لها حلاً، وهي لاتساوي
شيئاً إلى حجم الأهداف المعلنة،
والبلد المضيف للمؤتمر الكريم
قادر بأمر واحد أحد أن يحلّها
ويفّرج عن أصحابها ماهم فيه من
الهمّ والكرب والشدة.
وإلا فإن الحضور الكريم في
هذا المؤتمر إن كان عاجزاً أن
يحل هكذا مشكلة ولانعتقد ذلك
فهو عن غيرها أعجز،
لأنها مشكلة حلها ليس
مربوطاً لا باليهود ولا
بالأمريكان، وإنما هي مشكلة
عربية بحتة بدها ضمير ونخوة،
وتستصرخ كل واحدٍ عنده ذرة من
الشهامة والكرامة من حضور
مؤتمركم الكريم أن يعمل لإنهاء
معاناتهم و(مرمطتهم) في الصحراء
وفك حصارهم.
وإن السكوت عنها وعدم حلها
أمر مُدان لكل من يعنيهم الأمر
بشكل خاص للمنظمات الفلسطينية
المقيمة في سورية وحلفائها
الصامدين والممانعين لأنهم
المعنييون أساساً في هكذا أمر،
فالمستسلمون والمتآمرون
لايعنيهم هكذا أمر افتراضاً
وتواصلهم مع الصامدين مضروب وأي
كلام. ولكن بعد أقل من شهرين ونصف أي في الأسبوع
الفائت يبدو أن رسالتي المعنونة
خطأً إلى المؤتمر ذهبت إلى جهة
أخرى في أقصى الأرض على المحيط
الهادي من جمهورية تشيلي
العربية بعد تصحيح العنوان
باعتبار أن أصولهم الاسبانية
أبقت على بعض آثار وبقايا جينية
عربية من أجدادنا الذين حكموا
تلك البلاد لمئات من السنين.
ومن ثم فلم يكن مفاجئاً أن
طالعتنا الصحافة والأخبار من
جمهورية تشيلي عن استقبال شعبي
ورسمي أبهة وبالغ الحفاوة لبضع
عشرات من المهاجرين الجدد من
أعماق مخيم التنف ممن تكرمت
بلاد الصمود والممانعة بالسماح
بالعبور عبر أراضيها لباصات
الخطوط الجوية الفرنسية التي
نقلتهم من المخيم إلى مطار دمشق
لمتابعة رحلتهم إلى أقصى بقاع
الأرض. ولعل ماقاله نائب وزير
الداخلية التشيلية المستر
فيليب هاربو مخاطباً فيه
القادمين الجدد يختصر بعض
المشهد الاحتفالي المبكي
والمضحك: ألقوا بمعاناتكم وراء
ظهوركم، ودعوا تشيلي تعيد لكم
سعادتكم. لسان مقال المهجّرين أمام كلام المستر
هاربو ثناء على حسن الاستقبال
وشكر على كرم الضيافة التشيليية
حكومة وشعباً، أما لسـان حالهم -
وأشباح الصامدين والممانعين
تلاحقهم من ورائهم -
فكلام لمَنْ خلفهم: حرصكم علينا وعلى قضيتنا ملحوظ وجهدكم
مشكور، وحرصكم على حق عودتنا
وألا نستوطن بلداً غير فلسطين
لأكبر من أن يُقدّر، وخوفكم
علينا من ضياع هالحقوق أو
التفريط فيها في مكانه، ولكن أن
نُهجّر بحثاً عن مأوى وعلاج إلى
أقصى بقاع الله قاطبة بعيداً عن
نضالكم وجهادكم وصمودكم
وتمكينكم وبشاراتكم لهو أثبت في
ضياع حقوقنا بعيدين عنكم.
إن أخشى مانخشاه ياناس، أن
تقعد بنا الهمة في تشيلي،
وتعيقنا البحار والمحيطات،
ونركن إلى الدنيا الفانية.
وقد تتأخر انتصاراتكم وتطول
معارككم وأنتم تقارعون أمريكا
وأنجلترا وفرنسا ومن يشد على
يدهم، إننا
نخشى مع طول العهد بعيداً عنكم
أن نغفل أو ننام بأقدار الله
فتضيع علينا حقوقنا ونخسر شرف
التحرير بمعية هكذا عالم وخلق. قال: أفي أمريكا وإسرائيل شك أنهم متآمرون
حتى العظم لترحيل وتسفير
الفلسطينيين وتوزيعهم في بقاع
المعمورة حتى ينسوا أرضهم
وبلدهم وحقهم؟ قالوا: هو كلام قاله ويقوله الرفاق منذ
أكثر من نصف قرن عن الامبريالية
والاستعمار.. ولاشك فيه..!! قلت: لاشك أن لأمريكا ولكل دول العالم
أجنداتها واستراتجياتها التي
تمضي بها إلى إمضاء مصالحها
النظيفة وغير النظيفة والحفاظ
عليها، ولايجادلن أحد أحداً في
شيء من هذا. ولكن
أن تكون مصالحنا ضيقة وشخصية
وعائلية، وديكتاتوريات ظالمة
باطشة، ونهب لمقدرات العباد
وثروات البلاد، فهو الجهل بنفسه
والعمى بعينه. وأن تكون أمورنا
موكولة إلى اللصوص والسفهاء
ولكل ماخلق ربي من عاهات، ثم
نرمي بمصائبنا على الدول الكبرى
ومجلس الأمن والأمم المتحدة،
ونتوهم المؤامرات من الأعداء،
فهو من سـوء التدبير وضيق الأفق
وتعليق مصائبنا على الآخر. بالله عليكم هل أمريكا أو إسرائيل منعت
أحداً من العرب، العاربة منهم
أوالمستعربة، الصامد الممانع
منهم أوالمستلسم المصالح أن
يستضيف هؤلاء الناس على أرضه..!!؟
أم هو ضلال الشعارات ودجل أصحاب
نظرية المؤامرات..!!؟ شــكراً جمهورية تشـيلي بلداً كريماً
مضيافاً مع تعظيم سـلام رغم عدم
حرصكم على حقوق العودة للاجئين
الفلسطينيين وعدم خوفكم من أن
إقامتهم عندكم ستنسيهم الأوطان.
شـكراً على شـهامة ونخوةٍ افتقدها عرب،
فاستقبلتم فيها ضيوفكم ولم
ترفعوا في وجوههم قرارات
الجامعة والقمم العربية
والمؤتمرات الفلسطينية وشعارات
الصمود والممانعة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |