ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لغز "واقعة كفر سوسة" يزداد غموضا

عريب الرنتاوي

لم تف الأطراف المعنية باغتيال القائد السابق في حزب الله عماد مغنية بوعودها وتعهداتها بالكشف عن نتائج التحقيق وفضح الجناة بالأدلة والبراهين، أيا كانوا وفي أي موقع، وخلال فترة لن تتعدى "أسبوعه" أو "أربعينه"، فها هي الواقعة المثيرة في حي كفر سوسة الراقي تدخل شهرها الثالث، فيما الجريمة تزداد غموضا والجناة يضيعون في قوائم المتهمين التي تزداد عرضا وطولا، ولا ندري ما إذا كان التحقيق في اغتيال "الحاج رضوان" قد استكمل أو توقف، توصل إلى نتائج محددة أم لا، وفي حال استكمل وتوصل إلى نتائج صلبة، لا ندري ما إذا كانت نتائجه ستعلن أم أنها ستبقى طي الكتمان وبرسم الصفقات الأمنية والتسويات السياسية.

 

نذكر وتذكرون، أن سوريا على لسان أكثر من ناطق باسم حكومتها تعهدت بكشف الجناة وفضحهم، وحزب الله الذي عوّدنا أن "لا ينام على ضيم"، قدم تعهدات مماثلة ولكن بلغة أكثر صرامة وأشد قطعية، وطهران التي رأت في خسارة مغنية خسارة لها، كانت أشد حماسة لمعرفة الجناة والكشف عنهم، إلى الحد الذي قيل بأن التحقيق في الحادثة يجري من قبل "لجنة ثلاثية"، وهو ما نفته الأطراف الثلاثة رسميا على الأقل.

 

الاتهام الوحيد الصريح المعتمد حتى الآن، موجه لإسرائيل وجهاز الموساد، لكن ثمة اتهامات لأطراف عدة منها على الأقل: (1)عاصمتان من عواصم الاعتدال العربي...(2)جهاز أمني لبناني رسمي...(3) جهاز أمني لأحد زعماء المعارضة، فضلا بالطبع عن الشكوك العميقة بوجود "اختراق رفيع المستوى" داخل الأجهزة الأمنية السورية، أو داخل جهاز أمن حزب الله، أو حتى داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية التي كانت تتكفل بدورها حماية مغنية وتسهيل حركته.

 

هناك من يعتقد بأن مغنية ذهب ضحية صراع أمني سوري – إيراني، وأن الرجل لعب دورا مهما في ترجيح كفة الأمن الإيراني على حساب السوري، وهناك من يربط بين اغتيال مغنية وجريمة اغتيال الحريري ومحكمته الدولية، بافتراض أن الرجل فقد حياته في سياق صفقة لتبرئة بعض المتورطين في الجريمة وإبعاد سيف المحكمة عن أعناقهم.

 

وهناك من يربط الواقعة بما حدث بعدها، خصوصا لجهة تكاثر التسريبات عن لجوء بشرى الأسد إلى باريس ومن ثم إلى عاصمة خليجية، وتراجع مكانة زوجها اللواء آصف شوكت، وهناك من يتحدث عن محاولة انقلابية فاشلة في سوريا، كان لمغنية دورا في كشف خيوطها فما كان من بعض الجهات المتورطة فيها إلا أن أقدمت على تصفية حساباتها مع المسئول في حزب الله.

 

وثمة من يدرج اغتيال مغنية وعدم الكشف عن نتائج التحقيق، بملفات إقليمية أكبر، بعضها يتصل بالعلاقات الأمريكية – السورية، وجوائز الترضية التي تدفع في هذا السياق "لترطيب الأجواء"، وثمة من يقارن بين مصير مغنية ومصير عبد الله أوجلان، وهناك من يدرج الاغتيال والتحقيق في سياقات تأزم العلاقات السورية السعودية، ويتحدث عن مقايضة محتملة تنتظر الثمن، ويضع زيارة الأمير سعود الفيصل السرية إلى الرياض في 26 شباط/ يناير الماضي في سياق البحث في المقايضة، وليس في سياق الانتخابات الرئاسية اللبنانية أو التحضير لقمة دمشق، فيقال مثلا بأن التريث في إعلان نتائج التحقيق سيستمر إلى حين معرفة "الثمن" الذي يمكن للرياض أن تدفعه لقاء عدم الكشف عن "تورطها" في الواقعة.

 

لا حدود إذن للتكهنات والتقولات والتسريبات، ولا حدود لمروحة الأطراف المتهمة بالتخطيط والتنفيذ، ولا بحث أو تحقيق جنائيا أو جرميا في الواقعة التي ارتبطت بأزمات المنطقة وملفات سوريا الشائكة وشبكة علاقاتها الدولية والإقليمية المعقدة، والأرجح أن "لغز" الاغتيال سيظل عالقا ومعلقا، طالما أعطيت السياسة الأولوية على "علم الجريمة"، وظلت المصالح على تعارضها وتشابكها، إلى أن يحدث ما ليس في الحسبان، وتقدم الأطراف الثلاثة على الوفاء بما وعدت وألزمت نفسها به بعد وقوع الحادثة بسويعات فقط.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ