ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
وعت الحركات الإسلامية الدرس!! ا.د. محمد اسحق الريفي تزعم الإدارة الأمريكية أنها تسعى لإرساء
الديمقراطية في منطقتنا لتحقيق
الاستقرار، ولكنها في الحقيقة
لم ترس ديمقراطية ولم تحقق
استقراراً، فالديمقراطية
الحقيقية تؤدي إلى وصول "الإسلام
السياسي" إلى الحكم والسلطة،
الأمر الذي يتعارض مع المخططات
الصهيوأمريكية ويفسر السياسة
الأمريكية العدوانية تجاه حركة
حماس. يعتقد الأمريكيون أن منطقتنا العربية "مصدر
مذهل للتفوق الاستراتيجي"
وأداة للسيطرة على العالم،
وتؤمن الولايات المتحدة أن
تحقيق أمنها القومي يعتمد على
نهبها لما في باطن أرضنا
العربية، وهذا هو سبب الحروب
الغربية (الصليبية) المتكررة
عبر التاريخ على المنطقة
العربية، فقد هدفت تلك الحروب
إلى الاستيلاء على منطقتنا
الغنية بالثروات والموارد
الطبيعية. ولما كان الإسلام يحرِّم على أتباعه الذل
والهوان والخضوع، ركزت تلك
الحروب على إخماد جذوة الإسلام
في نفوس العرب والمسلمين،
بإبعادهم عن الإسلام بالقوة
والتنصير تارة، وبالحيلة
والخداع تارة أخرى. ولذلك
شهد العالم العربي حملات
الاستشراق والغزو الفكري وحرب
العقول والقلوب، لتحقيق حلم
الغربيين بتشويه الإسلام
وتحريفه واجتثاثه من وجدان
المسلمين وأذهانهم. ولا تختلف الحرب الصليبية التي أعلن عنها
مجرم الحرب جورج بوش الصغير عن
الحروب الصليبية السابقة، فقد
كان واضحاً منذ اللحظة الأولى
لانطلاق هذه الحرب – عقب أحداث
11 سبتمبر 2001م – أنها لن تقتصر
على محاربة ما سمَّاهم بوش "المتطرفين
والإرهابيين"، وإنما ستطال
أيضاً حركات الإسلام السياسي
الفاعلة، وأن هذه الحرب
الصليبية ستتسع ساحتها لتشمل كل
البلاد العربية والإسلامية
وتستمر لعشرات السنين. وتأتي حركات الإسلام السياسي في بؤرة
اهتمام الحرب الصليبية الجديدة
التي يقودها الصهاينة
والمحافظون الجدد الأمريكيون،
فالولايات المتحدة وحلفاؤها
الغربيون ينظرون إلى هذه
الحركات على أنها مصدر "الإرهاب
الإسلامي" في المنطقة، وأنها
العائق الوحيد الذي يحول دون
دمج الكيان الصهيوني في المنطقة
وتطبيع علاقاته مع الدول
العربية والإسلامية. ويرى
الأمريكيون وحلفاؤهم الغربيون
أن امتدادات حركات الإسلام
السياسي في الغرب وأمريكا بات
يهدد بشكل جدي الهوية القومية
الأمريكية والحضارة الغربية. وبصرف النظر عن سعي الولايات المتحدة
الأمريكية الدؤوب للتفاهم مع
حركات الإسلام السياسي واسعة
الانتشار في العالم العربي، فإن
السياسة العدوانية الأمريكية
تجاه حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" تبدد كل الشكوك حول
النوايا الأمريكية لاحتواء هذه
الحركات وترويضها وتحويلها إلى
النموذج التركي، حيث الاعتراف
بما يسمى (إسرائيل) وتطبيع
العلاقات معها في كل المجالات! ولذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية
ترفض وصول حركات الإسلام
السياسي إلى الحكم والسلطة ما
لم تكف هذه الحركات عن مقاومة
الهيمنة الأمريكية على منطقتنا
وتعترف بحق (إسرائيل) في الوجود
والاندماج الطبيعي في المنطقة. فإن
رفضت هذه الحركات الخضوع
للسياسة الأمريكية الظالمة، لن
تجد من الولايات المتحدة سوى
حرب وحشية، وعقاب جماعي للشعوب،
وحصار وتجويع، تماماً كما يحدث
اليوم في فلسطين، حيث تحشد
الولايات المتحدة والكيان
الصهيوني العرب والعجم ضد حركة
حماس..!! وفي تلك السياسة العدوانية الأمريكية
تجاه حركة حماس – والشعب
الفلسطيني – درس يجب على
الحركات الإسلامية أن تعيه
جيداً، فإن حاولت تلك الحركات
أن تحكم البلاد والعباد، أو أن
تقوم بدور سياسي حقيقي وفاعل،
فستحشد الولايات المتحدة كل
العالم لمحاربة النظام السياسي
الذي تقوده حركات الإسلام
السياسي أو تساهم فيه مساهمة
حقيقية مؤثرة. والسؤال الذي يؤرق كل مخلص وغيور على مصير
أمتنا ووجودها: ما هو دور حركات
الإسلام السياسي في مقاومة
الغول الأمريكي والثعلب
الصهيوني ومخططاتهما الشريرة
في منطقتنا؟!! إن حالة الجمود
التي تعيشها تلك الحركات
ومحاولتها تأجيل المعركة مع
الغول الأمريكي والثعلب
الصهيوني لن تساعدها على أن
تنأى بنفسها عن شرهما، وإن
التعذر بقمع أنظمة الحكم التي
تدور في الفلك الأمريكي هو
استزلال مرفوض لهذه الحركات،
ولن يحول هذا التعذر والاستزلال
دون إنجاز المخططات
الصهيوأمريكية. فعلى حركات الإسلام السياسي، وعلى رأسها
حركة الإخوان المسلمين، أن تكون
على قدر المسؤولية وتواجه
الأخطار العظيمة التي تتعرض لها
أمتنا، وعليها أن تضع
استراتيجية مناسبة لمقاومة
المخططات الصهيوأمريكية، وأن
توظف صمود حركة حماس والشعب
الفلسطيني في النيل من الغول
الأمريكي والثعلب الصهيوني.
إننا نعيش لحظة تاريخية
حاسمة بددت فيها حركة حماس كل
الأوهام التي خدرت العرب
والمسلمين لزمن طويل ومنعتهم من
القيام بواجبهم، فمتى تتعامل
حركات الإسلام السياسي بجدية
وفاعلية مع هذا المنعطف الخطير
الذي تمر به أمتنا..!! أ إن المسؤولية التاريخية، القومية
والدينية والإنسانية، تجاه
أمتنا العربية والإسلامية توجب
على الحركات الإسلامية الفاعلة
خوض مقاومة شاملة وواعية لا
هوادة فيها ضد الولايات المتحدة
الأمريكية وحلفائها وعملائها،
وتوجب على العلماء المسلمين
وقادة الحركات الإسلامية
النزول إلى ساح الوغى في الخطوط
الأولى للمعركة، ليقودا
المقاومة والجهاد ضد العدوان
الصهيوصليبي. فالشعوب العربية والإسلامية مستعدة لبذل
حياتها في سبيل الدفاع عن الأمة
والتصدي للغول الأمريكي
والثعلب الصهيوني ومن تحالف
معهما، وقد أثبتت ذلك في مواطن
كثيرة شهدت معارك ضارية – ولا
تزال – ضد الصليبيين والصهاينة
وعملائهم، ولكن هذه الشعوب
تحتاج إلى من يقودها ويأخذ
بيدها، خاصة أولئك الذين ينتمون
إلى الحركات الإسلامية ولا
يستطيعون الإقدام على أي عمل
مقاوم دون أوامر من قيادتهم في
تلك الحركات. ولذلك يتحمل علماء الأمة وقادة الحركات
الإسلامية مسؤولية المصائب
التي تتعرض لها أمتنا، الذين
عليهم أن يكونوا قدوة لشعوبنا
في التضحية والمقاومة والجهاد
والاستشهاد. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |