ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أكلّ
نصير للإجرام ، لديه ما يَخدع به
ضميرَه !؟ (
الحديث ، هنا ، عن أعوان الحكم
الاستبدادي ، وموظّفيه ،
وأنصاره !) عبدالله
القحطاني •
الضمير، هو ذلك الميزان
الإنساني الداخلي ، المكوّن من
الحسّ الإنساني ، الفطري الأصيل
.. والخبرة المكتسبة ، من
التربية والثقافة ، والمعارف
المتنوّعة ! •
لكل إنسان ، رقيب داخلي ،
يشهد على سلوكه ، ويدفعه إلى
الفعل ، أو يمنعه عنه .. ويحاسبه
على ما يراه خطأ ، ويبارك له ما
يراه صواباً .. بصرف النظر عن
سلامة هذا الضمير، أو فساده ،
وعن قوّته ، أو ضعفه ! •
مخادعة الضمير، هي أخبث عمل
شيطاني ، على الإطلاق ! سواء
أجاءت المخادعة، من قِبل شياطين
الجنّ ، أم من قِبل شياطين الإنس
! وربّما كان بعض شياطين الإنس،
أخبَث ، كثيراً ، من أكثر شياطين
الجنّ ! •
المجرمون ، الذين يرتكبون
الجرائم ، بحقّ البشر، وغيرهِم
من المخلوقات .. يَعرفون ما
يَفعلون ، ويقدِمون عليه .. لا
قتناعهم بأنه يحقّق لهم مصلحة
ما ، مادّية أو معنوية! وهم
مستعدّون ـ بحسب الأصل ـ لدفع
الثمن ، الذي يمكن أن يترتّب على
إجرامهم! •
المشكلة ، هي عند أنصار
الإجرام .. بصرف النظر عن
أسبابهم في مناصرته ! وهم أنواع
كثيرة ، من أهمّها : (1)
الذين ربطوا أنفسهم بعجلة
الإجرام ، فصاروا حزءاً منه ،
وبات مصيرهم مرتبطاً بمصيره !
وهؤلاء يُحسبون في عِداد
المجرمين ، أنفسِهم ، لا في عداد
أنصارهم ! (2)
المستفيدون من المجرمين ،
أنواعا مختلفة من الفوائد ،
المادية أو المعنوية ـ بما في
ذلك الوعود ، والأمانيّ ،
والطموحات ، والآمال ، والأحلام
: المرجوّة والمطلوبة
والمتوقّعة ـ دون أن يَروا أنهم
مرتبطون بهم ! فهم يدافعون عمّا
يرونه صواباً لدى المجرمين ، لا
عن الخطأ ، أو الإجرام ..! وهنا
تدخل عمليّات مخادعة الضمائر،
في تزييف الحقائق ، عبرَ إظهار
الجرائم ، بمظهر الأعمال
الصالحة ، النافعة للناس ! (3)
هؤلاء المستفيدون من
المجرمين ، المدافعون عنهم ،
وعن إجرامهم المقنّع ـ أو
المحوّل من إجرام ، إلى أعمال
خير وبرّ ، ونفع عامّ ، ومصلحة
عامّة ، وكرم وشجاعة وحكمة ـ ..
أنواع عدّة ، تتفاوت في
أهمّيتها ، وفي خدمتها للمجرمين
، بين أعلى الدرجات وأدناها ،
وبين أكثرها أثراً وخطراً ،
وأقلّها في الخطر والضرر!
ومن أبرزها : أ ـ
المشايخ والعلماء المحسوبون
على الدين ، الذين يزيّنون
للمستبدّ ما يَفعل من سوء واضح !
لمعرفتهم أن هذا السوء ، هو
مرغوب من قِبل المستبدّ ..
ويمارسون عمليّات تجميل ، لوجه
السوء ، أو الشرّ ، أو الفساد ،
أو الظلم .. الذي يرتكبه الحاكم ،
ليظهِروه بمظهر لائق ، من ناحية
الخلق والشرع ! ويسوّقونه للناس
، مغلفاً بأكياس من الورق
الزاهي الملوّن ، وبنكهات منغشة
، من الفتاوى الشرعية المختلفة
، والمطرّزة بأدلّة محبوكة ،
فنياً ، يَصعب على الجاهل
والساذج ، معرفة مافيها ، من
حديث نبويّ ، صحيح أو ضعيف ، أو
موضوع .. ومعرفة ما في تفسير هذه
الآية ، أو تلك ، من تلبيس ، أو
ليّ لأعناق النصوص ! ومعلوم
أن وجود هذا الصنف من العلماء ،
في دولة يسكنها شعب مسلم ، في
أكثريّته ، وتتحرّك أكثريّته
وفقاً لتعايم الشرع .. معلوم أن
وجود هؤلاء ، هو أخبث من وجود
الشيطان ذاته ! لأن الشيطان يعجز
عن توجيه الناس ، حسب الوجهة
التي يريدها الحاكم الظالم
المستبدّ ، وفقاً لأحكام الشرع
الإسلامي الحنيف ! وحتّى لو
وسوَس لفرد عاديّ ، لديه شيء من
العلم البسيط بأحكام الشرع ،
فسرعان ما يستعيذ هذا الفرد
بالله ، من الشطان الرجيم ،
فيهرب الشيطان ، أو يخنس ، إلى
حين ! وبالتالي ، هو عاجز عن
قيادة شعب مسلم في متاهات
الضلال والهوى ، كما يفعل
العالِم ! وهنا ، لا بدّ للشيطان
، من التعويل على هذا الصنف من
العلماء ، كما عوّل عليهم
شياطين الإنس من الطغاة
المستبدّين ، ومن أركان حكمهم ! ب ـ
الإعلاميّون ، والكتّاب ،
والمثقّفون ، والأدباء : وهؤلاء
هم الصنف الثاني ، من الأصناف
التي يعتمد عليها المستبدّون ،
في مخادعة الناس ، بتزييف
الحقائق أمامهم ، وتشويه الحقّ
ليصبح باطلاً ، وتزيين الباطل ،
ليبدو وكأنه الحقّ الذي ليس
وراءه إلاّ الضلال ! ودوافع
هؤلاء ، في مخادعة ضمائرهم ، ثمّ
مخادعة ضمائر الناس وعقولهم ..
لاتختلف كثيراً عن دوافع علماء
الدين ! وهي المصالح الفردية لكل
منهم ، من مال ، أو منصب ، أو وعد
، أو طموح ، أو حلم ! ج ـ
المتطوّعون ، أصحاب الأفكار
المثاليّة : الذين يرون شعارات
برّاقة ، يرفعها المستبدّون ..
فتدغدغ أحلامهم الطوباوية
الساذجة ، فيجعلون من أنفسهم
شفعاء ، لهؤلاء الظلمة الفاسدين
.. أمام الناس عامّة ، وأمام
شعوبهم خاصّة ؛ يشفعون لهم ، بل
يجعلون شعاراتهم البرّاقة تشفع
لهم ، عن كل ما ينزلونه على رؤوس
شعوبهم ، من مظالم وكوارث ! ولو
سألتَ واحداً من هؤلاء
المغفّلين ، فجأة : هل تحبّ أن
تكون مواطناً تحت حكم هذا الذي
تدافع عنه !؟ لتردّد قليلاً ،
وبلع ريقه ، ثم قال ، بنوع من
الفهلوة السطحية الساذجة : وما
علاقة هذا الأمر، بالشعارات
العظيمة ، التي يرفعها الحاكم
الوطني المخلص !؟ وحين يفكّر هذا
المغفّل ، قليلاً ، يعرف ،
يقيناً ، أن الحاكم الذي يظلم
شعبه، لا يمكن أن يحقّق أي شعار
هامّ ، أو عظيم ، على المستوى
الوطني ، أو القومي ! فالشعارات
الكبيرة ، إنّما تحقّقها الشعوب
! والحكّام هم مجرّد قادة لهؤلاء
الشعوب ، نحو تحقيق الشعارات
والأهداف . فإذا كان الشعب
مسحوقاً ، عجز عن تحقيق أيّ
شعار، مهما كان صغيراً ! وهذا
النوع الثالث ، المتطوّع ، من
أصحاب المخادعة المجّانية ،
لعقول الناس وضمائرهم .. هو أتعس
الأنواع ! لأنه لا يحقّق لنفسه
دنيا ، ولا يحفظ لنفسه عقلاً
واعياً ، ولا ضميراً حياً يقظاً
، ولا يَعذر المظلومين ، إذا
تذمّروا من الحكم الظالم
الفاسد، وسعوا إلى تحرير أنفسهم
من ويلاته ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |