ـ

ـ

ـ

السبت 26/04/2008

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا لو ألغي إلغاء حزب التنمية التركي ؟

هيثم عياش - ألمانيا

ربما وصل الى سمعكم بأن المحكمة التركية العليا تنظر حاليا  طلب حظر حزب التنمية والعدالة التركية عن العمل أو ربما لم يصل هذا الى مسامعكم نظرا لعدم اهتمام الصحافة وأولئك الذين يديرون مراكز سياسية استراتيجية او لعدم اهتمامكم بتركيا تلك الدولة التي كانت تقض مضاجع الغرب أثناء الخلافة الاسلامية العثمانية ، الا أن السياسة والصحافة تتابع عن كثب تطورات هذه القضية وبقلق شديد

فقد رأى خبراء خلال ندوة عقدوها ببرلين يوم الثللاثاء من 22 نيسان//ابريل الحالي يراقبون تطورات الأوضاع السياسية في تركيا التي تسعى حكومتها للحصول على عضوية الاتحاد الاوربي منذ قيامه بأن تركيا تعيش في مفترق طريق خطير وذلك جراء تقديم الرئيس النيابة التركي طلبا الى المحكمة التركية العليا بمنع حزب العدالة والتنمية الذي يراسه رئيس الوزراء رجب الطيب اردوجان عن العمل ومنع اعضاء في هذا الحزب من بينهم رئيس الدولة عبد الله جول واردوجان عن العمل السياسي لمدة خمسة أعوام بأنه عامل خطر كبير على تركيا وأوروبا اذا ما أقر قضاة المحكمة المذكورة طلب رئيس النيابة التركي عبد الرحمن بالشينكايا منع الحزب اذ سيسفر عنه اضطرابات سياسية ووقوع اعمال عنف الامر الذي يجعل من تركيا بلدا يعيش في فوضى سياسية واضطرابات تعيدها الى فترة اواسط الثمانينات تلك الاضطرابات التي انتهت باستيلاء الجيش على السلطة وابتعاد انقرة عن بروكسل من جديد اذا لم يقم الاتحاد الاروبي بمبادرة لإنهاء الحالة السياسية الراهنة في تركيا واعلانه ضم تلك الدولة الى الاتحاد الاروب قبل فوات الأوان .

 وأوضح رئيس معهد الشرق الالماني / غير استشراق /  للعلوم والدراسات الاسلامية   اودو شتاينباخ بندوة دعت اليها الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية بأنه بالرغم من نظام العلمانية سائد في ذلك البلد وحماية الجيش لهذا النظام الا ان الاسلام  له قاعدة راسخة في الشعب التركي وجميع المحاولات التي بذلها الجيش والسياسة في تلك الدولة للقضاء على الاسلام بتعاون مع بعض الدول الاوربية باءت بالفشل واذا ما تقاعس الاوروبيون عن مساعدة تركيا وعدم وضع شروط مجحفة لدخول تلك الدولة الاتحاد الاوربي فان الاوربيين سيفقدون انقرة الى الأبد  لاحتمال سيطرة الاسلاميين على الحكم بتلك لأنه بالرغم من حماية الجيش للعلمانية الا أن هذه الحماية بدأت بالهشاشة نظرا لعودة الوعي الاسلامي للكثير من قادة ذلك الجيش نافيا تلك التقارير التي تقول بأن الحكومة التركية لا تسمح للمسيحيين بممارسة طقوسهم الدينية   وترغم العلويين على اعتناق الاسلام وإقامة الصلاة والصيام واصفا تلك التقارير بأنها أحد اسباب طلب رئاسة النيابة التركية منع الحزب الحاكم عن العمل وعارية عن الصحة . واعتبر قائد الجيش الالماني السابق ورئيس غرفة عمليات حلف شمال الاطلسي /الناتو / سابقا كلاوس نويمان الذي أصبح خبيرا سياسيا تركيا بأنها من الدول التي تعتبر خطيرة على اوروبا  موضحا بانه بالرغم من انتهاجها العلمانية كنظام حكم الا ان هذه النظام للمصلحة فقط وبإمكان انقرة الدعوة لقيام حلف عسكري  اسلامي يضم  ايران والسعودية وضم روسيا الى هذا الحلف لاستغلاالها الخلاف القائم بين / الناتو/ وموسكو بشأن قواعد صواريخ دفاعية جديدة وامتعاض روسيا من امريكا لدعمها انضمام جورجيا واكرانيا الى الحلف بالرغم من استبعادهما عن الحلف مؤخرا ، فتركيا تعيش في حالة نزاع مع ارمينيا وموسكو مع جورجيا بسبب دعم موسكو الاخير لابخازيا وان منع حزب التنمية التركي عن العمل أصبح ضروريا للحيلولة دون قيام هذا التحالف بالرغم من عضوية أنقرة الهام في حلف شمال الاطلسي / الناتو / .

واستبعد رئيس شئون السياسة الخارجية في البرلمان الالماني هانس اولريخ كلوسه حدوت تغيرات سياسية على حزب التنمية التركي مؤكدا بذل الاوربيين جهودهم لضم تركيا منوها بقدرة حكومة اردوجان على انعاش الاقتصاد التركي والتحسين من وضعية المجتمع التركي فالحزب يملك قاعدة شعبية كبيرة تضم المسلمين وغيرهم الا أنه اشار بأن على الحكومة التركية بذل جهودها لاصلاحات اكثر والسماح للاقليات الدينية بممارسة شعائرهم مستبعدا في الوقت نفسه قيام مثل هذا التحالف العسكري في المنطقة  الا أنه أعرب عن قلقه موافقة المحكمة الدستورية التركية العليا على طلب النيابة التركية بإلغاء الحزب الذي يعتبر الغاءه ضربة موجعة للاتحاد الاروبي وحلف الاطلسي / الناتو / على حد سواء

واشار هؤلاء الخبراء الى ضرورة  بذل الاتحاد الاروبي وبتعاون بناء مع الحكومة التركية لمواصلة الاصلاحات وقيام محكمة العدل الاوروبية بجهود للحيلولة دون اتخاذ قرار سلبي يوقع تركيا بدوامة العنف من جديد

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ