ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أسرى فلسطين روح القضية وعنوانها

بقلم : زياد ابوشاويش

Zead51@hotmail.com

قبل أن أبدأ تناولي لمناسبة عزيزة علينا وعلى كل حر في هذا الوطن يجب أن أشير إلى أن أسرى فلسطين ليسوا فقط هم أبناء فلسطين ممن أسروا أو اعتقلوا بل قصدت كل من تعرض للأسر من أجل فلسطين على تراب فلسطين أو في أي مكان من هذه الدنيا الواسعة ، وان كان العرف الدارج يعيد هذا اليوم لأسرى الأرض المحتلة وغيرهم ممن يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني البغيض . ففي السابع عشر من ابريل ( نيسان ) من كل عام يحتفل الشعب الفلسطيني بيوم الأسير الفلسطيني عبر العديد من الفعاليات والأنشطة والتحركات في غير مكان وعلى غير صعيد في الداخل والخارج من أجل إبراز أهمية هذه القضية في وجدان وعقل شعبنا ، وللدفاع عن هؤلاء القابعين خلف قضبان الظلم والجبروت الصهيوني يدفعون من أعمارهم وحريتهم وأجسادهم من أجل رفع الظلم والحيف عن شعبهم بما قدموه ويقدموه لدحر الاحتلال ونصرة القضية وهم بهذا يستحقون وصفهم بروح القضية وعنوانها الدائم .

 ربما لو اخترنا كل أيام العام لنوفي من نذر عمره للحق وللشعب صاحب الحق ما أوفيناه ، ولو قدمنا كل يوم فروض المحبة لمن أعطى زهرة شبابه لوطنه ما عبرنا له بشكل يساوي تضحيته العظيمة ولهذا نجد قضية هؤلاء هي الشغل الشاغل لكل الناس وليس فقط لذويهم رغم خصوصية الرابط الاجتماعي ولوعة الأهل والأحباب على غياب هؤلاء الكبار من رموز العزة والكرامة القابعين في سجون العدو يقاومون بما يملكون كما كانوا خارج السجن .

لا يمكن لأي تسوية أن تتم مع العدو وتعيش بدون الإفراج عن هؤلاء الأسرى . ولحساسية الأمر لدى الأغلبية الكبيرة من شعبنا تستغل اسرائيل الموضوع للضغط على المفاوض الفلسطيني حيث يشكل هذا الأمر العنوان الأبرز للابتزاز الصهيوني وطريقة شايلوك المعروفة على هذا الصعيد .

إن أسرانا البواسل في فلسطين والجولان يحتلون في وجدان الأمة مكاناً له قداسة تجعل من التلكؤ في طرح أمرهم دائماً على بساط البحث جريمة تستحق العقاب حتى لو ارتكبها أكبر القادة ، ورغم أن الشق الإنساني والاجتماعي في قضية الأسرى تطغى بشكل دائم ويومي على سطح البحث في أمرهم وفي البحث عن حلول لمشكلاتهم في السجن ، إلا أن موضوع الأسرى هو عنوان سياسي في الدرجة الأولى ولولا هؤلاء ما تقدمت القضية العربية والحقوق العربية خطوة واحدة للأمام فهؤلاء هم عصب النضال في سبيل الحرية واسترجاع الأرض والكرامة ولهذا تعتقلهم اسرائيل مهما كان العدد والذي يصل الآن إلى احد عشر ألف أسير يعانون ظروف اعتقال غير إنسانية ويتعرضون للتعذيب والحرمان من أبسط مقومات الحياة بشكل يومي ، ولا مجال هنا لتعداد أساليب العدو وطرائقه الوحشية في تحطيم إرادة المعتقلين الأسرى ، كما عظمة النضال الذي يخوضه أسرانا وصمودهم الأسطوري في مواجهة آلة البطش داخل السجون والمعتقلات ، لأن هناك المئات من هذا وذاك ، فقط  نوضح في هذا الإطار أنه وبرغم كل الضغط  والإرهاب والتجويع والبطش من أجل تطبيع الأسرى وثنيهم عن معتقداتهم ومواقفهم الوطنية تجاه حق شعبهم المطلق في فلسطين وكل الأرض العربية ، برغم كل هذا لم تصدر للآن أي وثيقة أو دليل على رضوخ هؤلاء أو حتى تليين رؤيتهم وموقفهم تجاه الوجود الصهيوني المرفوض كلياً فوق أرضنا العربية .

ولو استخدمنا لغة الأرقام في هذا الموضوع لوجدنا نسبة كبيرة من مجموع الشعب القابع تحت الاحتلال قد مرت بتجربة الاعتقال والأسر في سجون العدو تصل إلى 15 % من المجموع الكلي للسكان ناهيك عن نسبة من النساء والأطفال غير موجودة في أي مكان في العالم .

إن عنوان الاعتقال الإداري يشكل بمفرده وصمة عار في جبين الاحتلال وقد بلغت نسبة الاعتقال الإداري بدون تهمة أو محاكمة 10 % من عدد الأسرى والمعتقلين في فلسطين ، ولو علمنا أن 60 ألف فلسطيني تم اعتقالهم خلال السنوات الخمسة الأولى من عمر انتفاضة الأقصى لأدركنا حجم الظلم والتجاوز الصهيوني على كل الشرائع والقوانين الدولية ، ناهيك عن الاعتقال الاحترازي والسري وخلافه من أنواع اعتقال لا توجد سوى في الكيان الصهيوني وتقتصر على أبناء الشعب الفلسطيني المكافح بدعوى الأمن الإسرائيلي .

وبمراجعة سريعة للطريقة التي تم التعامل بها مع هذه القضية الحساسة سنجد خللاً فاضحاً في هذا المجال يتمثل في إدراج هذا العنوان تحت بند إجراءات حسن النية الإسرائيلية أو تعزيز الثقة ، ولم يتم التعامل مع الموضوع كعنوان تفاوضي سياسي هام وجدير بقرار إفراج غير مشروط حسب كل الشرائع والمواثيق الدولية عند توقيع اتفاقيات السلام وإنهاء حالة الحرب . ومن هنا كانت الثغرة كباقي الثغرات الكارثية في اتفاق أوسلو والقاهرة وغيرها من البروتوكولات التي تم توقيعها مع العدو ولم يحترمها .

 إن التحضير للإفراج عن بعض الأسرى من قبل اسرائيل يترافق عادة مع اعتقالات تطول عدد مساوي لمن سيفرج عنهم وربما أكثر ليبقى هذا الموضوع سلاحاً بيد المحتل للضغط والإكراه والابتزاز كما أسلفنا . وقد ناضل معتقلونا كأفضل ما يكون النضال داخل معتقلات النازية الجديدة من أجل حقوقهم ومكتسباتهم المتفقة مع الشرعة الدولية وقوانين حقوق الإنسان والأسر أثناء الحرب وغير ذلك من المواثيق ، وتمكنوا من فرض الكثير من الحقوق على إدارة السجون الصهيونية التي سرعان ما تتنكر لها وتمارس البطش من جديد ، وتدور الدائرة ويستمر الصراع لترتسم معالم هذا الصراع نموذجاً صادقاً وصافياً لمجمل التناقض بيننا وبين عدونا الغاصب ، وفي هذا يكمن عنوان القضية . إنها قضية حق والأسير هو نموذج المضحي من أجل هذا الحق ، وفي المقابل قضية احتلال وانتهاك للحق وإدارة السجون والحرس فيها هم نماذج العدوان والسطو على الحق .

إن شعبنا الفلسطيني والعربي يحيي بكل الفخر والعرفان هذا اليوم المخصص للأسرى والمعتقلين البواسل ، ويقدم باقات الورد معطرة بأريج الحب وعبق الحرية المنشودة لهؤلاء الأسرى ولعائلاتهم ، ويجدد لهم عهد الوفاء لكل ما ناضلوا وضحوا بحريتهم من أجله ، وسوف تبقى قضيتهم العنوان الأبرز لنضال شعبهم من أجل فك أسرهم وعودتهم مظفرين إلى بيوتهم وعائلاتهم ، وفي هذا اليوم نقدم أيضاً كل محبتنا وأجل الاحترام لشهدائنا الأبرار ولكل مصاب أو جريح قدم من دمه وروحه لشعبه ، وسيبقى هؤلاء الأسرى مع ذكرى شهدائنا الأبرار روح شعبنا ومركز الهام بنيه للكفاح من أجل العودة لفلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر وجزء من الوطن العربي الكبير، وسنبقيهم دائماً عنوان قضيتنا العادلة عدالة نضالهم وعظيم تضحياتهم .

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ