ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
الذكرى الخامسة لحرق وتدمير
وتخريب حاضرة
العالم الإسلامي بغداد على يد
الحضارة الأمريكية!!! أين
هو حوار الحضارات؟؟؟ محمد
اسعد بيوض التميمي* إن كثيراً من الناس
يتحدثون عن قضايا وأمور وهُم لا
يعرفون عما يتحدثون,فهُم
يتناقلون ما يسمعون
أويقرؤون,دون أن يُمحصوا فيما
يقرؤون ويسمعون,وخصوصا
إذا كان المُتحدث أوالكاتب ممن
يُسمون بالنخبة المثقفة,أومن
مشاهير الاعلام
المزيف,فكمايقول الفقهاء(الحكم
على الشيء فرع من تصوره)فإذا
تحدثت عن شيء وأنت لا
تعلمه,ولاماذا يعني,فحتماً إنك
ستتحدث عن شيء أخرلا يمت إلى
الحقيقة بأية صلة كانت,أي أنك
ستتحدث خارج إطار الموضوع وهذا
ينطبق على كل من يقول بحوار
الحضارات. فكثيراً مانسمع أو
نقرأ عن حوار الحضارات,وأن
الحضارات تتحاور ولا تتصارع,وأن
التاريخ ماهوإلا ناتج
لحوارالحضارات،فهذا القول
مُناقض لحقائق التاريخ ووقائعه
وحيثياته وأحداثه الكبرى وجهل
بها،وجهل فاضح بمعنى الحضارة
وما تعنيه،فالذي يستقرئ
التاريخ يجد أن التاريخ وأحداثه
الجسام التي رسمت مسيرة البشرية
كان(ناتج صراع حضارات سادت
وبادت تاركة أثارهاوبصماتها
على الجغرافية)،فالحضارات
عبر التاريخ كانت تتدافع بحروب
طاحنة,فحتى نعرف عن ماذا نتحدث
علينا أن نعرف ماهي الحضارة
وماذا تعني, فمن خلال إستقراءنا
لتاريخ الأمم والشعوب المختلفة
نجد أن
الحضارة(هي منظومة من
الأفكاروالمباديء والقيم
والثقافة الإجتماعيةالتي تحكم
وتصوغ العلاقات
الإجتماعيةوالإنسانيةداخل
مجتمع إنساني ما في دولة ما ومع
الأخرين,والتي عادة ما تكون
منبثقةعن عقيدة
دينيةأوأيدلوجيا سياسية
تتبناها هذه الدولة,وغالباًما
تأخذ هذه الدولة شكل امبراطوري
ذات إمكانيات مادية ضخمة تلعب
دوراً محورياًفي صناعة التاريخ
على مساحة واسعة من
الجغرافية,وهذه العقيدة
أوالأيدلوجياهي التي تحدد
طبيعة النظام السياسي للدولة
التي تنتمي إليها هذه
المجتمعات,وهي التي تحدد
أهدافها وإستراتيجياتهاالتي
تسعى إلى تحقيقها,وكيفية
التعامل مع من لايحمل نفس
المنظومة). ومن منطلق هذا
التعريف,فهناك حقيقة في التاريخ
وهي أن جميع الحضارات
المُتعاقبةالتي ظهرت في
التاريخ كانت تتناقض في
عقيدتها,وبالتالي تتناقض مع
المنظومةالقيمية
والثقافيةالمنبثقةعنها,وهذا
التناقض كان يتولد عنه حروب
ومعارك طاحنة بينهم,تكون
نتيجتهاأن تسود حضارة,وتبيد
اخرى,أويستمر الصراع بينهما
وعدم الوفاق إلى أن تتغلب
إحداهما على الأخرى,وكل حضارة
كانت تسود كانت تطبع عصرها
بطابعها الحضاري ويُنسب العصر
لها . وقد
يتبادر الى الذهن من كلمة
الحضارة,أن كل الحضارات التي
ظهرت في التاريخ كانت حضارات
ذات منظومةخيّرة وإنسانية,وهذا
مُنافي لحقائق التاريخ,فلقد
ظهرفي التاريخ حضارات همجية
وشريرة مثل(الهكسوس
والتتاروالمغول وحضارة
الولايات المتحدة التي هي
إمتداد للحضارة الغربية)فهذه
الحضارات أينماحلت نشرت الموت
والخراب والدمار ونهبت وسلبت
مقدرات الأمم والشعوب الأخرى
وإستعبدتها.
وعلينا
أن لانخلط بين الحضارة والمدنية
فالمدنية(هي كُل ما
يتعلق بالأمورالمادية من
عمران,ومباني,واثارتاريخية,والتطورالعلمي
الذي حصل على صعيد المادة
والتكنولوجيا وما تعني,فهذه
جميعهاتدخل في تعريف
المدنيةوليس في تعريف
الحضارة,فالمعادلات والقوانين
العلمية التي كانت أساس
التطورالعلمي والتكنولوجي
يُمكن لأي أبناء حضارة في
العالم أن يحصلوا
عليهاويتبنوها,فهذه القوانين
لاتتناقض بتناقض العقائد
والأيدلوجيات والنظريات
الفكرية,فمثلاًالكهرباءهي ناتج
تطبيق قوانين علمية معينة عند
تطبيقها في اي مكان فإنك تحصل
على نفس الكهرباء,فلايُوجد
كهرباء تنتمي للحضارة
الغربية,وكهرباء تنتمي
للحضارةالاسلامية,أوكهرباء
رأسمالية,ففي امريكاأوفي
بلادالمسلمين الكهرباء واحدة
لاتتناقض,فواحد زائد واحد يساوي
اثنين في كل مكان في الأرض),فنحن
المسلمون مطالبون شرعاً بالأخذ
بكُل أسباب المدنية التي تمكنا
من التقدم العلمي ولو كانت من
الشرق أو من الغرب,وهذه من أسباب
القوة التي طلب الله منا أن
نمتلكها,ولذلك تجد الغرب يعمل
على منعناويُحارب ذلك بكُل قوة
وكُل ما يؤدي إلى نهضتنا
العلمية وتقدمناالتكنولوجي,وفي
نفس الوقت يُطالبنا بتبني قيمه
ومفاهيمه الحضارية التي تتناقض
مع حضارتنا والتي لايُمكن الأخذ
بهاوتطبيقها في
ديارالمسلمين,فالمفاهيم والقيم
المنبثقةعن عقيدة المسلمين
تتناقض مع المفاهيم والقيم
المنبثقةعن العقيدة السائدة في
امريكاالتي تبيح كل شيء وليس
فيها محرم أومقدس,فمنظومتها
الحضارية تبيح كل مُحرم في
الاسلام,فهي مثلا تبيح العلاقات
المثلية والزواج المثلي
والزواج بين الآنسان
والحيوان,فهذه الحضارة أصابت
البشرية بالإيدز,ومن قيم هذه
الحضارة التفرقة
العنصرية,وأصحاب هذه الحضارة
يتهمون الاسلام بهضم حقوق
الانسان ويُحجرعلى حُريته لأنه
لا يُبيح ولا يسمح بمفاهيمهم
وقيمهم الحضارية والثقافية
والتي لا تليق حتى بالخنازير.
فمن الحقائق
التاريخية التي تثبت أن التاريخ
هو ناتج صراع الحضارات وليس
الحوار بين الحضارات,وان كل
حضارة كانت تسود تطبع عصرها
بطابعها الحقائق التالية
فالحضارة
الفرعونيةمثلاًأخذت إسمها من
أسماء الملوك الفراعنة,حيث أن
كل ملك كان
يُسمى(بالفرعون)ويعتبر
نفسه(إله),فهوالذي قال كما جاء
في القرأن الكريم على لسان
فرعون (أنا ربكُم الأعلى)وعصرهم
سُمي بالعصر الفرعوني أو
التاريخ الفرعوني . لذلك
كانت المعالم الأثرية تعبر
بوضوح عن المفاهيم والقيم
والمبادئ التي تعبر عن
هذا(التقديس لملوك
الفراعنة)،وأكبر شاهدعلى ذلك
أهرامات الجيزة ومعبد الكرنك في
الأقصر. وكانت
نهاية(الحضارة الفرعونية)نتيجة
الصراع مع الحضارة الرومانية
وعلى يد أشهر أباطرة
الرومان(أغسطس قيصر)في
معركة(اكتيوم) سنة 31 قبل الميلاد
عندما ألحق هزيمة نكراء
بجيش(كليوبترا)التي تعتبر أخر
ملوك الفراعنة،وبعد ذلك
تحولت(الحضارة الرومانية)إلى
النصرانية،مماجعل النصرانية
تتأثر بالعقيدة السابقة
للأمبراطورية الرومانية,وهي
عقيدة التماثيل والأوثان،حيث
إن التماثيل أصبحت جزءاً من
العقيدة النصرانية,حيث إن هذه
التماثيل لها قداسة واحترام,وهي
جزء لا يتجزأ من طقوس العبادة في
الكنائس. وكانت هناك أيضا
الحضارة الفارسية المجوسية
التي كانت عقيدتها هي
عبادة(النـار)وتقديسها،فمن
الطبيعي أن يكون هناك تناقض
بينها وبين الحضارة
الرومانية,وبالتالي كانت
العلاقة بينهما قائمة على
الصراع الحضاري وليس الحوار
الحضاري!.. لذلك
وقعت بينهما معارك طاحنة وإحدى
هذه المعارك أشار إليها القرأن
الكريم في سورة الروم, قال تعالى (الم
*غُلبت الروم* في أدنى الأرض
وهُم من بعد غلبهم سيُغلبون* في
بضع سنين لله الأمر من قبل ومن
بعدويومئذ يفرح المؤمنون)[
الروم :1+2+3+4 ]
.. وعندما جاء الإسلام
كانت هاتان الحضارتان هما
السائدتان يومئذ,وتقتسمان
التاريخ والجغرافية،فكان من
الطبيعي أن ينشأ صراع عقائدي
بين الإسلام وبين هاتين
الحضارتين المتناقضتين
عقائدياًمع العقيدة التي جاء
بها الإسلام،والتي تقوم على
التوحيد الخالص لرب العالمين
والتي تحارب الشرك مهما
كان,ولاتقبل بالعبودية
لغيرالله،فكيف بعبادة
الناروالتماثيل التي حاربها
الإسلام دون هوادة،فكان من
الطبيعي أن ينشأ صراع حضاري بين
هاتين الحضارتين وبين الإسلام
نتيجة للتناقض العقائدي بينهم . فكانت(معركة
القادسية)التي حطم بها المسلمون
بقيادة سعد وخالد رضوان الله
عليهما(الإمبراطورية
الفارسية)،وكانت(معركة
اليرموك)التي حطم بها المسلمون
بقيادة إبي عبيدة وخالدرضوان
الله عليهما(الإمبراطورية
الرومانية)،وبذلك نشأت
دولةإسلامية(إمبراطورية) من
الأندلس غربا إلى الصين شرقا
تسودها المفاهيم والقيم
والثقافة الاسلاميةالمنبثقةعن
عقيدة التوحيد المتناقضة مع
عقائد الحضارات التي سبقتها. اما في عصرنا الحاضر
فإن(الحضارة الامريكية
المتمثلة بإمبرطورية الشر
الأمريكية)والتي تفرض
سيطرتهاعلى العالم دون
منازع,ماهي إلا حضارة بربرية
وهمجية ومتوحشة وعدوانية
وعنصرية وإبادية,فهي قد قامت
على جبال من(جماجم الهنود
الحمر)الذين أنكرت أدميتهم,فتم
إبادتهم على أيدي(الامريكان
الأنجلوساكسون البروتستانت
البيض المهاجرين الأوائل الى
امريكا),فلم يبقى منهم بسبب هذه
الحضارة إلابضعة ألاف بعد أن
كان عددهم بمئات الملايين قبل
مجيء أباء هؤلاء المجرمون
اليها,فعددهم الأن ممكن ان يكون
بالمليارات
,وكذلك ان مفاهيم وقيم
وثقافةهذه الحضارة أنكرت
إنسانية(الأفارقة السود)الذين
إختطفوهم من أوطانهم وأحضان
أمهاتهم ليستعبدوهم,فهم يرفقون
بالحيوان أكثرمنهم,فلقد كان
أبناء هذه الحضارة الشريرة
يُقطعون(الأفارقة السود
والهنود الحمر)وهم
أحياء,ويُعلقونهم على
الأشجارحتى يموتوا,واصحاب هذه
الحضارة الشريرة يحتضون(الكيان
اليهودي)الغاصب لفلسطين بكل عطف
وحنان,الذي قام على جبال
من(جماجم الشعب
الفلسطيني)ويُبررون كل الجرائم
والمجازروالمأسي التي يرتكبها
هذا الكيان الإجرامي ضد الشعب
الفلسطيني,وما سبّبه له من عذاب
وشقاء منذ ستين عاما,وما تربيت
الرئيس بوش على كتف قادة هذا
الكيان المجرمون,ومدحه للكيان
اليهودي بعد كل مذبحة
يرتكبونهاضد الشعب الفلسطيني,
وإعتبارها دفاعا عن النفس هو
أكبر تعبير عن مفاهيم وقيم هذه
الحضارة البربرية
والإجرامية,فهذا الكيان
الشريرهو ناتج الحضارة
الغربية,فهي التي زرعته في
أرضنا. فلقدصرح الرئيس
الأمريكي (جورج بوش) عندما شن
عدوانه على أفغانستان في عام 2001
عندما قال(يجب أن نعلن الحرب
الصليبية على المسلمين) وهاهُم
يُعلنون الحرب على الإسلام
والمسلمين في كل مكان في الأرض
وبأنهم يخوضون حرب أفكار وعقائد
ضد المسلمين.
فهاهي بغداد حاضرة العالم
الاسلامي مصنع تاريخنا,(فعزنا
وكرامتناومجدنا وفقهنا وأدبنا
صُنع في بغداد)عندماحل
فيهاالاشرارالامريكان,ومن
تحالف معهم من(السبئيين
الصفويين غربان البين
والمرتدين من أهل السنة)تحول
أمنها وأمانهاوإطمئنانهاإلى
خوف ورعب,وهدوءهاإلى لطيم وعويل
ونعيق,ولفها السواد,وتحول
عطرهاالفواح إلى رائحة الموت
الكريهة ونهريها دجلة والفرات
الى مكرهة صحية تنشرالأوبئة
الفتاكةالتي تهدد الشعب
العراقي بالفناء,وأصبحت مصدراً
لتلوث البيئة,ونتيجة لذلك أصبحت
نسبة التشوهات في المواليد تشكل
ظاهرة خطيرةبعد الإحتلال خلال
السنوات الخمس الماضية,وهاهي
العراق خُربت مساجدها,وحُرقت
جميع مراكزها الحضارية,ودُمرت
مناراتها العلمية,ونُهبت
وحُرقت مكتباتها
التاريخية,وسُرقت أثارها التي
تحكي قصة الحضارات المتعاقبة في
بلاد الرافدين,وان تاريخ
البشرية قد بدأ من هناك,ونُبشت
قبور صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم الذين فتحوا العراق
وأزالوا إمبرطورية المجوس عبدة
النار من الوجود لتصبح العراق
موحدة لله رب العالمين,وعندما
سُئل الشرير(رامسفيلد
وزيرالدفاع الامريكي
السابق)عماجرى في بغداد بعد
إحتلالها مباشرة من عمليات نهب
وسلب وتخريب وتدمير تحت سمع
وبصر القوات الامريكية
الغازية,أجاب هذا الشرير الذي
اطاح به المجاهدون (إن الشعب العراقي
يُمارس حُريته)!!! فهذه هي
الحُرية,فدعوا الشعب العراقي
يُمارس حريته,وأضاف فمن الطبيعي
ان تحدث جرائم اثناء ممارسة
الحرية. نعم إنها الحرية
بالمفهوم الحضاري الامريكي
والتي جاءت بها الى العراق,فما
جرى ويجري للعراق على يد امريكا
ومن تحالف معها من الاشرارلأكبر
دليل على ماهية هذه الحضارة
اللإنسانية,فهي من اشد الحضارات
تصارعا مع الحضارات الأخرى التي
ظهرت في التاريخ,حتى انها خاضت
صراعا مع أوروبا التي تنتمي إلى
نفس المفاهيم والثقافة والقيم
الحضارية,والتي يطلق عليها
جميعا الحضارة الغربية,فصراعها
مع بريطانيا وفرنسا بعد الحرب
العالمية الثانية أكبرشاهدعلى
ذلك,حيث كانت نتيجة هذا الصراع
وراثتها لنفوذهما في العالم,
,فأمريكاتعتبرأن جميع الحضارات
التي سادت في التاريخ قد هُزمت
أمامهاوأخرها(الحضارة المادية
الإلحادية المتمثلة بالاتحاد
السوفياتي السابق)الذي كان
يتبنى أيدلوجيا تتناقض بقيمها
ومفاهيمهاوما تدعوإليه مع
الايدلوجياالتي تتبناها
الولايات المتحدة
الامريكية,وماينبثق عنها من
مفاهيم وقيم وما تدعوإليه،وأن
هذا الإنتصاريُمثل
نهايةالتاريخ,وماعلى
البشريةإلاأن تسلم بهذه
الحقيقة،وكل من يرفض ذلك
فهو(إرهابي),وهذا ما يُعبرعنه
الكاتب الأمريكي(صموئيل
هنتنجتون)صاحب كتاب(صراع
الحضارات)والذي يُعلن فيه
العداء الواضح والصريح للإسلام
والمسلمـين,والمفكرالأمريكي(فاكوياما)صاحب
كتاب(نهاية التاريخ) الذي يعتبر
أن المعركة الحضارية حُسمت
لصالح الحضارة
الأمريكية،وبإنتصارالحضارة
الأمريكية يكون التاريخ قد وصل
نهايته،ولن يكون هناك حضارة
جديدة قادرة على هزيمة الحضارة
الأمريكية،وعلى العالم أن يحمل
مفاهيم هذه الحضارة ليُصبح
عالماًًأمريكياً ثقافياً
وسياسياًوجغرافياًوإقتصادياًوإجتماعياًبالكامل،ولكن
بعد ورطة امريكا في العراق
ووقوعها في الشرك
إضطر(فاكوياما)ان يتراجع عن
نظريته.
فأمريكا ونتيجة لقوتها
الغاشمة تؤمن بأن الأرض والسماء
يجب أن يكونا مُلكها دون
منازع,فهي تنازع الله في مُلكه
والعياذ بالله,فلسان حالها يقول
كما قالت قوم عاد التي خسف الله
بها الأرض عندما قالت(من إشد منا
قوة)وهاي امريكا يخسف الله بها
الأرض بيد المجاهدين في العراق
وأفغانستان وبالأعاصير. هذه
هي الحضارة الأمريكية,وهذا هو
حوار الحضارات الذي يؤمن به
أصحاب هذه الحضارة,وهذه هي
مفاهيم وقيم وتاريخ هذه الحضارة
الشريرةالتي يُبشر بها
(المثليون والسُحاقيات
والشاذون والشاذات,الذين
يُسمون أنفسهم اللبيراليون
الجُدد,الذين كان معظمهم في
أقصى اليسار فصار بقدرة قادر في
أقصى اليمين,
والذين يُهاجمون المفاهيم
والقيم الإسلامية التي لم تعرف
البشرية منذ أن كانت أرقى وأكثر
إنسانية منها وفيها يكمن
الإنقاذ للبشرية). فكل من يُنادي
ويُبشربالحضارة الامريكية
وبقيمهاومفاهيمهامن النخب
الثقافية المُزيفةالخائنة
المتامرة,إنمايُبشربالظلم
والشروالعدوان,ويُحارب
الرحمةوالعدل والانسانية فهو
إنسان شرير وهو يريد أن يمارس
حريته بالشذوذ.
فالحمد لله وحده الذي بعث
على هذه الحضارة
الامريكية المتغولة المتوحشة
الجامحة والمنفلتة,والتي أصبحت
تهددالبشرية من يتصدى لها,فهاهم
(أسودالاسلام الضواري) أصحاب
حضارة الاسلام الموحدين لله رب
العالمين في العراق وافغانستان
الذين يقاتلون لتكون كلمة الله
هي العليا وكلمة الذين كفروا
السفلى والذين إن شاء الله
سيكون تخليص البشرية من بين
أنيابهاعلى أيديهم يتصدون
لهاوهُم معبئين بالمفاهيم
والقيم الحضارية الإسلامية
المنبثقة من عقيدة التوحيد التي
ماخضنامعركة تحت
رايتهاإلاوإنتصرنا,وماقاتلنا
تحت غيرهامن رايات كافرة
إلاوإنكسرنا بسهولة,فكل من
يُحارب هذه العقيدة وحضارتها
ماهوإلا خائن ومتأمرويريد
لأمتنا أن تبقى في الوحل مهما
تستر بشعارات براقة,فلقد سمعت
المدعو(عزمي بشارة المفكر
القومي الجديد الذي ولد من رحم
الكنيست) يقول في ندوة على محطة
الجزيرة في الذكرى الخامسة
لإحتلال العراق(إن أمريكا هُزمت
في الحرب,ولكننا لم ننتصرنحن
الليبراليون
الديمقرطيون,فللأسف إن الذي
إنتصرهُم المتطرفون)ويقصد بذلك
(المجاهدون في سبيل الله),نعم إن
هؤلاء الذين لا يعتبرون النصرفي
العراق نصراً لهم إنما هُم جزء
من الحرب الحضاريةالتي تُشن على
الأمة,وأنالاأدري هل وصل
ألإفلاس بدعاة القومية إلى درجة
أنهم نصّبوا عليهم عضو كنيست
اليهود السابق كان قد اقسم على
الولاء للكيان اليهودي
ولحُدوده من الفرات الى النيل
ألا يشعرون بالخزي
والعاروالإفلاس,وهو
بالمناسبةلم يتبرأ من ذلك. فالصراع الذي يدور
الأن على أرض العراق وافغانستان
إنما هو صراع حضاري بين حضارتين
متناقضتين,حضارة تدعوا الى
العدل والرحمة والخير والتعاون
على البر والتقوى وكل من يحملها
ويدافع عنهاويُبشر بها فهو من
أمتناوبين حضارة شريرةقائمةعلى
الظلم والتعاون على الإثم
والعدوان وكل من يحملها ويدافع
عنهاويُبشر بها
فهوعدولأمتنا,فالغلبة بإذن
الله في النهاية ستكون إلى
حضارة الخير,فهذه سُنة الله في
التدافع بين الخيروبين الشر,لأن
عقيدة الخيروما ينبثق عنها من
مفاهيم وقيم حضاريةهي
الأقوى,فمهماإمتلك الشر من قوة
فإن موته ودماره وزواله كامن في
شره . ( أما الزبد فيذهب
جفاءا وأما ما ينفع الناس
فيمكث في الأرض).
فرغم حُلكة الظلام الذي
يُخيم على الامة,فانني أبشر
الامة في مشارق الأرض
ومغاربهابأن حضارة الاسلام
التي تدعو إلى كل خير,وتحارب كل
شرهي المنتصرة في
النهاية,فبشائر النصر تلوح
بالأفق,فحضارةالخير قد هزمت
حضارة الشرعلى ارض الرافدين في
معركة تدور رحاها بين عباد
الرحمن الأخيار المجاهدين في
سبيل الله وبين أتباع الشيطان
الأشرار,وان بغداد ستعود منارة
للعلم والعلماء
والفقهاء,وحاضنة لحضارة
العروبة والاسلام وعاصمة
لأمتنا (وقل جاء الحق وزهق
الباطل إن الباطل كان زهوقا). فرياح
الاسلام التي تهب بقوة في
العراق وافغانستان وفلسطين
والصومال وفي كثير من
ديارالاسلام ستقتلع الأشرارومن
والاهُم وتكنسهم إلى مزابل
التاريخ,حيث يُدفن جميع الاشرار
وعبيدهم عبر التاريخ,اما
الأخيارفهُم دائما يرقدون في
ذرى المجد وقمم الفخاروفي صفحات
التاريخ الناصعة البياض
ويسكُنون في أفئدة الأمة كأنهم
أحياء يعيشون بينها
(ولولا دفعُ الله الناس
بعضهُم ببعض لّهُدمت صوامعُ
وبيعُ وصلواتُ ومساجدُ يُذكر
فيها اسمُ الله كثيراً ولينصُرن
اللهُ من ينصُرهُ إن الله لقويُ
عزيزُ) [الحج:40] .. *كاتب
وباحث إسلامي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |