ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
بلدي ملايين سامي الحاج أحمد
قداح* فرحة
غامرة ولا شك ملأت قلوبنا يوم أن
أُطلق سراح سامي الحاج بعد مضي
قرابة سبع سنين عجاف في سجن
غوانتانامو وقد تكفلت قناة
الجزيرة بإيصال هذه الفرحة إلى
الدنيا حيث التقى سامي مع زوجه
وولده بعد هذه السنين , فهو مصور
القناة وقد تكلفت القناة وفاء
منها لهذا الموظف أن تجعل قضيته
حية في أذهان العالم تطالب
بالإفراج عنه , وأبرزت ظلم
أمريكا –أم الإرهاب في العالم
– لأمثال هذه النماذج التي
تحتجزهم خارج أراضيها لتوقع
عليها أفانين التعذيب والإهانة
للآدمية البشرية خارج القوانين
الإنسانية الأمريكية مرحباً
وأهلا بسامي الحاج , وتهانينا
القلبية لأهله ولجنّته الصغيرة
زوجه وولده وللشعب السوداني
الشقيق بخروجه لكن هل
سمعتم عن بلد فيه ملايين سامي
الحاج إنه
بلد ليس في عالم الأساطير ولكنه
لا يزال قائما في القرن الحادي
والعشرين , والأغرب من ذلك أن
يحميه اليهود حكام الأرض اليوم هذا
البلد لا يزال منذ خمسين عاماً
يحكم من طائفة منه اسمها البعث
كما يدعي وهل
سمعتم أن دستوره ينص على أن
قيادة الدولة والمجتمع بيده كما
هو مذكور في المادة الثامنة من
دستوره والظاهر
أن هذه الطبقة أو هذا الحزب هو
فريق من الملائكة معصومون عن
الخطأ , فلن يصل إليهم إلا من
يتطهر بطهرهم , ولن يخرج منهم
أحد إلا مغفور الذنب وعلى
الشعب كله أن يكون عبداً لهم هل
تصدقون ذلك يا سادة ؟ إن لم
تصدقوا فهذا هو نص المادة
الثامنة في دستوره . دستور
الجمهورية العربية السورية 1973 المادة8-حزب
البعث العربي الاشتراكي هو
الحزب القائد في المجتمع
والدولة ويقود جبهة وطنية
تقدمية تعمل على توحيد طاقات
جماهير الشعب ووضعها في خدمة
أهداف الأمة العربية وأثبتت
الأعوام الأربعون نجاح الحزب
القائد في تحقيق هذه الأهداف . فهو
الذي وحد الأمة العربية إلى
ثلاث وعشرين دولة , وتحققت بذلك
أهداف الأمة العربية في الوحدة
والحرية والاشتراكية ففي
الوحدة : استطاع أن لا يتوحد في
شقيه اللذين يحكمان العراق
وسورية طيلة الأعوام الأربعين وفي
الحرية : استطاع أن لا يسترد
الجزء المغتصب من الوطن خلال
السنوات الأربعين وهو واثق أنها
ستقدم له يوما على طبق من فضة
ولو بعد مائة عام لأنه قرر أن
إستراتيجيته الوحيدة للتحرير
هي السلام والسلام فقط . هذه عن
توحيد الوطن واستطاع أن يقود
حربا طائفية استمرت سنتين أو
ثلاثة ذبح فيها ثلاثين ألفاً من
مواطنيه وسجن مائة ألف وشرد
مئات الألوف في حرمانهم من
وطنهم فهل
سمعتم عن إنجاز في عالم الوحدة
يفوق هذا الإنجاز وماذا
عن الحرية : لقد
حقق الحرية الخالدة لشعبه , حيث
اختصر الحزب القائد بالأسرة
القائدة , وأعطاهم الحرية
الكاملة التي لم يصل إليها أحد
إلا شعبه .أن يتكلموا كما تتكلم
الأسرة الحاكمة , يفكروا كما
تفكر الأسرة الحاكمة , فهم عشرون
مليون بشار
كما كانوا عشرون مليون حافظ
ولو خرج الحكم من الأسرة
المقدسة الحاكمة
لحكم البلد العبيد – الشعب – هو
أخطر ما يواجه سورية , أن تصبح
شعباً بلا قائد , وينتهي الشعب
السوري كله , وتنتهي سورية إلى
الأبد , ولا يبقى من التاريخ إلا
أسرة الأسد" وأكبر
دليل على وجود هذه الحرية هو أن
ألوف المعتقلين
اليوم .وهم يحاكمون إنما هم في
أعماقهم يهتفون . بالروح بالدم
نفديك يا بشار , ولكن ما يعلنونه
خطأ جرى على لسانهم !! والدليل
الثاني هو أن سبعة عشر ألف معتقل
, منذ ثلاثين عاما أي كل معتقل هو
خمسة سامي الحاج , فسامي اعتقل
ست سنوات ومعروف أنه في
غوانتانامو أما
هؤلاء المفقودين فلا يعرف
مصيرهم أحد وحاكمنا
: لا يسأل عما يفعل وشعبنا
: وهم يسألون والدليل
الثالث على عظمة الحرية عند
شعبنا أن عشرات الألوف اعتقلوا ,
وقد صدق النظام فقد أعاد الكثير
إلى أهله لتغمرهم الفرحة كما
غمرت زوج سامي وولده , ولكنه
أعادهم جثثاً هامدة ليمارسوا
فرحتهم في لقائهم في القبور والدليل
الرابع على عظمة الحرية في
دولتنا العتيدة .أن الشعب يحكم
بالإعدام على تفكيره
وهو مرسوم جمهوري صادر من
السدة الإلهية حيث
يحكم بالإعدام على كل من ينتمي
لتنظيم الإخوان المسلمين هكذا
بدون قيد . و أخشى
أن يرى بعض الإخوة القراء أني
أبالغ في الثالوث المقدس الذي
يحكم سورية اليوم ,فأذكّرَهم
فقط بهتافات الجماهير الحاشدة
التي أمضت شهرين تدعو للابن
المقدس وتبارك للابن المقدس حيث
كانت الهتافات الله
– سورية –بشار , و بس فقد
مات الآب – حافظ – وورثه ولده
بشار فهذه
ال ( بس) فقط تعني أن من يتجاوز
هذا الثلاثي فهو مشرك وأما
عن الاشتراكية التي حولت الشعب
إلى دولة الرفاهية التي تملك كل
شيء فتنال جنة الأرض قبل أن تنال
جنة السماء ندع
وصفها لقائد من قادة النضال في
الداخل والذي يقول : (
القضية هي قضية الشعب السوري
بأسره المقموع في حريته , المهان
في كرامته , المعذب في جسده ,
المحروم لقمة العيش , الفاقد
لدوائه وكسائه .ستون بالمائة من
الشعب السوري دون خط الفقر ,
وأسعار السلع والمواد
الاستهلاكية قد تضاعفت خلال عام
... ولا يحق للمواطن أن يتكلم في
المعاش والغلاء والاقتصاد
والسياسة والحرية والتعددية
ويجب أن يبصم على ( الصمود
والممانعة ) ويهتف ( بالروح
بالدم) ودولة
سوريا – كما ذكرنا- هي دولة على
الأرض تذكر في عيد عمالها
الأربعين وهي دولة العمال
والفلاحين ما ذكره عنها عمر
قشاش في ( الموقف الديمقراطي) ( يقدر
عدد العمال في سورية بـ ( 6)
ملايين عامل , متوسط الرواتب
والأجور ( 8-9) آلاف ليرة سورية
شهريا لا تكفي إيجار بيت من
غرفتين وصالون
في حي شعبي , أما الحد الأدنى
للأجور الذي هو 4800 ليرة سورية
شهريا لا يكفي إيجار غرفة
وصالون , وهذا الواقع يعني أن 6ملايين
عامل يعيشون تحت خط الفقر ) ومع
ذلك فهم محظوظون , فهذا أجر (
العامل) لكن ما هو أجر ( العاطل)
عن العمل والذي يمثل البطالة في
سورية والتي تزيد عن عشرين
بالمائة. هذه
أزهى عهود الاشتراكية , وفي
أعيادها بعد العمر المديد ؛
أربعين عامً تنقص أو تزيد , ومع
ذلك فـ (حزب
البعث هو الحزب القائد للدولة
والمجتمع ) هذه
الحزب الذي مات وقتل مؤسسوه
خارج وطنهم (البيطار والحوراني
وعفلق) حيث قد منعوا منه . هذا
الحزب في عمره المديد الذي يقتل
الآخرون منهم والأولون للحفاظ
على السلطة , ويلعن آخرهم أولهم
هو الحزب المؤهل للقيادة أليس
من أعظم إنجازاته احتلال
الجولان من إسرائيل ؟ أليس
من أعظم إنجازاته تحويل ستين من
شعبه تحت خط الفقر؟ أليس
من أعظم إنجازاته ذبح وتشريد
وسجن مئات الألوف من شعبه ؟ ولعل
خير شاهد عليه من أهله ماقاله
الأستاذ عبد الحليم خدام حين
انحاز إلى شعبه بعد مشاركته في
السلطة أكثر من ثلث قرن , والذي
لم يجد حلاً إلا تشكيل قيادة
مؤقتة جديدة للحزب تقول : إن
القيادة المؤقتة لحزب البعث
العربي الاشتراكي التي تعتبر
النظام الحاكم نظاماً خارجاً عن
كل قواعد الشرعية ومتطلباتها
وعدواً للشعب والوطن تدين كل
أعماله وممارساته , كما تدعو
المواطنين إلى التعاضد
والتلاحم للخلاص من مرحلة , كانت
الأسوأ في تاريخ سورية الحديث .. إن
مسؤولية البعثيين في وجوب
مواجهة هذا النظام والعمل على
إسقاطه مسؤولية وطنية
وأخلاقية لأن لك مايقوم به
النظام من جرائم إنما يرتكب تحت
شعارات الوحدة والحرية
والاشتراكية ) لكن
السؤال الأبرز والأعجب هل ما
يجري في هذه الدولة الأسطورية
لا يصل إلى مسامع العالم , أم يصل
باستحياء شديد ؟ أم هناك إرهاب
عالمي يمنع النيل من هذا النظام
في مجال الحريات , في الوقت الذي
يصنف النظام السوري بأنه أحد
الأنظمة الخمسة الأسوأ في
العالم في هذا المجال . الجواب
بسيط أمريكا
, أم الحرية في العالم , عفوا , أم
الإرهاب في العالم . تتحدث تحت
سوط إرهاب أكبر , هو الإرهاب
الإسرائيلي , فليتحدثوا عن
سورية في كل شيء , لكن حذار من
الخط الأحمر , فالنظام السوري
محمي من إسرائيل واليوم
حين انطلقت المبادرة التركية
انكشف الغزل بين النظامين
السوري والإسرائيلي ( قال
أولمرت – كما يذكر المعارض
السوري أديب طالب – في إحدى
رسائله السرية للأسد لا نزال
نرفض إسقاط نظامكم ) وكما
ذكر المعارض السوري د. محمد سيف (كما
أن قول أولمرت وتذكيره بأنه
وراء الفيتو الصهيوني على
الحراك الأمريكي الهادف إلى
إسقاط نظام الأسد , يحمل الكثير
من التهديد والوعيد للحكم
العائلي الأسدي الظالم , ويذهب
من حلقة حلاوة الكلمات الأولى
لأولمرت .) وحين
تختلف أمريكا والنظام الصهيوني
فالرأي أخيراً لما تريده دولة
إسرائيل وكما يقول المثل : إذا
عرف السبب بطل العجب فالتيار
اليهودي الذي يملك إعلام العالم
هو الذي يغض الطرف عن جرائم هذا
النظام وحين نقهر إسرائيل يمكن
عندها أن يسقط النظام السوري
العميل أخيراً
تهانينا القلبية لسامي الحاج
وأسرته وشعبه ونأمل
أن يأتي اليوم الذي ينهار هذا
النظام الذي جعل في شعبه عشرين
مليون سامي الحاج "ويقولون
متى هو قل عسى أن يكون قريبا " *باحث
إسلامي سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |