ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحق
دون قوة ضعيف الدكتور
عثمان قدري مكانسي علمتنا
حوادث التاريخ أن الحق الضعيف
لايعتد به ، وأن الباطل القوي
يستحوذ على الأمور كما يريد .
ولا شك أن الباطل سرعان ما
يستخزي حين يجد الحق القوي يقف
أمامه بشموخ ، وينتزع منه ما
أخذه ويستولى عليه في غفلة من
الزمان . إن
الاعتماد على الحق دون القوة
ودون الإعداد المستمر دليل خفة
في العقل وضعف في الرأي وجبن في
اتخاذ المواقف ، ولن يصل صاحب
الحق إلى مايريد إلا ببذل
الجهود الحثيثة لاستكمال
الجناح الثاني – القوة ،
فالطائر يطير بجناحين لا جناح
واحد . وقد قال تعالى منذ بزوغ
فجر الدعوة " وأعدوا لهم ما
استطعتم من قوة ، ومن رباط الخيل
..." . جميل أن
يكون المسؤول ذلق اللسان قوي
البيان ساطع الحجة ، إلا أنه لا
يستقيم عوده ولا يصلب إلا بقوة
الساعد ومضاء السيف . وليس
شرطاً ان تستعمل القوة لأنك
استكملت عدتها ، فكثيراً ما
تصرف الأمة على الإعداد المادي
وتستهلك من الخزينة الكثير من
الأموال ،
ولا تستعمل السلاح ولا تخوض
المعارك . فالخصم لن يحيجها
لاستعمالها لأنه يحسب
ألف حساب قبل أن يقدم على
التحرش بها أو استفزازها ، وهنا
يكتمل معنى الآية الكريمة "
ترهبون بها عدو الله وعدوكم "
. إن الحق
الضعيف عرضة للانهزام السريع
أمام قوة الباطل وستنطفئ شعلته
أمام جحافل ظلام الباطل
المندفعة بقوة إلى سحقه . دخلت
غرفة البالتوك التابعة لجماعة
الحريري قبل سنة فوجدتهم يصرون
على أن حقهم واضح ، وأن العدل
سيأخذ مجراه في محاكمة قتلة
الحريري ورفاقه ، وأن حزب الله
لن يستطيع أمام قوة الحق أن
يدافع عن النظام السوري في
لبنان ، وأنه سيرضخ للحق وأهله ،
ولن يجديه أن يقف مع النظام
السوري ، وأنه سيندم على مواقفه
الداعمة لهذا النظام ، وأن
أسلحته التي تتدفق عليه من
إيران وسورية لن تنفعه ،،، ضحكت
من تفاهة هذا الطرح السقيم ،
وسألته : إن النظام السوري
وحليفه اللبناني حزب الله
يسارعان في التسلح وتقوية
موقفهما المادي والقتالي ، فهل
لجماعة الحريري الذي يملك
مليارات الدولارات قوة مسلحة
تضاهي أو تقابل حزب الله أو تدعم
موقف الحريري وجماعة 14 آذار
أمام (الخصم الأخوي التقليدي ) ؟
فما كان من المسؤول عن الغرفة
إلا أن وصمني باللعب بالنار
والتفكير غير العقلاني ، فجماعة
الرابع عشر من آذار ليس من
أساليبهم إنشاء الميليشيات ،
وأن الجيش اللبناني – المركب
تركيباً طائفياً – يحمي الحق
ويدافع عنه ، بل طلب مني أن أخرج
من الغرفة لأنني – على حد زعمه
– أنفخ في بوق الفتنة وأحرك
رمادها . خرجت من
غرفتهم غير آسف على ذلك ، وتيقنت
أن هؤلاء الساسة الذين يفكرون
هذا التفكير السقيم ما يزالون
في أبجديات العمل السياسي وأنهم
في واد والواقع في واد آخر ،
وسيستيقظون يوماً ويرون أنفسهم
في زاوية زابوق لا يدرون ما الله
فاعل بهم . وتمر
الأيام واهتمامات هؤلاء في
التجارة وبناء العقارات في
العالم العربي وغيره وتثمير
الأموال هنا وهناك ويعتمدون في
حل قضيتهم على الإدارة
الأمريكية والدول الغربية التي
لا تهتم إلا بمصالحها والتي
جعلت من مقتل الحريري قميص
عثمان في ابتزاز المواقف
السياسية ليس غير، ثم هي أخيراً
لا يهمها نصرة الحق ولا دفع
الباطل ، فإذا بحزب الله
المدعوم من إيران والنظام
السوري تحاصر بسهولة ويسر
تجمعات ما يسمونها – الأكثرية
اللبنانية – يوم الخميس الماضي
08- 05- 008 وتغلق مواقعهم الإعلامية
، فلا تتحرك الدول الغربية ولا
العربية الداعمة لها .. ولا نسمع
سوى تنديد خافت صادر هنا وهناك
وتنتهي القضية . يطرق
أذنيّ وقلبي المثلُ القديم
النابع من حكمة الاسلاف : " ما
حك جلدَك مثل ظفرك ، فتولّ أنت
جميع أمرك "
ويطرق سمعي " قد يكون
الإنسان تاجراً ناجحاً ، ولكنه
قد لا يكون سياسياً ولا قائداً
ماهراً . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |