ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
البكاء
على أطلال "الاعتدال العربي" كتب:
عريب الرنتاوي البكاء على أطلال "الاعتدال
العربي" ليس خيارا،
والاكتفاء بلطم الخدود على "خذلان
واشنطن لأصدقائها من
اللبنانيين والفلسطينيين
والعرب"، ليس من السياسة في
شيء...فالمطلوب بعد هذا وذاك، أو
ربما قبل هذا وذاك، إجراء
تغييرات وتبديلات جوهرية في
المواقف والسياسات العربية
حيال ملفات المنطقة المشتعلة،
وإن أمكن – وهذا أمر غير مرجح
– تنحية المسئولين عن المواقف
والرهانات التي وضعت البيض كله
في سلة واشنطن، وجعلت من النظام
العربي تابعا ذليلا
لإستراتيجية الولايات المتحدة
في المنطقة، في الوقت الذي
انهمكت فيه أمم مجاورة، في بناء
اقتدارها السياسي والاقتصادي
والعسكري، وبلورة خيارتها
المستقلة، وغذ الخطى على مضمار
تقرير مستقبل المنطقة، ورسم ملامحها
وهويتها. ونذكر بأنه "لا
يستوي الذين يعلمون والذين لا
يعلمون"، فالذين اكتشفوا
متأخرين مخاطر التماهي مع سياسات
واشنطن والتساوق مع مشاريعها،
هم أنفسهم الذين طالما استخفوا
بتحذيرات آخرين رأوا أن كلفة
التبعية لواشنطن قد لا تقل في
ظروف معينة عن كلفة العداء لها،
وحذروا من مخاطر الخيارين معا:
التبعية والعداء على حد سواء،
هؤلاء لا يستوون مع أولئك،
وعليهم أن يتوقفوا قليلا أمام
بعض مظاهر العنجهية والثقة
الفائضة عند الحاجة، التي
سيتحدثون أو سيكتبون بها
مستقبلا، ونقطة البدء التي
يتعين الإقدام عليها من دون
إبطاء هي المراجعة وممارسة
النقد والنقد الذاتي، فمن منا
لا يخطئ التقدير، ومن منا لا يجد
نفسه مرغما على مراجعة حسابات
السرايا بعد أن يتضح له، عقم
وبؤس حسابات القرايا. لقد ضحى "المعتدلون
العرب" بكل أوراق القوة
لديهم، على مذابح الأوهام
والرهانات الخائبة، ولم
يترددوا لحظة واحدة في تقديم
القرابين والضحايا، من حزب الله
و"مغامرته غير المحسوبة"
قبل عامين، وانقلابه الإيراني
في بيروت هذه الأيام، إلى حركة
حماس وما يتبعها من فصائل بما
تمثل ومن تمثل من الشعب
الفلسطيني، ودائما على مذبح
خريطة الطرق وعملية السلام
ومسار أنابوليس ورؤيا بوش، وفي
مواجهة "الخطر الإيراني"
الزاحف، والذي لفرط مبالغتنا
فيه، أصبحنا ننظر إليه، كخطر
يتقدم على الخطر الإسرائيلي،
وكاحتلال للعراق أسوأ من
الاحتلال الأمريكي وأشد خطورة؟!. والحقيقة أننا
نحن، غير المندهشين وغير
المأخوذين بـ"ولاية الفقيه"
و"الحاكمية" أو أنموذج
طالبان أو "فقه البداوة
الوهابي"، ما كان لنا أن
نعترض على مقاربات معسكر
الاعتدال، لو كان لدينا اليقين
بأنه وواشنطن من خلفه، سيذهبون
حتى نهاية الشوط في تمكين الشعب
الفلسطيني من استرداد حقوقه
الوطنية المشروعة، أو لجم
العدوانية الإسرائيلية على
لبنان، أو إشاعة قيم الحرية
والديمقراطية وحقوق الإنسان،
وتسريع التنمية الشاملة
والمستدامة، لكننا ونحن نرى
انسداد الآفاق جميعها، ونتلمس
"الخذلان" الأمريكي للعرب
مسبقا ومبكرا، ونتابع بكل مشاعر
الاشمئزاز، فصول الانحياز
الأمريكي الأبشع، لأسوأ ما في
الممارسات والسياسات والمواقف
والأفكار الإسرائيلية، كنا نرى
في الوقت ذاته، أن من العقم
والتهافت، المقامرة بإشعال
حروب أهلية أو التفريط بأية
أوراق من أي نوع، طالما أننا لم
نبلغ بعد، شواطئ الأمان،
ونركن إلى فرص استعادة الحقوق
والذود عن المصالح. اليوم، تنكشف الصورة
تماما، ولكن بعض المعتدلين
العرب، ونشدد على بعض، ما زالوا
في ضلالهم يعمهون، يجيشون
العالم ضد إيران، ويحرضون على
حلفائها، ويقترحون إرسال
قواتهم للتصدي لهذا الحزب وذاك
التيار، ويغلقون عواصمهم في
وجه ممثلي التيارات الشعبية
التي تحظى بأغلبية شعبية غير
مطعون بها، كل ذلك من دون أن
تكون لدى أي من هؤلاء لا
الجرأة ولا القدرة على القول
بأن حقوق الأمة مصانة في صراعها
مع أعدائها، أو أنهم قادرون على
الوفاء بأي وعد قطعوه أو
التزام تعهدوا به، إذ حتى
المبادرات التي تحمل أسماءهم،
تحولت إلى حبر على ورق، لا وظيفة
لها سوى استدرار المديح
المنافق والتنازلات المفضية
للتفريط. آن الأوان، لوقفة
مراجعة، تعيد الاعتبار
لأبجديات الصراع وأولوياته في
المنطقة، آن الأوان لوضع حد
نهائي لهذه الانقسامات
المذهبية والحروب
الدونكيشوتية، آن الأوان
ليتذكر هؤلاء أن وحدة شعبونا
ومجتمعاتنا ورفاها وتقدمها،
أهم بكثير من الكراسي والأدوار
المتوهمة التي يسعون وراءها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |