ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
التهمة
: إضعاف الشعور القومي والوطني
!!! طريف
السيد عيسى لايكاد يمر اسبوع إلا
وتتحفنا محاكم الإستبداد
الإستثنائية في سورية ببعض
الأحكام الجائرة بحق مواطنين
وضعوا على كاهلهم تحمل عبء
مواجهة الظلم والقهر
والإستبداد . لن أخوض في تفاصيل
هذه المحاكم ومخالفتها للدستور
, ولن أخوض في عدم شرعية هذه
المحاكم وأحكامها , فهذه مهمة
متروكة لأصحاب الإختصاص . ولكن مايهمني هو تلك
التهمة التي أصبحت علامة
إستبدادية لتلك الأحكام وهي : إضعاف الشعور القومي
وتوهين نفسية الأمة فعندما نسمع عن موجة
إعتقالات بحق المواطنين
الأبرياء فمباشرة نعرف مسبقا
التهمة والحكم : إضاف الشعور
القومي وتوهين نفسية الأمة . ومعرفتنا هذه ليست
رجما بالغيب معاذ الله , لكن
أصبحت سمة من سمات النظام
الحاكم في قاسيون. وهنا وبكل تواضع
نعترف بهذا الإبداع البارع
لنظام الأسد . نتفهم تهمة الخيانة ,
ونتفهم تهمة القتل , ونتفهم
الكثير من التهم التي يمكن
توجيهها لأي مواطن , لكن هذه
التهمة بالذات يصعب علينا
تفهمهها , لأنه وبكل بساطة
ولمجرد أنك تحدثت عن أزمة الخبز
, أو أزمة المازوت , أو السرقة
والإختلاس , أو النفوذ الفارسي
في سورية , أو مجرد أن حكيت لصديق
لك نكتة سياسية تمس الرئيس
وحاشيته , فهذا يعني أنه وبمجرد
إلتقط أحد من أصحاب الخط الواضح
والجميل فيقوم بنقل كلامك
لأسياده , وطبعا يقوم بوظيفة
حماية الشعور القومي , فتتم
سرقتك من بين أطفالك لتحال إلى
تلك المحاكم الجهنمية , والحكم
جاهز . لكن ياهل ترى ماهو
الشعور القومي الذي يريده
النظام ؟ هو الولاء المطلق
للنظام . وإلا كيف سيستر
النظام عوراته ؟ فلا بد من
شعارات براقة يتستر خلفها ويبرر
من خلالها فظائعه بحق المواطنين
. فلا يجوز على أي
مواطن الإستدراك على النظام , أو
التحدث عن أوجه الخلل على كافة
الأصعدة . وحتى يكون شعورك
القومي ناميا فعليك أن تصفق لمن
يسرق الوطن , وتلعن من يموت في
سبيل الوطن , كما عليك أن تستسلم
إستسلاما مطلقا وتصمت صمتا
مطبقا تجاه كل التصرفات الخاطئة
للنظام وحاشيته . كي تنجوا من هذه
التهمة الخطيرة فعليك بالتالي : أن تتخلى عن كثير من
الرجولة والشهامة والوطنية
والضمير ,أن تستبدل دعاء القنوت
بدعاء : أللهم أطل عمر بشار
الأسد وحاشيته لينهبوا الوطن
برعاية رسمية . وبعد ذلك تخضع لمقياس
النظام , حيث لهم مقياس خاص
يقيسون فيه الشعور القومي وهو :
كم مرة صفقت في المظاهرات , كم
لقبا زدت في ألقاب الرئيس , كم
صورة للرئيس علقتها , وهنا يكون
الشعور القومي متناميا طردا مع
مدى نفاقك للنظام وحاشيته . كما عليك عدم
الإهتمام بما يتعرض له الوطن من
فواجع التي تتبعها المواجع . إذا مفهوم الشعور
القومي عند النظام وزبانيته :
طنش تنتعش ,إصمت عن السرقة
والفساد , إبذل جهدك لنيل رضا
الرئيس . ولا يستغرب أحد من
ذلك , فمن ينظر إلى كبار
المسؤولين في النظام فنراهم
أكابر مجرميها ورغم ذلك فهم في
نظر صنمهم بشار : محل الثقة , وهم
فقط ملاك الشعور القومي والوطني
, فلقد نالوا تلك الثقة عن جدارة
, فكيف لا وقد أدوا القسم أمام
حضرة الرئيس : ( أقسم برب سورية بشار
الأسد أن أكون لصا وسارقا
لثروات الوطن , وأن اصمت صمتا
مطبقا عن كل الفواجع , ,وأن أبذل
قصارى جهدي لتدمير الوطن , وأن
أستسلم لذات الرئيس فهو قبلتي
وحياتي ). وبعد هذا القسم فمارس
حريتك بالسرقة والتدمير
والتخريب والكذب والدجل
والنفاق , فأنت فوق المساءلة ,
فلقد تحصنت برضا الرئيس . وهكذا تعيش سورية
وشعبها المنكوب , وعدما يشعر
الصنم البشري بشار أن حركة
الفساد والفواجع قد خفت فيستأجر
بعض المجرمين ليروجوا عن تغيير
وزاري قادم , ليتم استبدال
الجوقة القديمة بجوقة جديدة
يتنافسون فيما بينهم في تطبيق
شعار : الشعور القومي والوطني
فيختفون خلف هذا الشعار
ويمارسوا هوايتهم في مص ماتبقى
من ثروات , وإهدار ماتبقى من
كرامة لدى المواطن. وبذلك أصبح الشعور
القومي والوطني هو : عقد إذعان
واستسلام للرئيس الصنم بشار
الأسد . ولسان حالهم يقول : ماشئت لا ما شاءت
الأقدار ***** فاحكم فأنت الواحد
القهار . وإلا فالتهمة : إضعاف
الشعور القومي والوطني . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |