ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حركة
التشيع في سورية تمتد إلى منطقة
الجزيرة وتستهدف الأكراد بعد
العرب كرد
روج – القامشلي – حلب - خاص بدأت منذ فترة
ليست ببعيدة في المناطق
الكردية
في سورية وتحديداً في منطقة
الجزيرة شمال شرق سورية ذات
الأغلبية الكردية محاولات جادة
من قبل أطراف مختلفة لنشر
المذهب الشيعي في تلك المناطق
وخاصة بين أبناء الكرد من
سكانها حيث أفادت مراسلتنا (ف ج)
أن التشيع قد أصبح ظاهرة خطيرة
في سورية بشكل عام وفي منطقة
الجزيرة بشكل خاص حيث أكدت
بأنها قد حصلت على معلومات تؤكد
بأن هناك جهات إيرانية تقف وراء
هذه العملية وبمباركة وتأييد من
المخابرات السورية وأن الشخص
المكلف بإدارة هذا الملف هو
الملحق الثقافي الإيراني ومقره
مدينة حلب وهو رجل معمم و أحد
الآيات ويدعى عبد الصاحب
الموسوي وهو رجل محنك يتقن
اللغة العربية بطلاقة حيث أنه
من العرب الأهوازيين في إيران . كما أضافت
مراسلتنا أن المسؤولين عن نشر
التشيع قاموا بتجنيد الكثير من
الناس وتدريبهم من خلال إرسالهم
إلى إيران خصيصاً لتعلم المذهب
الشيعي ونشره بين الناس وذلك
عبر منحهم المنح الدراسية
المجانية ، أو عن طريق إرسالهم
في رحلات عائلية إلى قرى الجنوب
اللبناني ، كما وأشارت بأن
المسؤولين عن نشر المذهب الشيعي
يحظون بدعم السلطات السورية
التي تقوم بتوفير الغطاء الأمني
من خلال السماح لهم باستخدام أي
مسجد من مساجد المحافظة لأي
نشاط من نشاطاتهم الكثيرة
والمتعددة، ويتمتعون بحرية
التنقل. كما أنهم يمتلكون
إمكانات مادية كبيرة حيث يدفعون
مبالغ لمن يعتنق المذهب إضافة
إلى تخصيص راتب شهري يتراوح بين
5,000 الى 10,000 ليرة سورية حوالي 200
دولار شهرياً.
ويتم التركيز
على تجنيد أو ضم الشباب
والأشخاص العاطلين عن العمل حيث
يكون اصطيادهم أسهل, نظراً
لحاجتهم الماسة إلى المال. كما
وأشارت مراسلتنا (ف ج) في
تقريرها إلى أن القائمين على
نشر المذهب الشيعي في المنطقة
يقومون بشراء الكثير من الأراضي
في المنطقة لإقامة حسينيات
عليها وآخر هذه الأراضي التي تم
شراؤها كانت في مدينة قامشلو
الكردية على طريق الحزام المؤدي
من طريق الحسكة إلى حي الهلالية
بحجة بناء جامع ومستوصف .
بالإضافة إلى
بناء حسينية أهل البيت في منطقة
النشوة بالحسكة حيث تبين في ما
بعد أن من قام بتمويل بناء هذه
الحسينية رجل أعمال شيعي من
الكويت. هذا وأفادت مراسلتنا إن
تلك الجهات تقوم بتوزيع
المنشورات على المحلات في مدينة
الحسكة تدعو الناس إلى التخلي
عن معتقداتهم وثوابتهم
والتحوّل إلى التشيّع مقابل
راتب شهري يبلغ ستة آلاف ليرة
سورية نحو مئة دولار أمريكي. إلى ذلك أفاد
السيد( ن ا ) أحد الذين كان قد
عُرض عليهم اعتناق المذهب
الشيعي ونشره والذي التقته
مراسلتنا حيث قال : (كانت هناك
ومنذ القدم فكرة تكوين الدولة
الفاطمية المعتنقة للمذهب
الشيعي و بتنسيق من النظام
السوري والنظام الإيراني
وبالتحالف مع التيارات الشيعية
الموجودة داخل الدول غير
الشيعية مثل حزب الله داخل
لبنان وبعض من رجال الأعمال من
المنطقة الشرقية السعودية
ونظراً لسوء الأحوال داخل سوريا
نتيجة الضغط الخارجي يحاول هذا
النظام إرساء قاعدة شعبية له
داخل المجتمع الكردي في سوريا
عبر نشر المذهب الشيعي والتزام
المتشيع بالولاء التام
للمرجعية وقد بادر النظام إلى
فكرته القديمة باعتناق الكثير
من السنة المذهب الشيعي لتبقى
له قاعدة يستطيع التحرك من
خلالها لزعزعة الأوضاع في
المنطقة ومن أجل بقائه في الحكم
. واليوم نرى بأنهم يدعمون
الكثير من العوائل الكردية داخل
الجزيرة في سبيل تغيير مذهبهم
إلى المذهب الشيعي لذا نرى
ونلمس من خلال هذه المبادرة
بأنها ظاهرة خطيرة جداً بالنسبة
إلى مستقبل المجتمع الكردي داخل
سوريا و من ذلك نناشد إخواننا
بالمزيد من الحيطة وعدم
الانجرار إلى هذا المشروع
الخطير والذي يعمل على إنشاء
الحسينيات داخل المدن الكردية),
وأضاف بأنه يشك أن هناك مؤامرة
خطيرة على المنطقة وسكانها من
الكرد خاصة, حيث أكد بأن المشروع
لا يهدف فقط إلى نشر التشيع بل
يعتقد أن هناك نية لدى هذه
الجهات لإنشاء ميليشيا على غرار
جيش المهدي في العراق تكون
مهمتها حماية النظام وتنفيذ
مهام أخرى على غرار حزب الله
اللبناني، حيث تشير
معلومات شبه مؤكدة حصلت عليها
مراسلتنا وتقاطعت مع معلومات
أخرى حصلت عليها كرد روج من مصدر
صحفي فرنسي أن هناك علاقة ما
لشخص يدعى زيدان غزالي أحد
أقرباء الجنرال رستم غزالي في
سورية بملف التشيع، حيث تشير
المعلومات أن المدعو زيدان
غزالي يشرف بشكل غير مباشر على
ملف نشر التشيع بالتنسيق مع عبد
الصاحب الموسوي والمخابرات
السورية لنشر التشيع وتنظيم
التمويل المالي اللازم لهذه
العملية، وأيضا المسائل
الإدارية والاستخباراتية. كما
أنه قد تأكد بأنه قد تشيع شخصيا
وهو يمارس نشاطه انطلاقا من
حسينية علي بن أبي طالب في درعا
ويتلقى تعليماته مباشرة من
السفير الإيراني محمد حسن
اختري. كما أكدت المصادر أنه كان
عضواً في جمعية المرتضى التي
أسسها جميل الأسد شقيق الرئيس
السوري الراحل حافظ الأسد في
الثمانينات من القرن الماضي .
والجدير بالذكر أن جميل
الأسد كان قد بدأ حركة التشيع في
الساحل السوري وخصوصا بين أبناء
الطائفة العلوية في بداية
الثمانينيات من القرن الماضي،
وكان يقوم بإرسال مجموعات منهم
لتعلم المذهب الإمامي والعودة
إلى سورية لنشر التشيع بين
أبناء الطائفة العلوية في جبال
الساحل السوري. وقام ببناء
حسينيات في هذه الجبال التي لم
يكن يوجد فيها إلا المزارات
الخاصة بهم، ولم يجد التشيع
ترحيباًَ بينهم .لذلك قام
بتعيين شيخ شيعي على جامع
الزهراء التابع للطائفة
العلوية في مدينة بانياس
الساحلية، ويقوم الآن شخص علوي
تشيع يدعى غيث عمور في مدينة
بانياس بقيادة عملية التشيع في
هذه المدينة بعد وفاة جميل
الأسد ،وكان قبل أن يشيعه جميل
الأسد رجلا علمانيا وصاحب محل
فيديو غيث ومن أعضاء القومي
السوري ،وهو الآن يعمل فقط على
نشر المذهب الشيعي بين سكان
المنطقة . إلى ذلك أفاد
مصدر موثوق اتصلت به كرد روج أن
السلطات قد قامت قبل فترة
باعتقال عدد من أفراد عائلة
رفيعة تعتنق المذهب السني بسبب
معارضتهم لنشر المذهب الشيعي في
المنطقة، وكانت التهمة
انتمائهم إلى تنظيم جند الشام
وذلك لفترة ثلاثة أسابيع
تقريباً حيث أفرجت عنهم فيما
بعد . ويُذكر أن أحد المسؤولين
عن نشر التشيع داخل المنطقة
الكردية يدعى معصوم ب وهو معروف
الآن بين الكرد بتشيعه ونشره
للمذهب بين أبناء المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن رئاسة
حزب البعث الحاكم في سوريا
يتربع على عرشها عائلة الأسد
وهي من الطائفة النصيرية (
العلوية ) وهم يسكنون جبال
الساحل السوري. فهذه الفرقة وإن
كانت نشأت وتفرعت من الشيعة
أصلاً وتتفق معها في كثير من
عقائدها فلا يشملها الآن مصطلح
الشيعة بل هي ديانة مستقلة
بذاتها، وهم لا يشكلون أكثر من
8-9 بالمائة من سكان سورية.
وهؤلاء العلويون النصيرية ليست
لهم دعوة إلى دينهم،و ليس لهم
إلا أشياء نظرية رمزية وعقائد
باطنية خفية خاصة بهم ليس لها
أثر في الخارج.
لكن بعد تسلم
حافط الأسد لسدة الحكم في سوريا
وبعد الاعتراضات التي صدرت من
بعض العلماء بسبب انتمائه
الديني بدأ حافظ الأسد بارتياد
المساجد وإنشاء مآدب للإفطار
للعلماء إغراء لهم وإسكاتا
لأفواههم، بناء على المثل
الشامي المعروف ( طعمي التم
تستحي العين ). وقام بإنشاء
جمعية المرتضى من خلال أخيه
جميل والتي انتشرت فروعها في
جميع أنحاء سوريا ، وبعد دراسات
معمقة طلب حافظ الأسد من آية
الله محمد حسين فضل الله بالعمل
على الساحة السورية. وبالفعل
دبت حركة من النشاط الملحوظ على
الساحة بعد أن افتتح مكتباُ له
في منطقة السيدة زينب بدمشق
العاصمة ( وقد كانت له في مكتبه
العديد من اللقاءات وحتى مع
القوى السياسية السورية ومن
ضمنها بعض الأحزاب الكردية )،
على إثرها بدأت القناة السورية
ببث حلقات للشيخ القصصي الشيعي
العراقي عبد الحميد المهاجر
والذي استجمع حوله الغوغاء من
خلال قصصه المدمعة ، لكن بعد
تسلم بشار الأسد تراجع دور فضل
الله قليلا وبدأت السفارة
الإيرانية بالعمل النشط ومن
خلال ملحقها الثقافي بحلب. وأساليبهم
للوصول إلى مبتغاهم هي متقاربة
في كل أنحاء العالم، لعل أهمها
الدندنة حول حب آل البيت وذكر
مزاياهم سواء صحت أو لم تصح،
مستغلين حب المسلمين لآل البيت،
ثم يبدؤون باستغلال الظلم الذي
تعرض له أهل البيت بعد وفاة
الرسول ، وهنا يصبح مستمعهم
الساذج مؤهلاً للتقبل , وهم في
كل ذلك لا يتورعون عن افتراء
الكذب واختلاق الحوادث
والوقائع التي لم تكن أصلاً إذ
أنهم يستحلون الكذب من أجل نشر
عقيدتهم.
ومن أساليبهم العملية
الناجعة الاتصال برؤساء
العشائر والعائلات الكبيرة
الغنية ذات المكانة في المجتمع،
وأكثر تركيزهم على القبائل التي
تدّعي أن لها نسباً إلى آل البيت
، كما يقومون بدعوة الناس إلى
حضور الاحتفالات في مراكزهم حيث
يبثون سمومهم في قلوب الناس
مستعينين ببعض المنحرفين
والوصوليين من المشايخ الصوفية
لإلقاء المحاضرات والخطب
وتأييد دعاوى الشيعة، وينتهي
الاحتفال بتقديم وجبة دسمة
لتشجيع المنهومين على العودة
وإشاعة أن الشيعة كرماء أسخياء
مع الاحتفاء البالغ بكبار
الضيوف. ويحرصون على أن تشمل
الدعوة الرجال والنساء. وفي كل
مراكزهم يوجد قسم كبير للنساء
ودوماً تكون الدعوة إلى هذه
المهالك عامة ولكن يخصُّون أئمة
المساجد والشخصيات الهامة
ببطاقات دعوة خاصة بأسمائهم.
فإذا ما أرادوا دعوة شيخ أو إمام
مسجد أو من يطمعون بنصرته أو
يسعون لاستمالته فإنهم يكتبون
له بطاقة منمّقة أنيقة صادرة من
أكبر مسؤوليهم كسفير إيران
مثلاً أو نائبه في المدن الأخرى
كحلب ويبالغون في الثناء على
الشخص المدعو فيكتبون له مثلاً :
الشيخ العلامة
إمام مسجد كذا إلخ أو الأستاذ
الشيخ فلاناً يتشرف سفير
الجمهورية الإسلامية الإيرانية
بدعوتكم لحضور الاحتفال
بمناسبة كذا. ومعلوم أن
الثناء يخدع ويغرّ صاحبه كما
قال الشاعر: خدعوها بقولهم
حسناء
والغواني يغرُّهنَّ الثناء فإذا ما سمع
ضعيف النفس هذا الإطراء أُسقط
في يده وتأسّف على مكوثه كل هذه
المدة بين ظهراني السنة دون أن
يعرفوا قدره وفضله ويكتشفوا
مواهبه ومزاياه ويصير لسان حاله
: أضاعوني وأي
فتىً أضاعوا
ليوم كريهة وسداد
ثغر
وتجدر الإشارة إلى أن
المذهب الشيعي هو المذهب الوحيد
بين المذهب الإسلامية التي تصرح
بعدائها للكرد وعدم مخالطتهم أو
الزواج منهم كما جاءت في
مراجعهم فقد ورد : ولا تنكحوا من
الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن
كشف عنهم الغطاء = كتاب الكافي
للكليني5/352
كما روى الكليني في كتابه
المشهور الكافي عن أبي الربيع
الشامي قال سألت أبا عبد الله
فقلت : إن عندنا قوما من الأكراد
وإنهم لا يزالون يجيئون بالبيع
فنخالطهم ونبايعهم ، فقال يا
أبا الربيع لا تخالطوهم فان
الأكراد حي من أحياء الجن كشف
الله عنهم الغطاء فلا تخالطوهم (الكافي5/158 رياض
المسائل للسيد علي الطباطبائي
ج1 ص520 جواهر الكلام – الشيخ
الجواهري ج 3 ص 116 من لا يحضره
الفقيه – الشيخ الصدوق ج 3 ص 164
(تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي
7/405 - بحار الأنوار – العلامة
المجلسي ج 001 ص 83 - تفسير نور
الثقلين - الشيخ الحويزي ج 1 ص 601
قال الطوسي « وينبغي أن
يتجنب مخالطة السفلة من الناس
والأدنين منهم، ولا يعامل إلا
من نشأ في خير، ويجتنب معاملة
ذوي العاهات والمحارفين. ولا
ينبغي أن يخالط أحداً من
الأكراد، ويتجنب مبايعتهم
ومشاراتهم ومناكحتهم» (النهاية-
الشيخ الطوسي ص 373
قال ابن
إدريس الحلي « ولا ينبغي أن
يخالط أحداً من الأكراد، ويتجنب
مبايعتهم، ومشاراتهم،
ومناكحتهم. قال محمد بن إدريس:
وذلك راجع إلى كراهية معاملة من
لا بصيرة له، فيما يشتريه، ولا
فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا
الجيل، والقبيل، قلة البصيرة،
لتركهم مخالطة الناس، وأصحاب
البصائر» (السرائر لابن إدريس
الحلي2/233
وقال يحيى بن سعيد الحلي «
ويكره مخالطة الأكراد ببيع
وشراء ونكاح» (الجامع للشرايع
ص245).
وعن الصادق (ع) لا تنكحوا من
الأكراد أحداً فإنهن حبس من
الجن كشف عنهم الغطاء» (تذكرة
الفقهاء العلامة الحلي ج 2 )
مسلم شيعي يقرأ القرآن في جامع
السيدة زينب في دمشق مقام السيدة زينب بنت الإمام
علي في دمشق الجذور
التاريخية للتشيع في سورية (
نقلا عن تقرير أصدرته السي ان ان
)
ترجع جذور التّشيع في سورية
إلى القرن الأول الهجري. إلا أنه
أخذ في الانتشار في القرن
الرابع الهجري، مع سيطرة الدولة
الحمدانية (الشيعية) على حلب،
واستمر خلال عهد الدولة
الفاطمية، التي حكمت مصر، ومدت
سيطرتها إلى بلاد الشام خلال
القرن الخامس الهجري. بيد أن التّشيع
أخذ ينحسر منذ تلك الحقبة، بسبب
محاربته من قبل الدولة
الأيوبية، والدولة العثمانية
لاحقاً، إلى أن أصبحت الشيعة
الإمامية في سورية اليوم يمثلون
أقلية صغيرة.
ورغم أن العلويين يعدون
فرقة متفرعة من الشيعة، والذين
يعرفون أيضاً بالنصيريين، نسبة
إلى المجدد في فكر الطائفة أبو
شعيب محمد بن نصير، الذي عاش في
القرن الثالث الهجري، فإنهم
يتمايزون عن الشيعة الإمامية،
ولا ينطبق عليهم وصف
"الشيعة".
ويبدو أن قلة عدد الطائفة
الشيعية في سورية، أسهم في ألا
يمثلوا عصبية متميزة، مثل دول
أخرى في المنطقة. كما أن انتماء
النظام الحاكم في سورية، منذ ما
يزيد على ثلاثين عاماً، إلى
الفرقة العلوية، القريبة إلى
الطائفة الشيعية، جعل الشيعة
الإمامية تعيش في ظل العلوية
وفي كنفها.
هذا فضلاً عن عامل آخر لا
يقل أهمية، وهو أن النظام لا
يتسامح إزاء إدماج الدين في
السياسة (وتجربة الإخوان
المسلمين في سورية أوضح دليل
على ذلك)، ولذا فإن الشيعة
كطائفة نأت بنفسها عن السياسة،
وظلت في إطار التدين المحافظ،
الذي يرضى عنه النظام. وفي الواقع، فإن
الحقوق الدينية للشيعة
الإمامية محترمة، ورغم
الأيديولوجية العلمانية
للنظام، إلا أنه حريص على ضمان
ولاء المؤسسات الدينية
المتعددة له، "للتعويض عن
هشاشة مساندته الشعبية"،
بحسب رأي المجموعة الدولية
لمعالجة الأزمات. الوضع
الديمغرافي/ الديني
ليس من السهل الاستناد إلى
إحصائيات دقيقة عن أعداد
المجموعات الدينية في سورية،
بسبب حساسية السلطة تجاه مثل
هذه البيانات، إلا أن تقرير
"الحرية الدينية في
العالم" لعام 2006، الذي يصدر
عن وزارة الخارجية الأمريكية،
يذكر أن العلويين
والإسماعيليين والشيعة يشكلون
ما نسبته 13 في المائة من عدد
سكان سورية، أي قرابة 2.2 مليون
من إجمالي عدد السكان، الذي
يبلغ 18 مليون نسمة. أما التقرير
الصادر عن مركز ابن خلدون
للدراسات الإنمائية بالقاهرة
عام 2005، بعنوان "الملل والنحل
والأعراق"، فيشير إلى أن
الشيعة يمثلون (1) في المائة من
عدد السكان، في حين يشكل
العلويون من 8 إلى 9 في المائة.
بينما تشير المصادر الشيعية على
شبكة الإنترنت إلى أن شيعة
سورية يمثلون نحو 2 في المائة من
إجمالي السكان. كما ان مصادر
المعارضة السورية في الخارج
تؤكد أن العلويين لا تتجاوز
نسبتهم ال 6 في المائة وبالإضافة إلى
الشيعة المواطنين العرب، تعيش
على الأراضي السورية جالية
إيرانية (شيعية) تتركز في دمشق.
كما يوجد عدد كبير من الشيعة
العراقيين الذين أخذوا
بالتوافد إلى البلد منذ
السبعينيات والثمانينيات من
القرن الماضي، هرباً من بطش
النظام العراقي السابق. وقد زاد
عدد هؤلاء بعد غزو العراق عام
2003، نتيجة لانعدام الاستقرار
والأمن والتناحر الطائفي في
بلدهم.
وتشير الأرقام الرسمية إلى
وجود 1.2 مليون لاجئ عراقي (من
جميع الطوائف والإثنيات) في
الأراضي السورية. بينما تشير
تقديرات مفوضية الأمم المتحدة
للاجئين أن عدد العراقيين يبلغ
حوالي 800 ألف عراقي. ويتركز
الشيعة العراقيون في منطقة
السيدة زينب، التي تقع جنوبي
العاصمة السورية دمشق. ويقطن شيعة
سورية بعض أحياء العاصمة دمشق،
وبعض قرى وبلدات حمص وحلب. ومن
أبرز الأحياء الدمشقية التي
يتركز فيها الشيعة "حي
الأمين" (وسمي بهذا الاسم
نسبة إلى العلامة السيد محسن
الأمين الحسيني العاملي،
المتوفى عام 1371 هـ، والمدفون في
جوار الحضرة الزينبية، لمكانته
العلمية المرموقة). ويوجد في هذا
الحي مسجد الإمام علي بن أبي
طالب، ومسجد الزهراء، والمدرسة
المحسنية ويوجد في سورية
أحد مزارات الشيعة الرئيسية،
وهو مرقد السيدة زينب، الذي
يزوره الكثير من شيعة الخليج
والعراق وإيران، وحوله الكثير
من الحسينيات والحوزات العلمية.
أما مقام السيدة رقية بنت
الإمام الحسين، الذي يقع بالقرب
من الجامع الأموي، فهو ثاني
مزار بعد السيدة زينب أهمية. ومن
المزارات الشيعية الأخرى،
مقاما السيدتين سكينة وأم كلثوم
ابنتي الحسين.
والشيعة في سورية لا يتبعون
مرجع تقليد واحداً، فهم يتوزعون
بين تقليد آية الله العظمى علي
السيستاني في النجف، وآية الله
العظمى علي خامنئي المرشد
الأعلى في إيران، والمرجع السيد
محمد حسين فضل الله في لبنان. الواقع السياسي/
الاجتماعي :
بصورة عامة، لا يوجد تمييز
مجتمعي ضد الشيعة، فهم مندمجون
في المجتمع، وبينهم وبين
الطوائف المسلمة الأخرى مصاهرة
وتزاوج. ومعظم الشيعة في
سورية هم من أصول عربية، ومن
العائلات الشيعية المعروفة
نظام ومرتضى وبيضون والروماني.
وهناك أفراد من عائلات
شيعية تقلدوا مناصب عليا في
الدولة، مثل وزير الإعلام
السابق مهدي دخل الله. كما أن
صائب نحاس، رجل الأعمال السوري
البارز، هو من عائلة شيعية.
وفيما يتعلق في الواقع
السياسي، فالحكم في سورية قائم
على نظام الحزب الواحد، لذا
يحظر القانون إقامة الأحزاب
السياسية التي لا تنتمي إلى
اللون الأيديولوجي نفسه لحزب
الدولة.
ونظراً إلى أن النظام يشدد
على الفصل بين الدين والسياسة،
فإن الشيعة ليس لهم تشكيلات
سياسية خاصة بهم.
التشيع: حقيقة أم مبالغة؟
من القضايا التي خلقت جدلاً
واسعاً في الساحة السورية في
الآونة الأخيرة، ما أثاره
الداعية السعودي الشيخ سلمان
العودة (المشرف العام على
"مؤسسة الإسلام اليوم"
السعودية)، في 22 أكتوبر/ تشرين
الأول 2006، عن "انتشار كبير
للمد الشيعي في بلاد الشام،
وسورية على وجه الخصوص."
وجاءت تصريحات العودة بعد
قيام مؤسسات إيرانية ببناء
مرقدي الصحابي عمار بن ياسر،
والتابعي ويس القرني في محافظة
الرقة (شمال شرقي دمشق)، وافتتاح
مكتب ثقافي إيراني فيها أيضاً.
إلا أن رموزاً دينية شيعية
وسنية ردوا على تصريحات العودة،
واعتبروها تنطوي على
"مبالغة،" وأوضحوا أنه إذا
كان هناك من تشيع، فهو لا يعدو
حالات فردية. ، و تتهم شخصيات
سورية المستشارية الثقافية
الإيرانية في دمشق بأن دورها لا
ينحصر فقط في النشاطات الثقافية
المتعارف عليها، بل إنها ترعى
عملية التشيع في سورية، ولاسيما
أن المستشاريات الثقافية
الإيرانية تتبع في الحقيقة سلطة
مكتب المرشد الأعلى للجمهورية
الإسلامية في طهران، مع أنها
ملحقة اسمياً بالسفارات
الإيرانية. فالدكتور وهبة
الزحيلي، الفقيه والمفكر
الإسلامي المعروف، أشار إلى أن
المستشارية تستخدم
"الإغراءات المادية، من مال
وبيوت وسيارات، من أجل جلب
الناس إلى اعتناق التشيع"،
وأن "مئات من السوريين في دير
الزور والرقة ودرعا وغوطة دمشق،
قد استجابوا فعلاً لإغراءات
المستشارية الإيرانية
وتشيعوا"، بحسب تقرير صحفي
نشر بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين
الأول 2006 ، على موقع "أخبار
الشرق"، التابع لمركز الشرق
العربي بلندن.
كما و صرح مراقب الإخوان
المسلمين في سورية، علي صدر
الدين البيانوني، لوكالة
"قدس برس"، قائلاً إن "كل
ما يجري من حركة تشييع في سورية
هو (...) محاولة لإثارة البلبلة من
أجل تغيير تركيبة المجتمع
السوري."
كما أن نائب الرئيس السوري
"المنشق"، عبد الحليم
خدام، في تصريحات صحفية، وعبر
البيانات الصادرة عن جبهة
الخلاص الوطني (المعارضة للنظام
السوري)، انتقد السفير الإيراني
في دمشق، واتهمه بممارسة نشاطات
تشييع في سورية.
وقال خدام في مقابلة مع
"يونايتد برس
إنترناشيونال" إن السفير
الإيراني "يستغل حالة الفقر
الموجودة في البلاد، ويأتي إلى
منطقة ويقول إن الصحابي فلان
ابن فلان مر بها، ويجب أن نبني
فيها مقاماً، فيبني مقاماً
وحوزة، ويوزع أموالاً على بعض
الفقراء. وهو عمل يريد من ورائه
بناء حزب إيراني في سورية، عبر
ما يمكن أن تسمى عملية
التشييع." بل إن "هاجس
التشيع" أثاره مثقفون سوريون
مع نائب وزير الخارجية
الإيراني، منوشهر محمدي، خلال
جلسات حوارية جرت في دمشق.
ويذكر المراقبون أن
العلاقات الوثيقة التي تربط
سورية بإيران، والتحالف
الاستراتيجي بين البلدين منذ
العام 1980، أتاح لإيران أن تنشط
في الساحة السورية. فالاحتفالات
واللقاءات التي تنظمها
المستشارية في دمشق،
بالمناسبات الوطنية (مثل
الاحتفال السنوي بانتصار
الثورة الإسلامية في إيران)،
والدينية (مثل الاحتفال بذكرى
استشهاد الحسين بعاشوراء)،
يحضرها مسؤولون سوريون
وإيرانيون على مستوى عالٍ. وعند الحديث عن
العلاقات السورية - الإيرانية،
وصلتها بالموضوع الشيعي في
سورية، لا يمكن إغفال عنصر
"حزب الله" (اللبناني
الشيعي)، الذي يرتبط بإيران
عقائدياً واستراتيجياً.
فخلال هيمنة سورية على
لبنان، قدمت الرعاية للحزب،
ووفرت له الدعم السياسي
والعسكري والأمني. وفي المقابل،
فإن الحزب شكَّل حليفاً رئيسياً
لها، وبالتالي كان لابد من أن
ينعكس هذا على وضع الشيعة في
سورية نفسها.
كما أن الصورة الشعبية
للحزب، الناتجة عن دوره في
"مقاومة" إسرائيل، أوجدت
في الشارع السوري تعاطفاً مع
الشيعة بشكل عام. وقد أشارت
تقارير صحفية خلال الحرب
اللبنانية - الإسرائيلية في
الصيف الماضي (حرب الثلاثة
والثلاثين يوماً)، إلى تحول عدد
من طائفة السنة إلى المذهب
الشيعي في سورية، نتيجة للتأثر،
بما يسمى "إنجازات" حزب
الله، و"انتصاره" في
الحرب، والإعجاب بشخصية حسن نصر
الله، زعيم حزب الله. إلا أن مثل هذا
التشيع لحظي، وهو أقرب إلى
الانفعال العاطفي، أكثر منه
تحولاً مذهبياً مستنداً إلى
اقتناع حقيقي وراسخ. أبرز الشخصيات
الشيعية العامة:
من أهم رموز الشيعة في
سورية، زعيم الطائفة الجعفرية
في سورية آية الله السيد علي
السيد حسين مكي؛ والعلامة السيد
عبد الله نظام، الذي يعد من أبرز
علماء الشيعة في الشام؛ والشيخ
نبيل الحلباوي، إمام مسجد مقام
السيدة رقية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |