ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مطبلـون
... ومزمّرون الدكتور
عثمان قدري مكانسي لعل
الكثير يتذكرون كيف تفاعل إعلام
النظام الأسدي مع اللقاء الذي
جمع بين كيتساف رئيس الدولة
العبرية السابق وبشار الأسد
رئيس النظام السوري في روما إثر
وفاة بابا الفاتيكان السابق ،
وإسراع بشار إلى مصافحة نظيره
الإسرائيلي أكثر من مرة ، حين
سارع المطبلون في إعلام النظام
إلى إنكار هذا اللقاء وهذه
المصافحة ( التاريخية ) بين
الرجلين ، ( فلما سُقط في أيديهم
، ورأوا أنهم ضلوا ) ، وجاءتهم
الأوامر الرئاسية بلحس
تصريحاتهم العنترية التي فاحت
روائحها الزاكمة اعتبروا الأمر
صدفة لا تعني في عالم التنازل
شيئاً . أما الإسرائيليون
فاعتبروا الأمر بسيطاً ، وقد
يكون خطوة إلى الامام في عملية
التطبيع . ثم فاحت
روائح الطبخة بين الطرفين على
مدى ثلاث سنوات برعاية الأتراك
، وكان الإسرائيليون لا يرون في
اللقاءات السرية شبه العلنية
بينهم وبين النظام السوري شيئاً
منكراً ، بينما كانت أبواق
النظام الإعلامية تستنكر بشدة
هذه الاتهامات ، وتنفي اللقاءات
، وتصف ناشري هذه الأخبار
بالخيانة والعمالة ، بل كان
النظام نفسه يعتقل من يسمح
لنفسه باتهام النظام بالعمل
وراء الكواليس ، وينكر أنه كلف
بعض السوريين بفتح قنوات مع
الدولة العبرية . فلما ذاب الثلج
وبان المرج انتقل هؤلاء
المطبـّلون من خانة الرفض
والإنكار والاستنكار لهذه
اللقاءات إلى وصفوها
بالعقلانية والتاريخية
والسياسة الحكيمة للحاكم بأمره
وأعوانه من شلة حسب الله
الأسديّ الثاني . ولسنا
في هذا الصدد نتحدث فقط عن هؤلاء
الإعلاميين الذين نذروا أنفسهم
للقفز في كل اتجاه يـُحوّلـون
إليه غير عابئين بقدسية مهنة
الإعلام مادام صاحب الأمر عنهم
راضياً و لقفزاتهم الماراثونية
موجّهاً . إنما نرى المتشدقين
بحب الوطن والسهر على مصالحه
صماً وعمياناً لا يتكلمون إلا
حينما يُطلب إليهم ، ولا يرون
إلا بعيون وليّ نعمتهم . ذكرت
مصادر إعلامية إسرائيلية أن / 56/
نائباً بالكنيسة بينهم ستة من
حزب كاديما الحاكم الذي يقوده
أولمرت سيتقدمون الأسبوع
القادم بمشروع قرار ينص على
ضرورة أن ينال قرار الانسحاب من
هضبة الجولان تأييد ثمانين
نائباً على الأقل . وأن زعيم حزب
شاس عضو التحالف الحكومي أعرب
عن تحفظاته على المفاوضات مع
النظام السوري ، وأظهر
استطلاعان للرأي – في إسرائيل
– أنه ما بين أربعة وستين ،
وسبعين بالمئة يعارضون استئناف
المفاوضات مع دمشق ...... أما في
سورية فالنظام الأسدي مخول
بالكامل!!! أن
يفعل ما يشاء ، وأن يتصرف كما
يريد ، فالشعب يفدي الرئيس
الملهم – الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه !- بالدم
والروح ! ، ومجلس الشعب ديكور
للعملية السياسية ليس غير ،
يبصم أعضاؤه سلفاً على كل
الجواهر التي ينطق بها وليّ
نعمته ، وهو – المجلس الوقر!- ما
وجد إلا لهذا ، أما من يحتج أو
يأبى ما يقرره الحاكم بأمره "فخائن
عميل ، يضع العصيّ في عجلة
السياسة الحكيمة للمتأله في قصر
الشعب ! " مصيره الاعتقال
والتعذيب أو القتل والتغييب ،
أو الطرد في
بلاد الله الواسعة والملاحقة
بقوانين العار الاستشنائية . ما لم
ينتفض الشعب على سالبي حريته ،
وسارقي فكره ورأيه والمتسلطين
على مقدراته وحقوقه فستبقى
الحيتان تسرح في أرضه ، والذئاب
تنهش في جسمه ، والضباع تقضم
عظامه . وما ينبغي لأمة حرة
كريمة أن تنام على ضيم يراد بها
.. وصدق الشاعر الحكيم إذ قال : ولا
يقيـم على خسـْف يُراد به
إلا الأذلاّن ، عيُر الحـي والوتِـدُ هذا على
الخسف مربوط بِرُمّته
وذا يُشَـجّ ، فلا يـَرثي
لـه أحـدُ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |