ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 31/05/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


صفقة مفضوحة ... فاتعظي يا شعوب

د. أحمد قداح*

بداية نهنئ الشعب اللبناني بكافة أطيافه وطوائفه على تحقيق المصالحة الوطنية ونسأل الله سبحانه أن يديم عليهم نعمة الوفاق والأمن وأن يحفظ لبنان من كل مكروه .

ونعود لحديثنا عن الصفقة المفضوحة ...

مفضوحة وليست مشبوهة ، علنية وكما يقول المثل " على عينك يا تاجر"

مشكلة لبنان التي استمرت أكثر من سنتين وتدخلت بها دول الأرض أخفقت كل التدخلات و الوساطات في حلها ، و في إعادة اللحمة اللبنانية ، لأن سورية لا تريد الحل ، وحزب الله بالمقابل لا يريد الحل .

ما لها بقدرة قادر وخلال عدة أيام تحل، و يعلن نجاح الوساطة ، واتفاق اللبنانيين . بل تعلن الموالاة والمعارضة أنهم لن يعودوا إلى بلادهم بدون اتفاق ، وإذا كان سر هذا الحل يحتاج إلى الناقد البصير لإدراكه ، وكيف أُعطي الضوء الأخضر الدولي بحلها ؟! أما هنا فالأعمى يعرف الجواب فيكفي أن يسمع .

الخبر الأول : اللبنانيون يصلون إلى اتفاق بعد مباحثات مضنية .

الخبر الثاني : سورية وإسرائيل تعلنان بداية المفاوضات الرسمية بعد مباحثات مضنية .

وإذا عرف السبب بطل العجب .  

إسرائيل وأمريكا تريدان أن يبقى النظام السوري ويعلن توبته وبراءته من المقاومة ومن إيران مقابل الجولان – كما يزعمون-.

وعندما قبل إعلان التوبة ودخوله تحت راية المعسكر الأمريكي ، وبراءته من المقاومة وإيران ، فتح الذراع له للدخول بمفاوضات مباشرة . ولذر الرماد في العيون تقدم سورية على اتفاق دفاع مشترك مع إيران .

لقد كانت أمريكا ضد المفاوضات بين سورية وإسرائيل ما لم ينته تأييد سورية لحزب الله ولحماس ولإيران ، وعندما ركع هذا النظام وترك نزقه وطيشه ، حلت المشكلة السورية وحلت المشكلة اللبنانية وتعانق الأعداء ، الموالاة والمعارضة ،و إسرائيل وسورية بالمفاوضات دون الدماء .

قبل ساعات ، كادت الحرب العالمية تقع ، واحتل حزب الله بيروت ، وأطلقت الموالاة نداء استغاثة للعالم وأثبت حزب الله أنه قادر على استعمال سلاحه ليسيطر سياسيا على الساحة ويمكن أن يوجه إلى صدور خصومه , وليس بالضرورة ضد إسرائيل ، وأرسلت أمريكا رسالتها التحذيرية بأنها لن تسكت على احتلال بيروت وتحرك المدمرة الأمريكية قبالة الحدود اللبنانية ، وبعد أن كان الأمر قضية خيانة ومفاصلة ، وكان الأمر معسكر المقاومة ، ومعسكر أمريكا وإسرائيل ، إذا بالدنيا تنقلب ويظهر العجب العجاب ، وتحل القضية اللبنانية .

لو كان هناك شيء من الذوق ، وعدم الاستخفاف بالعقل العربي والإسلامي ، لأُجّل الحديث عن المفاوضات السورية الإسرائيلية بضعة أيام ، لكنها الآن صفقة على المكشوف ، وليعلم العرب والمسلمون أن ليس لهم من الأمر شيء وأن أمريكا وإسرائيل هم أصحاب السيادة في العالم ، وأما الحديث عن المقاومة فهي قضية بيع كلامي ودعائي سوري ولو كانت سورية مقتنعة بالمقاومة والممانعة لسمحت بها في أرضها لاسترجاع الجولان المحتل ، ولكنها للدعاية فقط .

ورفضت أمريكا هذه التمثيلية السخيفة ، وأرادت أن تعلم سورية أنها ليست مضطرة لأن تسمع سبابها ، وتنفذ مخططاتها لم تعد مضطرة إلى ذلك ، فلا بد من الخضوع ظاهرا وباطنا لها .

ومن أجل هذا كان هناك إعلانان :

إعلان المزاد العلني أن الجولان ستعود إلى سورية لحدود ما قبل الرابع من حزيران والإعلان الحقيقي وهو الذي أعلنه أولمرت

أ – شرط المفاوضات هو التخلي عن إيران ، وعن دعم حزب الله ، ودعم حماس .

ولو لم يتحقق هذا الشرط لما أعلنت المفاوضات .

وأما قصة إعادة الجولان لما قبل الرابع من حزيران

فلماذا المفاوضات ؟

يجيب أولمرت ستكون مفاوضات طويلة ومضنية وصعبة ، وقد يضطر الفريقان لتنازلات صعبة ومؤلمة .

وإذا أمعنا النظر أعمق وأعمق لوحدنا الصفقة أكبر من هذه الصفقة الجزئية لقد كنا ننظر إلى لبنان أنها هي الميزان فإن حلت في لبنان حلت في العالم كله ، وكان السلام ، وإن تعثرت في لبنان فنذر الحرب قائمة في العالم كله .

وصدق ما ظننا ، فها هي تحل في لبنان لتحل في العالم كله .

وهذا ما أعنيه بالصفقة الكبرى .

فبعد التصريحات العدائية بين إيران وأمريكا التي وصلت إلى مرحلة التحدي واللاعودة ، والتهديدات بالحرب الشاملة ، تغيرت الصورة العالمية كلها ، فإيران تعلن عن عودة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي وطروحات لحل المشروع النووي.

ترى هل كانت هذه التصريحات والتهديدات بالون اختبار فقط ، وأن إيران وأمريكا في النهاية معسكر واحد ضد السنة ؟

ألم تعلن إيران أنها لولاها لما سقط نظام الحكم في العراق ، ولولاها لما سقط نظام الحكم في أفغانستان ، وأن الصداقة الحميمة بين الشيعة وأمريكا دعتهم لتسليم العراق إليهم ، وذبح إخوانهم السنة ، لكن الأمر أفلت من أيديها ، وغاصت في وحل العراق ، وقدمت خمسة آلاف قتيل على أقل التقديرات الرسمية ، وهو ما ينوف عن قتلى 11 أيلول ، وأهدت للعالم أكثر من مليون قتيل عراقي معظمهم من المدنيين والأطفال ، وقرابة ثلاثة ملايين عراقي مشرد ، بعد أن أعلنت أنها قد نجح مشروعها في احتلال العراق ، والشعب العراقي الذي رفعت عنه نير الدكتاتورية سوف يستقبلها بالورود والرياحين .

أليست غزة مثالاً صارخا على حقد العالم على المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني  حيث يترك شعب ليباد على سمع العالم وبصره ؟؟؟

والحمد لله أن شهد شاهد من هذا العالم على هذه الجريمة , وقال ما لم يقله زعيم عربي ولا إسلامي ، فهذا كارتر يقول أثناء مهرجان (هاي أو نواي) في إقليم ويلز البريطاني :

( إن الحصار المفروض من قبل الإسرائيليين منذ سيطرة حماس في يونيو حزيران /2007 على قطاع غزة يمثل إحدى أكبر الجرائم بحق حقوق الإنسان على البسيطة حاليا ) الخليج 26/5/2008

لكنه استحيا أن يحمل أمريكا المسؤولية ، وأنها هي التي أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بهذا الحصار ، وهي شريك كامل في الجريمة .

يا شعبنا العربي الإسلامي :

أنت الضحية ولا تنتظر الرحمة من أعدائك ، لأنك ستداس بين الأقدام في عالم لا يعرف إلا المصالح ، وامض في مقاومتك ، لعدوك ،حتى يأذن الله بالنصر من عنده .

وأنت يا شعبنا السوري الصابر :

لتبق ثوابتك عندك وهي أن أمريكا حين تتعارض مصالحها مع مبادئها ، لن تختار مبادئها .

لقد أعلن بوش أن رسالته التي يقدمها للعالم هي الديمقراطية وهذا هو المبدأ الذي سيصدره لأنحاء العالم ، لكن حين اقتضت مصلحته ومصلحة إسرائيل التي تقوده أن يحافظ على النظام السوري حافظ عليه ، فهو النظام المدلل رقم (1) لأنه النظام الوحيد في تاريخ العرب جميعا وتاريخ سورية كله ، الذي حافظ على الأمن مع إسرائيل لأكثر من ثلث قرن ، رغم احتلال إسرائيل لأرضه ، ورفض أن تطلق رصاصة واحدة من حدوده على العدو ، فهو الحامي لإسرائيل وأمنها من كل المتطرفين ولم تذق إسرائيل هذا الأمن من الدول العربية التي اعترفت بها ، وأقامت معها علاقات دبلوماسية، ولم يعد يضير بوش حامي الديمقراطية أن يسند أعتى نظام ديكتاتوري في العالم حكم سوريا قرابة نصف قرن بالحديد والنار ولا تزال السجون تعج بالأحرار من أبنائه ، على مختلف أطيافهم وطوائفهم وعقائدهم .

يا شعبنا السوري الصابر المصابر :

بزندك نتنزع حريتك ، وبثباتك تسقط خصمك، وبوحدة كلمتك تزلزل أركان الطغيان .

وعندما يرى العالم ثورتك السلمية ضد النظام ، ويرى عشرات الألوف من أبنائك يتظاهرون ضد النظام، ويعلنون العصيان المدني في كل مكان ، سوف يفكر العالم أن يرفع الغطاء الدولي عن هذا النظام الأسدي العائلي العفن.

لا بد أن تتحرك يا شعبنا العظيم كما تحركت من قبل ، وتاريخك حافل بإسقاط أكبر دولة استعمارية من خلال إضراب الستين يوما ، والذي أجبر فرنسا على الاعتراف بك ولو نهضت كما نهضت من قبل ، وقلت لا للطغاة المستبدين بصوت واحد ، لركع النظام لك كما ركع لأعدائك .

" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ، ثم لا تنصرون"

 والحمد لله رب العالمين

*باحث سوري إسلامي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ