ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 07/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


احتفالات الكيان الصهيوني بذكرى تأسيسه الستين

د. إبراهيم علوش

بدأ الكيان الصهيوني الاحتفالات بذكرى تأسيسه الستين هذا العام يوم 8/5/2008، باعتباره اليوم الذي تقع فيه الذكرى الستين بالتقويم العبري.  وقد تم الاحتفال في اليوم الذي سبقه بذكرى قتلى الكيان الصهيوني في الحروب منذ بدء الهجرة الصهيونية المنظمة إلى فلسطين عام 1860، ويزيد عدد هؤلاء عن اثنين وعشرين ألفاً حسب وسائل الإعلام التي غطت المناسبة.

 

ويقول تقرير لصحيفة النيويورك تايمز في 9/4/2008 أن الحكومة "الإسرائيلية" رصدت 28 مليون دولار لتغطية تكاليف الاحتفال بالذكرى الستين، مما أثار احتجاج عشرات الآلاف ممن وقعوا عريضة ضد تبذير المال العام، وقد بلغ عدد موقعي تلك العريضة من "الإسرائيليين" مع بداية شهر نيسان / أبريل أكثر من تسعين ألفاً. 

 

وسبب الاحتجاج على ما يبدو هو أن الاحتفالات هذا العام تتضمن الكثير من النشاطات الترفيهية التي لم يتفهم المحتجون ضرورة الإنفاق عليها من المال العام، ومنها استعراض صوتي وضوئي ضخم يتم بثه في ثمانية مواقع بشكل متزامن، من طبريا في الشمال إلى إيلات في الجنوب، وحفلات شاطئ مجانية، وحفلات شواء، وحفلات غنائية، بالإضافة إلى استعراض قوات الجو وقوات البحرية الذين كانا أكبر من المعتاد.  وقد تم تدشين ستين مرفقاً للتنزه حول البلاد، لتناسب الذكرى الستين، وتم افتتاح طريق للسير على الأقدام حول بحر الجليل، وافتتاح طريق رسمي للدراجات الهوائية عبر البلاد... 

 

ويبدو أن الجانب الترفيهي من الاحتفالات كان مصمماً لإخراج جمهور المستوطنين من حالة الإحباط والاكتئاب التي تسكنهم.  ولكن هيهات!  فلا يصلح العطار ما أفسدته المقاومة!  وقد تعب الظالمون ولم يتعب المظلومون.  واليهود باتوا قلقين بالفعل على مصيرهم ومصير دولتهم، ولذلك سيقوم رئيس الدولة شمعون بيريز بافتتاح مؤتمر دولي بعنوان: "مستقبل الشعب اليهودي" في 13 أيار / مايو، يستمر حتى 15/5، بحضور الرئيس الأمريكي جورج بوش، بالإضافة إلى طوني بلير، وميخائيل غورباتشيف وهنري كيسنجر وإمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ، ورؤساء اثنتي عشرة دولة...  وحشد من الشخصيات العالمية، لإرسال رسالة للجمهور "الإسرائيلي" قبل غيره أن "العالم" يقف معهم ويتبنى مصيرهم.

 

ولكن جانباً أخر من احتفالات الذكرى الستين يركز بالأخص على تعميق "الحس الوطني" لدى الجمهور "الإسرائيلي"، خاصة مع تزايد الهجرة المعاكسة إلى خارج الكيان الصهيوني، حتى بلغ عدد "الإسرائيليين" المقيمين بالخارج أكثر من سبعمئة ألف، أي واحد من كل ثمانية "إسرائيليين"، منهم 450 ألفاً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، مما حدا بوزارة الهجرة والاستيعاب لوضع برنامج حوافز مادية لهم للعودة، رصد له حتى الآن 19 مليون شيكل حسب الجيروزاليم بوست في 6/4/2008. 

 

أضف إلى ذلك ما قالته الغارديان البريطانية في 20/4/2008 من "أن ربع الإسرائيليين الذين يتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية يتهربون منها بذرائع المشاكل العقلية أو الإعفاء الديني"!!!

 

ويضيف نفس المصدر نقلاً عن المؤرخ مايكل أورن، من مركز شاليم اليمني في القدس، أن التمنع عن الانضمام للجيش دلالة على حالة "الانهيار العام للمبادئ الصهيونية المتمثلة بالتضحية بالذات والاستقامة والروح الجماعية التي بنت وحمت إسرائيل"!

 

"الإسرائيليون تعبوا" يا كرام!  ولذلك قررت الحكومة "الإسرائيلية" أن تنشئ لهم برامج لرفع المعنويات ولتعزيز الانتماء الوطني، وقد استغلت الذكرى الستين لإطلاق هذه البرامج، ومنها تشييد ستين نصباً تذكارياً حول فلسطين المحتلة لتذكير اليهود بضحاياهم، يفترض أن تعنى بها وتحافظ عليها عناصر من الشبيبة المحلية، ومنها محاولة تسجيل رقم قياسي عالمي في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية لأكبر عدد من الناس يقومون بغناء النشيد الوطني "الإسرائيلي"، كما قام الجيش "الإسرائيلي" يوم 8/5 بفتح بعض قواعده العسكرية للجمهور، وصوت الجمهور على اختيار "طير" من الطيور ليكون "الطير الرسمي للبلاد"، وسار أطفال المدارس على الأقدام باتجاه القدس تيمناً بمسيرة مقاتلي "إسرائيل" عام 1948، الخ...

 

وبالرغم من كل الدعم المادي والمعنوي والتكنولوجي والعسكري والسياسي الذي ما برحت تقدمه الولايات المتحدة وأوروبا للكيان الصهيوني، فإن الجمهور الغزاة اليهود في فلسطين يعاني أزمة معنوية متفاقمة في ظل الهزائم التي مني بها في لبنان، وفقدانه السيطرة على غزة، والفضائح المتتالية التي أفقدته الثقة بقيادته السياسية، وتكسر الإمبراطورية الأمريكية في العراق، وعجز القوة العسكرية "الإسرائيلية" عن تحقيق الأهداف السياسية الصهيونية.

 

والمشكلة ليست مادية أو اقتصادية أساساً، فدولة العدو الصهيوني مزدهرة اقتصادياً، وفي عام 2007 طلبت منها "منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" التي تمثل الاقتصادات الصناعية المتقدمة الانضمام إليها.  المشكلة وجودية، أو بالأحرى قلق وجودي على المصير، خاصة أن المقاومة لم تتوقف منذ تأسيس الكيان الصهيوني، لا بل منذ بدء المشروع الصهيوني في فلسطين، وأن الكيان الصهيوني يتنفس من خلال رئة اصطناعية خارجية منذ تأسس.

 

العبرة أن المستقبل للمقاومة، والكيان الصهيوني في أفول، وها هي علامات الموت تعلو وجهه، وما النصر إلا صبر ساعة!  ولا يمكن أن ينتشل الكيان الصهيوني من هذا المأزق الوجودي إلا العرب والفلسطينيين الذين يسعون لدمجه في المنطقة وجعله جزءاً طبيعياً منها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ