ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
الذكرى الستين !!! .. كيف
تم اغتصاب فلسطين ؟؟؟ وهذه
هي الحقيقة !!! محمد
اسعد بيوض التميمي* إن مأساة الشعب
الفلسطيني ورحلة عذابه ودرب
ألامه وسيرة جهاده لم تبدأ في
عام 1948,وإنما منذ أن وطأت أقدام
الحملة الصليبية العالمية
الجديدة أرض فلسطين المباركة في
عام 1918,وعندما صرح قائد قوات
الحلفاء الصليبية(الجنرال
الإنجليزي اللنبي)وهو يدخل
القدس من باب الخليل وهو على
صهوة جواده (الآن انتهت الحروب
الصليبية) فهو قد إعتبر أن
الحرب الصليبية منذ(صلاح الدين
الأيوبي)والحملات الصليبية
الأولى التي إنتهت بهزيمة ساحقة
على يد المماليك(الأشرف بن خليل
بن قلاوون) في معركة عكاعام 1291ميلادي
لم تنتهي منذ ذلك الحين إلا بعد
إنتصار الحلفاء في الحرب
العالمية الأولى,وهزيمة الدولة
الاسلامية العثمانية,ودخول
القدس منتصراً. وفي دمشق ذهب الجنرال
الفرنسي(غورو)إلى قبر(صلاح
الدين الأيوبي ) ووكزه بسيفه
قائلاً له بمنتهى الحقد الصليبي
( قم يا صلاح الدين ها
قد عُدنا أخيراً ) وهذا أكبر دليل على
أن الحرب المفروضة على أمتنا هي
حرب صليبية,وان المشروع اليهودي
في فلسطين هو مشروع غربي صليبي,ففي
عام 1907 عقدت معظم الدول
الصليبية الأوروبية بدعوة من
رئيس وزراء بريطانا انذاك(هنري
كامبل بنرمان )مؤتمراً وسُمي
المؤتمر بإسمه,إتخذت في هذا
المؤتمر قراراً بزرع الكيان
اليهودي في فلسطين لإجهاض
العالم الاسلامي,وكانت إتفاقية(سايكس
بيكو و وعد بلفور)من نتائج هذا
المؤتمر . ومنذ أن شعرالشعب
الفلسطيني العملاق أن(الصليبية
العالمية متمثلة ببريطانيا
العظمى)عازمة على تنفيذ المشروع
اليهودي في فلسطين من خلال
تنفيذ(وعد بلفور),وهويخوض
وحيداً مواجهة عنيفة من أجل
إجهاض هذا المشروع وتحطيمه ومنع
قيامه وإستقراره أوإستمراره
وبإمكانيات محدودة وأحياناً
معدومة وبصدورعارية وأكف
متحدية وبالحجارة وبالسكاكين
وبالعصي والأحذية,فموازين
القوى مُختلة بالكامل لصالح
العدو, فمنذ عام 1919 وشلال الدم
يتدفق بقوة من جسد هذا الشعب
المجاهد البطل دون توقف ولهذه
اللحظة,ففي عام 1919 عندما وجد
الشعب الفلسطيني أن أعداد
اليهود المستجلبين إلى فلسطين
بإزدياد مستمرومضطرد بتشجيع من
الإنجليز,قام الفلسطينيون
بمهاجمة(مركز الهجرة اليهودي في
يافا) وإنتشرت هذه الإحتجاجات
إلى جميع المدن الفلسطينية
وإستمرت 15 يوما إستشهد خلالها
ستون فلسطينياً . ومن ثم كانت( ثورة
البراق عام 1929)التي إندلعت في
جميع أنحاء فلسطين بداية من
القدس وذلك عندما تعدى اليهود
على(حائط البراق)والذي هو مُلك
المسلمين وقاموا بوضع كراسي
امام هذا الحائط وتظاهروا وهُم
يهتفون(الحائط حائطنا)وذلك بدعم
من الإنجليز,مما إستفز المسلمون
فقاموا بالتصدي لليهود فإندلعت(ثورة
البراق) والتي كان أشهررموزها(
محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا
الزير)والذين أعدمهم الإنجليز
في (سجن عكا)والذين نحسبهم عند
الله شهداء,وكُلما كان يزاد
الخطر اليهودي على فلسطين كان
الشعب الفلسطين يزداد إصراراً
على الدفاع عن وطنه , فكانت
الثورات الفلسطينية المتعاقبة
والمتتابعة ما بين(عامي 1932- 1936)والتي
بلغت ذروتها (بإضراب عام 1936)والذي
عُرف بأطول إضراب في التاريخ,ولكن
تدخل الدول العربية بإيعازمن
بريطانياعند الشعب الفلسطيني
من خلال إعطائه الوعود وتلبية
مطالبه تم إفشال هذا الإضراب
والذي إستمرستة أشهر . وعندما تبين كذب
وخداع هذه الوعود إستأنف الشعب
الفلسطيني جهاده ولم يركن
للوعود والعهود الكاذبة,فكانت(ثورة
عام 1938) بقيادة من نحسبه عند
الله شهيداً البطل(عبد القادر
الحسيني)الذي كان قائدا(لجيش
الجهاد المقدس)الذي شكله(الحاج
أمين الحسيني)فقبل إستشهاده
بأيام ومعركة القسطل) قد بدأت
فذهب إلى دمشق مُُُسرعا لمقابلة(اللجنة
العسكرية) التي شكلتها (الجامعة
العربية)طالبا منها الدعم
والسلاح,وإن الشعب الفلسطيني
اذا ماتم دعمه وتسليحه فسيكون
بغنى عن الجيوش العربية,ووضعهم
في صورة الموقف العسكري
والأهمية الإستراتيجية الذي
يُشكله موقع القسطل والمناطق
المحيطة بها وأنها خط الدفاع
الأول عن القدس,ولكن اللجنة
رفضت طلبه ورد عليه وزير الدفاع
السوري إذا سقطت القدس
سنستعيدها ونكنس اليهود منها,
مما جعله يكتشف حجم المؤامرة
ويستشيط غضبا و يرمي خارطة
المعركة وقائمة السلاح اللتين
كانتا بيده في وجه اللجنة
ورئيسها( طه الهاشمي) وأخذ يصرخ
في وجوههم(أنتم خونة,أنتم عملاء,أنتم
مجرمون,سيُسجل التاريخ أنكم
اضعتم فلسطين,سأحتل القسطل
وسأموت انا وجميع اخواني
المجاهدين)وبالفعل عاد من دمشق
غضباناأسفا وإتجه فورا إلى
ميدان المعركة وسقط وهو يُقاتل
في (معركة القسطل)الخالدة في
أكناف بيت المقدس في عام 1948 ,فاللهم
تقبله في الشهداء,وبالفعل كانت
نتيجة(معركة القسطل) تعتبر
منعطفا خطيراً في سير المعركة
لصالح اليهود,وأمام إصرار الشعب
الفلسطيني على التصدي للمشروع
اليهودي لجأت بريطانياإلى حيلة
خبيثة وهي أن تجعل هذا المشروع
يتحقق على يد الشعب الفلسطيني
وبأن يلد هذا الكيان ولادة
شرعية وأن يكون الشعب الفلسطيني
بمثابة القابلة وذلك من خلال
إصدار قرار هيئة الأمم المتحدة
رقم 181 لعام 1947 والذي ينص على
تقسيم فلسطسن بين العرب واليهود
حسب النسب التالية 56,47% من مساحة فلسطين
تخصص لدولة اليهودية 42,88% من مساحة فلسطين
تخصص لدولة الفلسطينية 65, % القدس دولية ولكن قيادة الشعب
الفلسطيني المتمثلة يومئذ ب(الحاج
أمين الحسيني رحمه الله,ومن
ورائه جميع الشعب الفلسطيني)
رفض هذا القرار الظالم رفضاً
باتاً وقطعياً,ورفض حتى مناقشته
مما يدل على عظمة وصدق وإخلاص
هذا الرجل . فوالله لو قبل(الحاج
أمين الحسيني رحمه الله)هذا
القرار ومعه الشعب الفلسطيني
لكانت ولادة الكيان اليهودي في
فلسطين ولادة شرعية على يد
أصحاب الأرض الحقيقيين!!!,ولدُمغ
الحاج أمين ومعه الشعب
الفلسطيني بالخزي والعارولحلت
عليهما(لعنه الله ثم التاريخ
والأجيال إلى يوم الدين ),ولكانت
أسبقية في التاريخ أن شعباً
يتنازل بمحض إرادته عن وطنه لمن
لا يستحق ولعصابات ومافيات
دولية جاءت من أصقاع الأرض
لتغتصب وطنا ليس وطنها!!!! فمن من الناس على
المستوى الفردي يقبل أن يتنازل
عن بيته او أرضه عن طيب خاطر
لمجموعة من اللصوص جاءت لتستولي
عليهما بالقوة؟؟؟ فكيف إذن يكون هذا
على مستوى شعب كالشعب الفلسطيني, فكل من يُهاجم الحاج
أمين الحسيني رحمه الله لإنه
رفض قرارالتقسيم ومعتبرا ذلك
مأخذاً عليه,وأنه برفضه هذا سبب
ضياع فلسطين,وانه لو قبل
التقسيم ما ضاعت فلسطين ولا حصل
الذي حصل,فوالله إن كل من يقول
بذلك إنما هو جاهل أوغبي أو خائن
يدعو للخيانة, فمعظم الذين
يُهاجمون الحاج أمين الحسيني
رحمه الله, وعملوا على تشويهه
هُم من الذين كانوا عملاء
للانجليز,وساهموا بقيام الكيان
اليهودي,فلقد بحثت عن قول او فعل
يدل على انه فرط في يوم من
الايام بفلسطين فلم أجد وأتحدى
ان يأتيني أحد بقول اوفعل او
موقف له أوعمل يدل على غير ذلك,إن
هذا القائد الفذ يجب ان يُدرس
تاريخه المشرف للاجيال الصاعدة
من الشعب الفلسطيني ليتعرفوا
على حقيقته الذي يُحاول البعض
ان يُزيفها بأن يطعن به شخصيا
وبتاريخه,فيجب إعادة
الإعتبارلهُ في ذاكرة الشعب
الفلسطيني,حيث للأسف الشديد يتم
تجاهله من قبل التنظيمات
الفلسطينية عن عمد كما يبدوا . ونتيجة لرفض قرار
التقسيم الظالم وأمام عجز
بريطانيا عن أخذ فلسطين من
الشعب الفلسطيني,كان لابد من
تكليف (الجامعة العربية) بمهمة
إنتزاع فلسطين من شعبها وإنتزاع
شعبها منا وتسليمها لليهود,فقامت
الجامعة بإيعازمن سيدتها
بريطانيا بإتخاذ قراروهو إرسال
الجوش العربية الى فلسطين تحت
غطاء القيام بإنقاذها من اليهود,وبالفعل
دخلت(جيوش سبع دول عربية)عدد
أعضاء الجامعة يومئذ,وبدلا من
إنقاذ الشعب الفلسطين وإجهاض
المشروع اليهودي قامت هذه
الجيوش بالطلب من الشعب
الفلسطيني أن يُسلم سلاحه,وقامت
بمطاردة المجاهدين ومُحاربة(جيش
الجهاد المقدس) والعمل على حله
بحجة أنها هي التي ستحارب
اليهود وستطهر فلسطين منهم,والأجرم
من ذلك طلبت هذه الجيوش من الشعب
الفلسطيني أن يترك قراه ومُدنه
والخروج منها الى حين بحجة
الحفاظ على ارواحهم اثناء
المعارك, فصّدق الناس هذه
الخدعة,فتركوا بيوتهم ومدنهم
وقراهم على إعتقاد بإنهم
سيرجعون اليها خلال أيام,ولكن
الجيوش العربية قامت بعد ذلك
بالإنسحاب امام اليهود وبتسليم
هذه المدن والقرى لهم ليُقيموا
على انقاضها كيانا لهم,وهاهي
الايام تصبح ستون عاما والشعب
الفلسطيني ينتظرالعودة, فحتى تاريخ دخول
الجيوش العربية إلى فلسطين في
15/5/ 948 لم يكن بيد اليهود إلا
حوالي ثلاثة ملايين دونم من
مساحة فلسطين البالغة سبعة
وعشرين مليون دونم الدونم يساوي(
1000م مربع)وفي يد الشعب
الفلسطيني 24 مليون دونم,وبعد
دخول الجيوش العربية إلى فلسطين
إستولى اليهود على أكثر من 17
مليون دونم ضموها إلى ما كان في
حوزتهم فأصبح اليهود بعد دخول
الجيوش العربية يُسيطرون على ما
نسبته 78% من مساحة فلسطين اي
أكثر من النسبة التي أعطتهم
إياها بريطانيا في قرار التقسيم,فهذه
الجيوش التي دخلت تحت غطاء
إنقاذ فلسطين وشعبها إنما دخلت
لإنقاذ اليهود,فعندما حاصر
المجاهدون الفلسطينيون الأحياء
اليهودية في غرب القدس وكان
يوجد فيها حوالي مائة الف يهودي
ومنعوا عنها الماء وطلب اليهود
الإستسلام فما كان من( الجنرال
كلوب) إلا أن قام بنجدة اليهود,وفك
الحصارعنهم ,ومنع إستسلامهم
بالقيام بفك الحصار عن اليهود,وأعاد
لهم مياه الشرب من منطقة رأس
العين التي سيطر عليها
المجاهدون. فمن المخازي
التاريخية للجامعة الربية أن
الجيوش العربية التي دخلت
فلسطين عام 1948 وضع على رأسها(جنرال
إنجليزي) فكيف هذا الجنرال
الصليبي سينقذ فلسطين من أنياب
الصليبية العالمية؟؟ فكيف لا يفك الحصار
عن اليهود في القدس؟؟ وكيف لا يُسلم اللد
والرملة ومساحات شاسعة من
فلسطين لليهود؟؟ فهذا الجنرال كان
مُكلف من قبل دولته بريطانيا
العظمى بإقامة الكيان الهودي في
فلسطين,فهو أحد أقطاب المؤامرة
والتي ما أن إكتملت بقيام
الكيان اليهودي في عام 1948
وإعتراف هيئة الأمم به حتى جرت
ما يُسمى (بمفاوضات هدنة رودس)
عام1949 نسبة لجزيرة رودس في
البحر الابيض المتوسط التي جرت
فيها المفاوضات,وبموجب هذه
المفاوضات جرى وضع حدود للكيان
اليهودي الغاصب معترف بها عربيا
ودوليا,وصارت الجيوش العربية
تحرس هذه الحدود وتقتل كل من
يقترب منها,وفي عام 1967 قامت
الجيوش العربية بتسليم الباقي
لليهود دون قتال,وهكذا ضاقت
حلقات المؤامرة على الشعب
الفلسطيني, ولكن الشعب
الفلسطيني لم يستسلم للامر
الواقع,حيث كان الفصل الثاني
للمؤامرة هو تذويب الشعب
الفلسطيني وإنهاء وجوده حتى
تتحقق مقولة اليهود (ارض بلا شعب),والذي
يُوضح هذه المؤامرة الشيطانية
تصريح وزير خارجية امريكا في
عهد إيزنهاور جون فوستر دلاس
الذي قال فيه: ( إن قضية فلسطين
تنتهي عندما يموت الجيل الذي
خرج من فلسطين,فـتأتي بعده
أجيال لا تعرف فلسطين وعند ذلك
تنتهي قضية فلسطين) ولكن دلاس لا يعرف أن
هذا الشعب اصيل ومعدنه نفيس,فالأجيال
التي ولدت في مخيمات البؤس
والعذاب والتشرد هي التي اوقفت
مسيرة التيه والضياع والتذويب
في عام1965 , فحملت السلاح مُعلنة
بأن الشعب الفلسطيني باق إلى أن
يرث الله الأرض ومن عليها,وانه
سيعود الى الى وطنه مهما طال
المشوار, وهذه الاجيال هي التي
خاضت معركة الكرامة في عام 1968
وألحقت اول هزيمة بالكيان
اليهودي منذ إنشاءه عام1948. وهذه الأجيال التي
صمدت في بيروت صمودا اسطوريا في
عام 1982 أمام 280000 جندي يهودي
وامريكي. وهذه الاجيال هي التي
فجرت انتفاضة الحجارة عام 1987
التي اذهلت الدنيا والتي لم
يعرف التاريخ له مثيلا,فبالحجارة
كان يتم التصدي للدبابة والمدفع
والرشاش. وهذه الاجيال هي التي
فجرت إنتفاضة الاقصى عام 2000
عندما اراد المجرم شارون تدنيس
المسجد الاقصى فدافعوا عن
مسجدهم بإحذيتهم. وهذه الاجيال التي
ابتكرت القنابل البشرية التي
احدثت توازن رعب مع الكيان
الغاصب. وهذه الاجيال هي التي
جعلت اليهود يفرون من غزة. وهذه الاجيال هي التي
تضرب اروع مثل في ا لصمود
والتحدي في ظل الحصار المفروض
على غزة من قبل الكيان الغاصب
والدول العربية. فتمسك الشعب
الفلسطيني بوطنه وبحق العودة
إليه والإصرارعلى إسترجاعه
بهذه الصورة المشرفة يدل على
معدنه الأصيل وعلى عظمته
وعملقته,ورغم ذلك فإن الشعب
الفلسطيني تعرض في مراحل كثيرة
إلى حملات ظالمة وإشاعات كاذبة
مدروسة كان اليهود وعملائهم من
ورائها,حيث قامت أجهزة الاعلام
في بعض الدول العربية بشن حملات
دعائية مُغرضة ضد الشعب
الفلسطيني استهدفت تشويه سمعته
وصورته في ذهن الشعوب العربية
بإتهامه بالباطل بأنه قد باع
وطنه لليهود,وكان الهدف من نشر
هذه الإشاعات جعل الشعوب
العربية والعالم الإسلامي
يتخلى عن الشعب الفلسطيني,وللأسف
الشديد أن بعض المضللين والجهلة
والحاقدين لا زالوا يتداولون
هذه الإشاعة, فلا زلتأذكُروأنا
طالب في الجامعة في مصر عندما
ذهب السادات إلى القدس في
زيارته المشؤومة عام 1977 كيف أن
الصحافة المصرية أخذت تشن
هجوماً على الشعب الفلسطيني
بمنتهى القساوة والحقد,وتحريض
الشعب المصري على الشعب
الفلسطيني,لأنه رفض مبادرة
السادات بزيارته للقدس,ولا زلت
أذكر كثير من الصحفيين والكتاب
المصريين الذين شنوا هذه
الحملات الضارية من أمثال( أنيس
منصور وصلاح منتصر ومكرم سيد
أحمد وبشير نافع وحمدي الجمال)وكان
أشدهم حقداالصحفي المجحوم
الصليبي الحاقد (موسى صبري) رئيس
تحرير صحيفة أخبار اليوم الذي
كان يكتب المقالات المملوئة
بالأكاذيب والأضاليل ضد الشعب
الفلسطيني,وكيف أنه باع وطنه,حتى
أن جريدته صدرت في أحد الأعداد
بالمانشيت العريض بالعنوان
التالي والذي لا زلت أذكره
حرفيا (الشعب الفلسطيني باع
وطنه شبراً شبراً وكان يبيعه
بالنهار ويسترجع اليهود ثمنه
بالليل ) ولا زلت أذكر الحوار
التالي بين إثنيين من المصريين
كانوا متأثرين بالحملة الصحفية
والاعلامية الي شنت ضد الشعب
الفلسطيني من قبل أجهزة إعلام
السادات في تلك الفترة وكان في
ذلك في احد المطاعم الشعبية
فواحد يقول لصاحبه (( شايف الفلسطينين
ولاد ....... الريس عايز يرجعلهم
فلسطين,وهم مش عايزين, فرد عليه
صاحبه انا عارف لي الريس مغلب
نفسه,والله تلاته لورجعها لهم
حيبعوها تاني), والله اني سمعت
هذا الحوار بأذني, فلعن الله
موسى صبري والسادات معه وكل من
هُم على شاكلتهما,وكل من ساهم في
ظلم هذا الشعب المظلوم,وفي سياق
هذه الحملة لا زلت أذكر عندما
كنت طالباً في الجامعة في مصر في
كلية التجارة والإقتصاد في
جامعة الأزهر أنني ذهبت إلى
الكلية بعد إجازة عيد الأضحى
المبارك التي ذهب فيها السادات
إلى القدس عام 1977 لأفاجأ بأن
دكتورالمادة إستبدل المحاضرة
بمحاضرة أخرى ليس لها علاقة
بالمادة التي يُدرسنا إياها
وكانت المحاضرة في قاعة محمد
عبده, فإذا به يُحاضر في الطلاب
كيف أن الشعب الفلسطيني قد باع
وطنه , وأن الرئيس السادات يُريد
أن يُعيد له وطنه ولكنه يرفض حتى
يبقى يشحت على القضية أي (يتسول)
و أخذ ينسج الأكاذيب والأضاليل
عن الشعب الفلسطيني لتحريض
الشعب المصري عليه وشحنه ضده و
مدعيا بأن الفلسطينيين يكرهون
المصريين وما إلى ذلك من
إفتراءات , ولا زلت أذكر كيف أن
الطلاب قد تأثروا بهذا الإفتراء
فصفقوا له بعد أن إنتهى من الكذب
والتضليل , فشعرت حينها بدوار
عنيف وشعرت بحزن شديد
وقهركبيروظلم عظيم من هذا الكذب
والإفتراء,حتى أني أخذت أفكر في
مغادرة مدرج الجامعة فوراً إلى
المطار وأترك الدراسة ولكني بعد
أن هدأت نفسي قلت في نفسي أن مصر
كنانة الله في أرضه وأن الشعب
المصري شعب عظيم وهو الذي أنقذ
الأمة في الحروب الصليبية
والتتار والمغول وهو الذي
سيُزيل الكيان اليهودي من
الوجود , أما السادات فسيذهب به
الشعب المصري العظيم إلى مزابل
التاريخ عندما يكتشف الحقيقة
وقد كان,ولقد علمت فيما بعد أن
السادات أصدر تعميماً على جميع
الجامعات والمدارس بأن تكون
المحاضرة الأولى هي شحن الشعب
المصري ضد الشعب الفلسطيني
وتصوير أن زيارة السادات للقدس
هي نصر وفتح ولتحرير فلسطين وأن
الفلسطينيين يرفضونها لأنهم لا
يُريدون ذلك وذلك لتبرير خيانته
والجريمة التي إرتكبها بحق
فلسطين ومصر والآمة أجمعين . ولكن الشعب المصري
العظيم لا يُمكن أن تنطلي عليه
مثل هذه الإفتراءات التي تدل
على حقد أصحابها ومن يفتريها,فكيف
لشعب يُجابه المشروع اليهودي في
فلسطين لوحده,وقدم عشرات الألاف
الشهداء والجرحى والأيتام
والأرامل والمعذبين في الأرض
منذ مائة عام وللأن ودون أن
يستسلم رغم أن أمته تتفرج عليه
وكأن الأمرلا ,فوالله لو أن
الشعب الفلسطيني باع وطنه
لإنتهت قضيته منذ أمد بعيد,فهذا
الشعب المظلوم المقهور ليس له
مثيل في شعوب الأرض لا في القديم
ولا في الحديث,وسيبقى متمسكاً
بحقه ولن يرضى بديلاً عن فلسطين
إلا الجنة ,فلقد إرتوت أرض
فلسطين من دماء شعبها أكثر مما
إرتوت من ماء المطر , ورغم حجم
المؤامرة وضخامة إمكانياتها
إلا أن الشعب الفلسطيني رفض أن
يُفرط بأرض وطنه,فكل من كان
يُحاول أن يُفرط بأرضه كان
يُقتل ويُرمى على المزابل . ففلسطين إغتصبت
بالقوة وشعبها إقتلع منها
بالقوة وبمؤامرة دولية ضخمة
نفذتها إمبرطوريا ت تمتلك
امكانيات ضخمة اشتركت فيها
الجامعة العربية,والى كل من
يفتري على الشعب الفلسطيني
نذكره بالأرقام التالية
المثبتة في سجلات هيئة الأمم
المتحدة ,كان اليهود قبل عام 1918
لا يمتلكون أكثر من 2% من مساحة
فلسطين, وما بين عام 1918 وعام 1948
تاريخ إعلان قيام الكيان
اليهودي صاروا يمتلكون 5.7 % أي
أنهم إمتلكوا 3.7% زيادة عما
كانوا يمتلكونه قبل قيام كيانهم
الغاصب وهذه النسبة المضافة
إمتلكوها من أملاك الدولة التي
منحتها إليهم (حكومة الإنتداب
البريطاني) وما إشتروه من بعض
العائلات غير فلسطينية الذين
كانوا يمتلكون إقطاعيات كبيرة
في سهل الحولة وطبريا من أمثال
عائلة سرسق وسلام والتيان, وقبل
دخول الجيوش العربية لم يكن
اليهود يُسيطرون إلا على جزءاً
ساحلياً ضيقا ممتداً من غرب
يافا إلى شرقي حيفا وجزء أخر
يُحاذي بحيرة طبريا عند حدود
سوريا, وقبل ان تدخل الجيوش
العربية فلسطين,وكانت بقية
أجزاء فلسطين مصونة بيد الشعب
الفلسطيني بما في ذلك القدس
بجزئيها الشرقي والغربي
والناصرة وعكا ورأس العين واللد
والرملة وجنين وما حولها
والخليل وبيت صفافا ورام الله
وجميع النقب وغزة والجليل . وها هو الشعب
الفلسطيني منذ ما يقارب مائة
عام يخوض اطول مواجهة غير
متكافئة في التاريخ وحيداً,فأمته
مشغولة عنه بالمهرجانات
الغنائية والإحتفالات العبثية ,وتحضير
أكبر كبسة وأكبر كعكة في العالم
لدخول موسوعة غينتس, وبأخبار
الراقصين والراقصات ,وأجهزة
ألاعلام العربية تقوم كل يوم
صباحا ومساءا بإحصاء عدد
الشهداء الفلسطينيين,فالشعب
الفلسطيني لا يُواجه الكيان
الغاصب وحده إنما يُواجه العالم
الظالم كله وفي مقدمته الدول
العظمى التي تحتضن وتتبنى هذا
الكيان,وتعتبره مشروع غربي
صليبي ورأس حربة ضد المسلمين,وفي
مقدمة هؤلاء جميعا الولايات
المتحدة الأمريكية التي سيأتي
رئيسها ليحتفل مع اليهود بذكرى
نكبتنا والجريمة الي إرتكبها
الغرب الصليبي ضد شعبنا وضد
امتنا جمعاء وليرقص بسيوف من
يقولون أنهم زعماء العرب
والمسلمين على أشلائنا التي
تتطاير يوميا بالسلاح الامريكي
,فرغم طول درب الألام والعذاب
ونهر الدماء و كل ما تعرض له
الشعب الفلسطيني على أيدي
اليهود وبعض الأنظمة العربية من
مجازر ومذابح وإضطهاد إلا أنه
بقي صامداً متحدياً لم يستسلم
ولم يرفع الراية البيضاء,ولم
يتنازل عن وطنه وحق العودة إليه,فهو
لن يمل ولن يكل,فهذا الكيان
الغاصب مثله كشجرة خبيثة إجتثت
من فوق الأرض ما لها من قرار,أما
الشعب الفلسطيني فهو كشجرة طيبة
أصلها ثابت في اعماق فلسطين
وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها,فقوافل
الشهداء منذ مائة عام لم تتوقف
ولن تتوقف إلابجرف هذا الكيان
الغاصب,فكلما إزداد تدفق الشلال
الدم الفلسطيني كلما قرب زوال
هذا الكيان, فالشعب الفلسطيني
لن يستسلم حتى ولو إستمرت
المواجهة مائة عام أخرى .
ففلسطين من النهر إلى البحر لنا
ولن نقبل بالكيان اليهودي
الغاصب ولو على شبر من أرضنا,فهو
إلى زوال مهما طال الزمان,فإذا
ما عاش هذا الكيان في ظل الحماية
الدولية والإقليمية ستون عاماً
لم ينعم خلالها بيوم واحد من ا
لهدوء أو الراحة أو الإستقرار,ولم
يشعر بأمن ولا أمان, فسُكانه
المُستجلبين من جميع أنحاء
العالم يشعرون بأن أرض فلسطين
تلفظهم,وحجارتها تطاردهم,
وسماؤها تلعنهم , فنحن واثقون ان
هذا الكيان الغاصب لن يعيش ستون
عاما اخرى في فلسطيننا وطننا
المبارك. *كاتب
وباحث إسلامي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |