ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم سيد
قطب ... ضد العنف الحلقة
السابعة منير
محمد الغضبان سبق وتناولنا في
الحلقة السابقة التطور الفكري
عند سيد رحمه الله وهو في السجن
وكيف فتح الله عليه فهما في كتاب
الله . بعد مرحلة الإعجاب الفكري
باللغة والأسلوب ، والوقوف عند
الإعجاز البيناني . وتناولنا
مقدمة ( الظلال) التي ألقت ظلالا
على تطوره الفكري حيث مثل القسم
الثاني من المقدمة الخطوط
العريضة لهذا التطور . ولقناعتي أن سيد لا
يمكن الحكم عليه من خلال بعض
الكتب . إلا أن كتاب ( في ظلال
القرآن) قد جمع فكر سيد وحركته ،
وهو منبث في الأجزاء الخمسة عشر
من الظلال التي مثلت تطوره
الفكري والحركي ، هذه الأجزاء
هي الأجزاء الأخيرة من كتاب
الله ( 28 ، 29 ،30) وثلاثة عشر جزءا
من أول القرآن الكريم من (1 ، 13) وحيث لا يتسع المقال
لتفصيلات كثيرة ، فلا بد أن أشير
إلى خطتي أني سأجعل هذه الحلقة
تتناول الأجزاء الثلاثة من آخر
القرآن . والأجزاء الثلاثة من
أوله . لأدع للحلقة الثامنة بقية
الأجزاء إن أمكن أو أضطر إلى
الحلقة التاسعة أستعرض فيها هذا
التطور العظيم . كما أوضح أن الخطة
ستكون هي أخذ عينة عشوائية من كل
جزء ، تتحدث عن التطور الفكري
والتطور الحركي كذلك ، والله
أسأل العون والتوفيق ، مشيرا
إلى أني مضطر للإسهاب أحيانا في
النقل من الظلال لإيضاح الفكرة
بأمانة الجزء الثامن
والعشرون : سورة الصف ( " .. يا أيها الذين
آمنو لم تقولون مالاتفعلون
......." إن القرآن – كما قلنا
في مناسبات متعددة في هذا الجزء
– كان يبني أمة , كان يبنيها
لتقوم على أمانة دينه في الأرض
ومنهجه في الحياة , ونظامه في
الناس , ولم يكن بد أن يبني
نفوسها أفراداً ، ويبنها جماعة
، ويبنيهما عملا واقعا ... كلها
في آن واحد ، فالمسلم لا يُبنى
فردا إلا في جماعة ، ولا يُتصور
الإسلام قائما إلا في محيط
جماعة منظمة ذات ارتباط . وذات
نظام ، وذات هدف جماعي منوط في
الوقت ذاته بكل فرد فيها . هو
إقامة هذا المنهج الإلهي في
الضمير وفي العمل مع إقامته في
الأرض . وهو لا يقوم في الأرض إلا
في مجتمع يعيش ويتحرك ويعمل
وينتج في حدود ذلك المنهج
الإلهي . والإسلام على شدة ما
عني بالضمير الفردي وبالتبعة
الفردية ليس دين أفراد منعزلين
، كل واحد منهم يعبد الله في
صومعة ، إن هذا لا يحقق الإسلام
في ضمير الفرد ذاته ، ولا يحققه
بطبيعة الحال في حياته ، ولم يجئ
الإسلام لينعزل هذه العزلة .
وإنما جاء ليحكم البشرية
ويصرفها ، ويهيمن على كل نشاط
فردي وجماعي في كل اتجاه .
والبشرية لا تعيش أفرادا إنما
تعيش جماعات وأمما والإسلام جاء
ليحكمها وهي كذلك . وهو مبني على
أساس أن البشر يعيشون هكذا . ومن
ثم فإن آدابه ونظمه وقواعده
كلها مصوغة على هذا الأساس ... ومنذ اليوم الأول
للدعوة قام مجتمع إسلامي – أو
جماعة مسلمة – ذات قيادة مطاعة
هي قيادة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وذات التزامات جماعية
بين أفرادها . وذات كيان يميزها
عن سائر الجماعات حولها . وذات
آداب تتعلق بضمير الفرد مراعىً
فيها – في الوقت ذاته- حياة هذه
الجماعة . وذلك كله قبل أن تقوم
الدولة المسلمة في المدينة . بل
إن قيام تلك الجماعة كان هو
وسيلة إقامة الدولة في المدينة
... ) الظلال : سورة الصف ج
28 ص 3552 – 3553 وفي الوقوف أمام هذا
النص قد تلتبس الأمور لدى الشاب
المتحمس . ويعتبر قيام جماعته أو
حزبه إنما هي قيام المجتمع
المسلم , هذا لا ينطبق إلا على
المجتمع النبوي الأول . إذ
الرسول صلى الله عليه وسلم هو
الحق والهدى وحده . ولا تستقيم
على الجماعات فيما بعد مهما كان
شأنها . لكنها هي الطريق الوحيد
في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
. هذا من جهة . ومن جهة
ثانية . فلم تقم الدولة
الإسلامية في المدينة إلا بعد
قيام المجتمع الإسلامي فيها –
بينما لم تقم في مكة لأن المجتمع
الإسلامي لم يقم فيها أما صورة
المجتمع الإسلامي في المدينة
فهي : ( لما صدر السبعون من
عيد رسول الله صلى الله عليه
وسلم طابت نفسه وقد جعل الله له
منعة وقوما أهل حرب وعدة ونجدة .
وجعل البلاء يشتد على المسلمين
من المشركين لما يعلمون من
الخزرج ... فشكا ذلك أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم
واستأذنوه بالهجرة .. ثم مكث
أياما ثم خرج إلى أصحابه مسرورا
فقال : قد أخبرت دار هجرتكم وهي
يثرب فمن أراد الخروج فليخرج
إليها ) سبل الهدى والرشاد 2/313. إن الذين يقرؤون سيد
ويقفون عند هذه النصوص (...
والإسلام جاء ليحكمها وهي كذلك
وهو مبني على أن البشر يعيشون
هكذا ) لا يبحثون عن الوسيلة
التي يتم بها التنفيذ .و لو مشوا
صفحة واحدة إلى الأمام لوجدوا
الجواب : ( فإذا جئنا للموضوع
المباشر التي كانت هذه الآية
تواجهه عند نزولها ... وهو موضوع
الجهاد . فإننا نقف أمام موضوعات
شتى للحديث والملاحظة والعبرة . نقف أولا أمام النفس
البشرية التي تلم بها لحظات
الضعف الطارئة ، فلا يعصمها
منها إلا عون الله ، وإلا
التوجيه الدائم والتذكير
الدائم والتربية الدائمة .
فهؤلاء جماعة من المسلمين قيل
في بعض الروايات :إنهم من
المهاجرين الذين كانوا يتمنون
أن يأذن الله لهم في القتال وهم
في مكة من شدة الحماس والاندفاع
. وكانوا يؤمرون بكف أيديهم
وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
فلما كتب عليهم القتال في الوقت
المناسب الذي قدره الله إذا
فريق منهم يخشون الناس كخشية
الله أو أشد خشية . وقالوا : ربنا
لم كتبت علينا القتال ؟ لولا
أخرتنا إلى أجل قريب .. ) الظلال
الجزء الثامن والعشرون ، المجلد
الأخير 3554. والقتال مرتبط بقيام
الدولة . كما هي الحال في أمم
الأرض كلها حيث يكون لها جيش مع
قيام الدولة . الجزء التاسع
والعشرون : سورة القلم : ( " فلا تطع
المكذبين ، ودوا لو تدهن
فيدهنون " فهي المساومة إذن
والالتقاء في منتصف الطريق ،
كما يفعلون في التجارة ، وفرق
بين الاعتقاد والتجارة كبير !
فصاحب العقيدة لا يتخلى عن شيء
منها ؛ لأن الصغير منها كالكبير
، بل ليس في العقيدة صغير وكبير
، إنها حقيقة واحدة متكاملة
الأجزاء لا يطيع فيها صاحبه
أحدا ، ولا يتخلى عن شيء منها
أبدا . وما كان يمكن أن
يلتقي الإسلام والجاهلية في
منتصف الطريق ، ولا أن يلتقيا في
أي طريق . وذلك حال الإسلام مع
الجاهلية في كل مكان وزمان .
جاهلية الأمس وجاهلية اليوم ،
وجاهلية الغد كلها سواء . إن
الهوة بينها وبين الإسلام لا
تعبر ، ولا تقام عليها قنطرة ،
ولا تقبل قسمة ولا صلة ، وإنما
هو النضال الكامل الذي يستحيل
فيه التوفيق . وقد وردت روايات شتى
فيما كان يدهن به المشركون
للنبي صلى الله عليه وسلم ليدهن
لهم ، ويلين ويترك سب آلهتهم ،
وتسفيه عبادتهم ، أو يتابعهم في
شيء مما هم عليه ليتابعوه في
دينه . وهم حافظون ماء وجوههم
أمام جماهير العرب !
على عادة المساومين
الباحثين عن أنصاف الحلول ولكن
الرسول صلى الله عليه وسلم كان
حاسما في موقفه من دينه ، لا
يدهن فيه ولا يلين ، وهو فيما
عدا الدين ألين الخلق جانبا ،
وأحسنهم معاملة ، وأبرهم بعشيرة
، وأحرصهم على اليسر والتيسير
فأما الدين فهو الدين ! وهو فيه
عند توجيه ربه " فلا تطع
المكذبين " ولم يساوم صلى الله
عليه وسلم في دينه وهو في أحرج
المواقف في مكة . وهو محاصر
بدعوته ، وأصحابه القلائل
يتخطفون ويتعذبون ويؤذون في
الله أشد الإيذاء وهم صابرون .
ولم يسكت عن كلمة واحدة ينبغي أن
تقال في وجوه الأقوياء
والمتجبرين ، تأليفا لقلوبهم ،
أو دفعا لأذاهم ، ولم يسكت كذلك
عن إيضاح حقيقة تمس العقيدة من
قريب أو بعيد ) الظلال ج 29 ص
3658-3659. وهنا يقع الالتباس في
فهم سيد رحمه الله ، فما يكتبه
عن عدم اللقاء بين الإسلام
والجاهلية هو في مجال العقيدة ،
وليس في الحياة ، إنهم ينسون هذا
الاستثناء الذي أوضحه وجلاه (
وهو فيما عدا الدين ألين الخلق
جانبا ، وأحسنهم معاملة ،
وأبرهم بعشيرة ، وأحرصهم على
اليسر والتيسير ) فإذن هناك جانب
تعاملي ، وهو رد على الذين
يفسرون ( العزلة الشعورية ) بـ (
العزلة الحياتية) وإلا فما معنى
: ألين الخلق جانبا ،و أحسنهم
معاملة ، وأبرهم بعشيرة وأحرصهم
على اليسر والتيسير . هذا وبغض النظر عن
التطور الفكري الذي قد يراه بعض
الناس تطرفا وانغلاقا لعدم
فهمهم النص ، فنحن لا نقف عند
هذه النقطة ، إنما النقطة التي
نقف عندها ، كيف تتم المواجهة
بين الإسلام والجاهلية ؟ لقد
فهمها بعض الشباب المتحمس أنها
معركة السلاح ، ومعركة الإبادة،
إما نحن وإما هم , وراحوا يحملون
التدمير والتفجير لمن يرى الرأي
الآخر . ندعو هؤلاء إلى أن
يقرؤوا سيد كاملا ، وفي السورة
نفسها . ماذا يقول عن طريقة
المواجهة ؟ الصبر على تكاليف
الرسالة : ( وأمام هذه الحقيقة
يوجه الله نبيه صلى الله عليه
وسلم إلى الصبر ؛ الصبر على
تكاليف الرسالة والصبر على
التواءات النفوس ، والصبر على
الأذى والتكذيب ، الصبر حتى
يحكم الله في الوقت المقدر بما
يريد .... إن مشقة الدعوة
الحقيقية هي مشقة الصبر لحكم
الله حتى يأتي موعده في الوقت
الذي يريده بحكمته وفي الطريق
مشقات كثيرة ؛ مشقات التكذيب
والتعذيب ، ومشقات الالتواء
والعناد ، ومشقات انتعاش الباطل
وانتفاخه ، ومشقات افتتان الناس
بالباطل المزهو المنتصر فيما
تراه العيون ، ثم مشقات إمال
النفس على هذا كله راضية مستقرة
مطمئنة إلى وعد الهل الحق ، لا
ترتاب ولا تتردد في قطع الطريق ،
مهما كانت مشقات الطريق , وهو
جهد ضخم مرهق يحتاج إلى عزم وصبر
, ومدد من الله وتوفيق ,أما
المعركة ذاتها فقد قضى الله
فيها , وقدر أنه هو الذي يتولاها
كما قدر أنه يملي ويستدرج لحكمة
يراها , كذلك وعد نبيه الكريم
فصدقه الوعد بعد حين ) الظلال ج29
, سورة القلم ص3670-3671 وفي هذا غنى عن أي
تعليق الجزء الثلاثون :
سورة المطففين : فكره الجديد : ( ومن ثم
ندرك طرفا من الأسباب الحقيقية
التي جعلت كبراء قريش يقفون في
وجه الدعوة الإسلامية هذه
الوقفة العنيدة . فهم كانوا
يدركون بلا ريب ، أن هذا الأمر
الجديد الذي جاءهم به محمد صلى
الله عليه وسلم ليس مجرد عقيدة
تكن في الضمير ، ولا تتطلب منهم
إلا شهادة منطوقة بأن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله ،
وصلاة يقيمونا بلا أصنام ، ولا
أوثان .. كلا لقد كانوا يدركون أن
هذه العقيدة تعني منهجا يحطم كل
أساس الجاهلية التي تقوم عليها
أوضاعهم ومصالحهم ومراكزهم .
وأن طبيعة هذا المنهج لا تقبل
..... ولا تلتئم مع عنصر أرضي غير
منبثق من عنصرها السماوي , وأنها
تهدد كل المقومات الأرضية
الهابطة التي تقوم عليها
الجاهلية . ومن ثم شنوا عليها
تلك الحرب التي لم تضع أوزارها
لا قبل الهجرة ولا بعدها ، الحرب
التي تمثل الدفاع عن أوضاعهم
كلها في وجه الأوضاع الإسلامية .
لا عن مجرد الاعتقاد والتصور
المجردين ... ) الظلال ، سورة
المطففين ، المجلد الأخير /ص3856 وسيد رحمه الله يريد
أن يوقظ النائمين ، ويدق ناقوس
الخطر بعد الغفلة ، التي نزلت
بالأمة فينذرها دائما بالحرب
بين الإسلام والجاهلية . وإذا صح
هذا في عصر النبوة ، فليس بتلك
الدقة في عصرنا الحاضر .
والشهوات هي الغالبة وليست
المفاصلة في العقيدة . لكننا بغض النظر عن
الموافقة على هذا الفهم أو
المخالفة نتساءل دائما ، ما هو
أسلوب المواجهة ؟ وهل اللجوء
إلى السلاح هو الحل ؟ وهو مناط
الحديث بالنسبة للعنف , وموقف
سيد منه ؟ منهج التربية يقوم
على الصبر لا على تحقيق النصر : ففي السور نفسها يأتي
الجواب إذ يقول : فأما النصر في الدنيا
والغلب في الأرض . فلم يكن أبدا
في مكة يذكر في القرآن المكي في
معرض التسوية والتثبيت . لقد كان
القرآن ينشئ قلوبا يعدها لحمل
الأمانة . وهذه القلوب كان يجب
أن تكون من الصلابة والقوة
والتجرد بحيث لا تتطلع - وهي
تبذل كل شيء وتحتمل كل شيء - إلى
شيء في هذه الأرض ولا تنظر إلا
إلى الآخرة . ولا ترجوا إلى
رضوان الله . قلوبا مستعدة لقطع
رحلة الأرض كلها في نصب وشقاء
وحرمان وعذاب وتضحية واحتمال .
لا جزاء في هذا الأرض قريب . لو
كان هذا الجزاء هو انتصار
الدعوة وغلبة الإسلام وظهور
المسلمين ) الظلال ، سورة
المطففين م6/ص2862. الجزء الأول : سورة
البقرة " إنا أرسلناك
بالحق بشيرا ونذيرا ... ( وإذا انتهت
مقولاتهم ، وفندت أباطيلهم ،
وكشفت الدوافع الكامنة وراء
أضاليلهم يتجه الخطاب إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ويبين
له وظيفته ويحدد له تبعاته ،
ويكشف له عن حقيقة المعركة بينه
وبين اليهود والنصارى . وطبيعة
الخلاف الذي لا حل له إلا بثمن
لا يملكه ولا يستطيعه ! ولو أداه
لتعرض لغضب الله مولاه وحاشاه ) وظيفتك البلاغ
والأداء .. فينتهي دورك : " إنا أرسلناك
بالحق بشيرا ونذير ، ولا تسأل عن
أصحاب الجحيم . ولن ترضى عنك
اليهود ولا النصارى حتى تبع
ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى .
ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي
جاءك من العلم مالك من الله من
ولي ولا نصير ... " " إنا أرسلناك
بالحق " وهي كلمة فيها من
التثبيت ما يقضي على شبهات
المضللين ، ومحاولات الكائدين
وتلبيس المنافقين ، وفي جرسها
صرامة توحي بالجزم واليقين . " بشيرا ونذيرا ..
" ... وظيفتك البلاغ والأداء ،
تبشر الطائعين ، وتنذر العصاة .
فينتهي دورك " ولا تسأل عن
أصحاب الجحيم " .. الذين
يدخلون الجحيم بمعصيتهم ،
وتبعتهم على أنفسهم وسيظل
اليهود والنصارى يحاربونك ،
ويكيدون لك ، ولا يسألونك عن هذا
اليقين ، تتخلى عنهم إلى ما هم
فيه.إنها العقدة الدائمة التي
ترى مصداقها في كل زمان ومكان .إنها
هي العقيدة. هذه حقيقة المعركة
التي يشنها اليهود والنصارى في
كل أرض وفي كل وقت ضد الجماعة
المسلمة . إنها معركة العقيدة هي
......بين المعسكر الإسلامي وهذين
المعسكرين اللذين قد يتخاصمون
فيما بينهما . وقد تتخاصم شيع
الملة الواحدة فيما بينها .
ولكنها تلتقي دائما في المعركة
ضد الإسلام والمسلمين ) الظلال
،م1 ج1 ص107، 108 الجزء الثاني : إعطاء الجماعة
المسلمة خصائص الأمة المستخلفة
: من مقدمة الجزء : فأما
المادة الأساسية لهذا الجزء
ولبقية السورة ، فهي إعطاء
الأمة المسلمة خصائص الأمة
المستخلفة ، وشخصيتها المستقلة
، المستقلة بقبلتها ، وبشرائعها
المصدقة لشرائع الديانات
السماوية قبلها والمهيمنة
عليها ، وبمنهجها الجامع الشامل
المتميز كذلك . وقبل كل شيء
بتصورها الخاص للوجود والحياة ،
ولحقيقة ارتباطها بربها ،
ولوظيفتها في الأرض. وما تقتضيه
هذه الوظيفة من تكاليف في النفس
والمال ، وفي الشعور والسلوك ،
ومن بذل وتضحية ، وتهيؤ للطاعة
المطلقة للقيادة الإلهية .
الممثلة في تعليمات القرآن
الكريم ، وتوجيهات النبي صلى
الله عليه وسلم ، وتلقي ذلك كله
بالاستلام والرضى ، وبالثقة
واليقين ...) الظلال م1 ج2 ص 123. الاستعانة بالصبر
والصلاة : ( بعد تقرير القبلة ،
وإفراد الأمة المسلمة بشخصيتها
المميزة ، التي تتفق مع حقيقة
تصورها المميزة كذلك .. كان أول
توجيه لهذه الأمة ذات الشخصية
الخاصة والكيان الخاص . هذه
الأمة الوسط الشهيدة على الناس
.. كان أول توجيه لهذه الأمة هو
الاستعانة بالصبر والصلاة .
والصلاة على تكاليف هذا الدور
العظيم ، والاستعداد لبذل
التضحيات التي يتطلبها هذا
الدور من استشهاد الشهداء ونقص
الأموال والأنفس والثمرات .
والخوف والجوع ، ومكابدة أهوال
الجهاد لإقرار منهج الله في
الأنفس وإقراره في الأرض بين
الناس . وربط قلوب هذه الأمة
بالله ، وتجردها له . ورد الأمور
كلها إليه . كل أولئك في مقابل
رضى الله ورحمته وهدايته . وهي
وحدها جزاء ضخم للقلب المؤمن ،
الذي يدرك قيمة هذا الجزاء . وهي
وحدها جزاء ضخم للقلب المؤمن
الذي يدرك قيمة هذا الجزاء . " يا أيها الذين
آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة
إن الله مع الصابرين " يتكرر ذكر الصبر في
القرآن كثيرا ، ذلك أن الله
سبحانه يعلم ضخامة الجهاد الذي
تقتضيه الاستقامة على الطريق
بين شتى النوازع والدوافع .
والذي يقتضيه القيام على دعوة
الله في الأرض بين شتى الصراعات
والعقبات الذي يتطلب أن تبقي
النفس مشدودة الأعصاب ، مجندة
القوى يقظة للمداخل والمخارج
ولا بد من الصبر في هذا كله . لا
بد من الصبر على الطاعات ،
والصبر عن المعاصي . والصبر على
جهاد المشاقين لله والصبر على
الكيد بشتى صنوفه . والصبر على
بطء النصر ، والصبر على بعد
المشقة والصبر على انتفاش
الباطل والصبر على قلة الناصر ،
والصبر على طول الطريق الشائك .
والصبر على التواء النفوس وضلال
القلوب وثقلة العناء ومضاضة
الإعراض . وحين يطول الأمد ،
ويشق الجهد ، قد يضعف الصبر ، أو
ينفذ إذا لم يكن هناك زاد أو مدد
ومن ثم يقرن الصلاة إلى الصبر ،
فهي المعين الذي لا ينضب .
والزاد الذي لا ينفذ والمعين
الذي يحدد الطاقة . والزاد الذي
يزود القلب ، فيمتد حبل الصبر
ولا ينقطع ثم يضيف إلى الصبر
الرضى والبشاشة ، والطمأنينة
والثقة واليقين ) الظلال م1 ج2 ص141
، 142 الجزء الثالث " لا إكراه في
الدين ... " ( وقبل أن ننتقل من
هذا الدرس يحسن أن نقول كلمة عن
قاعدة : " لا إكراه في الدين
" إلى جوار فرضية الجهاد في
الإسلام . والمواقع التي خاضها
الإسلام , وقوله تعالى في آية
سابقة : " وقاتلوهم حتى لا
تكون فتنة ويكون الدين لله " إن
بعض المغرضين من أعداء الإسلام
يرمونه بالتناقض ، فيزعمون أنه
فرض بالسيف في الوقت الذي قرر
فيه : أن لا إكراه في الدين ... أما
بعضهم الآخر فيتظاهر بأنه يدفع
عن الإسلام هذه التهمة وهو
يحاول في خبث أن يخمد في حس
المسلم روح الجهاد . ويهون من
شأن هذه الأداة في تاريخ
الإسلام وفي قيامه وانتشاره .... لماذا انتضى الإسلام
السيف: لقد انتضى الإسلام
السيف وناضل وجاهد في تاريخه
الطويل . لا ليكره أحدا على
الإسلام . ولكن ليكفل عدة أهداف
كلها تقتضي الجهاد جاهد الإسلام أولا :
ليدفع عن المؤمنين الأذى
والفتنة التي كانوا يسامونها .
وليكفل لهم الأمن على أنفسهم
وأموالهم وعقيدتهم . وقرر ذلك
المبدأ العظيم الذي سلف تقريره
في هذه السورة ... والفتنة أشد من
القتل " فاعتبر الاعتداء على
العقيدة والإيذاء بسببها أشد من
الاعتداء على الحياة ذاتها .
فالعقيدة أعظم من الحياة وفق
هذا المبدأ العظيم ... وما يزال
المسلمون يسامون الفتنة في
أرجاء المناطق الشيوعية
والوثنية والصهيونية والمسيحية
في أنحاء من الأرض شتى . وما يزال
الجهاد مفروضا عليهم لرد الفتنة
إن كانوا حقا مسلمين . وجاهد الإسلام ثانيا
: لتقرير حرية الدعوة بعد تقرير
حرية العقيدة . فقد جاء الإسلام
بأكمل تصور للوجود والحياة .
وبأرقى نظام لتطوير الحياة . جاء
بهذا الخير ليهديه إلى البشرية
كلها ، ويبلغه إلى أسماعها وإلى
قلوبها . فمن شاء بعد هذا البيان
والبلاغ فليؤمن ومن شاء فليكفر
، ولا إكراه في الدين . ولكن
ينبغي قبل ذلك أن تزول العقبات
عن طريق إبلاغ هذا الخير للناس
كافة . كما جاء من عند الله
للإنسان كافة . وأن تزول الحواجز
التي تمنع الناس أن يسمعوا أو
يقتنعوا أو ينضموا إلى موكب
الهدى إذا أرادوا . ومن هذه
الحواجز أن تكون هنالك نظم
طاغية في الأرض تصد الناس عن
الاستماع إلى الهدى وتفتن
المهتدين أيضا . فجاهد الإسلام
ليحطم هذه النظم الطاغية ،
وليقيم مكانها نظاما عادلا يكفل
حرية الدعوة إلى الحق في كل مكان
وحرية الدعاة . وما يزال هذا
الهدف قائما . وما يزال الجهاد
مفروضا على المسلمين ليبلغوه إن
كانوا مسلمين . وجاهد الإسلام ثالثا
ليقيم نظامه الخاص ويقرره
ويحميه ... وهو وحده النظام الذي
يحقق حرية الإنسان تجاه أخيه
الإنسان . حين يقرر أن هناك
عبودية واحدة لله الكبير
المتعال ، ويلغي من الأرض
عبودية البشر للبشر في جميع
أشكالها وصورها . فليس هناك فرد
ولا طبقة ولا أمة تشرع الأحكام
للناس . وتستذلهم عن طريق
التشريع إنما هناك رب واحد
للناس هو الذي يشرع لهم على
السواء وإليه وحده يتجهون
بالطاعة والخضوع .كما يتجهون
إليه وحده بالإيمان والعبادة
سواء . فلا طاعة في هذا النظام
لبشر إلا أن يكون منفذا لشريعة
الله . موكلا عن الجماعة للقيام
بهذا التنفيذ ، حيث لا يملك أن
يشرع هو ابتداء . لأن التشريع من
شأن الألوهية وحدها وهو مظهر
الألوهية في حياة البشر . فلا
يجوز أن يزاوله إنسان . فيدعي
لنفسه مقام الألوهية ، وهو واحد
من العبيد .... ) خلاف في الرأي مع سيد
رحمه الله : مع لقائي مع أستاذي
العظيم سيد قطب في أسباب الجهاد
الأولى والثانية والثالثة .
لكني أرى – والله أعلم – أن
التصور فيه فيما يتعلق بالسبب
الرابع بالأنظمة الجاهلية
الأخرى التي تسود العالم قد أخذ
فيه بأحد الرأيين في الإسلام .وأنا
آخذ بالرأي الآخر حيث يكون السؤال : هل
يجب على المسلمين أن يقاتلوا
نظم الأرض ليزيلوها حتى تخضع
كلها لنظام الإسلام ؟ أم أن على المسمين أن
يقاتلوا النظم التي تحول دون
حرية الناس في الوصول إلى
الإسلام وتقرير حرية الدعوة كما
هو الحال في السبب الثاني ؟ وظني والله أعلم أن
الأمر خلافي بين الرأيين . وأنا
من تلامذة الرأي الثاني . ولكل رأي مبرراته
واجتهاداته . والذي انتهى إلى أن
الأصل في العلاقات الدولية في
الإسلام هو السلم أو الحرب . معاهدات الصلح تمثل
الرأيين معا ً: ( هذا وقد كانت
معاهدات الصلح التي تتم بين
المسلمين وغيرهم في تلك المناطق
على نوعين: - النوع الأول :
معاهدات صلح على ضم البلاد إلى
الدولة الإسلامية وجعل أهلها من
يريد منهم البقاء في البلاد ،
والاحتفاظ بدينه – جعلهم من
رعايا الدولة الإسلامية .
يحملون ما يسمى بالجنسية أو
التابعية الإسلامية . وبهذا
يخضعون للنظام الإسلامي الذي
يوضع في البلاد موضع التنفيذ ،
لهم ما للمسلمين من الإنصاف ،
وعليهم ما على المسلمين من
الانتصاف ) الجهاد في الإسلام
لهيكل 2/547 وهذا هو رأي سيد رحمه
الله . إذ يقول : ( لم يحمل الإسلام
السيف إذن ليكره الناس على
اقتناقه عقيدة . ولم ينتشر
بالسيف على هذا المعنى كما يريد
بعض أعدائه أن يتهموه . إنما
جاهد ليقيم نظاما آمنا يأمن في
ظله أصحاب العقائد جميعاً
ويعيشون في إطاره خاضعين له وإن
لم يعتنقوا عقيدته ) الظلال م1ج3ص295 ( النوع الثاني :
معاهدات صلح على الحفاظ
باستقلال البلاد التي آثرت
اللجوء إلى الصلح بدلا من
الاستمرار في الحرب . والارتباط
مع الدولة الإسلامية بمعاهدة
سلام خارجية على شروط معينة. وقد كان الأمير
المسلم بتفويض من الخليفة هو
الذي يقرر نوع الصلح الذي يجري
في البلاد في تلك الجبهات على
حسب تقديره لما تمليه المصلحة
الإسلامية تبعا لاعتبارات
متعددة .. ) الجهاد في الإسلام .
لهيكل 2/547 وسنورد فيما يلي
نماذج تمثل النوعين المذكورين
من معاهدات الصلح المشار إليهما
. 1- معاهدات الصلح
الدائم ( عقد الذمة): ( بسم الله الرحمن
الرحيم هذا ما أعطي ( سراقة بن
عمرو ) عامل أمير المؤمنين عمر
بن الخطاب ( شهربراز) وسكان
أرمينية _ والأرمن من الأمان .
أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم
وملتهم ألا يضاروا ولا يُنتقضوا
. وعلى أهل أرمينية و(الأبواب) و(
الطراء) منهم (والثناء) ومن
حولهم فدخل معهم أن ينفروا لكل
غارة ، وينفذوا لكل أمر ناب أو
لم ينب رآه الوالي صلاحا على أن
توضع الجزاء عمن أجاب إلى ذلك
إلا الحشر عوض
عن جزائهم ، ومن استغنى عنه منهم
. وقعد فعليه مثل ما على أهل
أذربيجان من الجزاء والدلالة
والنزل يوما كاملا . فإن حشروا
وضع ذلك عنهم . وإن تركوا أخذوا
به ) الطبري 4/156- 157 وهذا النموذج في
الحقيقة يمثل فرعا ثانيا من
النوع الأول الذي يقوم على أساس
إلغاء الجزية مقابل المشاركة في
الدفاع عن الوطن . بينما الفرع
الأول يقوم على ضم البلاد ودفع
الجزية مقابل حماية المواطنين . ( وأما الثاني من
معاهدات الصلح التي تقضي
بالاحتفاظ في استقلال البلاد
المعاهدة .فمثاله ما جاء في
تاريخ الطبري من أن سويد بن مقرن
قد صالح ملك طبرستان صلح موادعة
: ( بسم الله الرحمن
الرحيم . هذا كتاب من سويد بن
مقرن للفرّ خان ( اصبهيذ) خراسان
على ( طبرستان ) وجبل حيلان من أ÷ل
العدو إنك آمن بأمان الله
عز و جل على أن تكف لصوتك وأهل
حواشي أرضك . ولا تؤوي لنا بغية
وتتقي من ولي فرج أرضك بخمسمائة
ألف درهم من دراهم أرضك . فإذا
فعلت ذلك . فليس لأحد منا أن يغير
عليك ولا يتطرق أرضك ، ولا يدخل
عليك إلا بإذنك . سبيلنا عليكم (
بالإذن ) آمنة وكذلك سبيلكم ،
ولا تؤون لنا بغية . ولا تسلون
لنا إلى عدو ، ولا تغلون فإن
فعلتم فلا عهد بيننا وبينكم )
الطبري 4/153 الجهاد في الإسلام
1/548 ثم يقول حفظه الله : ( وأخيرا نخلص ... إلى
ما يلي 1- إن الدافع الأول
والحقيقي وراء حركة الجهاد في
العصر الذي نتحدث عنه إنما هو
دافع حمل الدعوة الإسلامية
والدوافع الأخرى إنما كانت ثمرة
من ثمار هذا الدافع هو حمل
الدعوة الإسلامية وإما إنها
أغراض يجوز أن تقصد مع حمل
الدعوة الإسلامية ، وإنما هي
دوافع مرفوضة . 2- كما نخلص من هذا
البحث إلى أن إعلان الجهاد وفي
عهد الراشدين بدافع حمل الدعوة
الإسلامية . قد يكون مسبوقا .
بحالة حرب بدأ الكفار بإعلانها
ضد المسلمين كما حصل في معظم
الجبهات . 3- وقد لا يكون مسبوقا
بحالة الحرب هذه . بل يقوم
المسلمون ابتداء بحمل الدعوة
إلى أهل البلاد الأخرى وعرض
الخيارات الثلاثة عليهم ، كما
حصل في بعض الجبهات . 4- كما نخلص من هذا
البحث إلى أن الصحابة وهم
يحملون الدعوة الإسلامية ،
ويسيرون الجيوش للجهاد . كانوا
يقفون من البلاد الأخرى مواقف
مختلفة على حسب ما تمليه مصلحة
الدعوة الإسلامية والدولة
الإسلامية ... فبعض البلاد كانوا
يخضعونها بالصلح ، أو بالقوة
للنظام الإسلامي ، وضمها إلى
الدولة الإسلامية كما هو الغالب
- وبعض البلاد كانوا
يعقدون معها معاهدة سلام خارجية
على أن تدفع جزية معينة للدولة
الإسلامية . - وبعض البلاد كانوا
يعقدون معها معاهدة سلام وحسن
جوار على أساس التكافؤ .... ) أي المحافظة على
الاستقلال ) الجهاد في الإسلام
لمحمد خير هيكل 2/578-579 سيد قطب ضد العنف : وأخيرا نلخص لما يؤكد
النظرية المطروحة ( سيد قطب ضد
العنف ) من خلال ما عرضناه في
الأجزاء الستة : أولاً الصبر على
تكاليف الرسالة دون المهادنة
والمساومة في العقيدة (سورة
القلم ) ثانيا : لا بد من بناء
الفرد المسلم ، ثم الجماعة
المسلمة ، ثم المجتمع المسلم ،
ثم الدولة المسلمة ( سورة الصف ) ثالثا : النصر في
الدنيا والغلب في الأرض لم يكن
ليذكر في مكة إنما كان إعداد
القلوب لتحتمل كل شيء ، قلوبا
مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في
نصب وشقاء وحرمان وعذاب وتضحية
واحتمال بلا جزاء في هذه الأرض (
سورة المطففين ) رابعا : بشيرا ونذيرا
: وظيفتك الأداء والبلاغ تبشر
الطائعين ، وتنذر العصاة ،
فينتهي دورك خامسا: واستعينوا
بالصبر والصلاة إن الله مع
الصابرين : ذلك أن الله تعالى
يعلم ضخامة الجهاد الذي تقتضيه
الاستقامة على الطريق بين شتى
النوازع والدوافع . والذي
يقتضيه القيام على دعوة الله في
الأرض بين شتى الصراعات
والعقبات والصبر على الكيد بشتى
صنوفه . والصبر على بطء النصر .
والصبر على بعد المشقة والصبر
على انتفاش الباطل . والصبر على
التواء النفوس . وضلال القلوب ،
وثقلة العناد ، ومضاضة الإعراض.(البقرة
ج2) سادسا: لاإكراه في
الدين : لقد انتضى الإسلام
السيف . وناضل وجاهد في تاريخه
الطويل لا ليكره أحدا على
الإسلام ولكن ليكفل عدة أهداف
كلها تقتضي الجهاد . جاهد الإسلام أولا
ليدفع عن المسلمين الأذى
والفتنة التي كانوا يسامونها .
وليكفل لهم الأمن على أنفسهم
وأموالهم وعقيدتهم ... وجاهد الإسلام ثانيا
لتقرير حرية الدعوة بعد تقرير
حرية العقيدة ... وجاهد الإسلام ثالثا
ليقيم نظامه الخاص على الأرض
ويقرره ويحميه .... وحين نعود إلى
الإرهاب الذي يقوم على ذبح
الآمنين ، وتفجير المرافق ،
والسيطرة بالقوة على الأنظمة
نرى سيد رحمه الله لا يعتسف
الطريق ، ولا يتسرع الخطى ،
ويؤمن في التدرج في عمليات
البناء للنفوس , وجوهر منهجه في
التغيير يقتضي الصبر حتى قيام
الدولة ، ويرفض المواجهة لأنها
اعتساف للطريق ، وكف اليد هو
مرحلة الدعوة ، ثم الجهاد بعد
قيام الدولة لتحقيق الأهداف
المذكورة آنفا . ولا نبالغ إذا
قلنا أنه اختار أطول الطرق
للوصول إلى الهدف ، وهو طريق
التربية لقناعته أنه هو الطريق
الوحيد . ولعل الجولة القادمة
مع الظلال . في الأجزاء القادمة
يزيد هذا المعنى جلاء ووضوحا
وشفافية تثبت أن سيد رحمه الله
لم يكن يوما في حياته كلها مع
العنف . ــــــ *باحث
ومفكر إسلامي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |