ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 12/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فتح رحلت من هنا ..... وحماس باقية هناك ...!!

 بقلم: عماد عفانة*

في الذكرى السنوية الأولى لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية – التي أقيلت فيما بعد- على قطاع غزة، فضل بعض الإعلاميين مدعي الحيادية والاستقلالية أن يسوق لنا بالتفصيل بعض للتعريفات التي تدور حول  الانقلاب العسكري وماهيته، وبكثير من السذاجة حاول هذا البعض إسقاط هذه التعريفات على ما وقع في قطاع غزة لجهة وصفه بالانقلاب، في تناقض واضح مع واقع الحال.

ففي معرض استعراض هذا البعض لتعريفات الانقلاب: ان الانقلاب هو قيام"  قيام جهة سياسية أو عسكرية داخل نفس البلد بالسيطرة على مقاليد الحكم والقصر الرئاسي ومقر التلفزيون الحكومي ومقار السيادة والحدود والخزينة بقوة السلاح – أما الانقلاب المسلح الدموي فهو نفس الفعل السابق ولكن وجراء القيام به سالت دماء وسقط قتلى من العسكريين والمدنيين "

والتعريف السابق لا ينطبق بالمطلق عما قامت به حكومة الوحدة الوطنية في مثل هذا الوقت من العام الماضي من إحكام سيطرتها على مقاليد الحكم في قطاع غزة وإنهاءها لحالة العصيان التي كانت تمارسها الأجهزة الأمنية والتي قامت بنشر حالة من الفوضى والفلتان وإراقة دماء الأبرياء في الشوارع وإحراق منازلهم والسيطرة على ممتلكاتهم ونهب مقدراتهم بناء على لونهم السياسي.

فحكومة الوحدة الوطنية ليست الا النظام الذي ارتضاه الشعب واختاره عبر صناديق الاقتراع، وليست مجرد جهة من داخل البلد لم يعجبها النظام فانقلبت عليه، وإنما هي النظام الحاكم وقد عانت من عصيان امني قاده ودعمه الحزب الحاكم السابق وصل الى حد القتل على اللون السياسي أو المظهر كاللحية، فارتأت أن تضع حدا لها العصيان واستعادة زمام الأمور وتحكيم القانون، ويعلم الجميع أن القيادات الأمنية غادرت اغلب مقارها الأمنية دون قتال، وتبع ذلك إخلاء معظم المقار السيادية المدنية كالمنتدى ومقر التلفزيون وتركت نهبا للجماهير ما اضطر قوات حكومة الوحدة الوطنية لفرض سيطرتها على هذه المقار حماية لها وصونا لسيادتها وحفاظا على مقدرات الشعب وممتلكاته من العبث والنهب والسلب.

ثم يستغرب هذا البعض غضب مثقفو حماس ولومهم لإصرار هذا البعض على تسمية ما حدث في غزة بالانقلاب متجاهلين اثر الإصرار على هذه التسمية على الانقسام لجهة تعميقه وعلى الشرخ لسعة توسيعه، عدا عن انه يضع صاحبها في خانة الانحياز لأحد طرفي المشكلة ما قد يقدح في نزاهته واستقلاليته ، فلم لا نعتمد تسمية أخرى لما حدث لا تضعنا في خانة أي من طرفي الخلاف وتساهم في رأب الصدع وتساعد طرفي المشكلة على الجنوح نحو القواسم المشتركة التي لا مناص من الجنوح إليها طال الزمن او قصر.

ويصر هذا البعض على إغفال ان من قام بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة وان الجهة التي كانت وما زالت تتولى مقاليد الأمور رسميا قبل  يوم 14 حزيران 2007م هي حكومة الوحدة الوطنية، وفعليا بعد يوم 14 حزيران 2007م  هي حكومة الوحدة الوطنية ولو أنها أصبحت تحمل لقب مقالة.

 ويصر هذا البعض على إطلاق لقب " مقالة" كلما ذكرت حكومة الوحدة الوطنية تمسكا واحتراما للقانون، إلا أننا لا نجد هذا التمسك بالقانون ولا نلمس أي احترام له حين يتعلق الأمر بحكومة  الدكتور فياض رغم عدم شرعيتها الدستورية وعدم المصادقة عليها من المجلس التشريعي.

ويتجاهل هذا البعض عن عمد للتجاوز الذي يمارسه الرئيس محمود عباس للمجلس التشريعي و للقانون الأساسي والذي يرقى الى درجة الانقلاب على القانون بشرعنته لحكومة غير مصادق عليها من الهيئة التشريعية، وبتطبيقه قرار بقانون متجاهلا الهيئة التشريعية.

ويحلو لهم تذكيرنا بايجابياتنا كفلسطينيين من قبيل الذهاب إلى صناديق الاقتراع وتنفيذ عملية انتخابات نزيهة بشهادات عالمية، وهو أمر لا يجدر بأحد حتى ولو كانت حركة فتح ان تمن به على أحد حتى ولو كانت حركة حماس، فالانتخابات استحقاق ديمقراطي لا يستوي معه بقاء الأمور على ما كانت عليه من ترهل وفساد شوه صورتنا وقدح في نزاهة نضالنا.

كما يحلو لهم ان يستغفلوا عقولنا وأبصارنا بمحاولتهم سوق فرية اشك بانهم هو أنفسهم يصدقونها وهي " إن فتح كانت أول حزب عربي سياسي يتنازل عن السلطة لصالح حزب معارض ويسلمه مقاليد الحكم ويؤمن بتداول السلطة" حيث انه لو كان الأمر كذلك لما حدث ما حدث ولأرحنا أنفسنا وشعبنا من كل هذا الانقسام والتشظي الذي نعانيه جميعا، ولما قام البعض بهز جسمنا السياسي خمسة بلدي.

ويزعم هذا البعض "أن حماس كانت أول حركة أسلامية عربية تؤمن بالانتخابات الديمقراطية وتخوضها بشرف وتنجح فيها سلميا ومن دون إراقة نقطة دم واحدة" ويتناسى هذا البعض عن قصد ربما او غير قصد خوض الحركة الاسلامية للانتخابات والنجاح فيها في غير ساحة عربية ومنها  مصر، الاردن ، الكويت واليمن وغيرها ..!!

ويرد هذا البعض الفضل للرئيس محمود عباس لأنه وحسب زعمه "كان أول زعيم عربي في التاريخ المعاصر يصدر مرسوما مرتين متتاليتين لحزب منافس لحزبه مثل حماس لترؤس حكومتين مناهضتين لتوجهاته السياسية والأمنية" وكأن الرئيس عباس كان بيده خيار هذا الخيار، وكأن الرئيس خالف القانون والدستور الذي خطته حركة فتح بيدها كرمال عيون حركة حماس..!!

وأود تذكير هذا البعض أن حكومة الوحدة الوطنية لم تكن حكومة حركة حماس بل مثل فيها الجميع وليس لأحد أن يمن عليها بمبايعتها والتضحية من اجلها على حساب حليب أطفاله..!!

وأن ما يسمى بالقرار الوطني قد سرق منذ زمن وبيع في سوق النخاسة ولأكثر من طرف، وأن هذا القرار لا زالت تختطفه وتحتكره مجموعة تتستر بعبائة منظمة التحرير – التي تخلت عن مهمتها في التحرير-  دونما الاستناد إلى قانون او انتخاب او إجماع وطني.

ويتساءل هذا البعض بعد تجريعنا لكلمات الألم والمرارة وبعدما حمل حماس مسؤولية ما حدث صراحة وغمزا ولمزا " عما إذا كان بالامكان أن نرى نظرة ندم في عيون المسئولين عن الخراب الكبير الذي حل بالمجتمع الفلسطيني ؟ وهل يمكن أن يملك أي قائد فلسطيني الجرأة والرجولة لكي يقف أمام كاميرات التلفزة ويقول : أنا آسف واطلب المغفرة من شعبي ومن حزبي ومن أهلي ومن جيراني ومن خصومي ومن أصدقائي ؟" واذكر سعادة الزميل ان حركة حماس ممثلة بقياداتها في الداخل والخارج وقفوا وأكثر من مرة وفي أكثر من محفل وعبر أكثر من شاشة وأعربوا كناية و صراحة عن سخطهم لما حدث وأنهم اضطروا اليه اضطرارا، ومدوا أيديهم للحوار وللمصالحة وان رجلا واحدا أعار قراره الوطني للبيت الابيض وللكابينيت الصهيوني ورهن مستقبله السياسي بتحقيق المصالح المعادية يأبى ان يجنح للحوار والمصالحة رغم عدد من المبادرات العربية في السودان واليمن، ورأينا كيف شرشحوا بعضهم  عبر شاشة الجزيرة على خلفية توقيع أحدهم على اتفاق اليمن وتنصل الاخرين منه.

و بعد عام من رحيل فتح – كسلطة- من غزة، ما زالت حماس باقية هناك في الضفة رغم الحظر والملاحقة، وبعد عام من توجيه سلاح الثورة- فتح- في الضفة لصدر المقاومة..... بعد عام من ملاحقة المناضلين والشرفاء والاعتقالات ومصادرة سلاح المقاومة، وبعد عام من التحريض على استمرار اختطاف نواب الشعب وحصار غزة والاكتفاء بمشاهدة آلة القتل الصهيونية تحول أجسادهم الغضة إلى أشلاء....، بعد عام من عمل المبضع المثلم  للشق الأمني من خطة خارطة الطريق في جسدنا المتهالك، يكتشفون فشل كل رهاناتهم على مدعي السلام ووعود السراب، بعد كل ما جرى فليعلن الجميع الأوبة إلى التعقل والعودة إلى طاولة الحوار، فالاعتراف بالخطأ فضيلة، ومن لا يخطئ فليرجمني بحجر.

*صحفي وباحث سياسي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ