ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 14/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أيها الرئيس السوري غير قوانينك ليثق بك شعبك

د/أحمد قداح*

ثمان سنوات عجاف كسنين يوسف وتزيد .وأنت تعد شعبك بإعادة الحرية له والحياة له ، منذ لحظة استلامك السلطة حيث أديت القسم وألقيت خطاب العرش وتحدثت عن الديمقراطية التي لا تتم من طرف واحد ، وتفتحت الآمال مع الخطاب واستبشر الشعب بك وبوعودك وصدقت فيما وعدت وفتحت كوة الحرية فتنفس الشعب الصعداء وأعلنت لمخابراتك : من حقكم أن تراقبوهم وليس من حقكم أن تمنعوهم ، ودبت الحياة في الأمة وتحركت العشرات من أبناء الوطن فإذا العشرات تعلن رأيها ومطالبها في بيان التسع والتسعين والمطالب منذ ذلك الوقت وإلى اليوم هي مطالب لم تتبدل ولم تتغير .

تطهير السجون من المعتقلين ، إعلان أسماء المفقودين ، إلغاء قانون الشؤم قانون تسع وأربعين ، إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تجعل قيادة البعث للأمة إلى يوم الدين .

وانبعث الربيع في الأرض وأمرعت الحياة وصدر بيان الألف الذي يطالب بالمطالب نفسها فالشعب قد بلغ رشده وهو صاحب الحق في قراره وتقرير مصيره وعلى القيادة أن تنتقل من الحزب إلى الشعب.

ومنذ بيان الألف ، بدأ المسير إلى الخلف!

ابتدأ الهجوم على المثقفين ، وأشعلت الإشارات الحمراء فلا نقد للحزب ولا للرئيس الخالد ، ولا للسلطان ، إذن ليعد الشعب فينتقد نفسه .

منذ ذلك الوقت أيها الرئيس بدأت تجتث ما زرعت . وتُظلم ما أضأت وتقتل ما أحييت ، وحولت الحياة إلى زمهرير قاصف .

(ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )

ولم يكن من السهل أبدا أن يعود الشعب ثانية إلى القبر وبقي يأمل أن تعود إلى مسيرك الأول ، ولكن هيهات فالحيتان والسباع في الغابة لن تدع دفء الحياة للأمة ، واخترت أن تسير معهم وتدع شعبك.

وزينوا لك أن الحرية سوف تقضي عليك وعلى سلطانك وصولجانك وصدقتهم وكذبت شعبك .

أما شعبك فقد بقي واثقا بك أنك مغلوب على أمرك ، وأنك ستلتف على الحيتان والسباع فتستأصلهم ليعود النور والحياة للوطن والأمة وراح يعلن لك أنه يعذرك في مسيرتك وأن الحرس القديم هو الذي يحول دون تحقيق مشروعك الإصلاحي ولشدة القهر والظلم بقي الشعب مثل الغريق الذي يتعلق بقشة ، بقي معك يقول لك : أنت الأمل ولا شك أن تيارك سوف ينتصر ، وصارت المراهنات على المؤتمر القطري العاشر الذي سينقل سوريا من عالم الظلام والديكتاتورية إلى عالم الحياة والحرية وبقيت الإعدادت سنتين لهذا المؤتمر على أن يقول للشعب خذ أمانتك وقد سفينتك ونحن جزء منك وعلى أمل أن يقول للشعب قد رفعت سوط الإرهاب عنك فلن أُعدم مواطنا على الرأي الذي يقوله وسألغي القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على من ينتسب للإخوان المسلمين وعلى أمل أن يقول للمعارضة الوطنية هانحن وإياكم على ساق واحدة فالوطن لنا ولكم وصناديق الاقتراع الحكم بيننا وبينكم ، وعقد المؤتمر وفض المؤتمر ، وكأنما لا شعب ولا خبر .

عندئذ قال لك شعبك نفضنا يدنا منك وست سنوات كافية للانتظار وليس أمامي إلا المناداة بالتغيير السلمي ، وأعلن قادة الشعب ذلك والذي تبلور في إعلان دمشق في الداخل وتبلور في جبهة الإصلاح في الخارج وانتفشت بانتصارك ونسيت شعبك وفتحت الزنازين له من جديد بدل أن تفك عنه قيود الحديد .

ورحت تقود كما تزعم معسكر المقاومة ضد المعسكر الأمريكي والإسرائيلي وتزج أحرار شعبك باسم المقاومة وتخنق شعبك من أجل إرضاء حليفك الجديد إيران لتصبح سوريا ساحة للحسينيات وكل ما هو آت آت .

ما بالك اليوم بقدرة قادر تعلن استسلامك ، وتنضم إلى معسكر أمريكا ؟!

وتفتح صدرك للمفاوضات مع عدوك . الذي غدا صديقا عزيزا ، إلى أولمرت الذي حمى نظامك من الغضبة الأمريكية ، وتعلن أخيرا أنك خاضع للأوامر الأمريكية ، فالمفاوضات تقرر بكلمة منك ، فأين مجلس شعبك ؟ والرعاية الأمريكية الحنونة العادلة هي التي تعيد لك حقك . تقامر بمصير شعب بكامله ، بمزاجك دون حتى اجتماع مجلس الوزراء لاتخاذ قرار المفاوضة .

وتذكرت بعد عدة سنوات ، أن هناك شعب ، وأن هناك معارضة ، وأن هناك  سجونا ملأى بزعمائها ، أوه ، لا تؤاخذوني يجب أن تشارك المعارضة في القرار السياسي .

ونبقى نحن على تقلباتك المزاجية ، كل يوم في واد .

نقول لك كلمة صريحة أيها الرئيس .

لقد فقدت مصداقيتك عند شعبك ، فإن شئت أن تستعيدها ، فالأمر بسيط ؛ إلغ قوانينك الظالمة الطاغية .

1- ألغ المادة الثامنة من الدستور . أ وغير كلمة الحزب بكلمة الشعب ، وأعلن ذلك على الملأ ، بقرار من مجلس شعبك الذي اخترته للتصفيق ، وإذا أردت فعلا هذا التغيير . فأقول أنا بلسان مجلس شعبك : نحن موافقون بالإجماع .لأنه وجد ليقول لك فقط:نعم

2- الغ قانون ال49 الذي يقضي بإعدام كل من ينتسب للإخوان المسلمين ليطمئن الشعب أنه لن يعدم إذا قال رأيا يخالف رأيك .

3- طهر سجونك من قيادات المعارضة بلا استثناء .

أظن لو فعلت ذلك . يمكن أن تعود ثقة الشعب بك .

وإلا فلا تحلم . قد بعته كلاما خلال ثمان سنوات . ولن يقبل بقبض الريح ، جرب وانظر كيف يكون شعبك لو فعلت ذلك .

وإنا لك لناصحون .

*باحث سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ