ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 14/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المال العربي استخدمه حكام دمشق في قمع السوريين ..

فلم لا يستعمل للإطاحة بهم؟ 

سالم أحمد*

بقي الشعب السوري يعاني من حكم البعث، كحزب وحكومة، على مدى ثمانية أعوام ذاق فيها الأمَرّين إفقارا واستعبادا وتخويفا. وعندما انقلب "حافظ أسد" على رفاقه في نوفمبر عام 1970 صفق له الشعب السوري، لا حباً به بل كرهاً "للعصابة النهّابة"، كما كانت تقول كلمات الأغنية البعثية. لكن السوريين كأنهم "هربوا من تحت الوَكْف إلى تحت المزراب"، كما يقول المثل. فقد أمسك حافظ أسد بخناق سورية، الشعب والوطن، بقبضة من حديد. الذين أتوا قبله من الرفاق، رفعوا راية الاشتراكية، -مع أنها كانت تضليلا لا عن قناعة- والتصقوا بالمعسكر السوفييتي، لذا أصبحوا مكروهين من أنظمة الاعتدال العربية، كما أطلق عليها. وعندما استولى حافظ أسد على الحكم سلك سلوكا مختلفا، فتدفقت عليه أموال الدعم العربية للصرف منها على المشاريع الإنمائية ولإبعاد سورية عن الهيمنة الشيوعية. لكن هذه الأموال لم يصل منها للشعب السوري إلا النذر اليسير، وأودع معظمها في حسابات شخصية في بنوك أوروبا.

لم يطل الزمن بحافظ أسد ليتكشف عن حكم عائلي دكتاتوري مستبد. كان عمادَه قلةٌ مغامرون من الطائفة العلوية صبوا جرائمهم على الشعب السوري وعلى كثير من العلويين الذين رفضوا أن يلصق بطائفتهم جرائم حافظ أسد على أنها من نتاج الطائفة.

وخلال ثلاثة عقود، استطاع سوريون الإفلات من جحيم حكم آل أسد، وحاولوا أن يوصلوا ما يجري داخل السور الحديدي في سورية إلى الدول الشقيقة، معتقدين أنها ما كانت لترضى بما يحدث للسوريين. لكن هذه الأصوات ضاعت في زحمة الهدير الإعلامي الذي كانت تصدح به أبواق حافظ أسد. كما فرضت واشنطن تعتيما إعلاميا –مقابل خدمات قدمها أسد صبت بالنهاية في أمن إسرائيل- على ما كان يجري من إعدام وتعذيب في معتقلات تدمر وأخواتها وأظهرت حافظ أسد كأنه هو الضحية المجني عليه، وأن الشعب السوري هو الإرهابي.

ماكينة الإعلام الأمريكي صورت الأحزاب الوطنية على أنهم يساريون متطرفون، وجماعات الاعتدال الإسلامي على أنها جماعات إرهابية. كما تم تصوير ملاجئ الأيتام التي كان يكفلها  محسنون عرب على أنها محاضن تفرخ الإرهاب. وبذلك تم تجفيف كل موارد الإغاثة العربية أوكادت. كانت النتيجة أن من كان سيقاوم هذا المد التغريبي أدخلوا المعتقلات في سورية وفي لبنان. ومن استطاع الإفلات عاش مشردا، وبعضهم  تلقفته الطائرات الأمريكية، ثم أعادته إلى معتقلات النظام السوري كما حصل مع "ماهر عرار"، الكندي من أصل سوري.

إذا كانت معظم الأنظمة العربية قد احتكرت لنفسها الحكم والسياسة، فإن الأنظمة القمعية زادت على ذلك بأن اضطهدت شعوبها حتى تقطع الطريق على أي انتفاضة شعبية تستهدفها. كما أن

المعونات التي قدمتها لها أنظمة الاعتدال لتدعيم اقتصادها وتوفير الرخاء لشعوبها، استخدمتها الأنظمة القمعية في تسليح أجهزة القمع للتنكيل بالمواطن، وإلى حسابات شخصية كما أسلفنا.

النظام السوري على سبيل المثال قدمت له دول الاعتدال العربي المليارات معونات للتنمية في سورية، وما كان ليخطر ببال تلك الدول أن هذه المليارات سيصرفها حافظ أسد لتجنيد عشرات الآلاف من"جلاوزة" السلطة لقمع السوريين بأسلحة يدفع أثمانها من أموال الدعم.

بعد أحداث لبنان الأخيرة بات الجميع يعرف كيف استخدم حافظ أسد –ومن بعده وريثه بشار- أموال الدعم في قهر السوريين واللبنانيين وقتلهم واعتقالهم وتشريدهم. واشنطن التي امتلأت المحافل بتصريحات مسئولين فيها احتجاجا على ما يفعله النظام السوري في لبنان، كانت تعلم بما يفعله حافظ أسد في سورية ولبنان، لكنها بقيت خرساء لا تنطق وهي تعلم ما تفعله أجهزة مخابرات حافظ أسد في الشعبين السوري اللبناني في سبعينات وثمانينات القرن العشرين وكأن ما يحصل إنما كان يحصل في كوكب آخر.

الآن وقد عرفت دول الاعتدال كيف استخدم أموال الدعم العربي في التنكيل بالشعب السوري والشعب اللبناني، فإن السوريين واللبنانيين يتطلعون أن يكون لها موقف آخر، تؤكد فيه أنها ما كانت لترضى بما كان يفعله النظام السوري بأموال الدعم التي خصصت لتنفيذ مشاريع الإنماء وتقوية البنية التحتية. هذه الدول عليها أن لا تنتظر أمريكا ودول أوروبا لتغيير النظام السوري ، فهي لن تفعل. خصوصا بعد أن كشف هذا النظام عن وجه طالما حاول إخفاءه.

لقد رأينا كيف شارك النظام السوري وإيران في دعم حزب الله، الذي فعل في بيروت والجبل ما فعل. فهو اليوم نراه يجري مفاوضات سلام مع إسرائيل. وكان من قبل يرفع راية الصمود والتصدي، ويقود جبهة الممانعة، وكان يصف الحكومة اللبنانية بأنها منتج إسرائيلي. وعجبت وعجب غيري كيف يصف قادة عربا مشهودا لهم بمواقفهم، بأنهم أنصاف رجال، وهو يغوص الآن في المفاوضات مع "أولمرت" حتى أذنيه. وقديما قيل: "عش رجبا ترَ عجبا". 

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ