ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 15/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أليست الدولة قبل العودة؟

احسان الجمل*

خرج علينا المبعوث الامريكي مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش، بوعد جديد، يطمئن اللبنانيين، ويسعد الفلسطينيين. واعلن عن عودة الفلسطينيين الى دولتهم العتيدة، بما لا يدع اي شك لكل المعنيين من الطرفين بأن القضية ستجد طريقها للحل. وقال بالحرف( بالنسبة الى الفلسطينيين في كل مكان وايضا في لبنان، أن مستقبلهم يكمن في الدولة الفلسطينية، فالفلسطينيون في لبنان يجب ان يحصلوا على فرصة العيش في دولتهم الخاصة).

الامريكيون يبدو انهم يصادرون وعي الناس، ويتعاملون معهم باستعلاء فكري، وكأنهم من كوكب اخر، يفهمون كل القضايا، ولكن الناس الاخرين لا يستوعبون الامور، او ما يطرح اعلى من مستواهم الفكري والثقافي، فما اطلعنا به ولش، سبقه اليه قائد القوات اللبنانية عندما طمأن ان لا توطين في لبنان، ولكن كل ذلك يتناقض مع الوقائع الحقيقية لتطور القضية الفلسطينية.

وهنا نود ان نسأل السيد ولش اذا كان الفلسطينيون يجب ان يحصلوا على مكانهم في دولتهم الخاصة، فأين هذه الدولة، واين الجهد الامريكي، في العمل على تنفيذ كل القرارات والرؤيا، ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، حتى يتسنى لهؤلاء الفلسطينيون من العودة الى الدولة العتيدة، ولنفرض جدلا ان الفلسطينيين قبلوا بحل مبدع وخلاق لحل مشكلة اللاجئين، وتنازلوا عن حق العودة الى الديار التي شردوا منها، وقبلوا بأن هذه الدولة هي اخر المطاف، إلا يجب ان تسبق خطوة بناء الدولة تنفيذ العودة.واذا كان الامريكيون حريصون على عودة الفلسطينيين الى دولتهم الخاصة، ماذا نقول عن فلسطينيي العراق، الذين رحلوا الى جوار امريكا في البرازيل وتشيلي، والى السودان.

والسؤال الاهم، هل تشمل كلمة( الفلسطينيين في كل مكان) فلسطينيو اراضي 48، ويتم تسفيرهم الى خارج حدود الوعد الجديد بان تكون اسرائيل دولة نقية لليهود، او في اطار توصية اعضاء الكونغرس الامريكي، بتعويم مفهوم اللاجئين، من خلال اعتبار ان يهود الدول العربية الذين تم دعوتهم الى العودة الى ما يسمى بأرض الميعاد والاستيطان مكان السكان الاصليين هم لاجئون.

ان الامريكيين، جمهوريين ام ديمقراطيين، ما زالوا اسياد سياسة الانحياز الى جانب الاحتلال الاسرائيلي، ومتعهدو حمايتهم، وتأمين أمنهم، وها هم مرشحو الرئاسة الامريكية يتبارزون على تقديم افضل الخدمات للكيان الصهيوني، لذا فلا رهان على من يكيل السياسة بمكيالين.

الفلسطيني، كل همه، الذي عبر عنه بهذه الرحلة الطويلة والشاقة من النضال والكفاح، وقوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين، كل ذلك ، كانفي سبيل حق العودة، وهو يتقدم مشكورا لكل من ساهم او يسهم في حل مشكلته، المتمثلة  برحيل الاحتلال والعودة.

اللبناني، وفي سياق  الفهم الجديد ، الذي بدء يتبلور بعد تبادل الاعتذارات، ويتحول الى وعي جمعي وثقافة جديدة، برفض التوطين، يجب ان يذهب الى ابعد حدود العلاقة الاخوية، بالتمسك بحق العودة وفق القرار الدولي 194، وتأمين حياة لائقة حسب اصول الضيافة الى حين العودة.

الفلسطيني، يجب ان يتمسك بالثوابت، كخطوط عامة وتفاصيل، وكحق عام ، واحترام الحقوق الفردية، وان لا ينخدع في الشعارات البراقة، وان لا تتحول العودة الى ترانسفير جديد، لمن يشكلون طليعة بناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية على ارض فلسطين التاريخية

الامريكي، يجب ان يصحى، ويدرك ان الشعوب لم تعد منقادة من قبل فتى الكاوبوي، فهي ان عجزت عينها عن مقاومة مخرز القوة، فأنها اصبحت تمتلك الوعي، لتفرق بين قوة الحق وحق القوة، وقبل العودة لا بد من بناء الدولة، حتى تصبح العودة حتمية واكيدة.

*مدير المكتب الصحفي الفلسطيني لبنان

Ihsan_eljamal@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ