ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 28/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


نحبهم ... ويعشقون أعداءنا

بقلم : الدكتور محمد جادالله

اوروبا ترفع مكانة اسرائيل في الاتحاد الاوروبي وتقرر تعزيز العلاقات معها,وهذه خطوة تنطوي عليها أثاراقتصادية وسياسية هامة جدا لاسرائيل,ومن نافل القول أنها تنطوي في الوقت ذاته على أثار خطيرة ومدمرة لفلسطين والفلسطينيين أينما كانوا.الغريب أن الامر مر ويمر دون رد فعل سواء من الفلسطينيين أو من العرب.صحيح أن سلام فياض- وعلى غير العادة- تجرأ على التحرك ضد رفع مكانة اسرائيل بمذكرة قدمها الى الاتحاد الاوروبي لم تثمرولم تغير في الامر شيئا,فهل كان الاجدى والاجدر أن يكون التحرك عربيا؟أم أنه لا توجد امكانية لتحرك عربي أصلا؟ولكن هذا أمر أخر.

الامر المهم أننا نعلم علم اليقين ,أن الاوروبيين يعلمون ويعرفون كل صغيرة وكبيرة تدور وتحدث في الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة والقطاع.الاوروبيون يعرفون كل متر مربع وكل بلاطة في بلادنا وما يوجد تحتها وفوقها.أوروبا لها من الدبلوماسيين والمراقبين والصحفيين الاعداد الكافية التي ترصد وترفع التقارير اليومية عن القتل والتنكيل والحواجز ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات.أوروبا لا تنقصها المعلومات عن مخالفات اسرائيل لكافة القوانين الدولية.أوروبا لا تنقصها المعلومات عن النشاطات الاستيطانية.أوروبا لا تنقصها المعلومات عن زيادة عدد الحواجز واذلال الفلسطينيين عليها.أوروبا تعرف بالضبط عدد الوحدات السكنية اليهودية التي تقام في وادي فوكين وفي جبل أبو غنيم وفي كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة.أوروبا تعرف كل ذلك,ولا تفعل شيئا.تعرف وتصمت.ترى وتسمع ولا تحرك ساكنا.والساكت شيطان وشريك ومجرم.وللحقيقة,فانه عندما انتقد وزير خارجية فرنسا,برنارد كوشنير,الاستيطان المسعور أثناء مشاركته في مؤتمر الاستثمار في بيت لحم,سارع رئيسه ساركوزي الى طمأنة اسرائيل وادرج كلامه في خانة العلاقات العامة ولغرض الاستهلاك المحلي الفلسطيني لا أكثر.هذه هي السياسة الاوروبية واضحة ومكشوفة,لا لبس فيها ولا غموض,ولا يغير فيها ما "تغدق"به الدول الاوروبية من مال على السلطة الفلسطينية.لم يعد بيننا من يجهل أسباب هذا الآغداق وأهدافه ,والتي يمكن ايجازها في جملة واحدة:خلق جهاز مناعة فلسطيني يكون قادرا على توفير الامن لاسرائيل.

ربما تملك أوروبا سياسة مستقلة في القضايا الدولية الاخرى,ولكن عندما يتعلق الامر باحتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية,فأن سياسة دول الاتحاد الأوروبي تتماثل تماما مع سياسة الولايات المتحدة الاميركية وتكون صدى لها وكأنهما توأمان سياميان,متشابهان الى حد يتعذر معه التمييز بينهما.

اسرائيل " القوية" التي تحتل أرض الشعب الفلسطيني لا تتوقف عن الشكوى لدى الحكومات والسفراء في أوروبا والعالم,عن "الكراهيةلأسرائيل" واتهام أوروبا باللاسامية وبمعاداة اسرائيل في الوقت الذي تتوحد فيه الحكومات الاوروبية لدعم اسرائيل وتفهم سياستها الاحتلالية وما يحدثه القصف الاسرائيلي اليومي من قتل ودمار, ومشاركتها في احكام الحصار على قطاع غزة وما ينتج عنه من قتل وتجويع لمليون ونصف مليون انسان فلسطيني حيث لا ماء ولا غذاء ولا دواء ولا كساء ولا كهرباء,ما يشكل في رأي القانونيين, وبعض السياسيين في العالم "جريمة ضد الانسانية من الدرجة الاولى" ومع ذلك تتصرف حكومات الاتحاد الاوروبي بفظاظة واستعلاء وترفع في وجوهنا لواء قيم حقوق الانسان والحريات.

ومع ذلك وبالرغم من كل ذلك ,فان المواطن الفلسطيني العادي يتساءل:لماذا تعاملنا اوروبا هكذا؟ وما هي دوافع  ومكونات سياسة الاتحاد الاوروبي,المجتمعة والمنفردة’تجاه الصراع في المنطقة؟ هل هو الارث الابدي لعقدة الشعور بالذنب؟أم هو تأثير المال اليهودي في اقتصادات الدول الاوروبية؟ أم هو تأثير جماعات الضغط اليهودية في أوروبا؟أم هو التبعية الاوروبية للولايات المتحدة الاميركية؟ أم هو اعتبار اسرائيل "الذخر الاستراتيجي" في المنطقة العربية؟ أم هو الكراهية للعرب والمسلمين؟ أم هو حالة اللاحول المزمن والضعف والهوان العربي؟أم هو الامتثال والاحترام للقوة؟

ربما تكون هذه مجتمعة,هي الاسباب وراء سياسة الاتحاد الاوروبي في المنطقة, وتحديدا قضية احتلال اسرائيل للارض الفلسطينية. سياسة لا مواربة فيها ,تحابي اسرائيل و"تعطف" عليها,تخشاها وتتجنب أغضابها.ولو كانت اسرائيل في كوكب أخر لما كان هذا الامر يعنينا, ولما كان لنا شأن في سياسة الاتحاد الاوروبي,ولكن اسرائيل تحتل أرضنا وماءنا وهواءنا,وتنكل بأجسادنا وعقولنا,وتنغص ليلنا ونهارنا بقوتها  وجبروتها وبالاستقواء علينا بهذا الدعم الاوروبي.

 ان الرسالة التي تبعثها اوروبا الى الفلسطينيين العاديين وبخاصة الشباب منهم هي أنها تحترم اسرائيل القوية ولا تعير أي اهتمام للضعفاء مثلنا. وأن قضايا العدل وحقوق الانسان واحتلال الآخر وحتى السلام هي بضاعة فاسدة لاستهلاك الضعفاء وأن الحياة والامن هي فقط للأقوياء.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ