ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
صواريخ كتائب الأقصى , وطنية
مفاجِئة أم مراهقة أوسلوية احمد
الفلو* قبل ما يقارب العامين
جمع محمود عباس قادة أجهزته
الأمنية و الأجنحة العسكرية
لفتح ليقول لهم حرفياً ( لا نريد
صواريخ عبثية لا نريد مفرقعات
نارية , واللي بتشوفوه بيطلق
صواريخ طخوه اقتلوه ) , يومها لم
نسمع من كتائب الأقصى و لا جبهات
اليسار كلمة واحدة تعارض ما
يقول عباس , بعد ذلك قام محمود
عباس بانقلابه الشهير بُعيد فوز
حماس في الانتخابات التشريعية
بدعم إسرائيلي أمريكي مباشر و
غير مباشر , وكانت عصابات دحلان
ترتكب الفظائع بحق المجاهدين و
تلقي بهم من أعالي الأبراج
السكنية وكان التعاون الأمني
على أشُدِّه بين أجهزة عباس
الأمنية وبين العدو الإسرائيلي
ومن لم تقتله القوات
الإسرائيلية أو تعتقله فإن قوات
الأمن الأوسلوية تقوم بالقتل
نيابةً عن إسرائيل كما قتلوا
المجاهد مجد البرغوثي , كل ذلك
كان يحدث دون أن يستحث حميَّة
كتائب الأقصى أو يستثير فيها
نوازع الوطنية . لقد قام المجاهد
اسماعيل هنية بكل ما يمليه عليه
دينه و مسؤولياته الوطنية , فعرض
كل خطوات التهدئة منذ بدايتها و
حتى مراحلها النهائية على
الفصائل الفلسطينية جميعها دون
استثناء مع أنه بموجب النظام
العام يحق له توقيع أي اتفاق مع
أي جهة دون الرجوع إلى تلك
الفصائل خاصة وأن النصاب اللازم
في المجلس التشريعي للمصادقة
على أي قرار أو اتفاق مضمون بحكم
الدستور , إضافة إلى الشعبية
العارمة التي تتمتع بها حركة
حماس داخل وخارج فلسطين, ولكن
يبدو أن الاعوجاج قد تأصَّل في
مثل تلك التنظيمات ,
فبدأت تلك التنظيمات تمارس
المساومة الرخيصة على مشروع
التهدئة مع إسرائيل و التي يعرف
هؤلاء قبل غيرهم أنها أهم
المنجزات الوطنية الحالية بسبب
كونها تمت دون الاعتراف بالعدو
الإسرائيلي من جهة و أنها قامت
على مبدأ قوله تعالى ( ولا
تَهِنوا و لا تحزنوا وأنتم
الأعلون إن كنتم مؤمنين ) , ولكن
ما حدث هو أن تلك التنظيمات
أصيبت بمرض الوهم ففهمت ذلك
التعامل الراقي لها من قبل حماس
على أنه ضعف و عجز حمساوي عن
المناورة السياسية و أن حماس لا
تحسن التصرُّف بدون الاستعانة
بعقولهم الفذّة , وهنا ينطبق
عليهم المثل الشعبي الفلسطيني
القائل ( نادوها أم احمد قامت
صدَّقت ) . والآن وبعد التطورات
الأخيرة لا بد لنا أن نتساءل عن
سر صمت كتائب الأقصى على تعاون
أجهزة عباس الأمنية مع العدو ,
ولماذا صمتت بنادق وصواريخ هذه
الكتائب طوال فترة القصف
المتواصل على غزة ولكنها الآن
انطلقت بنشاط ؟ وهل يمكننا
اعتبار هذه الكتائب مع بقايا
اليسار يتم تفعيلها بشكل موسمي
بواسطة جهاز التحكم من قصر
المقاطعة ؟ وهل ضايقهم الاعتراف
الرسمي لدول أوروبا بحركة حماس
إلى درجة أنهم تذكروا الآن و
الآن فقط أن هناك عدواً يُدعى
إسرائيل يجب قصفه لإفشال
التهدئة حتى لو كان ذلك على حساب
أقوات الناس وحليب أطفالهم ؟
وحين يجتمع عباس مع أولمرت في
منزل الأخير قرب الأقصى ألم يثر
ذلك أي تساؤلات أو مدلولات لدى
تلك الكتائب ؟ لاندرى حتى الآن
كيف أن رضوخ السلطة وتفريطها في
مفاوضاتها مع العدو لم يزعج
كتائب الأقصى في حين تنزعج هذه
الكتائب من رضوخ العدو لشروط
حماس . لم يعد خافياً على
أحد إن الحصار المفروض على قطاع
غزة لم يكن أصلاً لولا الجهود
التي بذلها ويبذلها محمود عباس
لفرض هذا الحصار , ففي المرة
الأولى قبل حوالي عام وبموجب
خطابات كيدية أرسلها فياض سلام
إلى الاتحاد الأوروبي يدعي فيها
أن حماس تستخدم الوقود لأغراض
إرهابية وأن حماس تفرض ضريبة
إضافية لصالحها على فواتير
الكهرباء , وعليه تم قطع إمدادات
الوقود إلى القطاع وهذا الأمر
مثبت ولا مجال لإنكاره وقد
أقرَّت دول الاتحاد الأوروبي
بوجود هذه الخطابات وبعد إرسال
لجنة تحقيق أوروبية تبين للجنة
أكاذيب وافتراءات سلام فياض ,
ولم يكتف عباس و زمرته بذلك
فعندما تقدمت قطر و أندونيسيا
بمشروع قرار إلى مجلس الأمن
الدولي من أجل فك الحصار قام
مندوب عباس في الأمم المتحدة
المدعو رياض منصور بمعارضة
القرار مما أثار استهجان
واستغراب مندوبي جميع الدول حتى
المندوب الإسرائيلي كان في غاية
الانشراح لأن مندوب عباس أراحه
من عناء معارضة القرار وقام
بالمهمة نيابة عن العدو
الإسرائيلي , وكانت هذه المرة
الأولى في تاريخ مجلس الأمن
والأمم المتحدة التي يطالب فيها
مندوب دولة بفرض الحصار على شعب
تلك الدولة , هذا كله يضاف إلى
النشاط المحموم الذي يقوم به
عباس من خلال جولاته على مختلف
الدول سعياً إلى تقوية الجبهة
المتآمرة على الشعب الفلسطيني و
توطيدها لتشديد الحصار , ومع ذلك
فإننا لم نرَ حتى الآن من كتائب
الأقصى سوى المزيد من التمسك
وتكريس سلطة عباس . ومع تنامي حملات
الاعتقال بين صفوف نشطاء حركة
حماس في الضفة الغربية على يد
الأمن الفتحاوي وبفعل نشاط
المخبرين الفتحاويين لصالح
السلطة من جهة ولحساب إسرائيل
من جهة أخرى وعلى مرأى ومسمع
كتائب الأقصى و معها بقايا
اليسار المتهالك في الضفة والتي
تنظر لما يحدث هناك بعين الرضا ,
فإنها تنظر بالعين الأخرى بغضب
إلى المقاومة الباسلة لنشطاء
حماس في غزة , و بالرغم من تسامي
قيادة حماس و ترفعها عن سفاهات و
أحقاد الفتحاويين و عدم اتباعها
سياسة الاعتقالات و القتل ضد
عناصر فتح أو كتائب الأقصى في
قطاع غزة مع قدرتها على ذلك و
رغم تمادي هؤلاء في غيِّهم
وتحديهم للحكومة الشرعية . ولكن من المؤكد أن
إطلاق الصواريخ في هذا الوقت
بالذات هو تكتيك فتحاوي يهدف
إلى إحراج حركة حماس التي
التزمت و وقعت بروح المسؤولية
العالية على اتفاق التهدئة ,
بحيث يبدو المشهد السياسي
الفلسطيني معكوساً ومخادعاً
فتظهر حماس وكأنها ضد المقاومة
وتبدو بقايا العصابات
الدحلانية وفلول الأوسلويين
ومخبري الموساد بمظهر
الوطني المقاوم , ولكن فاقد
الشيء لا يعطيه و الشعب
الفلسطيني بلغ النضج ولا يمكن
أن تَحُوْل مفرقعات الفتنة
الفتحاوية بينه
وبين الحقيقة . إن الأعمال الجليلة
تقاس بالنوايا السليمة و شعبنا
المجاهد يعرف من يستخدم
الصواريخ ضد العدو الإسرائيلي
ومن يستخدمها لأهداف
المزايدات الرخيصة , شعبنا
ضد الصواريخ التي يتم
إطلاقها باتجاه المستوطنات
الإسرائيلية لكي تنفجر في
الأجواء السياسية الفلسطينية ,
و إذا كانت حركة حماس ما زالت
تلتزم الهدوء تجاه سلوكيات
الشطط و الانحراف فذلك هو الحلم
والصبر وليس العجز والوهن . *كاتب
فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |