ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قامة
الدول الفاشلة ... الأولى التي
يتصدرها العرب كتب:
عريب الرنتاوي أخيرا، أمكن لنا أن
نعثر على "قائمة ما"، تتصدر
فيها الدول العربية معظم
المواقع الأولى، بعد أن سئمنا
البحث عن أسماء دولنا
"بالمقلوب"، أي من أسفل
القائمة إلى أعلاها. ليس مهما أبدا ما هو
عنوان القائمة، المهم أننا في
الصدارة، حتى وإن كانت صدارة
"الدول الفاشلة"، ونحتل
المراتب الأولى بامتياز، بعد أن
انحصرت المنافسة على احتلال
الـ" "Top
Ten
بين الدول العربية ذاتها، وهو
اتجاه يتعمق سنة بعد أخرى، منذ
أن صدر هذا "المؤشر" لأول
مرة قبل أربع سنوات، وإن ظل
الحال على هذا المنوال، فليس
مستبعدا أبدا أن يتزايد عدد
الدول العربية "الفاشلة"
وان تحتدم المنافسة فيما بينها
مستقبلا على احتلال المزيد من
المراتب الأولى. وسوف يأتينا من
سيقترح علينا ذات يوم ليس
ببعيد، إعادة تسمية الجامعة
العربية، وإطلاق اسم "جامعة
الدول الفاشلة" عليها بدلا من
اسمها الحالي، أو ربما تسمى
"نادي الدول الفاشلة" على
غرار "نادي الدول
الصناعية" و"مجموعة
الثمانية" و"نادي باريس"
إلى غير ما هنالك من تسميات تحظى
بها الدول الأكثر ثراء. سبع دول عربية، أي
ثلث الدول العربية، تحتل مواقع
متقدمة على "مقياس الفشل"،
فيما دول أخرى تتحضر للانتقال
من الأصفر إلى البرتقالي، ومن
البرتقالي إلى الأحمر، وربما من
الأخضر إلى الأصفر وفقا لألوان
التدرج التي تعكس درجة خطوة
الفشل ومدى تفشيه. أما عن معايير الفشل
ومؤشراته، فهي كثيرة، منها: (1) فقدان الدولة
سيطرتها على أرضها... (2) عجزها عن اتخاذ
قرارات مهمة، وعجز قراراتها حين
تتخذ عن ترك أي أثر أو فارق في
حياة الناس أو وجهة سير
الأحداث... (3) عجز الدول الفاشلة
عن تقديم الخدمات لموطنيها... (4) إخفاقها في
التعامل بحيوية وتفاعل مع
المجتمع الدولي ... (5) انتشار الجريمة
والفوضى والفساد. بالتدقيق في هذه
المعايير، وأخرى غيرها، يظهر أن
معظم الدول العربية تتجه نحو
حافة الفشل، بل والفشل الذريع،
وربما يصدر قريبا "مقياس
جديد" للدول المصابة بهذا
المستوى المتفشي من الفشل،
ولولا نجاح بعض الدول في فرض
سيطرتها الأمنية على أرضها
وشعبها، لكان الفشل نصيب عدد
أوسع من الدول العربية. ومع
استمرار ارتفاع أسعار النفط
والغذاء، وتفاقم حالات
الاحتقان والتوتر والغضب في
أوساط شعبية متزايدة، ومع تفاقم
عجز الكثير من الدول عن توفير
"الخدمات الأساسية"
لمواطنيها، فإن الأنظار تشخص
لمقياس 2009 و 2010 لمعرفة الأعضاء
توزيع العرب على أندية الفشل
الأحمر والبرتقالي والأصفر. قبل أيام، كنت في
القاهرة في مؤتمر اقتصادي دعت
إليه جامعة الدول العربية
تحضيرا لقمة الكويت
الاقتصادية، وبعده انتقلت إلى
تونس للمشاركة في مؤتمر حول
"الإصلاح الاقتصادي في
العالم العربي"، وقد كانت
الصورة متشائمة حتى لا أقول
قاتمة في المؤتمرين. في حواراتي الثنائية
والجماعية مع الزملاء على هامش
الجلسات، ذهبت للقول بأن دولا
عربية ثلاث أو أربع تقترب من
حافة الانفجار وربما تقف على
شفير هاوية من "ثورات الخبز
والوقود"، والخطير أن أحدا لم
يعترض على ما ذهبت إليه إلا لجهة
"الرقم"، فهناك من قال ست
دول عربية وهناك من قال أكثر من
ذلك أو أقل، بيد أن إجماعا تحقق
حول القول بأن الجوع يقرع
الأبواب، وأن ثروات الخبز
والبنزين آتية لا ريب فيها، وفي
العديد من الدول العربية، والله
يستر ؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |