ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 03/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السلام الإسرائيلي السوري...

نهاية التحالف الإيراني السوري؟؟؟

بقلم/علاء مطر

تميزت العلاقات السورية- الإيرانية بقوتها ومتانتها، لتستحق عن جدارة أن توصف بالتحالف الاستراتيجي. تعود جذور هذه العلاقات إلى مرحلة قائد الثورة الإيرانية الخميني والرئيس حافظ الأسد. وكان قد حط الخميني رحاله في دمشق بعيد طرد الشاه له في سبعينات القرن الماضي قبيل استقراره النهائي في إحدى ضواحي باريس.

 

مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 أيدها النظام السوري لحسابات سياسية تتعلق بتوازنات المنطقة آنذاك، منها علاقته بخصمه اللدود في العراق وبقية دول الخليج في مرحلة الصراع السياسي والديني ( الصراع مع الأخوان المسلمين ) وتداعياته.
ثم جاء موقف النظام السوري الداعم لإيران في حربها مع العراق 1980-1988 والذي يعتبر الأساس المتين التي بنيت عليه العلاقات الإيرانية-السورية فيما بعد. يضاف إلى ذلك العديد من نقاط الاتفاق تجاه العديد من القضايا المحورية أبرزها: الموقف من الصراع العربي- الإسرائيلي، ودعمهما للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، والموقف من الولايات المتحدة الأمريكية التي تناصبهما العداء، والموقف من الساحة اللبنانية والملف النووي الإيراني، وغيرها من الملفات الإقليمية والدولية. كما ترتبط إيران وسوريا بعدد كبير من الاتفاقيات الاقتصادية على صعيد التجارة والصناعة والنفط والطاقة، على سبيل المثال وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى (200) مليون دولار عام 2006 وفي العام نفسه قامت إيران باستثمار(400) مليون دولار في سوريا، و من المتوقع أن يصل الاستثمار الإيراني في عام 2011 إلى
) 10) مليارات دولار. يضاف إلى ذلك التعاون على الصعيد العسكري والدفاعي والذي توج بإبرام اتفاقية التعاون العسكري الدفاعي عام 2006.  من جهة أخرى هناك تبادل ثقافي وسياحي كبير ساهم دوماً في متانة العلاقات بين البلدين، حيث يزور سوريا سنوياً قرابة 500 ألف سائح إيراني. هذه العلاقات الطيبة بين البلدين ورغم أن الطابع العام يؤكد سيرها في تجاه الالتقاء، إلا أنها مرت بمنعطفات أوردت نوع من الفتور في هذه العلاقات.

 

من هذه المنعطفات، موافقة سوريا على قرارات مؤتمر القمة العربي في عمان عام 1987 وكانت شديدة اللهجة أو إنذارية في مواجهة استمرار الهجوم الإيراني المتواصل ضد الأراضي العراقية. وهذا موقف يحسب ولو نظرياً ضد إيران لحساب علاقة سورية مع دول الخليج.


كما تخلل فترة حكم الرئيس حافظ الأسد بعض التضارب في المصالح والصراع على النفوذ ووصلت الذروة خلال ما سميت حرب الأشقاء في لبنان والتي تقاتل فيها الفصيلان الشيعيان حركة أمل المؤيدة من سوريا وحزب الله المؤيد من إيران.

 

من جانب آخر وجهت إيران اللوم للموقف السوري من إعلان دمشق في 6/3/ 1991، وهي الصيغة التي استبعدت إيران من عبء تأمين الخليج بنصها على "أن يكون وجود القوات المصرية والسورية على أرض السعودية وبعض الدول الخليجية الأخرى نواة لقوة سلام عربية تعد لضمان أمن وسلامة الدول العربية في منطقة الخليج " حيث احتجت إيران على إشراك بعض الدول العربية غير المطلة على الخليج في مهمة حمايته، والذي يتجاوز مكانتها والمؤيد لحق الإمارات في الجزر المتنازع عليها معها.

 

هذا وكان لحضور سوريا مؤتمر مدريد في نهاية 1991 والذي تنظر إليه إيران، نظرة استسلام من جانب العرب، وكونه قضى على آخر ورقة في أيدي العرب وأنه حسم الصراع لصالح اليهود، الأثر السيئ على العلاقات بين البلدين.

 

وفي نفس الاتجاه شهد عام 2000 بعض التذبذب في العلاقات بينهما، وذلك نتيجة دخول سوريا في مفاوضات السلام مع إسرائيل مما سبب بعض التوتر في العلاقات بين إيران وسوريا التي دخلت جولة جديدة من المفاوضات آنذاك. ولقد انتقد مرشد الجمهورية خامنئي في يناير 2000 سوريا ضمنياً من دون أن يسميها وذلك بسبب دخولها إلى العملية السلمية معتبرا أن الحل هو العودة إلى الإسلام والاتحاد بين المسلمين.

 

وأخيراً، وبالرغم من أن  الموقف السوري والإيراني جاء رافضاً للحرب الأخيرة على العراق، إلا أن النظام السوري وقف ضد الحرب والاحتلال وإسقاط نظام صدام حسين، في حين أتخذ النظام الإيراني موقف الحياد والداعم للقوى السياسية الشيعية.

بعد استعراض أبرز نقاط الاتفاق والمنعطفات التي مرت بها مسيرة العلاقات الإيرانية السورية، نجد أنهما تغلبا بشكل أو بأخر على نقاط الخلاف أو حتى قفزا عليها ولم تؤثر كثيراً على العلاقات القوية بينهما. وذلك لتقديرهم الجيد للفوائد الكلية أو التكاليف المتدنية للحفاظ على العلاقات الطيبة بينهما.

 

يتبادر في الوقت الراهن لدى ذهن العديد من المحللين والمهتمين، تساؤلاً أو افتراضاً جدلياً مفاده ماذا لو تكللت المفاوضات غير المباشرة السورية-الإسرائيلية والمفاوضات المباشرة فيما بعد بالنجاح، وأسفرت عن معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل ؟؟؟ فهل سيعني ذلك ضربة قاسمة للتحالف الإيراني السوري؟؟؟. بغض النظر عن إمكانية نجاح المفاوضات من عدمه فنحن ليس بصدد مناقشة ذلك، فما نسعى إليه هو محاولة الإجابة على التساؤل الذي طُرح آنفاً.

 

معاهدة سلام سورية -إسرائيلية، تعني أن العديد من نقاط الالتقاء ومقومات التحالف والرأي المشترك تجاه العديد من القضايا قد تشهد تراجعاً. فعلى صعيد الموقف السوري من الصراع العربي الإسرائيلي ودعمها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، سيتحول إلى دعم معنوي يتمثل بالتأكيد على حق الفلسطينيين واللبنانيين كباقي الشعوب القابعة تحت الاحتلال بالمقاومة لتحرير أراضيها وتقرير مصيرها. كما أن الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية سيتغير في طريق إيجابية العلاقة بين البلدين، بالمحصلة إرضاء إسرائيل هو إرضاء لأمريكا. وفيما يتعلق بالموقف السوري من الساحة اللبنانية قد يشهد تراجعاً لصالح عدم التدخل في الشؤون اللبنانية.

 

إجمالاً يمكن القول أنه في حال توقيع معاهدة سلام سورية –إسرائيلية، كثيراً من مقتضيات التحالف السوري –الإيراني ستتلاشى بشكلٍ أو بآخر سيما ما يتعلق بالأمن الإيراني –السوري والذي ينظرا إليه على أنه واحد، وهذا ما نجده كثيراً في تصريحات المسئولين في كلا البلدين. حتى على الصعيد الاقتصادي سيكون هناك إمكانية وفرصة جيدة للتعاون والتعامل مع كل من، إسرائيل، أمريكا، الغرب. وقد يكون ذلك على حساب علاقاتها الاقتصادية بإيران.

 

بناءً على هذا الطرح نجد أنه من الممكن ولو على الأمد الطويل أن يتحلل التحالف الإيراني-السوري لصالح مصالح سوريا الجديد، وفي النهاية السياسة في مجملها هي فن إدارة المصالح.

 

 لكن هناك طرح آخر، هو باعتقادي الأرجح أن تبقي العلاقات السورية –الإيرانية تسير في الاتجاه الإيجابي وأن تقفز على العقبات التي تواجهها كما كانت تتجاوزها دائماً. فسوريا تدرك جيداً أن علاقاتها بإيران هي التي قوت قدراتها على المواجه مع الآخر، وهي ستظل ورقة رابحة وأداة ضغط فعالة لدى سوريا في حال طرأ أي سوء على صعيد علاقتها بإسرائيل والولايات المتحدة. كما أن طهران ليس من مصلحتها توتير علاقتها مع دمشق وزيادة خصومها بل من الأفضل اتخاذها جسراً في حينه لما يسمى بدول الاعتدال. كما أن السياسة الدولية والعلاقات بين الدول لا تستقي بأن تلقي دولة نفسها بأحضان دولة أو دول أخرى لتصبح تابعة لهم ما يكلفها ذلك كثيراً عند أي خلاف يطرأ على العلاقات بينهم، والشواهد على ذلك كثيرة.

 

من جانب آخر، وفي حال تصفحنا لعلاقات إيران الدولية سنجدها تقيم علاقات متينة مع العديد ممن تربطهم علاقات متينة وقوية بأمريكا مثل الهند وباكستان، بل تربطها علاقات قوية واتفاقيات مع الحكومة العراقية، حتى مع دول الخليج فعلاقاتها تسير باتجاه التطور بل أن دولة الإمارات العربية تربطها بإيران علاقات اقتصادية كبيرة رغم مشكلة الجزر الثلاث القائمة بين البلدين، هذا وتعتبر ألمانيا الشريك التجاري الأكبر لإيران في القارة الأوربية .

 

في النهاية، حتى لو نجحت المفاوضات بين سوريا وإسرائيل وأوصلتهما لتوقيع معاهدة سلام، فهذا من المفترض ألا يؤدي إلى تدهور العلاقات بينهما، بل من الممكن استثمار ذلك لمصالحهما، وتعزيز مكانتهما على الصعيد الدولي وإحداث توازن أكثر في علاقاتهما الدولية. وهذا ما أعتقد أن تسلكه الدولتان اللتان تتميزان بقدرتهما على الاستغلال الجيد لإمكانياتهما المتاحة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ