ـ

ـ

ـ

الأربعاء 09/07/2008

بسم الله الرحمن الرحيم

هل ثمن الجولان .. قتل الإنسان ودوس القرآن ..

د.منير الغضبان*

هل هي مباركة عالمية لهذه الخطوة الجبارة على طريق تحرير الجولان ..إسرائيل تريد،أمريكا تريد. سورية تريد ،العالم يريد.

نحن لا نستغرب صمت الحكام.فلهم حساباتهم. لكننا نستغرب صمت الشعوب.

أنت يا شعبنا السوري.. ألم تتحرك جماهيرك ضد الرسوم الكاريكاتورية للنبي صلى الله عليه وسلم ، واحتلت السفارة .وحاولت إشعال النار فيها.

فأين أنت الآن من تدنيس المصحف ودوسه بالأرجل .يا علماء الشام .. هذه المنابر التي تخطبون عليها ،هي لمن ؟ أليست لله ولرسوله .لم لا يكون يوم الجمعة يوم الاستنفار العام لخروج  الأمة كلها ثأرا للمصحف..في كل أنحاء سورية .

نريد منكم إجراء تحقيق نزيه من كفار الأرض ،من المؤسسات الإنسانية والحقوقية . هل تم هذا الأمر أم لا؟

أم أن الإعلان الرسمي للدولة هو أصدق القائلين .وهذه الدعاوي هي دعاوي المجرمين .أجيبونا يا قادة الأمة الحقيقيين .يامن تملكون تحريك جماهير الشعب كله للمطالبة بتحقيق دولي في صحة هذا الإدعاء من السجناء .

لقد ظهر مقال في جريدة جيش الشعب عام 67 يطالب بوضع الله تعالى في متحف التاريخ . فقامت الأمة واعتذرت الدولة .

هل اكتفيتم يا قادة الأمة بهذه الأسطر الثلاثة من الدولة –حوادث شغب من المتطرفين تمت السيطرة عليها .ترى أليس لكم وقفة بين يدي الله .على هذا السكوت الرعيب العجيب. أم تقولون هذا حدث داخلي لا علاقة للعالم به .نقابل الرئيس .ونطلب التحقيق منه .هل هذا القرآن كتاب مدرسي صادر في سورية .أم قضية تخص المسلمين في الأرض .فهو كتاب الله عز وجل .ومليار مسلم وثلث مليار ينتظرون منكم الحقيقة .

هل مواقعكم أغلى عندكم من كتاب ربكم ؟

ألا تسقط الأنظمة أمام هذا الحدث. الدنمارك يقاطعها العالم الإسلامي اقتصاديا فماذا تفعلون أنتم لهذا النظام . إنها أمانة في عنق كل من يعتلي منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكل عالم يجلس خلف طاولته يحدث الناس بهذا الدين .فهل أخطر من هذه الدعوى ،تعطل من أجلها الحياة ويقوم العصيان المدني  حتى يتم التحقيق الدولي النزيه فيه.

إزهاق أرواح عشرات من القتلى استغاثات المعتقلين .طرد أهاليهم لأبعد من 4 كيلو متر  عن سجن صيدنايا.ألا يحتاج إلى احتجاج أو تحقيق؟

ثقوا يا قادة الأمة أن هذه الثورة المدنية لكتاب الله سوف يخرج بجواركم إخوانكم النصارى وكل أبناء الأمة .فنحن نرفض تدنيس أي كتاب مقدس.

وسيكون بجواركم ومن ورائكم كل النصارى في صيدنايا  والمعرة ، فنحن نعلم مدى التقديس الذي يتعاملون به مع إخوانهم للحفاظ على مقدساتهم.

إن القضية ليست قضية أفراد قتلوا . ولكنها قضية مجزرة ترفضها كل قوانين الأرض والسماء . وقضية شعب يحاسب على رأيه . ويعذب عبى رأيه . ويقتل على رأيه .وتداس مقدساته من أرعن مجرم بحق أمته وطائفته ودينه . أيا كانت هويته.

إني قبل أن أناشد أحرار العالم .أناشد أحرار بلدي أن يكفوا العالم الإسلامي المؤونة ويعلنوا موقفا إيجابيا من المجزرة البشرية  .ومن الجريمة الإنسانية بحق مقدسات الأمة .

وأنادي من طرف آخر قادة إعلان دمشق.وأعلم أن جميعهم في السجون ينتظرون المصير الأسوأ .وقد صدرت الحكام بتجريحهم وسجنهم لأنهم قالوا : لا للنظام .

أبحث عن بيان من إعلان دمشق فلا أجده ولا عذر لحركة إعلان دمشق بهذا البطء ورئيسة الإعلان في السجن وقياداته جميعا في السجن .

وإني لأفخر بالمؤسسات الحقوقية السورية جميعا .فكلها على الأقل نقلت للعالم ما يجري .وأفخر بأعظم هذه الأصوات الأستاذ هيثم المالح الذي أسمع العالم صوته بالمطالبة بالتحقيق النزيه العادل في هذا الأمر . وأعلن كل المؤسسات الحقوقية الإنسانية لا يحق لها الدخول  للسجن ولا منظمة العفو الدولية، ولا الأمم المتحدة .

إني بمقدار فخري واعتزازي بالمرصد السوري والإخوان المسلمون الذين ناشدوا العالم التدخل وحركة العدالة والبناء زجبهة الخلاص الوطني . وجميع لجان حقوق الإنسان في سورية . وهم الذين أسمعوا العالم أخبار هذه الجريمة النكراء  . أدعوا القادة العلماء والقادة السياسيين بلا استثناء أن يكون لهم الموقف الواحد هذا .فهم الذين يمثلون كافة قطاعات الأمة .بل أطالب النظام السوري .أن يغير صورته البشعة المجرمة ويرعوي للحق.

وأطالب كل شخص فيه أن يذكر أنه مواطن  قبل أن يكون حاكما .وأطالب المواطن الأسد  الذي يحمل الوزر كله أن يرفع هذا الوزر ويرفع هذا الإصر ، ولو لمرة واحدة  احتراما لمقدسات الأمة ،وحفاظا على أرواحها .

قبل أن أناشد العالم أناشد أبناء وطني بلا استثناء . أن يصدعوا بكلمة الحق .فلاحين وعمالا وموظفين ومدرسين ومثقفين وحقوقيين وضباط ووزارة ونساء عظيمات وشباب يحملون عبء التغيير                            

       على الأقل بتسكين الغليان الذي يهيج في العالم الإسلامي ، ويتساءل عما يجري في سورية ، في ظئر الإسلام وبلد الوليد وابن عبد العزيز ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

وإلا فاسمحوا لنا بهذا العنوان :

هل ثمن الجولان . تدنيس القرآن وقتل الإنسان؟

*باحث إسلامي سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ