ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
صيدنايا
مجزرة عن سبق إصرار وتصميم المحامي
: أحمد المهندس* مقدمة لا بدّ منها: لم تكن هذه أول مجازر نظام أسد ولكن تكون
الأخيرة في حق الشعب السوري
ومواطني الدول العربية الذين
تسوقهم الأقدار إلى بلاد نظام
الظلم والظلمات... لقد عاصرت جرائم نظام أسد منذ سنيّ عمري
الأولى عندما شهدت إطلاق الرصاص
الحي على أهالي مدينة حمص الذين
خرجوا احتجاجا على تعديل
الدستور السوري لعام 1973 والذي
بموجبه أصبح وفق المادة الثامنة
منه حزب البعث الاشتراكي قائد
للدولة والمجتمع وقد تم قمع
الاحتجاجات من خلال استخدام
العنف المسلح المتمثل بإنزال
الدبابات إلى شوارع المدينة
وجعلها ثكنة عسكرية وكانت
الحصيلة العشرات من القتلى
الشهداء والمئات من الجرحى . تدمر المجزرة النازفة : وتتالت المجازر وقد دخلت معتقل تدمر عام
1980 بعد وقوع مجزرة
تدمر الرهيبة الكبرى وشاهدت
آثار الدماء وأجزاء من الأشلاء
كانت لا تزال على جدران وأسقف
المعتقل رغم طمسها وإزالتها ،
كما عاينت آثار الطلقات النارية
الرشاشة والقنابل التي كانت لا
تزال تحدّث عن الأمر الجلّل
الذي حدث في ساحات وبين جدران
سجن تدمر . أقول للتاريخ بأن مجزرة تدمر لم تكن
الوحيدة في هذا السجن بل كانت
ترتكب مجازر أسبوعيه نازفة
وتتكرر أحيانا كثيرة في الأسبوع
مرتين واستمرت هذه المجازر حتى
مطلع التسعينات ذهب ضحيتها أكثر
من سبعة عشر ألف شهيد من خيرة
الخبرات والطاقات و الكوادر
العلمية . ومن الجدير ذكره ففي عام 1984 أثناء مرض
حافظ أسد ومحاولة أخيه رفعت
استلام الحكم تم تكثيف
الإعدامات في سجن تدمر بشكل
رهيب فكانت تخلى مهاجع بكاملها
شنقا وأذكر أن المهجع رقم / 19 / في
الباحة الرابعة كان يحتوي على /
120 /
معتقل لم يتبقى منهم سوى شاب
اعتقل حدث ليخبر عن أسماء من
كانوا معه .... و كانت تلك الإعدامات تمهيدا من رفعت أسد
لتسلمه السلطة دون أن يكون لديه
معتقلين في السجون السورية. معتقل صيدنايا: وفي نهاية 1987 تم نقلي إلى سجن صيدنايا
والسجن كما أضحى معروف للجميع
بشكله المشابه لإشارة مرسيدس
وفق صوره الملتقطة عبر الأقمار
الصناعية والموجود على موقع
الانترنت غوغل هذا السجن والذي يتسع لأكثر من ستة آلاف
سجين لم يكن يسمح فيه لأسباب
أمنية كما في السجون الأخرى
للحراس بحمل السلاح داخله عندما
يكونون على تماس مع المعتقلين
على الإطلاق وإن ما يتم تزويدهم
به فقط أدوات التعذيب من كبلات
وعصي . وفي سجن صيدنا يوجد في كل طابق حراس
مسلحين عند نقطة التلاقي في
منتصفه وتشكل هذه النقطة مساحة
دائرة قطرها عشرة أمتار محاطة
بقضبان من الحديد لايمكن النفاذ
إلى داخلها يجلس
الحراس المكلفون بالحراسة
بداخلها وهم يحملون أسلحتهم وهي
عبارة عن كلاشينكوف و ذخائر. صيدنايا مجزرة عن سبق إصرار وتصميم : ما أشبه اليوم بالأمس لقد أراد نظام بشار
أسد أن يقوم بتصفية ما لديه من
معتقلين سياسيين بحجة قيامهم
بتمرد داخل السجن فيرد عليهم
بإطلاق النار ... إن أعمال التفتيش التي تجري في السجن
روتينيه ولكن الاستفزاز الذي
حدث وانتهاك المقدسات لدى
المعتقلين كان مخطط له بإحكام
من أجل تبرير تنفيذ وإتمام
المجزرة ولكن إرادة السماء
أحبطت خطة نظام بشار أسد وتم
كشفها عند بدئها للعلن . إن وضع أقفال جديدة ومنيعة على أبواب
المهاجع ليلة موعد تنفيذ
المجزرة للتفرد بالمعتقلين
مهجع أثر آخر لم تفلح فإرادة
المعتقلين كانت أقوى من الموت
الذي جاء به أزلام أسد فهبوا
للدفاع عن أنفسهم بكل ما أوتوا
من قوة فكسروا الأقفال وخلعوا
أبواب المهاجع قبل أن يصل إليهم
القتلة المجرمين وهنا حدثت
المفاجأة التي لم يكن القتلة
يتوقعونها فاستطاع المعتقلين
التصدي للرصاص الحي بصدورهم و
أن يسيطروا على السجن وأن
يسوقوا السجانين إلى الزنازين
في قبو السجن ليطلقوا سراحهم
لاحقا بعد توقف إطلاق النار ... إن السيناريوهات الفاشلة لنظام أسد في
قمعه وقتله للإرهابيين
المزعومين لا تزال تتكرر وإن
التوقيت الذي اعتمده قبل زيارته
لفرنسا هو من منطق التضليل
للعالم من أنه هو من يسيطر ويقمع
ويقتل الإرهابيين وإنه هو
الحليف للعالم المتحضّر في وجه
الأصولية . إن هذا التوقيت جاء في سياق منع فرنسا من
مطالبة نظام أسد من فتح ملف
المعتقلين السياسيين استجابة
لمطالب منظمات حقوق الإنسان
الدولية و قد آتت تلك المجزرة
أكلها بالنسبة لنظام أسد فقد
جاء طلب وزير خارجية فرنسا
كوشنير خجولاً بالمطالبة فقط
بأسماء محدده للإفراج عنهم وكأن
حقوق وكرامة الإنسان وفق
المعايير الفرنسية تنطبق على
نشطاء سياسيين دون آخرين ... إن هذه المجزرة وسواها من مجازر نظام أسد
ترتكب في ظل حماية حكومة أولمرت
الإسرائيلية وغطاء وصمت
الحكومات العربية والمجتمع
الدولي . الحرية في بلادي سوريا لا يصنعها إلا
الأحرار.... تحية إجلال وإكبار إلى من شهداء سوريا
الأبرار على اختلاف مشاربهم الفكرية والدينية
والمذهبية الذين سقطوا على مذبح الحرية على مدى أربع عقود من الزمن فداء لمستقبل وشعب سوريا سيسطّر التاريخ أسماءهم بأحرف من نور تخط بمداد أشعة الشمس الذهبية التي ستشرق بإذن الله تعالى على سوريا
الحرة من جديد .....
*معتقل سياسي سوري سابق ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |