ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بأيدينا نبني مستوطنات تهوّد أرضنا .. وبأيدينا نبني جدار سجننا!!

فمن المسؤول عن ذلك؟!

ندى الحايك خزمو

في الانتفاضة الأولى عندما صدر بيان عن القيادة الوطنية الموحدة آنذاك يطلب من العمال الفلسطينيين الامتناع عن العمل في المصانع والورش الاسرائيلية ... علقت في حينه على هذا المطلب خلال مقال بما مضمونه أن القيادة الموحدة كان يجب قبل أن تصدر مثل هذا القرار أن توفر الأعمال لهؤلاء العمال ليستطيعوا توفير لقمة العيش لهم ولأطفالهم ولعائلاتهم.. وكم كان استغرابنا كبيراً عندما أصبح السماح للعمال بالتوجه الى أماكن عملهم في اسرائيل مطلباً فلسطينياً في الانتفاضة الثانية بعد أن منعت سلطات الاحتلال العمال الفلسطينيين من الدخول الى المناطق الاسرائيلية .. بل وسارعوا الى ايجاد بدائل لهم تم استيرادهم من الخارج ..

غريب وعجيب أمرنا .. فبعد أوسلو وعودة السلطة من الخارج تأملنا خيراً وقلنا أن فرص العمل ستوفر للعمال الفلسطينيين من خلال ورش عمل ستقام لاستيعابهم ولبناء اقتصادنا الوطني الفلسطيني، ولكن وللأسف وبدلاً من ذلك وجدنا أن المستثمرين الذين توافدوا الى الأراضي الفلسطينية لاستثمار أموالهم في مشاريع حيوية لم يصمدوا طويلاً، فأخذوا أموالهم وعادوا من حيث أتوا بعد أن واجهوا صعوبات كبيرة في اقامة مثل تلك المشاريع، وبالتالي صدق المثل القائل "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي " فلا مشاريع أقيمت ولا عمال تم استيعابهم ليظلوا يستعطفون السلطات الاسرائيلية لمنحهم تصاريح للعمل في المشاريع الاسرائيلية.. وكم هو مؤلم منظر هؤلاء العمال وهم يقفون في صفوف طويلة على الحواجز والمعابر في انتظار أن يتم السماح لهم للتوجه للعمل ليستطيعوا توفير لقمة العيش لعائلاتهم، التي وبعد فترة طويلة من البطالة والمنع لم تعد متوفرة مما أدى الى استفحال حالات الفقر والجوع فيما بين أبناء شعبنا .. لذلك فلم يجد العمال بداً من القبول بأي عمل يعرض عليهم حتى وان كان ذلك في بناء المستوطنات وحتى جدار الفصل العنصري،  فهم بين نارين: إما موت أطفالهم جوعاً وعطشاً أو القبول بالعمل في تلك المستوطنات وذاك الجدار الذي حتى هم أنفسهم – أي العمال – يطالبون بازالته رغم أنهم هم من يقومون ببنائه.. بمعنى آخر يساهمون مجبرين في تهويد القدس ومناطقنا العربية وفي بناء السجن الكبير الذي وجد المواطن الفلسطيني نفسه فيه مع كل متر يرتفع فيه الجدار ليفصل مناطقنا عن بعضها البعض ويحول كل منطقة الى سجن لا يسمح الدخول والخروج اليها الا بأمر من سلطات الاحتلال ..

فمن الذي أوصل هؤلاء العمال الى هذين الخيارين ؟! ومن هو المسؤول عن ذلك ؟! هل نلوم هؤلاء على بحثهم عن لقمة العيش ؟! أم نلوم من لم يسارعوا الى ايجاد البدائل لهؤلاء العمال من الأعمال التـي تجنبهم الوقوع في فخ بناء المستوطنات والجدار ، بل في فخ الصراع ما بين لقمة العيش وما بين المساهمة التي أُجبروا عليها في تهويد وطنهم وسلب أراضيهم والتسبب في سجنهم، فالجوع كافر يا اخوان..

أنه لتناقض كبير ولن نقول أنه من سخرية القدر بل هو نتيجة لعدم دراسة الأوضاع الفلسطينية جيداً وعدم القيام بمشاريع حتى ولو ورش عمل صغيرة تستوعب هؤلاء العمال بدل أن يتم تركهم يعيشون في صراعات مع أنفسهم.. نحن لا ننكر هنا أن الاحتلال ساهم أيضاً في وصولنا كفلسطينيين الى مثل هذا الوضع ، ورغم ذلك فهذا لا ينفي المسؤولية عن المسؤولين الفلسطينيين ، الذين رغم ادراكهم أن الاحتلال الاسرائيلي ومنذ وطأت أقدامه أراضينا الفلسطينية كان يهدف الى اعتماد اقتصادنا كلياً على الاقتصاد الاسرائيلي ليتحكم بنا كما يشاء ، فإنهم لم يعملوا بصورة كافية الى محاولة فك ارتباطنا الاقتصادي ولو جزئياً عن الاقتصاد الاسرائيلي .. كان من واجبهم تشجيع المستثمرين الفلسطينيين وحتى العرب الذين جاءوا بعد أوسلو ليساهموا في بناء الاقتصاد الفلسطيني، وليس دفعهم الى العودة من حيث أتوا باجراءات بيروقراطية ومحاولات من بعض المنتفعين استغلال هؤلاء المستثمرين لتحقيق مكاسب ذاتية، وبالتالي خسرنا الكثير الكثير من المشاريع التي لو تمت لكانت استوعبت آلاف العمال ولما اضطروا كما قلت سابقاً الى استجداء العمل في اسرائيل وفي المشاريع الاستيطانية وفي بناء الجدار .. هذا من جهة، ومن جهة أخرى كذلك فقد كان بامكان المسؤولين اقامة مشاريع بأموال الدعم والمساعدات ..

الجميع الآن يبكون على حال قدسنا ومناطقنا الفلسطينية ، يبكون على تهويد القدس والمستوطنات التي طوقتها من كل جهة والتي نسمع عن اقامة المزيد منها كل يوم .. يبكون على حالنا بعد اقامة الجدار العنصري الذي ذبح اقتصادنا من الوريد الى الوريد .. يبكون ولكن وللأسف حتى لا يعضون أصابع الندم على ما جرى وما يجري .. على وصولنا الى هذه المرحلة البائسة اليائسة .. لماذا لم يعوا هذه الأمور منذ البداية ولم يسارعوا الى تصحيح الأمور قبل تفاقمها وقبل أن نبني بأيدينا خراب بيوتنا؟!..

الوقت لم يفت بعد ، وما دمنا نقول يجب أن نحارب تهويد القدس فيجب اذا أن نتصرف.. فمن أموال الدعم التـي تصل الى القدس يجب اقامة مشاريع تستوعب عمالنا فلا يضطرون الى اللجوء للعمل في المستوطنات وفي الجدار .. فانه لعيب، بل أكبر عيب أن نترك الوضع على ما هو عليه الآن ، فلنر ما سيقوم به المسؤولون عن القدس لدى السلطة وما ستقوم به اللجان التي عينت لمواجهة تهويد القدس وما سيفعله العالم العربي تجاه المدينة.. فهذا أحد أسلحة مواجهة التهويد بل هو أهمها، فهل نستعمله أم نظل نبكي على حالنا ولا نفعل شيئاً إلا الكلام ورفع الشعارات؟!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ