ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إيران
وليم بيرنز"..."وعراق
كوندوليزا عفلق" ! عريب
الرنتاوي واشنطن ليست ذاهبة
إلى حرب مع إيران، ووزير دفاعها
روبرت جيتس يؤكد ذلك، ويضيف
عليه أن العالم يدرك مخاطر حرب
من هذا النوع على المنطقة
والعالم، وينفي أن تكون "تجربة
الصواريخ" الإيرانية قد جعلت
الحرب وخيار القوة، أكثر
احتمالا وترجيحا، فيما مساعد
وزيرة الخارجية وليم بيرنز،
يتحدث ولأول مرة، عن "مصالح مشتركة"
بين إيران والولايات المتحدة في
العراق وأفغانستان، وأن
الدبلوماسية والعقوبات هما
السلاحان اللذان تراهن عليهما
واشنطن لمنع إيران من امتلاك
برنامج نووي عسكري ناجز، لافتا
إلى أن إيران ما زالت بعيدة عن
استكمال دورة التخصيب وامتلاك
السلاح، بخلاف الإدعاء
الإيراني من جهة ومزاعم إسرائيل
التي تتحدث عن "اختراق" على
طريق امتلاك إيران للسلاح
النووي، وتستعجل توجيه ضربة
عسكرية لبنيتها التحتية
النووية، من جهة ثانية. حلفاء إيران الأقرب،
من نمط سيلفيو بيرلسكوني العائد
للسلطة حديثا، أكدوا هذا
التوجه، وقالوا أن واشنطن لم
تطرح الخيار العسكري على قادة
مجموعة الثمانية الكبار الذين
اجتمعوا مؤخرا في طوكيو، فيما
ذهبت روسيا إلى ما هو أبعد من
ذلك، حين أكد ناطقون باسمها
سقوط الكثير من التحفظات على
التعاون العسكري الروسي
الإيراني، في خطوة يعتقد أنها
تأتي بمثابة رد على نشر
الولايات المتحدة درعها
الصاروخي على مقربة من الحدود
الروسية. من يتأمل تصريحات
جيتس وبيرنز، سيستدعي حتما إلى
ذاكرته بتقريرين شهيرين: الأول،
تقرير الاستخبارات الأمريكية
الذي قال بأن إيران أوقفت
برنامجها النووي العسكري منذ
العام 2003، والثاني، تقرير بيكر
– هاميلتون الذي دعا لاعتماد
الدبلوماسية والحوار
والاحتواء، بديلا عن القوة
والقطيعة والعزل والإقصاء،
وبرغم تحفظ الإدارة الأمريكية
لفظيا وإعلاميا على التقريرين
المذكورين، إلا أن هناك من
المؤشرات ما يكفي للقول، بأن
السياسة الفعلية لهذه الإدارة،
لم تكن بعيدة عن فحوى توصياتهما. جديد المواقف
الأمريكية، هو هذا الحديث غير
المسبوق عن "مصالح مشتركة"
تربط بين واشنطن وطهران، ما هي
هذه المصالح، وكيف يمكن حمايتها
وتعظيمها، مع من وعلى حساب من،
وهل يمكن أن تؤسس هذه المصالح
لمرحلة من التعاون بدل
الصراع، وما الذي عناه بيرنز
حينما قال أن أمن العراق
واستقراره هو مصلحة مشتركة بين
البلدين، وكيف أصبحت إيران
صاحبة مصلحة في استقرار العراق،
وهي التي طالما اتهمت – من
واشنطن بالذات – بأنها الداعم
الأكبر للعنف الطائفي
والمذهبي والإرهاب والعنف وعدم
الاستقرار. ما الذي عناه بيرنز
عندما قال بأن واشنطن مستعدة
للاعتراف بدور إقليمي لإيران،
شريطة أن يكون هذا الدور
منطلقا من التعاون مع المجتمع
الدولي وليس في مواجهته، ما هي
ساحات هذا الدور وحدوده، وهل
يمكن أن يكون هذا الدور على
حساب أدوار أخرى، وهل يعني"الاعتراف"
الأمريكي بهذا الدور، احتمال
تخلي واشنطن عن دعمها لبعض
حلفائها العرب من معسكر
الاعتدال، وهل في هذا السياق
يمكن إدراج بعض التطورات
الإيجابية التي طرأت على بعض
الملفات والأزمات: المفاوضات
السورية – الإسرائيلية، اتفاق
الدوحة، الاستقرار النسبي في
العراق إلى غير ما هنالك، ثم
كيف يمكن التوفيق بين هذه
التصريحات وتلك التي صدرت عن
السيدة رايس والتي شددت فيها
على "عروبة العراق" أو
"هويته العربية" وبصورة
تذكر بخطاب النظام العراقي
السابق، ويجعلنا نطلق عليها اسم
السيدة "كوندوليزا عفلق"،
عن أي عروبة تتحدث السيدة رايس،
هل هي العروبة المطلوبة
والمرغوبة حين تكون في مواجهة إيران،
والمنبوذة والمرفوضة
والإرهابية حين تكون في مواجهة
الاحتلال الإسرائيلي ومسعاه
التهويدي والتبديد للهوية الفلسطينية
والعربية والإسلامية لفلسطين
والقدس ؟!، وهل التضارب في
التصريحات الأمريكية هو نتاج
تخبط وفقدان البوصلة
والاتجاه، أم أنه جزء من لعبة
تقاسم الأدوار بين فرسان
الإدارة وفارساتها، صقورها
وحمائمها، من هم الصقور ومن هم
الحمائم وكيف يبدل هؤلاء "ريشهم"
باستمرار وعلى هذا النحو المربك
والخفيف ؟! أسئلة وتساؤلات تشغل
بلا شك بال المعتدلين العرب
واهتمامهم، والأرجح أن واشنطن
ستبلغ قيادة كل منهم
بالإجابات التي يود سماعها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |