ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عفوكم
شهداءنا الأبرار ... ويحكم أيها
القتلة الأشرار الدكتور
علي حسين* قبل الشروع في كتابة
هذا المقال المتواضع ، والذي لا
يمكن لنا من خلاله التعبير عن
مشاعر الغضب والحزن للمصاب
الجلل وللجريمة النكراء التي
اقترفها النظام السوري بحق
سجناء ومعتقلي الرأي في أحد
سجونه العتيدة سيئة الصيت
والسمعة ، استوقفتني كلمات
معبرة تنم عن واقع حال بلدنا
الحبيب ونظامة الدكتاتوري
القمعي ، في بيان الادانة
والاستنكار للجنة السورية
للعمل الديمقراطي ، نقتبس منه (
أيها السوريون الأباة ، يا
أحرار الأمة والعالم - في عالم
يمضي قدماً الى الأمام اذ تقوم
الحكومات الوطنية المتمدنة في
العالم بترسيخ الديمقراطية
وتعزيز احترام حقوق الانسان
ورفع مستويات الحياة في اوطانها
في حين قامت الحكومات
الاستبدادية في اجزاء كثيرة من
العالم على ادخال اصلاحات
سياسية في بلدانها لقطع دابر
الحكم الفردي وارساء قواعد
ديمقراطية الا انه ما زال
النظام السلطوي الشمولي الحاكم
بلادنا بالقوة والاكراه منكمش
على نفسه منفرد بذاته يدير ظهره
للعصر ومتطلباته مصراً على انه
القائد للمجتمع والدولة بدل من
احترام حقوق الانسان والتعددية
السياسية وتداول السلطة
ومستخدماً للتمكين له اساليب
وممارسات القهر والظلم
والاضطهاد والجوع والعنف
والقتل وكانت اخر انتهاكاته
لحقوق الانسان قيام اجهزته
الامنية باقتحام همجي لسجن
صيدنايا بعد ان قام المعتقلون
السياسيون فيه باحتجاج على سوء
المعاملة اسفرت عن سقوط قتلى
وجرحى بينهم
) . ففي صبيحة يوم السبت
الخامس من تموز اقدمت قوات خاصة
تابعة للمخابرات العسكرية
باقتحام مهاجع السجناء ، تحت
ذريعة عصيان السجناء احتجاجاً
على ظروفهم المأساوية داخل
السجن ، فيما لم يستطع النظام
السوري الدموي مقترف أبشع جريمة
بحق سجناء ومعتقلي الرأي تغطية
أحداث الجريمة ، فاضطر للإعتراف
بها وسماها أعمال شغب قام بها
السجناء . فأورد خبراً مختصراً
قال فيه : "أقدم عدد من
المساجين المحكومين بجرائم
التطرف والإرهاب على إثارة
الفوضى والإخلال بالنظام العام
في سجن صيدنايا واعتدوا على
زملائهم أثناء قيام إدارة السجن
بالجولة التفقدية على
السجناء". وأي شغب هذا الذي
يجري في سجن يضم آلاف المعتقلين
السياسيين ، لا المحكومين
بجرائم التطرف والإرهاب كما
يدعي النظام ، ويسقط فيه خمسة
وعشرون شهيداً من سجنائه ، فكأن
السجن وظلمه لم يكفهم حتى ذهبوا
ضحية اعتراضهم على سوء
المعاملة. فيما أكد الناطق باسم
اللجنة السورية لحقوق الإنسان
رد على البيان الرسمي بالقول :
"كانت مجزرة صيدنايا حقيقة
واقعة لم تستطع السلطات السورية
إنكارها، لذلك لجأت في بيانها
والذي لم يتعد ثلاثة سطور
إلى الالتفاف على الحقيقة
بدعاوى باطلة ، ولم تجرؤ الكشف
عن حصيلة ما حدث حتى لا تكشف عن
طبيعة تعاملها المتوحش مع
المعتقلين السياسيين . لجأت
السلطات السورية إلى ربط ما حدث
حسب زعمها (بمساجين محكومين
بجرائم التطرف والإرهاب) للهروب
إلى الأمام والتملص من
مسؤولياتها من جرائم إساءة
المعاملة والتعذيب المهين التي
ترتكبها بحق المعتقلين
السياسيين، وكأنها بذلك تبيح
لنفسها – من خلال عبارات مسبقة
الصنع – تستخدم عادة لاستباحة
أرواح المعتقلين السياسيين
العزل حتى تحصل على شهادة حسن
سلوك من بعض الجهات
الخارجية". في
حين يؤكد شهود عيان أن المجزرة
التي اقترفها النظام السوري بحق
السجناء الأبرياء العزل ، تختلف
تماماً عما جاء في بيانه ، فقد
ذكر أن أحد عناصر الأجهزة
الأمنية المكلفة بحراسة أحد
المهاجع أقدم على تدنيس القرآن
الكريم بينما كان بيد أحد
السجناء ، مما آثار وأجج مشاعر
الغضب والاستياء لدى باقي
السجناء .
يستطيع النظام الدموي في
سورية أن ينفي ويزور الحقيقة .
يستطيع أن يتهم السجناء
الأبرياء العزل بأي شيء وكل شيء.
فاتهامهم بالفوضى والخروج على
القانون وتصفيتهم بالقتل عقوبة
رادعة لكل من تسول له نفسه
الإعتراض ليس على النظام بل على
السجن والسجان وسوء المعاملة.
فالسجن حق للحاكم والعقوبة حق
لأهل النظام.. أما الإعتراض
فجريمة أخرى مضافة . وتعقيباً
على تلك الجريمة الوحشية يقول
الكاتب الدكتور نصر حسن ( مرةً
أخرى يتمادى النظام السوري في
استمرار ارتكاب جرائمه المشينة
بحق الأحرار سجناء الرأي في
صيدنايا، مضيفاً إلى سجله
الأسود المشؤوم الذي خطه بدماء
الأبرياء في سوح جرائمه
المتعددة، من حماه إلى تدمر إلى
صيدنايا، مرتكباً مزيداً من
التصرفات والمواقف المشينة غير
المسؤولة والمستهترة بقيمة
المواطنة وحق الحياة وكرامة
المواطنين، ضارباً عرض الحائط
بكل الأعراف والمواثيق
الدولية، منتهكاً بإصرار أدنى
شروط شرعة حقوق الإنسان التي
باتت مهددة بشكل خطير في سورية،
معرضاً للخطر أسس الاستقرار
الداخلي بممارسة العنف ضد
السجناء الأبرياء وهم محاصرين
في زنازينهم وفي ظروف غاية في
السوء والإهمال واستهتار قيمة
الإنسان التي نصت كل الشرائع
والمواثيق والأعراف على
حمايتها واحترامها حتى في ظروف
استثنائية في حالات الحروب
والاحتلال والصراعات ) . أيها
الشعب السوري البطل
.. أيّها العملاق الشامخ
المثخن بالجراح .. ماذا حل بك ،
وما الذي ينقصك كي تثور على
جلاديك الطغاة ؟ ، وتتخلص منهم
لتعيش حياة حرة كريمة ، كباقي
الشعوب التي تنعم بالحرية
والديمقراطية والعدالة
والمساواة . الم تحرك مشاعركم
هذه الجريمة ، والجرائم السابقة
التي اقترفها النظام بحق
الشرفاء من خيرة أبناء بلدكم
الحبيب سوريا ؟ ، الم تحرك
مشاعركم نهب قلة من الطائفيين
والشعوبيين بلدكم وتحويله من
بلد كان ينعم بهامش من الحرية
والديمقراطية ، الى مزرعة خاصة
بهم ؟ ، الم يحرك مشاعركم نهب
خيرات وثروات بلدكم الغالي من
حفنة طاغية حاقدة عليكم وحصرها
بيد اتباع النظام ؟ ، الم يحرك
مشاعركم حالة الفقر والجوع التي
يعاني منها الشعب السوري ؟ ، هل
ينقصكم المال ، وهل ينقصكم
العدد وهل تنقصكم الشجاعة ، وهل
ينقصكم الشعور والإحساس
بالانتماء لهذا الوطن العزيز ،
وهل ينقصكم الإحساس بالكرامة
الإنسانية ، وهل ينقصكم الرجال
الأحرار الصناديد للوقوف أمام
هذه الحفنة الباغية المتسلطة
على رقابكم ؟ ، هل بقي من شيء
تخافون عليه ؟ ، وهل تعتقدون بأن
النظام الدموي عاشق القتل وسفك
الدماء سيغير من تعامله معكم ؟ ،
وهل تراهنون على نظام بشار أسد
أن يعطيكم شيء من الحرية
والديمقراطية لتنعمون بها
كباقي شعوب العالم ؟ ، حرياتكم
مرهونة ، وكرامتكم مستباحة ،
ولقمة عيشكم منهوبة ، ودماءكم
مستباحة ، والفقر والجوع
والحرمان مستشري فيكم ، والخوف
والقلق على مصيركم وصل لحد لا
يطاق ، اذاً ما الذي تخفون عليه
؟ ، والى متى الصمت على نظام آل
أسد الأشرار ومن يلف لفيفهم وهم
ينحرونكم كالخراف ؟ ، الى متى
الصبر ؟ ، وماذا تنتظرون ؟ . في الختام تحية لكم
ولأرواحكم الطاهرة أيها
الشهداء الأبرار ، ونستسمحكم
عذراً وعفواً أن كنا غير قادرين
على أن نثأر لكم ولأرواحكم
الزكية التي هدرها نظام دموي
متسلط يعشق القتل ويعشق سفك
الدماء ، ويتلذذ ويتفنن بجرائم
بشعة بحق سجناء أحرار شرفاء
كرماء عزل لا ذنب لهم سوى أنهم
يعشقون الحرية ، ويدافعون عن
شعبهم الأبي ، مطالبين النظام
بهامش من الديمقراطية والعدالة
والحرية والمساواة كباقي شعوب
العالم ، نعدكم ونعاهدكم أيها
الصناديد الأبطال بأن دماءكم
الطاهرة الزكية لن تذهب هدراً ،
ونقول للنظام الطائفي الحاقد
بأن شعب سوريا البطل لن يستكين
ولن ينسى الجرائم البشعة التي
ارتكبتها بحق الأبرياء ، ولن
ينسى دماء أبناءه الذين نحرتهم
في تدمر ، وحماة ، وحلب ، ودير
الزور وإدلب وصيدنايا مهما طال
الزمن ، ونذكركم بمصير القتلة
والخونة والمتخاذلين ممن
سبقوكم ، ولن يحميكم ساركوزي
والمجتمع الدولي المنافق ، ولن
يفك عزلتكم السلام الوهمي مع
إسرائيل ، ونذكركم بأن الشعب
السوري ، أتباع صلاح الدين
ويوسف العظمى وصالح العلي
وسلطان باشا الأطرش ، لن
يتركوكم تنحرون أبناءه وتنهبون
خيراته وثرواته الى الأبد . تحية لشهداء سوريا
الأبرار .... وتحية لعوائل
الشهداء ... والخزي والعار
للقتلة الأشرار *كاتب
سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |