ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 14/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لو صبر سعد الحريري "نصفَ يوم" ..

 لصرخ الآخرون قبله: آ آ خْ!

الطاهر إبراهيم*

مساء يوم الجمعة11 تموز الجاري فوجئنا برئيس الحكومة اللبنانية المكلف فؤاد السنيورة وهو يعلن عن اكتمال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وقد بدا على غير العادة متغيرَ الملامح مقطبَ الجبين. وماعهدناه إلا في أحسن حالاته، وحتى يوم حوصر في مبنى السراي الحكومي أواخر عام 2006 وقد أحاط بالمبنى عشرات آلاف المتظاهرين من ميليشيات أمل وحزب الله.

ومع أنه لم يعلن أمام الصحفيين أسماء أعضاء الحكومة التي طال انتظارها أكثر من 45 يوما، لكن الصحفيين أدركوا أن الأمور ليست على ما يرام، وأنه على ما يظهر، قد اضطر أن يضع "علي قانصو" رئيس الحزب القومي الاجتماعي السوري السابق في عداد الحكومة بعد أن فشل في رفضه، وهو –السنيورة- المعروف عنه ثباته على مواقفه ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

لقد كان نصفُ اليوم الأخير قبل سفر الرئيس اللبناني "ميشيل سليمان"إلى باريس يومَ سباقٍ بين أطراف كثيرة، وكل طرف كان يراهن على أنه سيفرض خياراته على الآخرين. عملية عض الأصابع كانت جارية في لبنان، وكل طرف يريد للطرف الآخر أن يقول "آ آ آ خ" قبله. ولو صبر "الحريري" نصف يوم لقال الآخرون آآخ قبله، "إنما النصر صبر ساعة".

سمعنا في الأخبار أن النائب "سعد الحريري" رئيس تيار المستقبل أشار على "السنيورة"أن يقبل بتوزير "علي قانصو". لأن المعارضة أرادت للرئيس "ميشيل سليمان" أن يذهب إلى باريس من دون حكومة: (بحيث يتحول البحث في العاصمة الفرنسية بين الجانبين الفرنسي والسوري إلى تداول في سبل مساعدة دمشق لبنان على تسهيل قيام الحكومة بدلاً من البحث في القضايا الجوهرية التي يطالب المجتمع الدولي القيادةَ السورية بتنفيذها بشان العلاقة مع لبنان، ومنها قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين) (الحياة 12/7 نقلا عن مصادر في تيار المستقبل).

لو أخذنا الجزء الأهم من الخبر أعلاه لوجدنا أن الرئيس السوري ما كان يريد أن يتحول لقاءه مع الرئيس الفرنسي ( إلى تداول في سبل مساعدة دمشق لبنانَ على تسهيل قيام الحكومة) لأن ذلك سيفسد على الرئيس السوري الصورة: بأنه نجح بحمل حلفائه اللبنانيين على الموافقة على تشكيل الحكومة اللبنانية، وعلى فرنسا أن تدفع الثمن، الذي غالبا سيكون من حساب "المحكمة الدولية" التي ستحاكم قتلة الشهيد "رفيق الحريري"، وفرنسا لها باع طويل في إنشائها.

لقد بقي حلفاء دمشق 45 يوما يزيدون كل يوم شرطا جديدا على فؤاد السنيورة، وذلك كله من حساب الرئيس "ميشيل سليمان"، فماذا يضير الرئيس "سليمان" لو أن المدة زادت أسبوعا آخر؟

لو أن الحريري لم "يكسر" –عن طريق الموانة- رفضَ الرئيس السنيورة توزيرَ "علي قانصو" لما قال اللبنانيون ولا العالم إن "الحريري" و"السنيورة" وقوى 14 آذار هم الذين أفشلوا تشكيل الحكومة، وهم يعرفون من هو "علي قانصو"؟ والعالم يعرف أن شروط المعارضة التعجيزية، هي التي أخرت تشكيل الحكومة بعد أن فوضت العماد "عون" في رفع سقف شروطه.              الرئيس السوري كان يريد فعلا أن تتشكل الحكومة اللبنانية –ولكن بشروطه هو- قبل ذهابه إلى باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي "ساركوزي". كان يريد القول في هذه الزيارة -بلسان الحال- للرئيس "جاك شيراك": ها قد عدنا ياشيراك! كما أن الرئيس "ساركوزي" كان يريد أن يقول للفرنسيين أنه نجح في ما فشل فيه "شيراك".

ما هو مؤكد أن استقبال "الإليزيه" للرئيس السوري كان سيكون فاترا فيما لو ذهب إلى باريس، وحكومة الوحدة الوطنية اللبنانية لمّا تبصر النور بعدْ. وستُتّهم دمشق بإفشال تشكيلها. وربما قد يستقبل الرئيس السوري بمظاهرات من "أصدقاء لبنان" في فرنسا منددةً بالرئيس السوري الذي سيشار إليه على أنه هو من أفشل تشكيل الحكومة اللبنانية.  

الذين شاهدوا المؤتمر الصحفي الرباعي في الإليزيه، رأوا الرئيس السوري مرتاحا. فقد تفرغ لما يريده شخصيا من الرئيس الفرنسي. وما عاد محملا بعبء تشكيل الحكومة اللبنانية. والذين تمعنوا في رده على المطالبة بإقامة "علاقات دبلوماسية كاملة" بين سورية ولبنان، انتبهوا إلى أنه أحال ذلك إلى الحكومة اللبنانية التي يملك حلفاؤه فيها حق "التعطيل". ما يعني أن شكل هذه العلاقات لن يكون كما يرغبه اللبنانيون. فالحكومة اللبنانية –حسب دستور الطائف- هي التي ستقرر متى وكيف ستنشأ السفارتان في دمشق وبيروت. ولأن سيف التعطيل مشرعٌ فوق رأس الحكومة اللبنانية، فستبقى العلاقات بين البلدين محكومة بالسقف الذي تقبل به دمشق.   

يبقى أن نقول أن الرئيس "فؤاد السنيورة" استعجل عندما جهر برفضه توزيرَ "علي قانصو"، وكان عليه قبل ذلك أن يستشير وأن يعد للعشرة. كما كان عليه أن يتذكر القرارين –إياهما!- وإقالة مسئول المطار، وكيف أن حكومته اضطرت للحس القرارين، بعد أن عمل حزب الله في بيروت والجبل ما لم يفعله "عنتر".

ما قلناه آنفا رأي اجتهدناه عن بعد، من خلال معرفتنا بالكيفية التي يفكر فيها الرئيس السوري. وقد يكون أهل بيروت أدرى منا بـ "زواريبها"!

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ