ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بين
سجني 'الباستيل' و'صيدنايا' إفتتاحية
نشرة الأفق اليسارية
الديمقراطية المستقلة إستقبلت فرنسا في عيد
الرابع عشر من تموز، عيد سقوط
'سجن الباستيل' وانتصار الثورة
الفرنسية التي كرّست على مرّ
العقود قيم الجمهورية ومبادئ
الحرية والمساواة والأخوّة،
الدكتاتور السوري الصغير. إستقبلت في عيدها
الذي يرمز الى التنوير والعلمنة
وقهر الاستبداد، رئيس نظام
'المتبقّي من البعثين'، رئيس
نظام المنافي والقمع والاغتيال
والفساد وتصفية المعارضين. قد يقال هو ليس
الاستقبال الأول الذي تنظّمه
دولة ديمقراطية غربيّة تُعلي في
دستورها وقوانينها حقوق
الانسان لدكتاتور. وهذا صحيح.
وقد يقال إن 'الرئيس السوري' ليس
الحاكم المستبد الوحيد الذي
تؤدّي له فرقة الشرف في الجيش
الفرنسي التحية في جادة
الشانزيليزيه. وهذا أيضاً صحيح. لكن الأصحّ، أنها
المرّة الأولى التي يتحوّل فيها
عيد الثورة الفرنسية وما رمزت
إليه الى مدخل للتطبيع مع حاكم
كان القسم الأكبر من دول العالم
قد عزله وقاطعه نتيجة اتّهامه
وأجهزته باغتيالات بدأت برئيس
الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق
الحريري، ولم تنته برفيقنا
الأعز سمير قصير المثقف
والمؤرّخ اللبناني (والفلسطيني
والسوري) الذي يحمل الجنسية
الفرنسية! وهي المرة الأولى
التي تفتح فيها باريس ذراعيها
وهي تحتفل بذكرى هدم أكبر
السجون فيها لاحتضان دكتاتور
ارتكبت مخابراته قبل أيام مجازر
بحق المعتقلين السياسيين في سجن
صيدنايا، ويستمر خلف قضبان
زنازينها أسر الألوف من
المواطنين، بينهم خيرة من
المثقفين الذين لا يشبهون شيئاً
أكثر ممّا يشبهون قيم الثورة
الفرنسية نفسها. إنه العيب. إنه العار.
لكن صورة 'الباستيل'
لحظة سقوطه تحت قبضات
الباريسيين عام 1789 ستبقى
بالنسبة إلينا مصدر وحي لصورنا
القادمة: صور السجون السورية
والعربية وهي تُهدم لتبنى على
أنقاضها، وأنقاض جلاديها،
مكتبات وجامعات وحدائق. عندها فقط، ستكون
لمشاركة من تنتخبه شعوبنا في
مناسبة 14 تموز وفي غيرها معان
نستحقّها، وتستحقّها
المناسبات... ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |